المعيار العضوي و نزاعات مسؤولية الإدارة العمومية

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

257_243 :‫ ص‬،2023 - 02 :‫ اﻟﻌدد‬/ 37 :‫اﻟﻣﺟﻠد‬ 1 ‫ﺣوﻟﯾﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‬

‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


The Organic Standar And Public Administration liability disputed

1
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬
1
[email protected] (‫) اﻟﺟزاﺋر‬،‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬﯾدي أم اﻟﺑواﻗﻲ‬

2023/‫ ﺟوان‬:‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﺷر‬ 2023/04/30:‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻻرﺳﺎل‬

:‫اﻟﻣﻠﺧص‬
‫ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻛﻣﺑدأ ﻋﺎم ﻟﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻧزاع اﻹداري‬
‫ﺑﺄﻧﻪ ﻛل ﻧزاع ﺗﻛون اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻪ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن طﺑﯾﻌﺗﻪ ﺳواء ﻛﺎن ﻧزاﻋﺎ إدارﯾﺎ ﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺎ أو ﻧزاﻋﺎ‬
‫ وﺑﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم ﯾﻛون اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻣؤﻫﻼ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻌﺎدي ﻟﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﯾﺟد ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ‬.‫ﻋﺎدﯾﺎ‬
‫ﻣﺟﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺟردت اﻹدارة ﻣن اﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬﺎ ﻛﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﻧزﻟت ﻣﻧزﻟﺔ اﻷﻓراد ﻣطﺎﻟﺑﺔ إﯾﺎﻫم إﻣﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﻬﺎ أو ﻟﺣق أﺣد ﻣوظﻔﯾﻬﺎ أو ﺑﺎﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛب اﻟﺧطﺄ ﻣن اﺟل اﺳﺗرداد ﻣﺎ‬
‫ ﺣﯾث ﯾﻔﺗرض أن ﯾﻛون اﻟﻧزاع ﺣﯾﻧﻬﺎ ﻧزاﻋﺎ ﻋﺎدﯾﺎ ﯾرﺟﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﯾﻪ إﻟﻰ‬.‫دﻓﻌﺗﻪ ﻣن ﺗﻌوﯾض ﺑدﻻ ﻋﻧﻪ‬
.‫ﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‬
.‫ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬،‫ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي‬،‫ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة‬:‫اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ‬

Abstract:
In the organic standard, an administrative dispute is any dispute in which the public
administration is a party, regardless of its nature, whether it is a classic administrative dispute
or a regular dispute.Therefore, the administrative judge is competent to settle regular disputes
involving public administration. This jurisdiction finds its scope in the field of liability,
whenever the administration loses its privileges as a public authority,assuming a position
similar to individuals, being liable to compensate for damages or to seek recovery from the
party responsible for the error. In such cases, it is assumed that the dispute should be treated
as a regular disputeand resolved by ordinary courts.
Key words: : Administrative responsibility , organic standard, jurisdiction .

[email protected] ,‫ اﻹﯾﻣﯾل اﻟﻣﻬﻧﻲ‬,‫ اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬:‫اﻟﻣؤﻟف اﻟﻣرﺳل‬


243
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ‪:‬‬
‫إن اﻷﺧذ ﺑﻧظﺎم اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻣـزدوج‪ ،‬ﯾﻌﻧـﻲ اﻟوﻗـوف أﻣـﺎم ﺟﻬﺗـﯾن ﻗﺿـﺎﺋﯾﺗﯾن ﻣﺗﻣﯾـزﺗﯾن ﺗﺳـﺗﻘل ﻛـل ﻣﻧﻬﻣـﺎ‬
‫ﻋن اﻷﺧرى ﺳواء ﻣن ﺣﯾث اﻷﺟﻬزة أو ﻣن ﺣﯾث اﻹﺟراءات أو اﻟﻘﺎﻧون اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق‪.‬ﺣﯾث ﺗﺳﺗﻘل ﺟﻬـﺔ‬
‫اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري وﯾﻛون ﻟﻬﺎ اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓـﻲ ذﻟـك ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﺗﺧـﺗص‬
‫ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻠﺗﻣﯾﯾــز ﺑــﯾن ﻫــذﯾن اﻟﻧــوﻋﯾن ﻣــن اﻟﻧ ـزاع ﺗــدﺧل اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﺑوﺿــﻊ ﻗﺎﻋــدة ﻋﺎﻣــﺔ‪ ،‬وﻓﻌــﻼ ﺗــم‬
‫اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ﻛﻣﺑدأ ﻋـﺎم ﻟﺗوزﯾـﻊ اﻟﻌﻣـل ﺑـﯾن اﻟﺟﻬـﺎت اﻟﻘﺿـﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻔـﺎدﻩ أن ﻛـل ﻧـزاع ﺗﻛـون‬
‫اﻹدارة أﺣد أطراﻓﻪ ﯾرﺟـﻊ اﻻﺧﺗﺻـﺎص ﺑـﺎﻟﻧظر ﻓﯾـﻪ إﻟـﻰ ﺟﻬـﺎت اﻟﻘﺿـﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻓـﻲ ﺣـﯾن أن اﻹدارة ﻋﻧـدﻣﺎ‬
‫ﺗﺗﺻــرف ﻛﺷــﺧص ﻋــﺎدي ﯾﻔﺗــرض أن ﺗﺧﺿــﻊ ﻧزاﻋﺎﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺷــﺄن إﻟــﻰ ﺟﻬــﺔ اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻌــﺎدي وﯾطﺑــق‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫وﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن ﻛل ﻧزاع ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺎدة اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻧـدﻣﺎ ﺗﻛـون اﻹدارة‬
‫أﺣــد أط ارﻓــﻪ ﯾرﺟــﻊ اﻻﺧﺗﺻــﺎص ﺑـﺎﻟﻧظر واﻟﻔﺻــل ﻓﯾــﻪ إﻟــﻰ ﺟﻬــﺎت اﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري ﺑﻧـﺎء ﻋﻠــﻰ ﻗواﻋــد ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ‬
‫ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ وﻣﺗﻣﯾزة ﻋن ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫إﻻ أن ﺗﻣﺣﯾﺻﻧﺎ ﻟﻠﻘواﻋـد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ اﻟﻣﺣـددة ﻟﻼﺧﺗﺻـﺎص اﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ ﺑـﺎﻟﺟزاﺋر أوﺣـﻰ ﻟﻧـﺎ ﺑﺎﻟﺑﻌـد اﻟﻣﺑﺗـور‬
‫ﻟﻠﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻌﺿــوي اﻟﻣﻌﺗﻣــد‪ ،‬إﻣــﺎ ﻟﺗﻘﯾﯾــدﻩ ﺑﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎءات واﻟﺗــﻲ ﻣﺳــت ﺟــزء ﻣﻌﺗﺑــر ﻣــن ﻧ ازﻋــﺎت‬
‫ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ٕ ،‬واﻣﺎ ﻟﻌدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻔﺎﺻـل ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﺗﺎرة ﯾﻌﺗرف ﺑﻧظﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﺗﺎرة ﯾﺣﯾد وﯾﺧﺿـﻊ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻟﻘواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫اﻟﺧﺎص ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣدﻋﯾﺔ أو ﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻫ ــو ﻣ ــﺎ ﺟﻌ ــل اﻟﻧظ ــﺎم اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﻲ اﻟﺟ ازﺋ ــري ﻓ ــﻲ وﺿ ــﻌﯾﺔ ﺷ ــﺎذة ﻻ ﻫ ــﻲ ﺗﺷ ــﺑﻪ ﻧظ ــﺎم اﻟوﺣ ــدة وﻻ ﻧظ ــﺎم‬
‫اﻻزدواﺟﯾــﺔ‪ .‬وﻋﻠﯾــﻪ اﻋﺗﻣــﺎدا ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــﻧﻬﺞ اﻹﺳــﺗﻘراﺋﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠــﻲ‪ ،‬واﻟﻣــﻧﻬﺞ اﻟوﺻــﻔﻲ أﺣﯾﺎﻧــﺎ ﺳــﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ‬
‫اﻟورﻗﺔ اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ اﻹﺷﻛﺎل اﻷﺗﻲ‪:‬‬
‫ﻣﺎ ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر ﻗﺎﻋدة اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر؟‬
‫‪ -1‬اﻟﺗﻛرﯾس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻘﺎﻋدة اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬

‫ﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن ﺟﻬﺗﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر ﺗﺷرﯾﻌﻲ‬
‫ﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي‪ ،‬ﯾﺑدوا أن ﻫذا اﻟﻣﻌﯾـﺎر ﯾﺗﺳـم ﺑﺎﻟﺑﺳـﺎطﺔ واﻟوﺿـوح ﻛـون اﻟﻣﺗﻘﺎﺿـﻲ ﯾﻌـرف ﻣﺳـﺑﻘﺎ اﻟﺟﻬـﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻدﻫﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت دﻋواﻩ ﻣوﺟﻬﺔ ﺿد إدارة ﻋﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺗرك ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻋﻠﻰ إطﻼﻗﻪ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ أورد ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ‬
‫ﻫو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ‪ ،‬وﻣﻧﻬـﺎ ﻣـﺎ ﺟـﺎء ﺿـﻣن ﻧﺻـوص ﻗﺎﻧوﻧﯾـﺔ ﻣﺗﻔرﻗـﺔ‬
‫وﻣﺎ ﯾﻬﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫‪ -1-1‬اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ﻟﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﺿل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪:‬‬


‫رﻏــم اﻟد ارﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ أﺛﺑﺗــت ﺗــدﻫور ﻗﯾﻣــﺔ اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻌﺿــوي ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺗﻌــدﯾﻼت اﻟﺗــﻲ وردت ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣ ــﺎدة اﻟﺳ ــﺎﺑﻌﺔ ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ اﻟﺳ ــﺎﺑق‪ ،‬ﺣ ــﺎﻓظ اﻟﻣﺷ ــرع ﻋﻠ ــﻰ ذات اﻟﻣﻌﯾ ــﺎر ﻛ ــﺄداة ﻟﺗوزﯾ ــﻊ‬
‫اﻻﺧﺗﺻــﺎص ﻓــﻲ ﺿــل اﻟﻘــﺎﻧون رﻗــم ‪ 09-08‬اﻟﻣﺗﺿــﻣن ﻗــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ وﻛــذا ﺿــﻣن‬
‫ﺗﻌدﯾل ﺳﻧﺔ ‪ ،20221‬ﻓﻛرﺳﻪ ﻣن ﺧـﻼل اﻟﻣـواد ‪ 901-801-800‬ﻣﻧـﻪ‪ .‬ﻛﻣـﺎ اﺗﺿـﺣت ﻧﯾﺗـﻪ ﻓـﻲ اﻟﺗﻣﺳـك ﺑـﻪ‬
‫ﻣن ﺧـﻼل ﻗـواﻧﯾن أﺳﺎﺳـﯾﺔ أﺧـرى ﺗﻣﺛﻠـت أﺳﺎﺳـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻌﺿـوي رﻗـم ‪ 01-98‬اﻟﻣﺗﺿـﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻـﺎت‬
‫ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ وﺗﻧظﯾﻣــﻪ وﻋﻣﻠــﻪ اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 30‬ﻣــﺎي ‪ ،1998‬وﻛــذا اﻟﻘــﺎﻧون رﻗــم ‪ 02-98‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪30‬‬
‫ﻣﺎي ‪ 1998‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -1-1-1‬اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣﺎدة ‪ 800‬ق إ م إ‪:‬‬

‫ﯾﻌــد اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻌﺿــوي أول ﻣﻌﯾــﺎر ﻓــﻲ اﻟظﻬــور‪ ،‬ﻣﻔــﺎدﻩ أن ﻛــل ﻋﻣــل ﻣﻬﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت طﺑﯾﻌﺗــﻪ ﯾﺻــدر ﻋــن‬
‫اﻹدارة ﻓﻬو ﻋﻣل إداري ﺗﺳري ﻋﻠﯾﻪ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﯾﺧﺗص اﻟﻘﺿـﺎء اﻹداري ﺑﺎﻟﻔﺻـل ﻓـﻲ اﻟﻧ ازﻋـﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ‪ .‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 800‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن‪:‬‬

‫"اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻫﻲ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ أول درﺟﺔ ﺑﺣﻛم ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾـﺔ‬
‫أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ أو إﺣدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ"‪.‬‬
‫ﺗم ﺗﻌدﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة اﻟراﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 13-22‬ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫" اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻹدارﯾــﺔ ﻫــﻲ ﺟﻬــﺎت اﻟوﻻﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻹدارﯾــﺔ ‪.‬ﺑﺎﺳ ــﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﻣوﻛﻠــﺔ إﻟ ـﻰ‬
‫ﺟﻬﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أﺧرى‪.‬‬

