ﺔﻔﺴﻠﻓ ﻲﻓ ةرﺎﻤﻌﻟا Architecture According To Philosophy Of Crossing رﻮﺒﻌﻟا
ﺔﻔﺴﻠﻓ ﻲﻓ ةرﺎﻤﻌﻟا Architecture According To Philosophy Of Crossing رﻮﺒﻌﻟا
net/publication/323153663
CITATIONS READS
0 724
1 author:
SEE PROFILE
Some of the authors of this publication are also working on these related projects:
All content following this page was uploaded by Ahmed Talib Hameed Haddad on 14 April 2018.
2
المجلة العراقية للهندسة المعمارية .....................................................العدد( )7اَب لسنة 7102م
جدول ( ) 1اهم مؤشرات الدراسات السابقة .المصدر :الباحث
تفسير مفهوم العمارة النموذج الفلسفي الذات والموضوع الدراسة ت
اهمية العالقة بين التصميم المعماري والمعرفة لفالسفة من افلوطين حتى عالقة جدلية Sources of architectural form 5
الفلسفية والتعليم المعماري في التنظير للعمارة. دريدا
التاويل كالية لفهم النتاج المعماري والتنظير له. ارسطو من لفالسفة عالقة جدلية Building Idea 0
وافالطون حتى ماركس و
هوسرل
التكامل بين الجوانب الفكرية الفلسفية والجوانب لفالسفة معاصرين عالقة تكاملية Philosophy and Design 3
التطبيقية النتاج الفضاء المعماري ضمن سياقه
البيئي االجتماعي.
1السيرة الذاتية للدكتور الجابري ، 4112 ،حسب الملف الشخصي لسيرته الذاتية والعلمية ،المقدم الى عمادة كلية االداب – الجامعة المستنصرية .
4حسب ما جاء في المقابلة الشخصية معه في مكتبته الشخصية يوم االثنين الموافق . 4112/14/42
3هذا ما لمسه الباحث في كتاباته ومؤلفاته ،ومحاضراته التي عايشها في العام . 4112 – 4112
3
المجلة العراقية للهندسة المعمارية .....................................................العدد( )7اَب لسنة 7102م
االنسان مع الطبيعة خالل الزمن في ضوء دولة مستقرة قوية للحصول على نتيجة ايجابية ، 5+واال اصبح االنسان منفعال مع هذه
العوامل كما هو حال بلداننا العربية االس ـالمية االن ( ] )5-الجابري .[0229 ،فمن خالل ذلك يعمل الجابري على تأصيل المعارف
والعلوم القديمة العراقية والعربية ،والعلوم المعرفية االسالمية ،ومن خالل اطالعه الواسع على التجربة المعرفية الغربية قديمها وجديدها،
استطاع ان يبني لنا نموذجه الفكري الشامل عن الحياة والقيم االخالقية الخالدة للوجود والحضارة واالنسان ،من خالل مثلثه الحضاري
المشهور ،والذي أمكن بيان تفاصيله بصورة اعمق من خالل لقاءاتنا الشخصية وتلخيصه بالنموذج التوضيحي في الشكل (.)5
ان هذا النموذج الفكري مطبقا في معظم ومؤلفاته ،فهو يؤكد على اهمية التوازن المعرفي بين مصادر المعرفة الثالثة الحس والعقل
والقلب ،وان لكل واحد منه م ساحته ومجاله الذي يعمل به ،وكلها تؤدي دورها بصورة تكاملية ،ديناميكية ،شمولية ،فال يمكن للمفكر او
العالم او العرفاني ان يعتمد على احدها دون االخر ،كون الطبيعة البشرية والفطرة االنسانية هي مخلوقة بهذه التشكيلة منصهرة في ذاتها
لغرض اعطاء انعكاسا مرآويا للواقع ،والوجود الحق .فالعالقة بين الذات والموضوع هي عالقة حوار وتكامل وليست عالقة صراع
وتناقض] .الجابري،0252،ص.[035-052
-3فلسفة العبور عند الدكتور الجابري
نابعة الفهم الفلسفي للحياة ]الجابري،0250،ص ،[3فهي عبارة عن المحرك او المفهوم الذي يعطي الديناميكية للنموذج الفلسفي
الهندسي للدكتور الجابري (الذي سبق توضيحه في الشكل .)5ليحاول البحث من خالل فلسفة العبور دراسة مفهوم العمارة.