‫ﺗﺧــﺗص اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻹدارﯾــﺔ ﺑﺎﻟﻔﺻــل ﻓــﻲ أول درﺟــﺔ ﺑﺣﻛــم ﻗﺎﺑــل ﻟﻼﺳــﺗﺋﻧﺎف ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﺣدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾـﺔ واﻟﻬﯾﺋـﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ اﻟوطﻧﯾـﺔ واﻟﻣﻧﺿـﻣﺎت‬
‫اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ"‪.‬‬
‫ُوﺿﻌت اﻟﻣﺎدة ‪ 800‬ﻟﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻠﺟﻬﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ‬
‫ﺟـﺎءت ﻣﻛوﻧـﺔ ﻣـن ﻓﻘـرﺗﯾن‪ ،‬وﺑﻘـراءة ﺳـطﺣﯾﺔ ﻟﻔﺣـوى اﻟﻔﻘـرﺗﯾن ﻧﺳـﺗﻧﺗﺞ ﻋﻣوﻣـﺎ أن اﺧﺗﺻـﺎص ﺟﻬـﺎت اﻟﻘﺿـﺎء‬
‫اﻹداري ﯾﻧﻌﻘــد ﻛﻠﻣــﺎ ﻛــﺎن أﺣــد اﻷط ـراف اﻟﺳــﺎﻟﻔﺔ اﻟــذﻛر طرﻓــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻧ ـزاع‪ .‬ﺑﺎﺳــﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﻣوﻛﻠــﺔ إﻟــﻰ‬
‫ﺟﻬﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أﺧرى‪ .‬أي ﺗﻠك اﻟﻣﻘررة ﺑﻣوﺟب ﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺿــﻣن ﻛــذﻟك ﻧــص اﻟﻣــﺎدة ﻋﺑــﺎرة " اﻟوﻻﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ" اﻟﺗــﻲ اﺳﺗﺣﺳــﻧﻬﺎ اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻋﻠــﻰ اﻋﺗﺑــﺎر‬
‫أﻧﻬــﺎ أدق ﻣــن ﻋﺑــﺎرة "ﺟﻬــﺎت ﻗﺿــﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم"‪ 2‬اﻟ ـواردة ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة اﻷوﻟــﻰ ﻣــن اﻟﻘــﺎﻧون رﻗــم ‪02-98‬‬

‫‪245‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻹدارﯾــﺔ‪،‬إﻻ أن اﺳــﺗﺑدال اﻟﻣﺷــرع ﻟﻌﺑــﺎرة "اﻟﻣــﺎدة اﻹدارﯾــﺔ" ﺑﻌﺑــﺎرة "اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ اﻹدارﯾــﺔ" أﺛــﺎر‬
‫اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺗـﻲ أﻛـدت ﺣﺳـب رأﯾﻧـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻋـدم ﺗﺣﻛـم اﻟﻣﺷـرع اﻟﺟ ازﺋـري ﻓـﻲ ﺗوظﯾـف اﻟﻣﺻـطﻠﺣﺎت‬
‫وﻓﺷﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣوﺿوع اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻘـول ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺻـدد اﻷﺳـﺗﺎذ ﺑوﻋﺑـد اﷲ ﻣﺧﺗـﺎر أن اﻟﻌﺑﺎرﺗـﺎن‬
‫ﻻ ﺗؤدﯾﺎن إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﺎﻟﻧزاع اﻹداري ﻫـو اﺻـطﻼح ﻣـن ﻣﺻـطﻠﺣﺎت اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﻣدﻟوﻟـﻪ ﻣـﺎدي‪،‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة اﻹدارﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري وﻟﻬﺎ ﻣدﻟول ﻋﺿوي‪.3‬‬

‫أﻣــﺎ ﻋﺑــﺎرة "ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ" اﻟ ـواردة ﻓــﻲ اﻟﻔﻘ ـرة اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﻓﻬــﻲ ﺗؤﻛــد ﺛﻘــﺔ اﻟﻣﺷــرع ﺑﺗﻣﺳــﻛﻪ واﻋﺗﻣــﺎدﻩ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﻌﯾﺎر ﺗواﻓر أﺣد اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣذﻛورة ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة ﻟﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﻧزاع إدارﯾﺎ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﻋﻠق اﻷﺳﺗﺎذ ﺑدران ﻣراد و اﻋﺗﺑر أن ﻧص اﻟﻣـﺎدة ﺗﺿـﻣن اﺳـﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﺷـرع وﺑطرﯾﻘـﺔ‬
‫ﺿــﻣﻧﯾﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﺑﻌــض اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣــن اﺧﺗﺻــﺎص اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻔﺎﺻــﻠﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة اﻹدارﯾــﺔ دﻋﻣــﺎ‬
‫ﻟﻠﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ﺑﻣﻌﯾﺎر ﻣﺎدي ﯾﻬﺗم ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط‪. 4‬‬

‫وﻋﻠﯾــﻪ وﺑ ـرﺑط ﻣﻌﻧــﻰ اﻟﻔﻘ ـرﺗﯾن اﻟﺳ ــﺎﻟﻔﺗﯾن ﯾﺗﺿــﺢ ﺣﺳــب رأﯾﻧــﺎ أن اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻌﺿــوي ﻟــم ﯾﺣــدد ﻣﺑﺎﺷ ـرة‬
‫اﻻﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ ٕواﻧﻣــﺎ ﺟــﺎء ﻟﺗﺣدﯾــد وﺗﻌرﯾــف ﻣــﺎ ﻫــو إداري‪ .‬ﻓــﻲ ﺣــﯾن أن اﻟﻣﻌﻧ ـﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘــﻲ ﻟﻠﻣﻌﯾــﺎر‬
‫اﻟﻌﺿوي ﯾﻔوق ذﻟك‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﻣﻌﯾـﺎر ﯾﻘﺗﺿـﻲ أن ﺗﻛـون اﻹدارة طرﻓـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻧـزاع ﺣﺗـﻰ وﻟـو ﻛﺎﻧـت ﺗﺗﺻـرف‬
‫ﻛﺷﺧص ﻋﺎدي ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻧزاع اﻹداري أﯾن ﺗﻛون ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻫﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت‬
‫اﻹدارة ﻓﻲ ﻣرﻛز أﺳﻣﻰ ﻣن ﻣرﻛز اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻫو اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق‪.‬‬

‫‪ -2-1-1‬ﻗراءة ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 801‬ﻛﺗﻛﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 800‬ﻣن ق إ م إ‪:‬‬

‫ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 801‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫" ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ‪:‬‬

‫دﻋﺎوى إﻟﻐﺎء اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ واﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ودﻋـﺎوى ﻓﺣـص اﻟﻣﺷـروﻋﯾﺔ ﻟﻠﻘـ اررات اﻟﺻـﺎدرة ﻋـن‬
‫اﻟوﻻﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻐﯾر ﻣﻣرﻛزة ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ اﻷﺧرى ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ‪.‬‬


‫‪ -‬اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬دﻋﺎوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ‪".‬‬

‫وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺗﻌدﯾل ﺳﻧﺔ ‪ 2022‬أﺿﺎف اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺟﻬوﯾﺔ‪.‬‬


‫ﺑﺎﺳﺗﻘراء ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ و ﻛﺄن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺟﺎءت ﻟﺗﻛﻣﻠﺔ اﻟﻣﺎدة ‪ 800‬اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ‬

‫‪246‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫اﻟذﻛر وﻣﺎ ﯾؤﻛد ذﻟك ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة " ﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻛذﻟك"‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳـﯾرﻩ إﻣـﺎ أن ﻧـص اﻟﻣـﺎدة‬
‫‪ 800‬ﻻ ﯾﺣوي ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗﺧـﺗص ﺑﻬـﺎ اﻟﻣﺣـﺎﻛم اﻹدارﯾـﺔ‪ .‬أم أن اﻷﻣـر أﺑﻌـد ﻣـن ذﻟـك ﻓـﻲ ﺣـﯾن أن‬
‫اﻟﺗﻣﻌن ﺑﺎﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻛذﻟك ﯾوﺣﻲ إﻣﺎ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬أو أن اﻟﻣﺎدة ‪801‬‬
‫ﺟﺎءت أﻛﺛر ﺗﻔﺻﯾﻼ وﺗوﺿﯾﺣﺎ وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل ﻋن ﺟدوى اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي اﻟﻣﻌﺗﻣد‪.‬‬
‫داﺋﻣﺎ وﻓﻲ إطﺎر ﺗﻘدﯾم ﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﻣﺎدة ‪ 801‬ﻧﻘول أن اﻟﻣﺎدة ﻗﺳﻣت اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣﻌروﺿـﺔ أﻣـﺎم‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ إﻟـﻰ ﺛـﻼث أﻧـواع ﺗﺗﻌﻠـق اﻷوﻟـﻰ ﺑـدﻋﺎوى اﻹﻟﻐـﺎء واﻟﺗﻔﺳـﯾر وﻓﺣـص اﻟﻣﺷـروﻋﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﺗﺗﻌﻠـق‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑدﻋﺎوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﺎﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ ﻟﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫"ﻓﻌﺑــﺎرة اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﻣﺧوﻟــﺔ ﻟﻬــﺎ ﺑﻣوﺟــب ﻧﺻــوص ﺧﺎﺻــﺔ" اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻔﻘـرة اﻷﺧﯾـرة ﻻ ﺗﻔــﻲ‬
‫ﺣﺳب رأﯾﻧﺎ ﺑﺎﻟﻐرض اﻟﻣطﻠوب ذﻟك أن اﻟﻧﺻوص اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﺣدد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻷﺣﯾـﺎن ﺑﻌﺑـﺎرة‬
‫" اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ"‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻟم ﺗﺣدد ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﺑـﺎﻟﻧظر إﻟـﻰ‬
‫طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧزاع أو اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺿرورة إﻟﻰ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻷﻗل‬
‫إﻟــﻰ ﻗــﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ اﻟوﻗــوع ﻣــن ﺟدﯾــد ﻓــﻲ ﻣﺷــﻛل ﺗﺣدﯾــد اﻻﺧﺗﺻــﺎص ﺧﺎﺻــﺔ‬
‫ﻛﻠﻣﺎ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﻘﺎط اﻟﺗﻲ أﺛﺎرت ﻧﻘﺎﺷﺎ واﺳـﻌﺎ ﻓـﻲ وﺳـط اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻹدارﯾـﺔ ﻧﻛﺗﻔـﻲ‬
‫ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬـﺎ ﻓﻘط‪،‬ﻛﻘﺻـر اﺧﺗﺻـﺎص اﻟﻣﺣـﺎﻛم اﻹدارﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﺻـل ﻓـﻲ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾ ــﺔ دون اﻟوطﻧﯾ ــﺔ ‪ ،5‬واﻛﺗﻔ ــﺎء إﺷ ــﺎرة اﻟ ــﻧص إﻟ ــﻰ ﻧ ــوع ﻣﻌ ــﯾن ﻣ ــن اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ذات‬
‫اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ دون ﺳواﻫﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺿﯾق ﻣن ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ‪. 6‬‬
‫وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺑرز ﺣﺳب رأﯾﻧﺎ ﻣﻌﺎﻟم ﻋدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ﻛﻣﺑدأ ﻋﺎم ﻟﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎص‪ ،‬وﻫو‬
‫ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣن ﺟﻬﺔ واﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﺳﺗﻘﻼﻻ ﺷـﺎﻣﻼ‬
‫وﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻋن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪.7‬‬

‫اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻋن اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم‪:‬‬ ‫‪-2-1‬‬

‫ﺣﺳب اﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﻣﻧطوق اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 801-800‬اﻟﺳﺎﻟﻔﺗﻲ اﻟذﻛر‪ ،‬ﻓﺈن ﻛل ﻧـزاع ﯾﻛـون أﺣـد‬
‫أطراﻓﻪ دوﻟﺔ أو وﻻﯾﺔ أو ﺑﻠدﯾﺔ أو إﺣدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات ﺻﺑﻐﺔ إدارﯾﺔ‪ ،‬ﯾؤول اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺎﻟﻧظر‬
‫ﻓﯾﻪ إﻟـﻰ ﺟﻬـﺎت اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻔﺎﺻـل ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة اﻹدارﯾـﺔ‪.‬ﻏﯾـر أﻧـﻪ واﺳـﺗﺛﻧﺎءا ﻣـن ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ﺧوﻟـت اﻟﻣـﺎدة ‪802‬‬
‫ﻣن ذات اﻟﻘـﺎﻧون ﺻـراﺣﺔ ﻟﺟﻬـﺔ اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻌـﺎدي ﺻـﻼﺣﯾﺔ اﻟﻧظـر ﻓـﻲ ﺑﻌـض اﻟﻧ ازﻋـﺎت رﻏـم أن أﺣـد أطراﻓﻬـﺎ‬
‫إدارة ﻋﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬وﻣــﺎ ﯾﻬﻣﻧــﺎ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟورﻗــﺔ اﻟﺑﺣﺛﯾــﺔ اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ )أوﻻ(‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أورد‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻋدة اﺳﺗﺛﻧﺎءات ﺟﺎءت ﺿﻣن ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺗﻔرﻗﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(‪.‬‬
‫‪ -1-2-1‬اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟﻣﻘررة ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪:‬‬
‫طرح اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺳﺎﺗذة ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟدﻛـ ـ ـ ـ ـ ـﺗور أﺣﻣد ﻣﺣﯾو وﻣﺳﻌود ﺷﯾ ـ ـ ـ ـﻬوب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت‬

‫‪247‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫ﻛﻣﺎ ﺣﺎوﻟوا ﺗﻘدﯾم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺑررات ﺣول ﺗﺿﯾﯾق اﻟﻣﺷرع و ﺗوﺳﯾﻌﻪ ﻟداﺋرة اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻣﻧذ ﺻدور ﻗﺎﻧون‬
‫اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ‪ .‬إﻻ أن ذﻟ ــك ﻟ ــم ﯾﻠﻔ ــت اﻧﺗﺑ ــﺎﻩ اﻟﻣﺷ ــرع‪ ،‬ﺣﯾ ــث أﻧ ــﻪ وﺑﺻ ــدور ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ‬
‫واﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠوﻻﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑـﻧص اﻟﻣـﺎدة ‪ 800‬ﻣـﻧﺢ اﻟﻣﺷـرع ﻣـرة أﺧـرى اﻻﺧﺗﺻـﺎص‬
‫ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧت اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻧزاع‪.‬‬

‫ﻟــذﻟك ﯾﻣﻛــن اﻟﻘــول أن اﻟﺗﺟرﺑــﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾــﺔ ﻗﺳــﻣت ﻧ ازﻋــﺎت اﻹدارة إﻟــﻰ ﺟـزﺋﯾن ﺟــزء ﻣﺑﻧــﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌﯾــﺎر‬
‫اﻟﻌﺿوي ﻣﻔﺎدﻩ أن ﻛل ﻧـزاع ﺗﻛـون إﺣـدى أط ارﻓـﻪ إدارة ﻋﻣوﻣﯾـﺔ ﻫـو ﻧـزاع إداري‪ ،‬وﺟـزء ﺟـﺎء ﻛﺎﺳـﺗﺛﻧﺎء ﯾﻣﻛـن‬
‫ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧزاع اﻟﻌﺎدي ﻟﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ .‬وﯾﺗﺿﺢ ﻣـن ﺧـﻼل ﻧـص اﻟﻣـﺎدة ‪ 802‬أن اﻟﻣﺷـرع أدرج ﻧـوﻋﯾن ﻣـن‬
‫ﻫــذا اﻷﺧﯾــر أوﻟﻬﻣــﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔــﺎت اﻟطــرق ﺣﯾــث ﯾﻔﺻــل ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻌــﺎدي ﺑــﻧص ﺻ ـرﯾﺢ‪ ،‬وﻗــد ﺗطــرق ﻟﻬــذا‬
‫اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎء اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن‪ ،8‬ﻣــن ﺑﯾــﻧﻬم اﻷﺳــﺗﺎذ ﻣﺳــﻌود ﺷــﯾﻬوب ﺣﯾــث ﺑــرر ﺳــﺑب ﻫــذﻩ اﻹﺣﺎﻟــﺔ ﺑﺄﻧــﻪ ﻻ‬
‫داﻋﻲ ﻹﺳﻧﺎد اﻻﺧﺗﺻﺎص إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣن أﺟل ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪.9‬‬

‫أﻣــﺎ اﻻﺳ ــﺗﺛﻧﺎء اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ وﻫــو اﻟ ــذي ﯾﻬﻣﻧ ــﺎ واﻟﻣﺗﻌﻠ ــق ﺑﻛــل دﻋ ــوى ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟراﻣﯾــﺔ إﻟــﻰ طﻠــب‬
‫ﺗﻌ ــوﯾض ﻋ ــن اﻷﺿـ ـرار اﻟﻧﺎﺟﻣ ــﺔ ﻋ ــن ﻣرﻛﺑ ــﺔ ﺗﺎﺑﻌ ــﺔ ﻟﻠدوﻟ ــﺔ أو إﺣ ــدى اﻟوﻻﯾ ــﺎت أو اﻟﺑﻠ ــدﯾﺎت أو اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ذات اﻟﺻــﺑﻐﺔ اﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺟــدﯾر ﺑﺎﻟــذﻛر أن ﻫــذا اﻟﺑﻧــد ﺗﻣــت إﺿــﺎﻓﺗﻪ ﻷول ﻣـرة ﺑﻣوﺟــب اﻷﻣــر رﻗــم‬
‫‪ 77/69‬اﻟﻣﻌـ ــدل واﻟﻣـ ــﺗﻣم ﻟﻸﻣـ ــر رﻗـ ــم ‪ 154/66‬اﻟﻣﺗﺿـ ــﻣن ﻗـ ــﺎﻧون اﻹﺟ ـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﻔﺎدﯾـ ــﺎ ﻟﻠﺗﺿـ ــﺎرب‬
‫واﻟﺗﻧﺎزع ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟذي ﻧﺷب ﺑﯾن اﻟﻐرﻓﺗﯾن اﻟﺟزاﺋﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ آﻧذاك ‪.10‬‬
‫وﻣــن ﺷــروط ﻫــذا اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎء أن ﺗﻧﺻــب اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ ﻋﻠــﻰ دﻋــوى ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ‪ ،‬وأن ﯾرﺗﻛــب اﻟﺧطــﺄ‬
‫ﻣــن طــرف ﻣرﻛﺑــﺎت إﺣــدى اﻷﺷــﺧﺎص اﻹدارﯾــﺔ اﻟﺳــﺎﻟﻔﺔ اﻟــذﻛر و ﯾرﺗــب أﺿ ـ ار ار ﺗﺳــﺗﻠزم ﺗﻌوﯾﺿــﺎ‪.11‬و ﯾﺑــدو‬
‫ﺣﺳب رأي اﻷﺳﺗﺎذ ﻧوﯾري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز أن ﺳﺑب ﺗـرك اﻟﻣﺷـرع اﻻﺧﺗﺻـﺎص ﺑـذﻟك إﻟـﻰ اﻟﻣﺣـﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾـﺔ ارﺟـﻊ‬
‫إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ ﺣﺎدث اﻟﻣرور ﻛوﻧﻪ ﻋﻣل ﻣﺎدي ﻣﺣض ﺗﻛون اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ ﻓﯾـﻪ ﻣﺑﻧﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺿـرر ﺣﯾـث ﯾﻔﺗـرض‬
‫ﺧطﺄ ﻣن ارﺗﻛﺑﻪ‪.12‬أﻣﺎ اﻷﺳﺗﺎذ ﺑﻌﻠﻲ ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﻓﻘد ﺑرر ذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ ظـروف وﻗـوع اﻟﺣـﺎدث اﻟﻧـﺎﺟم‬
‫ﻋن اﻟﻌرﺑﺎت ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﺎﻟك اﻟﺳﯾﺎرة‪.13‬‬
‫إن اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت ﻻ ﺗظﻬـر ﺑﻣظﻬـر اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ٕواﻧﻣـﺎ ﻛﺷـﺧص‬
‫ﻋﺎدي ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻪ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺳواء اﻟﻣدﻧﯾﺔ أو اﻟﺟزاﺋﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ‬
‫اﻟﺗﺑﻌﯾــﺔ‪ .‬ﻓــﻲ ﺣ ـﯾن أن ﻓﻛـرة اﺳــﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻧظــﺎم ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وأﺻــﺎﻟﺔ ﻗواﻋــدﻫﺎ وﺗﻣﯾزﻫــﺎ ﻋــن ﻗواﻋــد‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ظﻬرت ﻷول ﻣرة ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻗﺿﯾﺔ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋرﺑﺔ أو ﻣرﻛﺑﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻫذا ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟﻣﻘررة ﺑﻣوﺟب اﻟﻣـﺎدة ‪ 802‬إﻻ أﻧـﻪ ﻟـﯾس ﻫﻧـﺎك ﻣـﺎﻧﻊ ﻣـن اﻹﺷـﺎرة إﻟـﻰ‬
‫اﻟﻧزﻋــﺎت اﻟﻣﺳ ــﺗﺛﻧﺎة ﺑﻣوﺟــب ذات اﻟﻘ ــﺎﻧون )ق إ م إ( ﻟﻛ ــن ﻋﺑــر ﻣ ـواد ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻛﺎﻟﻣــﺎدة ‪ 32‬ﻣﻧــﻪ واﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﻠــك ا‬
‫ﺗﻘﺗﺿــﻲ ﺑﺎﺧﺗﺻــﺎص اﻷﻗطــﺎب اﻟﻣﺗﺧﺻﺻــﺔ اﻟﻣﻧﻌﻘــدة ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى ﻣﺣــﺎﻛم ﺳــﯾدي ﻣﺣﻣــد ﺑــﺎﻟﺟزاﺋر‪ ،‬وﻫ ـران‪،‬‬
‫ﻗﺳــﻧطﯾﻧﺔ ﺑــﺎﻟﻧظر ﻓــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟــﺎرة اﻟدوﻟﯾــﺔ‪ ،‬اﻹﻓــﻼس واﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ‪،‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ‬

‫‪248‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫ﺑــﺎﻟﺑﻧوك‪ ،‬اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﻔﻛرﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺑﺣرﯾــﺔ واﻟﻧﻘــل اﻟﺟــوي‪ ،‬ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾﻧــﺎت وذﻟــك ﺑﻐــض اﻟﻧظــر ﻋــن‬
‫أطراف اﻟدﻋوى‪.‬ﻣن ﺟﻬﺗﻬـﺎ ﻧﺻـت اﻟﻣـﺎدة ‪ 516‬ﻣـن ﻧﻔـس اﻟﻘـﺎﻧون ﻋﻠـﻰ اﺳـﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑـﺎﻟﺗرﻗﯾم‬
‫اﻟﻣؤﻗت ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘـﺎري واﻟﻘﺎﺋﻣـﺔ ﺑـﯾن أﺷـﺧﺎص اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺧـﺎص ﻋﻠـﻰ اﻟـرﻏم ﻣـن ﻛـون اﻟﻣﺣـﺎﻓظ اﻟﻌﻘـﺎري‬
‫طرﻓــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻧــزاع ﺑﺎﻋﺗﺑ ــﺎرﻩ ﻣــدﺧﻼ ﻓــﻲ اﻟﺧﺻ ــﺎم‪ .‬ﻛﻣــﺎ أﺣﺎﻟــت اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 500‬ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺿ ــﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣ ــﺎﻋﻲ‬
‫واﻟﺗﻘﺎﻋد إﻟﻰ اﻟﻘﺳم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ رﻏم اﻟﺻﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺻﻧﺎدﯾق‪.‬‬

‫‪ -2-2-1‬اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟﻣﻘررة ﺑﻣوﺟب ﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺿﻣﻧت ﻋدة ﻧﺻوص اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣواد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺧرﺟت ﻣن داﺋرة اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿـﺎء اﻹداري‬
‫ﻟﻔﺎﺋـدة اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻌــﺎدي ﻧ ازﻋـﺎت رﻏــم أن اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ طرﻓــﺎ ﻓﯾﻬـﺎ ﻧــذﻛر ﻣﻧﻬــﺎ ﻋﻠـﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل‪ :‬ﻧ ازﻋــﺎت‬
‫إدارة اﻟﺟﻣﺎرك ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺳـؤوﻟﯾﺗﻬﺎ‪ 14‬اﻟﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟـﺔ ﻋـن اﻟﻐﻠـط أو اﻟﺧطـﺄ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻛذا اﻟﺣﺑس اﻟﻣؤﻗت اﻟﻐﯾـر ﻣﺑـرر وﻓﻘـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﺟزاﺋﯾـﺔ‪ ،‬ﻣﺛﻠﻬـﺎ ﻣﺛـل اﻟﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑـﺔ‬
‫ﻋن ﻧﻔﻲ أو إﺛﺑﺎت اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺟﻧﺳﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻛذﻟك دﻋﺎوى اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪.‬‬
‫إن ﺗﻌــدد ﻣﺛــل ﻫــذﻩ اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎءات ﯾﻣﺛــل ﺣﺳــب رأﯾﻧــﺎ ﺗﻘﯾﯾــدا ﻟﻠﻣﺑــدأ اﻟﻌــﺎم ﻣــن ﺟﻬــﺔ واﻧﻌﻛﺎﺳــﺎ ﻟﺗوظﯾــف‬
‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ )اﻟﻣﺎدي( اﻟﻣرﺗﺑط ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧزاع ﻻ ﺑﺄطراﻓﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﺧﻼﺻﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣﺑﺣث ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﻧﻪ ﻻ ُﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر ﻛل ﺣﺎﻻت اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻔﺎﺻـل ﻓـﻲ‬
‫ﻧ ازﻋــﺎت اﻹدارة ﺑﻣﺑــدأ ارﺗﺑــﺎط ﻗواﻋــد اﻹﺧﺗﺻــﺎص ﺑﺎﻟﻣوﺿــوع‪ .‬ذﻟــك أن اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ اﻹدارﯾــﺔ ﺑــﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺟ ازﺋــري‬
‫وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي أﺻﺑﺣت ﺗﺷﻣل ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت ﻓــﻲ ﻣرﻛــز اﻟﻣــدﻋﻰ أو اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﯾــﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺷــرع أﻋطــﻰ ﻣــن ﺧﻼﻟــﻪ ﺗﺻــو ار وﻣﻔﻬوﻣــﺎ ﺧﺎﺻــﺎ‬
‫ﻟﻠﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻛــون اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ أﺣــد أطراﻓﻬــﺎ ﻣــﺎ ﺟﻌــل اﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر ﻫــو ﻋﺑــﺎرة ﻋــن‬
‫ﻗﺿــﺎء إدارة ﻋﺎﻣــﺔ واﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﻫ ــو ﻗﺎﺿــﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ .‬وﺗﻌ ــد ﻧ ازﻋــﺎت ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﺗطﺑﯾ ــق‬
‫اﻷﺣﺳ ــن ﻟظ ــﺎﻫرة اﻟﺧ ــروج ﻋ ــن ﻣﻔﻬ ــوم اﻟﻧـ ـزاع اﻹداري‪ ،‬وﻫ ــو ﻣ ــﺎ ﯾﺗﻧ ــﺎﻓﻰ ﻣ ــن ﺟﺎﻧ ــب آﺧ ــر وﻣﺗطﻠﺑ ــﺎت ﻧظ ــﺎم‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ؟‪.‬‬
‫اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن ﻧظﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﺷﻣوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ﺳﻠﻛت ﻛل ﻣن ﻓرﻧﺳﺎ واﻟﺟزاﺋر درب اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪ ،15‬وﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾـﻪ أﻧـﻪ ﻣـن ﻧﺗـﺎﺋﺞ ﺗﺑﻧـﻲ‬
‫ﻫــذا اﻟﻧظــﺎم ﻫــو ﻋــدم ﺗــدﺧل أي ﻣــن اﻟﺟﻬﺗــﯾن اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺗﯾن ﺟﻬــﺔ اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻌــﺎدي وﺟﻬــﺔ اﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري ﻓــﻲ‬
‫اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻷﺧرى‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﺧﺿوع اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫﻲ ﺗﺗﺻرف ﻛﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ﻣﺳ ــﺗﻌﻣﻠﺔ اﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬ ــﺎ ﻟﻧظ ــﺎم أﺻ ــﯾل وﻣﺳ ــﺗﻘل ﺑﻘواﻋ ــدﻩ ٕواﺟراءاﺗ ــﻪ اﻟﻐﯾ ــر ﻣﺄﻟوﻓ ــﺔ واﻟﻣﺗﻣﯾـ ـزة ﻋﻧﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــﺎﻧون‬
‫اﻟﺧﺎص‪ .‬إﻻ أن ﻣﺟرد ﺳن ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗؤﻛد اﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ ﻏﯾر ﻛﺎف إذ ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر‬
‫دﻋﺎﺋم ﺗﻌززﻩ ﺳواء ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ‪.‬‬
‫وﻗد أﻛد ﻗﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﻧذ وﻗت ﺑﻌﯾد ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻫﯾﻛﻠﯾﺎ‬

‫‪249‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫وﺿرورة ﺗﻣﯾزﻩ ﺑﻘواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻠـك اﻟﻣطﺑﻘـﺔ أﻣـﺎم اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻌـﺎدي‪ ،‬ﺳـﯾﻣﺎ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ‬
‫ﻓﺄوﺟــد ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺷــﺄن ﻧظــﺎم اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬وﻫــو ﻣــﺎ ذﻫــب إﻟﯾــﻪ اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﺟ ازﺋــري ﻓــﻲ ﺑداﯾــﺔ اﻷﻣــر ﻣــن‬
‫ﺧــﻼل ﺑﻌــض اﻻﺟﺗﻬــﺎدات اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ٕوان ﻛﺎﻧــت ﻣﺣﺗﺷــﻣﺔ ﺑــﺎﻟﻧظر إﻟــﻰ ﻗﻠﺗﻬــﺎ وﺗذﺑــذب ﻣوﻗﻔــﻪ اﺗﺟﺎﻫﻬــﺎ‪ .16‬ﻟﻛــن‬
‫ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗم اﻟﺗراﺟﻊ ﻋن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻟﻔﺎﺋدة ﻧظﺎم آﺧر ﺳﻣﯾﻧﺎﻩ "ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ"‪ .‬ذﻟك أن ﺗﺣﻠﯾﻠﻧـﺎ‬
‫ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻬذا اﻟﺷﺄن أﺛﺑت ﻟﻧﺎ ﻣﺳﺄﻟﺗﯾن ﻣﻬﻣﺗﯾن‪:‬‬

‫أوﻟﻬﻣـــﺎ‪ :‬اﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻔﺎﺻــل ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة اﻹدارﯾــﺔ ﺑﺎﻟــدﻋﺎوى اﻟﻌﺎدﯾــﺔ ﻟــﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﻣﺟــﺎل اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ و ﯾﺗﺿــﺢ ذﻟــك ﺟﻠﯾــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻹدارة اﻟﻣدﻋﯾــﺔ إﻣــﺎ ﺑــدﻋوى اﻟﺗﻌــوﯾض أو دﻋــوى اﻟرﺟــوع‬
‫وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻛس ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧظﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﻬﻣـــﺎ‪ :‬إﺧﺿــﺎع ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﻧ ازﻋــﺎت ﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﺧــﺎص أي ﻗواﻋــد اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ‬
‫)اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ( ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻹدارة ﻓﻲ ﻣرﻛز اﻟﻣدﻋﻰ أو اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ‪،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪.‬‬

‫إﺷﻛﺎل اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )اﻹدارة اﻟﻣدﻋﯾﺔ(‪:‬‬ ‫‪-1-2‬‬
‫ﻻ ﺗﺧﺿـ ـ ـ ــﻊ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ـ ـ ــﺔ ﻷﺣﻛـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧون اﻹداري ﻓﺣﺳـ ـ ـ ــب ﺑـ ـ ـ ــل ﺗﺧﺿـ ـ ـ ــﻊ أﯾﺿـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻘـ ـ ـ ــﺎﻧون‬
‫اﻟﺧـ ــﺎص‪ ،‬وﺗﻣﺛــــل ﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﻬــــﺎ أﻣــــﺎم اﻟﻘﺿــــﺎء اﻟﻌــــﺎدي‪ ،‬و ذﻟـ ــك ﻋﻧـ ــدﻣﺎ ﺗﻧـ ــزل إﻟـ ــﻰ ﻣرﺗﺑـ ــﺔ اﻷﻓ ـ ـراد وﺗﺑﺎﺷـ ــر‬
‫أﻋﻣ ـ ــﺎﻻ ﻣدﻧﯾ ـ ــﺔ أو أﻋﻣ ـ ــﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎدﯾـ ـ ــﺔ‪ .‬ذﻟ ـ ــك اﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﯾﻌﻘ ـ ــل ﺑﺣــ ــﺎل ﻣ ـ ــن اﻷﺣـ ـ ـوال أن ﺗﺧﺿــ ــﻊ اﻹدارة‬
‫ﻓ ـ ــﻲ ﻛ ـ ــل ﺗﺻ ـ ــرﻓﺎﺗﻬﺎ وأﻋﻣﺎﻟﻬ ـ ــﺎ ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﻧون اﻹداري ﻓﻬ ـ ــﻲ إذا ﻧزﻟ ـ ــت إﻟ ـ ــﻰ ﻣﺳ ـ ــﺗوى اﻷﻓـ ـ ـراد ﻓﻘ ـ ــدت اﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬ ـ ــﺎ‬
‫‪17‬‬
‫وﺧﺿﻌت ﻟﻣﺎ ﯾﺧﺿﻌون ﻟﻪ ﻣن ﻗواﻋد وأﺣﻛﺎم"‬
‫وﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ــﺈن اﻟﻧ ـ ـ ـزاع اﻟﻣﺗرﺗـ ـ ــب ﻋـ ـ ــن اﻟﻌﻣ ـ ـ ــل اﻟﻌـ ـ ــﺎدي ﻟ ـ ـ ــﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــو ﻧ ـ ـ ـزاع ﻋـ ـ ــﺎدي ﻣ ـ ـ ــن‬
‫اﻟﻣﻔـ ـ ــروض أن ﯾـ ـ ــدﺧل ﺿـ ـ ــﻣن اﺧﺗﺻـ ـ ــﺎص اﻟﻘﺿـ ـ ــﺎء اﻟﻌـ ـ ــﺎدي‪ .‬ﻟﻛـ ـ ــن اﻟﻣﻌﻣـ ـ ــول ﺑـ ـ ــﻪ ﺣﺎﻟﯾـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺳـ ـ ــﺗوى‬
‫ﻗﺎﻋـ ـ ــﺎت اﻟﺟﻬـ ـ ــﺎت اﻟﻘﺿـ ـ ــﺎﺋﯾﺔ ﻫـ ـ ــو رﻏـ ـ ــم أن اﻟﻧ ـ ـ ـزاع ﻋـ ـ ــﺎدي إﻻ أﻧـ ـ ــﻪ ﯾـ ـ ــدﺧل ﺿـ ـ ــﻣن اﺧﺗﺻـ ـ ــﺎص اﻟﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟذي ُﯾﻔﺗرض ﻓﯾﻪ أن ﯾﻛون إدارﯾﺎ وذﻟك ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي‪.‬‬

‫‪ -1-1-2‬ﺣﺎﻟﺔ اﻹدارة اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﺑدﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ‪:‬‬


‫ﺗم ﺗﻛرﯾس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣ ارﻓـق اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻷﺟـل ﺿـﻣﺎن ﺣـق ﻣﺳـﺗﻌﻣﻠﻲ ﺧـدﻣﺎﺗﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﺗﻌـوﯾض‬
‫‪18‬‬
‫وﻣــن اﻟطﺑﯾﻌــﻲ أن ﺗﺧﺿــﻊ ﻧزاﻋﺎﺗﻬــﺎ ﺣﯾﻧﻬــﺎ ﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻘﺿــﺎء‬ ‫ﻋــن ُﻣﺧﺗﻠــف اﻷﺿ ـرار اﻟﺗــﻲ ﻗــد ﺗﻠﺣــق ﺑﻬــم‬
‫اﻟﻔﺎﺻــل ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة اﻹدارﯾ ــﺔ ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس أﻧﻬــﺎ ﻓ ــﻲ ﻣرﻛــز أﺳــﻣﻰ ﻣ ــﻧﻬم‪ .‬ﻏﯾــر أن اﻹدارة ﻛــذﻟك ﯾﻣﻛــن ﻟﻬ ــﺎ‬
‫ﺗﺗﻌــرض ﻟﻠﺿــرر رﻏــم أﻧﻬــﺎ ﺻــﺎﺣﺑﺔ ﺳــﻠطﺔ واﻣﺗﯾــﺎز‪ ،‬إذ ﯾﻣﻛﻧﻬــﺎ أن ﺗﺗﺄﺳــس ﻛطــرف ﻣــدﻧﻲ ﻓــﻲ ﻗﺿــﯾﺔ ﺟزاﺋﯾــﺔ‬
‫ﺧﺎرج إطﺎر اﻹﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﺑﺎﻟﻣﺎدة ‪ 802‬ﻣن ق إ م إ ‪ -‬ﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟطرق وﺣوادث اﻟﻣرﻛﺑـﺎت اﻹدارﯾـﺔ‪-‬‬
‫‪ ،‬وأﺑرز ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻫو ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ أو ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻧﺎءات اﻟﻔوﺿوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻌدم ﻓﯾﻬﺎ‬
‫رﺧﺻﺔ اﻟﺑﻧﺎء ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ﻣﺛﻼ أن ﺗﺗﺄﺳس ﻛطرف ﻣدﻧﻲ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻛن ﻟﯾس أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫اﻟﺟ ازﺋ ـﻲ ﺑــل اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري طﺑﻘــﺎ ﻟﻠﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻌﺿــوي‪ ،‬ﻓﻔــﻲ ﻣﺛــل ﻫــذﻩ اﻟوﻗــﺎﺋﻊ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗﺗﺧــذ ﻣرﻛــز‬

‫‪250‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﻣ ــدﻋﻲ ﺑﺎﻟﺗ ــﺎﻟﻲ ﻫ ــﻲ ﻧزاﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎت ﻋﺎدﯾ ــﺔ ﻟ ــﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ وﻣ ــن اﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـﻔروض أن ﺗ ــدﺧل ﺿ ــﻣن اﺧﺗﺻ ــﺎص‬
‫اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪.‬‬
‫وﻣن اﻟﺗطﺑﯾﻘـﺎت اﻟﻘﺿـﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗؤﻛـد اﺧﺗﺻـﺎص اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻔﺎﺻـل ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة اﻹدارﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻹدارة‬
‫‪19‬‬
‫ﻗﺿﯾﺔ رﻗم ‪ 00045/19‬اﻟﺻـﺎدر ﺑﺷـﺄﻧﻬﺎ ﺣﻛـم ﻋـن‬ ‫اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﺑدﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻧذﻛر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل‪:‬‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻹدارﯾ ــﺔ ﺑ ــﺄدرار ﺑﺗ ــﺎرﯾﺦ ‪ 26‬ﺟـ ـوان ‪ 2019‬ﺑ ــﯾن اﻟﺳ ــﯾد )ج‪ ،‬م( وﺑﻠدﯾ ــﺔ ﺗﯾﻣﯾﻣ ــون ﻣﻣﺛﻠ ــﺔ ﺑرﺋﯾﺳ ــﻬﺎ‬
‫واﻟــذي ﻗﺿــﻰ ﻓــﻲ ﻣﻧطوﻗــﻪ ﺑــﺈﻟزام اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﯾــﻪ ﺑﺄداﺋــﻪ ﻟــﻺدارة اﻟﻣدﻋﯾــﺔ ﺗﻌوﯾﺿــﺎ ﻋــن اﻷﺿـرار اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــﺑب‬
‫ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗــم اﺳــﺗﺋﻧﺎف اﻟﺣﻛــم أﻣــﺎم ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ وﺻــدر ﻗ ـرار ﺑﺗــﺎرﯾﺦ ‪ 23‬دﯾﺳــﻣﺑر ‪ 2021‬ﺗﺣــت رﻗــم‬
‫‪ 188827‬واﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑدورﻩ ﺑﺗﺄﯾﯾد اﻟﺣﻛم ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﻣﻊ ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺑﺧﻔض ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ‪.‬‬
‫وﻣﻧــﻪ ﻓﺎﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔﺎﺻــﻠﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة اﻹدارﯾــﺔ ﺗﺧــﺗص ﺑﺟﻣﯾــﻊ ﻗﺿــﺎﯾﺎ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺳ ـواء‬
‫ﻛﺎﻧت ﺑﻣرﻛز اﻟﻣدﻋﻲ أو اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺎﻋدا ﻣﺎ اﺳﺗﺛﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﻧص ﺧﺎص‪.‬‬
‫إن اﻟــدﻋﺎوى ﺑﻣﺛــل ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﻗﻠﯾﻠــﺔ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑــﺄﻧواع اﻟــدﻋﺎوى اﻷﺧــرى ذﻟــك أن اﻹدارة ﻓــﻲ اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن‬
‫اﻷﺣﯾﺎن ﺗﻔﺿل ﺣﺳب رأﯾﻧﺎ اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻛطرف ﻣدﻧﻲ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ‪ ،‬ﻟﺗﺿﻣن ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ أﻛﺛر‪.‬‬

‫‪ -2-1-2‬ﺣﺎﻟﺔ اﻹدارة اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﺑدﻋوى اﻟرﺟوع‪:‬‬

‫اﻋﺗﻣــﺎدا ﻋﻠــﻰ اﻟﻧﺻــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﺧﺎﺻــﺔ واﻟﺗــﻲ أﺣــﺎل اﻟﻣﺷــرع اﻟرﺟــوع إﻟﯾﻬــﺎ ﺑﻘــوة ﻗــﺎﻧون اﻹﺟـراءات‬
‫اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ ﻟﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﺑــﺎﻟﻧظر ﻓــﻲ دﻋــوى اﻟرﺟــوع‪ ،‬وﺟــدﻧﺎ ﺑــﺄن ذات اﻟﻧﺻــوص ﺗﺣﯾــل‬
‫اﻻﺧﺗﺻـﺎص إﻟــﻰ اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ وﻋﻠــﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟﻣﺛــﺎل ﺗﺿــﻣن ﻓﺣــوى اﻟﻣــﺎدة ‪ 144‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾــﺔ‪ 20‬أن‬
‫ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾ ـرة ﻣﺳــؤوﻟﺔ ﻣــدﻧﯾﺎ ﻋــن أﺧطــﺎء ﻣوظﻔﯾﻬــﺎ أﺛﻧــﺎء ﻣﻣﺎرﺳــﺔ ﻣﻬــﺎﻣﻬم وﺑﻣﻧﺎﺳــﺑﺗﻬﺎ وﺗﻠﺗــزم ﺑرﻓـــﻊ دﻋـــوى‬
‫اﻟرﺟــوع أﻣــﺎم اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﺿــد ﻣوظﻔﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ارﺗﻛــﺎﺑﻬم ﻟﺧطــﺄ ﺷﺧﺻــﻲ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﻣــﺎدة‬
‫‪21‬‬
‫ﺗؤﻛــد أن ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾـرة ﻣﺳــؤوﻟﺔ ﻣــدﻧﯾﺎ وﺗﺗــوﻟﻰ ﻣﻣﺎرﺳــﺔ ﺣــق اﻟرﺟــوع أﻣــﺎم اﻟﺟﻬــﺔ‬ ‫‪ 140‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻟوﻻﯾــﺔ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺿد اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣذﻛورﯾن ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطﺎ ﺷﺧﺻـﻲ ﻣـن ﺟـﺎﻧﺑﻬم‪ .‬ﻣـﺎ أﺛـﺎر‬
‫ﺗﺳﺎؤﻟﻧﺎ ﺣول اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ؟‪.‬‬

‫ﺗﺟـ ــدر اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟـ ــﻰ أن ﻫـ ــذا اﻟﻧـ ــوع ﻣـ ــن اﻟـ ــدﻋﺎوى ﻓـ ــﻲ اﻟﻧظـ ــﺎم اﻟﻘﺿـ ــﺎﺋﻲ واﻟﻘـ ــﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻘـ ــﺎرن ﺳـ ــﯾﻣﺎ‬
‫اﻟﻔرﻧﺳـ ــﻲ‪ ،‬ﯾرﺟ ـ ــﻊ اﻻﺧﺗﺻـ ــﺎص ﺑـ ــﺎﻟﻧظر ﻓﯾـ ــﻪ إﻟـ ــﻰ ﺟﻬـ ــﺎت اﻟﻘﺿـ ــﺎء اﻟﻌـ ــﺎدي ﻛﻠﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون اﻟﺧـ ــﺎص‬
‫ﻫ ــو اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻟواﺟـ ــب اﻟﺗطﺑﯾـ ــق‪ .‬أﻣـ ــﺎ ﻋﻧـ ــدﻧﺎ ﻓﺎﻟوﺿـ ــﻊ ﻣﺧﺗﻠـ ــف‪ ،‬ﻓﺑﻧـ ــﺎءا ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﺗـ ــم اﻟﺗﻔﺻـ ــﯾل ﻓﯾـ ــﻪ ﺳـ ــﺎﺑﻘﺎ‬
‫ﺑﺧﺻ ـ ـ ــوص ﻗﺎﻋ ـ ـ ــدة اﻻﺧﺗﺻ ـ ـ ــﺎص اﻟﻘﺿ ـ ـ ــﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن دﻋ ـ ـ ــوى اﻟرﺟ ـ ـ ــوع ﺗﺧ ـ ـ ــﺗص ﺑﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﻣﺣ ـ ـ ــﺎﻛم اﻹدارﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﺎﺣﺑﺔ اﻟوﻻﯾـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣـ ــﺎدة اﻹدارﯾ ـ ــﺔ ﺗطﺑﯾﻘ ـ ــﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿ ـ ــﯾﺎت اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎر اﻟﻌﺿ ـ ــوي‪ .‬ﻓﺗﻘرﯾ ـ ــر‬
‫اﻟوﻻﯾـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋـ ــﺎت اﻹدارﯾ ـ ــﺔ ﯾ ـ ــؤدي ﺣﺗﻣـ ــﺎ إﻟ ـ ــﻰ ﺗﻘرﯾ ـ ــر اﻻﺧﺗﺻـ ــﺎص ﻟ ـ ــﯾس ﻓﻘ ـ ــط ﺑ ـ ــدﻋﺎوى‬
‫اﻟﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ ﻋـ ــن اﻷﻓﻌـ ــﺎل اﻟﻣﺎدﯾـ ــﺔ اﻟﺿـ ــﺎرة ٕواﻧﻣـ ــﺎ أﯾﺿـ ــﺎ ﺑﺎﻟ ـ ــدﻋﺎوى اﻟﻣرﺗﺑطـ ــﺔ ﺑﻬ ـ ــﺎ واﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﻣﺎرﺳ ـ ــﻬﺎ اﻹدارة‬
‫ﺑﻌد وﻓﺎﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫‪22‬‬
‫ﻓﻘ ـ ــد ﯾﻛ ـ ــون ﻣ ـ ــن ﻗﺑـ ـ ــل‬ ‫ﻓ ـ ــﺎﻟرﺟوع ﻻ ﯾﻛ ـ ــون ﻣ ـ ــن اﻹدارة ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌ ـ ــون أو ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻓﻘـ ـ ــط‬
‫اﻟﻌـ ـ ــون ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻹدارة‪ ،‬ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﺎ إذا ﻛـ ـ ــﺎن اﻟﺧطـ ـ ــﺄ ﻣرﻓﻘـ ـ ــﻲ أو ﻣﺷـ ـ ــﺗرك‪ ،‬وﻗﺎﻣـ ـ ــت اﻟﺿـ ـ ــﺣﯾﺔ ﺑﻣطﺎﻟﺑـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌ ـ ــون ﯾﺟ ـ ــوز ﻟﻬ ـ ــذا اﻷﺧﯾ ـ ــر اﻟرﺟـ ـ ــوع ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹدارة ﻣطﺎﻟﺑـ ـ ــﺎ إﯾﺎﻫ ـ ــﺎ ﺑﻣﺑﻠـ ـ ــﻎ اﻟﺗﻌ ـ ــوﯾض اﻟ ـ ــذي دﻓﻌـ ـ ــﻪ ﻧﯾﺎﺑـ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻧﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻏﯾ ـ ــر أن ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻻ ﺗﺛﯾ ـ ــر اﻹﺷ ـ ــﻛﺎل ﻛ ـ ــون اﻹدارة ﺗﺣﺗ ـ ــل ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ ﻣرﻛ ـ ــز اﻟﻣ ـ ــدﻋﻰ ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﻣﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﯾﻣـ ـ ــﻧﺢ اﻟﻘﺿـ ـ ــﺎء اﻹداري اﻻﺧﺗﺻـ ـ ــﺎص ﺑـ ـ ــﺎﻟﻧظر ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬أﻣـ ـ ــﺎ دﻋـ ـ ــوى اﻟرﺟـ ـ ــوع ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻹدارة اﻟﻣدﻋﯾـ ـ ــﺔ‬
‫ﻓﻬ ـ ــﻲ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ــﺎذة اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻣﯾـ ـ ــز ﺑﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻧظـ ـ ــﺎم اﻟﻘﺿـ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــري‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث رﻏـ ـ ــم ﻏﻣـ ـ ــوض اﻟﻧﺻـ ـ ــوص‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ وﺳـ ـ ــﻛوﺗﻬﺎ ﻋـ ـ ــن ﺗﺣدﯾـ ـ ــد اﻟﺟﻬـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻧظـ ـ ــر ﻓـ ـ ــﻲ ﻣﺛـ ـ ــل ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟـ ـ ــدﻋﺎوى )ﻛﻣـ ـ ــﺎ‬
‫وﺿـ ــﺣﻧﺎ ﺳـ ــﺎﺑﻘﺎ(‪ ،‬إﻻ أن اﻻﺧﺗﺻـ ــﺎص طﺑﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻣﺑـ ــدأ اﻟﻌـ ــﺎم اﻟﻣﺗﻣﺛـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎر اﻟﻌﺿـ ــوي وﻋﻠـ ــﻰ أﺳـ ــﺎس‬
‫أن اﻹدارة طـ ــرف ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻧـ ـ ـزاع ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﯾ ـ ــؤول إﻟـ ــﻰ اﻟﺟﻬـ ــﺎت اﻟﻘﺿ ـ ــﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔﺎﺻـ ــﻠﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣـ ــﺎدة اﻹدارﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ــو‬
‫ﻣﺎ ﯾﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﻣﻐﺎﯾ ار ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻧزاع اﻹداري ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫ﻓـ ـ ــدﻋوى اﻟرﺟـ ـ ــوع ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻹدارة اﻟﻣدﻋﯾـ ـ ــﺔ ﯾﻣﻛـ ـ ــن ﺗُﺻـ ـ ــﻧﯾﻔﻬﺎ ﺿـ ـ ــﻣن اﻟـ ـ ــدﻋﺎوى اﻟﻌﺎدﯾـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ــﻺدارة‬
‫اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺧ ـ ــﺗص ﺑﻬ ـ ــﺎ اﻟﻣﺣ ـ ــﺎﻛم اﻹدارﯾ ـ ــﺔ ﻛﺻ ـ ــﺎﺣﺑﺔ اﻟوﻻﯾ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣ ـ ــﺎدة اﻹدارﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ ُﯾﻔﺳ ـ ــر‬
‫ﺣﺳـ ــب رأﯾﻧـ ــﺎ اﺳـ ــﺗﻧﺎد اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ اﻟﻔﺎﺻـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻟﻣـ ــﺎدة اﻹدارﯾـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻗواﻋـ ــد اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻟﻣـ ــدﻧﻲ ﻟﻠﻧظـ ــر ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟدﻋوى ﻛوﻧﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق ﻛﻣﺎ ﺳﻧوﺿﺢ‪.‬‬

‫ﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري )إﺷﻛﺎل اﻟﻘﺎﻧون اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ(‬ ‫‪-2-2‬‬
‫ﺣﺗﻰ ﻧﻛون أﻣﺎم دوﻟﺔ ﻗﺎﻧون‪ ،‬وأﻣﺎم ﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ أﺻﯾل وﺟب ﺗﺣﻘﯾق ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾن اﻟﻧﺻوص‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﺛﻐرة وﻗﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋري ﺳواء اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻧـﻪ أو اﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ ﻓـﻲ‬
‫ﻣوﻗف ﻻ ﯾﺣﺳد ﻋﻠﯾﻪ‪ .‬ﻓﻣن ﺟﻬﺔ ﯾﻌﺗﺑر اﻟدﺳﺗور اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﻣﻰ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد أن ﻧظـﺎم اﻻزدواﺟﯾـﺔ ﻫـو اﻟﺳـﺑﯾل‬
‫اﻟﻣﻧﺗﻬﺞ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ ﯾﺗم ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾـﻊ ﻧ ازﻋـﺎت ﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﺳـواء اﻹدارﯾـﺔ‬
‫ﻣﻧﻬﺎ أو اﻟﻌﺎدﯾﺔ داﺧل أﺟﻬزة اﻟﻘﺿﺎء اﻟذي ُﯾﻔﺗرض ﻓﯾﻪ أﻧﻪ إداري ﻣﺳﺗﻘل‪.‬‬
‫وﻟــذﻟك أطﻠــق ﻣﺻــطﻠﺢ ﺧﺻﺧﺻــﺔ اﻟﻧ ـزاع اﻹداري ﻋﻠــﻰ ظــﺎﻫرة إﺧﺿــﺎع اﻟﻧ ـزاع اﻹداري اﻟﻛﻼﺳــﯾﻛﻲ‬
‫ﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺧــﺎص وﻫــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة ﺷــﺎﺋﻌﺔ وﺑﻛﺛ ـرة ﻓــﻲ ﻣــﺎدة ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة‪ ،‬إذ ﯾــﺗم اﻟﻔﺻــل ﻓﯾﻬــﺎ طﺑﻘــﺎ‬
‫ﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻــﯾرﯾﺔ ﻓــﻲ ﺣــﯾن أن اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾــﺔ ﺗﺧﺿــﻊ ﻷﺣﻛــﺎم وﻗواﻋــد ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﻣﺗﻣﯾـزة ﻏﯾــر‬
‫ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪.‬‬

‫‪ -1-2-2‬أﺣﻛﺎم دﻋﺎوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ُﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ )ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻹدارة ﻣدﻋﯾـﺔ أو ﻣـدﻋﻰ‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ(‬
‫ﻋﻣد اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ ﺳن ﺗرﺳـﺎﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾـﺔ ﺗـﻧظم ﻛـل ﻣرﻓـق ﻋﻠـﻰ ﺣـدى ﻣـن ﺑﯾﻧﻬـﺎ ﺗﻠـك اﻟﻘواﻋـد اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻌﻠـق‬
‫ﺑﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ ﻛــل ﻣرﻓــق ) ﺑﻠدﯾــﺔ‪ ،‬وﻻﯾــﺔ‪ ،‬ﻣرﻓــق اﻟﻘﺿــﺎء‪ .(....‬إﻻ أن اﻟﻐرﯾــب ﻓــﻲ اﻷﻣــر ﻫــو أن ﻫــذﻩ اﻟﺗرﺳــﺎﻧﺔ‬
‫ﻻ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺎ ﯾﺟﺑر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻟﻔض ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﻌﯾدا ﻋن ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫وﻫو ﺳﺑب ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗـﻲ ﺟﻌﻠـت ﻣـن ﻗواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣـدﻧﻲ اﻟﻣرﺟـﻊ اﻷﺳﺎﺳـﻲ ﻟﻠﺑـث ﻓﯾﻬـﺎ‪ .‬وﻟﻌـل اﻟﻣﺗﺗﺑـﻊ‬
‫اﻟﻣوﺿــوﻋﻲ ﻟﻣــﺎ ﻫــو ﻣﻌﻣــول ﺑــﻪ ﺣﺎﻟﯾــﺎ ﺑﻘﺎﻋــﺎت ﻣراﻓﻌــﺎت اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻹدارﯾــﺔ ﻻ ﯾﻣﻛﻧــﻪ ﻋــدم ﺗﺳــﺟﯾل ظــﺎﻫرة‬
‫اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﺗﻘﻠﯾدي وﺗﻔﺟﯾر ﻗﺎﻋدﺗﻪ اﻟﻣﻘدﺳﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ‪.23‬‬
‫ﺣﯾـث أﻧــﻪ ﻣــن ﺧـﻼل ﺗﻣﺣﯾﺻــﻧﺎ ﻟﻠﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﺗطﺑﯾﻘـﺎت اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ﺗﺄﻛــد ﻟﻧــﺎ ﺑوﺿـوح ﻟﺟــوء اﻟﻘﺎﺿــﻲ إﻟــﻰ‬
‫ﺗطﺑﯾــق أﺣﻛــﺎم اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻــﯾرﯾﺔ أي اﻟﻔﻌــل اﻟﻣﺳــﺗﺣق ﻟﻠﺗﻌــوﯾض‪ ،‬ﻣﻌﺗﻣــدا ﻓــﻲ ذﻟــك ﻣــﺛﻼ ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﺑــوع ﻋــن ﻋﻣــل ﺗﺎﺑﻌــﻪ‪ ،‬أو ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ ﻣﺗــوﻟﻲ اﻟرﻗﺎﺑــﺔ وﻛــذا ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ ﺣــﺎرس اﻟﺣﯾ ـوان أو ﺣــﺎرس اﻟﺑﻧــﺎء أو‬
‫اﻷﺷــﯾﺎء اﻟﻐﯾــر ﺣﯾــﺔ‪ .‬ﻓﺗﺿــﻣﻧت أﻏﻠــب اﻷﺣﻛــﺎم واﻟﻘ ـ اررات اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ﻋﺑــﺎرات ﻣﺳــﺗﻧﺑطﺔ وﻣﺳــﺗﻣدة ﻣــن أﺣﻛــﺎم‬
‫اﻟﻣ ـواد ﺳــﯾﻣﺎ اﻟﻣ ـواد ‪ 140-139- 138-137- 136- 134-127- 126-124‬وﻏﯾرﻫــﺎ ﻣــن اﻟﻘــﺎﻧون‬
‫‪24‬‬
‫ﻓﺟﺎءت ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﻣدﻧﻲ‬

‫"ﺣﯾـث أﻧـﻪ ﻣـن اﻟﻣﻘـرر ﻗﺎﻧوﻧـﺎ أن ﻣﺗـوﻟﻲ اﻟرﻗﺎﺑـﺔ ﻣﺳـؤول ﻋـن اﻷﺿـرار اﻟﺗـﻲ ﯾﻠﺣﻘﻬـﺎ ﻟﻠﻐﯾـر اﻷﺷـﺧﺎص‬
‫اﻟﻣوﺿـوﻋﯾن ﺗﺣـت رﻗﺎﺑﺗــﻪ "‪ ،‬وﻛـذا ﻋﺑــﺎرة "أﻧـﻪ ﻣﺗـﻰ ﻛــﺎن ﻣـن اﻟﻣﻘــرر ﻗﺎﻧوﻧـﺎ أن اﻟﻣﺗﺑـوع ﻣﺳــؤول ﻋـن اﻟﺿــرر‬
‫اﻟــذي ُﯾﺣدﺛــﻪ ﺗﺎﺑﻌــﻪ ﺑﻌﻣﻠــﻪ ﻏﯾــر اﻟﻣﺷــروع أﺛﻧــﺎء ﺗﺄدﯾــﺔ اﻟوظﯾﻔــﺔ أو ﺑﺳــﺑﺑﻬﺎ"‪ ،‬و"ﻣــن اﻟﻣﻘــرر ﻗﺎﻧوﻧــﺎ أن ﻛــل ﻣــن‬
‫ﺗ ـوﻟﻰ ﺣ ارﺳــﺔ اﻟﺷــﻲء وﻛﺎﻧــت ﻟــﻪ ﻋﻠﯾــﻪ ﻗــدرة اﻻﺳــﺗﻌﻣﺎل واﻟﺗﺳــﯾﯾر واﻟرﻗﺎﺑــﺔ ﯾﻌﺗﺑــر ﻣﺳــؤوﻻ ﻋــن اﻟﺿــرر اﻟــذي‬
‫ﯾﺣدﺛﻪ ذﻟك اﻟﺷـﻲء" "‪...‬ﺣﯾـث أن ﻗﺿـﺎة اﻟﻣوﺿـوع ﻟﻬـم اﻟﺣـق ﻓـﻲ ﻣـﻧﺢ اﻟﺗﻌـوﯾض طﺑﻘـﺎ ﻷﺣﻛـﺎم اﻟﻣـﺎدة ‪131‬‬
‫ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ" "ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻣـﺎدة ‪ 138‬ﻣـن اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣـدﻧﻲ ﺑـﺎن ﻛـل ﻣـن ﺗـوﻟﻰ ﺣ ارﺳـﺔ ﺷـﻲء‬
‫وﻛﺎﻧت ﻟﻪ ﻗدرة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻟﺗﺳﯾﯾر ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳؤوﻻ ﻋـن اﻟﺿـرر اﻟـذي ﯾﺣدﺛـﻪ ذﻟـك اﻟﺷـﻲء‪ ...‬ﺣﯾـث أن ﻗﺿـﺎة‬
‫اﻟﻣﺟﻠس ﻟﻣﺎ ﻗرروا ﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ اﻟﺣـﺎدث ﻋﻠـﻰ ﻋـﺎﺗق اﻟﺑﻠدﯾـﺔ ﻓﻘـد أﺻـﺎﺑوا ﻓـﻲ ﺗﻘـدﯾر اﻟوﻗـﺎﺋﻊ وﻓـﻲ ﺗطﺑﯾـق اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻌﯾن إذن ﺗﺄﯾﯾد اﻟﻘرار اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف"‪.‬‬

‫وﻧظ ار ﻟﻛﺛرة ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﻘط‪:‬‬

‫اﻟﻘ ـرار اﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ ‪ 25‬ﺑﺧﺻــوص ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻋــن ﻋــدم ﺻــﯾﺎﻧﺔ اﻟﺟﺳــور ﺣﯾــث‬
‫ﯾﺳـﺗﺧﻠص ﻣـن اﻟوﻗــﺎﺋﻊ واﻹﺟـراءات أﻧـﻪ ﺑﺗــﺎرﯾﺦ ‪ ،2012-12-09‬ﻛـﺎن اﻟﻣـدﻋو )ح‪ ،‬م( ﯾﻣﺗطــﻲ ﺳـﯾﺎرﺗﻪ ﻣــن‬
‫ﻧوع "ﻣﯾﻘﺎن"‪ ،‬ﻓﻣر ﻋﻠﻰ ﺟﺳر ﻓﺳﻘط ﺑﻪ ﻓﺗﺣطﻣـت ﺳـﯾﺎرﺗﻪ ﻛﻠﯾـﺎ وُأﺻـﯾب ﻫـو اﻵﺧـر ﺑﺟـروح )‪ 21‬ﯾـوم ﻋﺟـز(‬
‫ﻓرﻓﻊ دﻋواﻩ ﻣﺣﻣﻼ اﻟﺑﻠدﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ وﺗم اﻻﺳـﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣطﻠﺑـﻪ ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس أن اﻟﺧﺑـرة اﻟﻣﻧﺟـزة ﺧﻠُﺻـت‬
‫اﻟﻰ أن اﻟﺟﺳر أُﻧﺟز ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ‪ 1893‬وأن ﺣﺎﻟﺗﻪ ﺗدﻫورت وﻟم ﯾﺗم ﺻـﯾﺎﻧﺗﻪ وﻋﻠﯾـﻪ ﻗـﺎل ﺑﺗﻘﺻـﯾر اﻟﺑﻠدﯾـﺔ ﻛـون‬
‫اﻷﻋﻣـدة واﻟــدﻋﺎﺋم أﺻـﺑﺣت ﻻ ﺗــؤدي ﺧـدﻣﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻣــﺎ ﺣـدث ﻟﻠﻣﺳــﺗﺄﻧف ﻋﻠﯾـﻪ ﻫــو ﻧﺗﯾﺟـﺔ إﻫﻣــﺎل اﻟﺑﻠدﯾـﺔ‪ .‬ﻗﺎﻣــت‬
‫اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺣﻛم وأرﺟﻌت ﺳـﻘوط اﻟﺟﺳـر إﻟـﻰ اﻟﻘـوة اﻟﻘـﺎﻫرة ﺑﺳـﺑب ﺗﻬﺎطـل اﻷﻣطـﺎر ﺑﻐـ ازرة‪ ،‬ﻣـﻊ ظـرف‬
‫اﻟﻠﯾــل وﻓﺻــل اﻟﺷــﺗﺎء‪ ،‬ﻏﯾــر أن ﻗﺿــﺎة ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ أﻛــدوا اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠــﺔ ﻟﻠﻣﺳــﺗﺄﻧﻔﺔ‪ ،‬وأن اﻟــدﻓﻊ ﺑــﺎﻟﻘوة‬
‫اﻟﻘــﺎﻫرة ﻏﯾــر ﻣؤﺳــس ﻷﻧﻬــﺎ ﻟــم ﺗﺑــرر ذﻟــك ﺑﻧﺷـرﯾﺔ ﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻷرﺻــﺎد اﻟﺟوﯾــﺔ‪ ،‬وﻛــﺎن ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣﻧــﻊ اﻟﻣــرور ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﺟﺳــر ﺑﺳــﺑب ﻗدﻣــﻪ وﻫــذا طﺑﻘــﺎ ﻟﻠﻣــﺎدة ‪ 138‬ﻣــن اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗُﺣــدد ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺣــﺎرس ﻋﻠــﻰ‬

‫‪253‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﺷـــﻲء‪ ،‬وﻋﻠﯾــﻪ ﻗــرر ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ ﻋﻠﻧﯾــﺎ ﺣﺿــورﯾﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾــﺎ ﺑﺗﺄﯾﯾــد اﻟﺣﻛــم اﻟﻣﺳــﺗﺄﻧف وﺗﻌــدﯾﻼ ﻟــﻪ رﻓــﻊ ﻣﺑﻠــﻎ‬
‫اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺿرار‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾــﻪ وﺧﻼﺻــﺔ ﻟﻣــﺎ ﺗــم اﻟﺗطــرق إﻟﯾــﻪ ﯾﻣﻛــن اﻟﻘــول أن اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﺟ ازﺋــري ﻟــم ﯾــﺗﻣﻛن ﻣــن ﻓﺻــل ﻗواﻋــد‬
‫ﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻋ ــن ﻗواﻋ ــد اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧ ــﻰ أﻧ ــﻪ ﻓﺷ ــل ﻓ ــﻲ اﻧﺗﻬ ــﺎج ﻧﻬ ــﺞ اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾـ ــﺔ‬
‫اﻟﻛﻼﺳ ــﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬ﺑـ ـل وﺟ ــد ﻧﻔﺳ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻣوﻗ ــف وﺳ ــط أدى إﻟ ــﻰ ظﻬ ــور ﻣ ــﺎ ﯾﺳ ــﻣﻰ ﺑﺧﺻﺧﺻ ــﺔ اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻹداري‬
‫اﻟﺟ ازﺋــري‪ .‬أﻣــﺎ ﻋــن اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻣﻔﺗــرض ﻓﯾــﻪ أﻧــﻪ إداري ﻓﺄﺻــﺑﺢ ﯾﺗﻌﺎﻣــل ﻣــﻊ ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ ﺑذﻫﻧﯾــﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي‪.‬‬
‫‪ -2-2-2‬اﺷﻛﺎل اﻟﻘﺎﻧون اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق ﻟﻠﺑث ﻓﻲ دﻋوى اﻟرﺟوع‪:‬‬
‫ﺗﺑﻌ ـ ــﺎ ﻟﻠﺗطﺑﯾﻘـ ــﺎت اﻟﻘﺿ ـ ــﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﻟﻔﺎﺻـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻟﻣـ ــﺎدة اﻹدارﯾ ـ ــﺔ ﯾﺟ ـ ــد ﻧﻔﺳ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ أﻏﻠ ـ ــب‬
‫اﻟﺣ ـ ــﺎﻻت ﻣﺟﺑـ ـ ـ ار ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗطﺑﯾ ـ ــق اﻷﺣﻛ ـ ــﺎم اﻟـ ـ ـواردة واﻟﻣﻛرﺳ ـ ــﺔ ﺿ ـ ــﻣن اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون اﻟﺧ ـ ــﺎص‪ ،‬ﻓﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ ﻟ ـ ــدﻋوى‬
‫اﻟرﺟ ـ ـ ــوع وﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻧظر ﻟﻣوﺿ ـ ـ ــوﻋﻬﺎ وﻣﺣﺗواﻫ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــن ﺗﻘ ـ ـ ــدﯾر ﻟﻘﯾﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌ ـ ـ ــوﯾض وﻣ ـ ـ ــدى ﺗﻧﺎﺳ ـ ـ ــﺑﻪ ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟﺧط ـ ـ ــﺄ‬
‫اﻟﻣرﺗﻛ ـ ــب ُﯾﻣﻛ ـ ــن اﻟﻘ ـ ــول أﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن اﻟﺑ ـ ــدﯾﻬﻲ أن ﯾﻛ ـ ــون ﻣرﺟ ـ ــﻊ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ﻟﻠﺑ ـ ــث ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــو ﻗواﻋ ـ ــد اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون‬
‫ُ‬
‫اﻟﻣـ ــدﻧﻲ ﻛوﻧـ ــﻪ اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻟواﺟـ ــب اﻟﺗطﺑﯾـ ــق‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻋﺗﺑـ ــﺎر أن ﻫـ ــذﻩ اﻟـ ــدﻋوى ﻣـ ــن اﻟـ ــدﻋﺎوى اﻟﻌﺎدﯾـ ــﺔ ﻟـ ــﻺدارة‬
‫ﻏﯾـ ــر أن ﺗطﺑﯾ ــق ﺗﻠـ ــك اﻟﻘواﻋ ــد ﻣ ــن طـ ــرف اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ اﻟﻔﺎﺻ ــل ﻓـ ــﻲ اﻟﻣ ــﺎدة اﻹدارﯾـ ــﺔ وداﺧـ ــل ﻗﺎﻋ ــﺎت ﺟﻬـ ــﺎز‬
‫اﻟﻘﺿـ ــﺎء اﻹداري أﻣـ ــر ﻏرﯾـ ــب ﻓﯾـ ــﻪ ﻧـ ــوع ﻣـ ــن اﻟﻣﺳـ ــﺎس ﺑﻣﺑـ ــدأ اﺳـ ــﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻘـ ــﺎﻧون واﻟﻘﺿـ ــﺎء اﻹداري‪ ،‬وﻫـ ــو‬
‫ﻣـ ـ ــﺎ ﻧﻌﺗﺑ ـ ـ ـرﻩ ﻧﺗﯾﺟـ ـ ــﺔ ﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ وﺣﺗﻣﯾـ ـ ــﺔ ﻟﺗﺑﻧـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻌﯾـ ـ ــﺎر اﻟﻌﺿـ ـ ــوي ﻛﻣﺑـ ـ ــدأ ﻋـ ـ ــﺎم ﻟﺗوزﯾـ ـ ــﻊ اﻻﺧﺗﺻـ ـ ــﺎص ﻛﻣـ ـ ــﺎ‬
‫وﺿﺣﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ‪.‬‬

‫ﻟ ــذﻟك ﻧﻌﺗﺑ ــر دﻋ ــوى اﻟرﺟ ــوع اﻻﻧﻌﻛ ــﺎس اﻟواﺿ ــﺢ ﻟﺗ ــﺄﺛﯾر ﻗﺎﻋ ــدة اﻻﺧﺗﺻ ــﺎص اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﻲ ﻋﻠ ــﻰ ﻧظ ــﺎم‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻹدارة ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣرﻛز اﻟﻣدﻋﻲ وﻫﻲ ﺗطﺎﻟب ﺑﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻷﻓـراد‪ ،‬ﻓﻬـﻲ‬
‫إذا دﻋوى ﻋﺎدﯾﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﻧﻌﻘد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﯾﻬـﺎ إﻟـﻰ اﻟﺟﻬـﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﺑﺎﻟﺑـث ﻓـﻲ ﻗﺿـﺎﯾﺎ‬
‫اﻹدارة ‪ .‬وﻧﺣن ﻻ ﻧﻌﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧـﺎص ﻟﻠﺑـث ﻓـﻲ دﻋـوى اﻟرﺟـوع‪ ،‬ﻷﻧـﻪ ُﻣﻠـزم‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ وﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪.‬‬
‫ﻛ ـ ــﺎن ﺑودﻧ ـ ــﺎ دﻋ ـ ــم ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺟزﺋﯾ ـ ــﺔ ﺑﻣ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــو ﻣﻌﻣ ـ ــول ﺑ ـ ــﻪ أﻣ ـ ــﺎم ﺟﻬ ـ ــﺎت اﻟﻘﺿ ـ ــﺎء اﻟﻔﺎﺻ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣ ـ ــﺎدة‬
‫اﻹدارﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻏﯾــ ــر أﻧ ـ ــﻪ وﺧـ ـ ــﻼل ﺑﺣﺛﻧ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﻣﺧﺗﻠ ـ ــف ﻣﺟ ـ ــﻼت ﻣﺟﻠ ـ ــس اﻟدوﻟـ ـ ــﺔ وﻛـ ـ ــذا ﺑﺎﻟﺗطﺑﯾﻘــ ــﺔ اﻟﻘﺿـ ـ ــﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺑـ ــو ازرة اﻟﻌـ ــدل )‪ (SGDJ‬ﻓﺈﻧـــﻪ ﺗﻌـ ــذر ﻋﻠﯾﻧـ ــﺎ اﻟﻌﺛـ ــور ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـــذا اﻟﻧـ ــوع ﻣـــن اﻟﻘﺿـ ــﺎﯾﺎ رﺑﻣـــﺎ ﻟﻘﻠﺗﻬـ ــﺎ‬
‫أو ﻧدرﺗﻬﺎ أو ﻋدم ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻣﺎﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺑﺣث ﻋن اﻷﺳﺑﺎب‪.‬‬

‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‪:‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻓﻛرة اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻗد ﺗﺣﻘﻘت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﻘواﻋد‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧزاع اﻹداري ﻫـﻲ ذات طـﺎﺑﻊ أﺻـﯾل ﻣﻧﻔﺻـل وﻣﺗﻣﯾـز‪ ،‬وﯾـﺗم اﻟﻧظـر ﻓﯾـﻪ أﻣـﺎم ﻗﺿـﺎء‬

‫‪254‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫ﻣﺳــﺗﻘل‪ .‬وﻟﻌــل ﺳــﺑب ﻧﺟــﺎح ﻫــذﻩ اﻟﻔﻛ ـرة ﻫــو اﻟﺗﺄﺳــﯾس ﻋﻠــﻰ ﻓﻛ ـرة اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻣــﺎدي اﻟــذي ﯾ ـرﺑط اﻻﺧﺗﺻــﺎص‬
‫ﺑﺎﻟﻣوﺿــوع‪ ،‬ﻣﻔــﺎدﻩ أن اﻹدارة ﻗــد ﺗﺗﺻــرف إﻣــﺎ ﻛﺷــﺧص ﻣــن أﺷــﺧﺎص اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم اﻟــذي ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺑﺎﻣﺗﯾــﺎزات‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﺳـﻌﻰ إﻟـﻰ ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓﺗﺧﺿـﻊ ﺣﯾﻧﻬـﺎ ﻧزاﻋﺎﺗﻬـﺎ إﻟـﻰ اﻟﻘﺿـﺎء اﻹداري‪) ،‬وﻋﻠـﻰ‬
‫ﻫذا اﻟﻧﺣو ﺗﻛون اﻹدارة ﻓﻲ ﻣرﻛز اﻟﻣدﻋﻰ(‪.‬ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻧـزل ﻣﻧزﻟـﺔ اﻷﻓـراد ﻟﺗﺗﺟـرد ﻣـن اﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬـﺎ ﻓﺗﺧﺿـﻊ ﺣﯾﻧﻬـﺎ‬
‫ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪.‬‬

‫إﻻ أن اﻷﻣر ﻣﺧﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻓـﻲ اﻟﺟ ازﺋـر ﻣـﺎ ﺟﻌـل اﻟﻧظـﺎم اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ ﻓـﻲ وﺿـﻌﯾﺔ ﺷـﺎذة ﻓرﯾـدة‬
‫ﻣــن ﻧوﻋﻬــﺎ ﺗﺗطﻠــب ﺿــرورة اﻻﻫﺗﻣــﺎم‪ ،‬ﻷن اﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻌﺿــوي ﻛﻣﺑــدأ ﻋــﺎم أﻧﺷــﺄ ﻧــوﻋﯾن ﻣــن‬
‫ﻧزاﻋﺎت اﻹدارة ﻧزاع إداري وﻫو ﻛل ﻧزاع ﺗﻛون اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻪ ﺑﻐض اﻟﻧظـر ﻋـن طﺑﯾﻌﺗـﻪ‪ ،‬وﻧـزاع‬
‫ﻋـﺎدي ﻟــﻺدارة وﻫــو ﻛــل ﻧـزاع ﯾﺧــرج ﻋــن اﺧﺗﺻـﺎص اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻹدارﯾــﺔ أي ﻛــل ﻣــﺎ اﺳــﺗﺛﻧﻲ ﺑﻣوﺟــب ﻧﺻــوص‬
‫ﺧﺎﺻـﺔ ﻟﻔﺎﺋــدة اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾــﺔ ‪ .‬وﻣــن ﺑــﯾن اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻹدارﯾــﺔ ﺣﺳــب اﻟﺗﺻــور اﻟﺟ ازﺋــري اﻟﻧـزاع اﻟــذي ﯾﻛــون‬
‫ﻣوﺿـ ــوﻋﻪ اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ ﺣﺗـ ــﻰ وﻟـ ــو ﻛﺎﻧـ ــت اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ﺗﺣﺗـ ــل ﻓﯾـ ــﻪ ﻣرﻛـ ــز اﻟﻣـ ــدﻋﻲ‪.‬ﻛﻣـ ــﺎ أن ﺷـ ــﻣوﻟﯾﺔ‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ أﺣدﺛت ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺗﺿﺎرب ﺣول اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎدة اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬أﻫﻣﻬـﺎ ﻣـﺎ ﺗﻌﻠـق‬
‫ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾـﺔ ﺑﺻـﻔﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ـ ﺣﯾـث ﻻﺣظﻧـﺎ ظـﺎﻫرة‬
‫اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ اﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻟذﻟك ﻧﻘﺗرح‪:‬‬

‫‪ -‬ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻌﺎدﯾــﺔ ﻟــﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ واﻟﺗــﻲ ﻣوﺿــوﻋﻬﺎ اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ ﻻ ﺑــد ﻣــن إﻋــﺎدة اﻻﺧﺗﺻــﺎص‬
‫ﺑــﺎﻟﻧظر ﻓﯾﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻣﺧﺗ ـ ـ ـ ـ ـص وﻫــو اﻟﻘﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـﻲ اﻟﻌــﺎدي ﻛﻠ ـ ـ ـ ـ ـﻣﺎ ﻛــﺎن اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﺧــﺎص ﻫــو اﻟﻘــﺎﻧون‬
‫اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾق‪.‬‬

‫‪ -‬ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻘـ ــﺎﻧون اﻟواﺟـ ــب اﻟﺗطﺑﯾـ ــق ﺻـ ــﺣﯾﺢ أن ﻛ ــﻼ اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺗﯾن اﻟﻣدﻧﯾـ ــﺔ واﻹدارﯾـ ــﺔ ﺗﺟﻣﻌﻬﻣـ ــﺎ اﻟوﺳـ ــﯾﻠﺔ‬
‫واﻟﻐﺎﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻛن وﺣدة اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻻ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة وﺣدة اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬إذ أن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ ﯾﺟـب أن ﺗﻛـون‬
‫ﻣﻼﺋﻣــﺔ ﻣــﻊ طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻌﻼﻗــﺎت واﻟﻣ ارﻛــز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻧــرى ﺿــرورة ﻓــﺗﺢ اﻟﻣﺟــﺎل أﻣــﺎم اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻟﻼﺟﺗﻬــﺎد‬
‫واﻻﺑﺗــداع ﻹﻧﺷــﺎء ﻗواﻋــد أﺧــرى ﻣﺗﻣﯾ ـزة وﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ ﻋــن اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾــﺔ ﻟﺗطﺑﯾﻘﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻗﯾــﺎم اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻋن طرﯾق إﻋﺎدة اﻟﻧظـر ﻓـﻲ ﻣﻌﯾـﺎر اﻻﺧﺗﺻـﺎص اﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ واﻟﺧـروج ﻋـن اﻟﻣﻌﯾـﺎر اﻟﻌﺿـوي‪،‬‬
‫وﻛذا ﺿرورة اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻌﺎﻣل "ﺗﺧﺻص" اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣؤﻫل ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻹدارﯾﺔ‪ .‬وﻣﻧﻪ وﺿـﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺔ‬
‫اﻹدارﯾـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ ﻓـ ــﻲ إطـ ـ ـ ـ ـ ـﺎرﻫﺎ اﻟﺻ ـ ـ ـ ـ ـﺣﯾﺢ وﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻧﺎء ﻗواﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـد اﻟﻣﺳؤوﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﯾﺔ اﻹدارﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺧﺻوﺻـ ــﯾﺔ‬
‫واﻟذاﺗ ـ ـ ـ ـ ـﯾﺔ واﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﻬواﻣش‪:‬‬
‫‪-1‬اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،09-08‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ،2008-02-25‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ج ر ﻋدد‪،21‬‬
‫ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ 2008-04-23‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ،13-22‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‪، 2022-07-12‬ج رﻋدد ‪،48‬‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.2022-07-17‬‬
‫‪ -2‬ﺑودوح ﻣﺎﺟدة ﺷﻬﯾﻧﺎز‪ ،‬ﻗواﻋد اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﺿل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪،09 08‬‬
‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻧﺗدى اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ﻋدد ‪ ،06‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺳﻛرة‪ ،2009،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ -3‬ﺑوﻋﺑد اﷲ ﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬ﺗﻘرﯾر ﺗﻣﻬﯾدي‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ‬
‫اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬﯾدي‪ ،‬أم اﻟﺑواﻗﻲ‪ ، 2015 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -4‬ﺑدران ﻣراد‪ ،‬ﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري‪ ،‬دور اﻟﻣﺷرع أم دور اﻟﻘﺎﺿﻲ؟‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ‪ -‬اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن‬
‫ﻣﻬﯾدي‪ ،‬أم اﻟﺑواﻗﻲ‪ ، 2015 ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ - 5‬ﺑن ﻣﺷري ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم‪ ،‬ﺗطور اﻻﺧﺗ ـ ـ ـ ـ ـﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟ ـ ـ ـ ـزاﺋري‪ ،‬ﻣـ ـ ـﺟﻠﺔ‬
‫اﻟﻣﻔﻛر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر‪ ،‬ﺑﺳﻛرة‪ ،2009 ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ -6‬ﺑوﺿﯾﺎف ﻋﻣﺎر‪ ،‬اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ٕواﺷﻛﺎﻻﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ‬
‫دﻓﺎﺗر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻋدد ‪ ،5‬ﺟوان‪ ،2001‬ص ‪ 23‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -7‬ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ج‪ ،01‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،1998،‬ص‪.50‬‬
‫‪ -8‬ﻣﺣﯾو أﺣﻣد‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ ﻓﺎﺋز أﻧﺟق وﺑﯾوض ﺧﺎﻟد‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬ط ‪،05‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،2003،‬ص ‪ ،111‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -9‬ﺷﯾﻬوب ﻣﺳﻌود‪ ،‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ج‪ ،02‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،2013 ،‬ط‬
‫‪ ،06‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -10‬ﺑوﻋﻣران ﻋﺎدل‪ ،‬ﻣﻌﯾﺎر اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬دﻛﺗو ار ﻋﻠوم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ‬
‫ﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ‪ ،2 201،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -11‬ﺑوﺟﺎدي ﻋﻣر‪ ،‬اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ دوﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود‬
‫ﻣﻌﻣري‪ ،‬ﺗﯾزي وزو‪ ،2011،‬ص ‪ 65‬وﻣﺎﺑﻌدﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -12‬ﻧوﯾري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز‪ ،‬اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ﺑﺷﺄن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔاﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ‪ -‬اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﻟﻣﻌﯾﺎر‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬﯾدي‪ ،‬أم اﻟﺑواﻗﻲ‪ ،2015 ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -13‬ﺑﻌﻠﻲ ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺟزاﺋر‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪.245‬‬
‫‪ -14‬ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ أﺣﺳن‪ ،‬ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗ ـ ـ ـ ـ ـﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻟﻘ ـﺿﺎﺋﯾﯾن اﻟﻌﺎدي واﻹداري ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟـ ـ ـﺟﻣرﻛﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،2002،02‬ص ‪ 47‬وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫اﻟﻬﺎم ﻫﺎﺷﻣﻲ‬ ‫اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي وﻧزاﻋﺎت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫‪ -15‬ﻣﻧﺎزع ﻋﻠﻲ أﺣﻣد‪ ،‬ﺿواﺑط اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ -‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ، -‬ط‪،1‬ج‪ 1‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪ ،2012 ،‬ص ‪ 53‬إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ‪.81‬‬
‫‪ -16‬اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻗرار ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ،1966-12-16‬اﻟﻔرﯾق ﺑردﯾﺎز ﻣوﻧﺗﻔﺎ ﺿد اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬م ‪.‬ج‬
‫‪.‬ع ‪.‬ق ‪.‬إ ‪.‬س‪ ،‬ﻋدد ‪ ،1967 ،03‬ص ‪.563‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ،19193‬ﻗرار ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ،1982-04-17‬ﻧﺷرة اﻟﻘﺿﺎة‪ ،‬ﻋدد‬
‫ﺧﺎص‪ ،1982 ،‬ص‪.281‬‬
‫‪ -17‬ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪،‬ط‪ ،2‬ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2007،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ -18‬ﺑﺎﻋﺔ ﺳﻌﺎد‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ دون ﺧطﺄ ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ -‬اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻧﻣوذﺟﺎ‪ -‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺑﺣث اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ﻋدد ﺧﺎص‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ﺑﺟﺎﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪،2017‬ص ‪.422‬‬
‫‪ -19‬ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ،188827‬ﺻﺎدر ﺑﺷﺄﻧﻪ ﻗرار ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 23‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ ،2021‬ﻏﯾر ﻣﻧﺷور‪.‬‬
‫‪ -20‬اﻟﻣﺎدة ‪ 144‬ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪ ":‬اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻣدﻧﯾﺎ ﻋن اﻷﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ‬
‫اﻟﺑﻠدي و ﻣﻧﺗﺧﺑو اﻟﺑﻠدﯾﺔ وﻣﺳﺗﺧدﻣوﻫﺎ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬم وﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻬﺎ وﺗﻠزم اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺑرﻓﻊ دﻋوى اﻟرﺟوع أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ،10/11‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺿد ﻫؤﻻء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎﺑﻬم ﺧطﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ" ‪.‬ﻣن‬
‫‪ ،2011/06/22‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ 37‬ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪ ،2011/07/03‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -21‬اﻟﻣﺎدة ‪ 140‬ﺟﺎء ﻓﻲ ﻓﺣواﻫﺎ "اﻟوﻻﯾﺔ ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻣدﻧﯾﺎ ﻋن اﻷﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوﻻﺋﻲ‬
‫واﻟﻣﻧﺗﺧﺑون‪ .‬وﺗﺗوﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟرﺟوع أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺿد ﻫؤﻻء‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطﺄ ﺷﺧﺻﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ،07/ 12‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2012/02/21‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪،12‬‬ ‫ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻬم"‪.‬ﻣن‬
‫ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪،2012/02/29‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -22‬ﺣﺎﻻت دﻋوى اﻟرﺟوع ﻫﻲ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺗﻣﺛل اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ رﺟوع اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﻟﻣوظف اﻟذي أﻟﺣق ﺿر ار ﺑﺎﻟﻐﯾر ﻟﺗطﺎﻟﺑﻪ ﺑﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟذي‬
‫دﻓﻌﺗﻪ ﺑدﻻ ﻋﻧﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬ﻓﻬﻲ رﺟوع اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺿ اررﻩ ﺑﺎﻟﻣوظف أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺗﻪ ﻟﻣﻬﺎﻣﻪ أو ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻬﺎ‬
‫‪ -‬اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ :‬ﻫﻲ رﺟوع اﻟﻣوظف ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻟﻣﺳﺎءﻟﺗﻬﺎ ﻋن ﺗﻌوﯾض ﺗﺳﺑب ﺑﻪ اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﻓﻘﻲ ﻻ اﻟﺷﺧﺻﻲ‪.‬‬
‫‪ -23‬ﺑوﻋﺑد اﷲ ﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻹداري‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑن ﻣﻬﯾدي أم اﻟﺑواﻗﻲ‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،2015،‬ص‪.11‬‬
‫‪-24‬أﻣر رﻗم ‪ ،75-58‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ،1975-09-26‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم‬
‫‪ ،10-05‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪، 2005-06-20‬ج رﻋدد ‪ ،44‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪ 26‬ﺟوان ‪ 2005‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم‪.‬‬
‫‪ -25‬ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ،127759‬ﻗرار ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2018-09-19‬ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﺑﯾن و ازرة اﻷﺷﻐﺎل‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺿد )ح‪،‬م( و ﺑﺣﺿور ﺑﻠدﯾﺔ ﺗﯾرﻣﺗﯾن‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪،‬ﻋدد ‪ ،16‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،2018‬ص ‪.154‬‬

‫‪257‬‬

You might also like