1-3موجز لفلسفة العبور عند الدكتور الجابري :
بنية فلسفة العبور مكونة من مفردات التكامل ثم العبور عبر التصاعد الى المستقبل ،حيث يكمن خلف هذه المفردات هيكل هندسي
من المفاهيم والعالقات تشكل حوارية بين ثنائيات عديدة قد تختزل بالذات والموضوع ،في محاولة من الجابري في تجاوز تلك الثنائيات
من خالل انصهارها بوحدة حوارية تكاملية تتصاعد نحو المستقبل عن طريق منطق ال يجوز فيه العبور من االدنى الى االعلى بين فئات
الوجود ،بل يجوز العبور داخل الفئة الواحدة في ظل تكاملها مع الفئات االخرى مع حفظ سيادة كل فئة على اخرى مثل سيادة االنسانية
على الحيوانية والنباتية على سبيل المثال ]الجابري،0250،ص . [55-0فالتكامل ليس انصهار شخصية فئة في اخرى بقدر ما هو تكامل
المتناقضات ]الجابري،0250،ص-13ص]،[11الجابري،0252،ص.[15-09
1-1-3العبور االرتكاسي عند الجابري
وينتقد الجابري العبور االرتكاسي والتسافل من الكمال الى االنحطاط بسبب فقدان بوصلة االتجاه الذي يقود الى الحرية السائبة
(الالمسئولة) ،التي قد يكون لها مبرراتها في عالم الالحتمية العلمي بعد انتقالها من عالم الحتمية ،ولكن المبرر لهذا النوع من الحرية
في منطق االقتصاد واالجتماع والسياسة والدين والمجتمع ]الجابري،0250،ص.[6-1
2-1-3احتياجات العبور عند الجابري
والبد للعبور من ادوات والبد له من استعدادات ،اما االولى فيختصرها الجابري بأربعة ادوات هي حسن التمييز ،وحسن االختيار ،ثم
القرار السليم ،واخي ار تحمل مسئولية ذلك القرار .والثانية (االستعدادات ) فيلخصها بجانبين ذاتي مرتبط بعقالنية الذات ومحاسبتها لنفسها
والثاني موضوعي مرتبط بدور الحكومة او الدولة في منع حالة االرتكاس واالنحطاط االخالقي بالذات ]الجابري،0250،ص.[9-8
3-1-3مقياس العبور عند الجابري
ان قمة ما يمكن الوصول اليه من خالل العبور هو الطفرة التي تحتاج الى تظافر كل تلك المفاهيم والوسائل المنهجية من اجل
عبور غير عادي ،يتجاوز العبور ذي الوتيرة الواحدة بأبسط حاالته ،ويتجاوز العبور الم تصاعد الجتياز المصاعب الكبيرة (وليست
الصغيرة ) الى نوع اخر من العبور الذي ينقل السيرورة والحركة من الحال الى المستقبل بخطى شاسعة جدا ]الجابري،0250،ص.[0-3
4-1-3مسارات العبور عند الجابري
لالنتقال ( الحركة ) عبر الزمان والمكان من حالة الى حالة اخرى البد من وجود مسارات وهذه المسارات منها المستقيمة ومنها
الحلزونية ،واالهم من ذلك بان هذه المسارات ال تتقاطع ،فهذا النوع غير المتقاطع والمتصاعد للحركة من حالة الى حالة اخرى يسميه
الجابري الصيرورة ]الجابري،0250،ص.[52
4
المجلة العراقية للهندسة المعمارية .....................................................العدد( )7اَب لسنة 7102م
2-3اعداد الهيكل الفكري الهندسي لفلسفة العبور :ليلُقي الضوء على العمارة من خالل فلسفة العبور ضمن خمسة مرتكزات كما في
(شكل : )0
.1مقومات فلسفة العبور :
أ .مفردات الهيكل الهندسي لفلسفة العبور
(تكامل–عبور– تصاعد– المستقبل).
ب .حوارية الثنائيات في فلسفة العبور.
ج .منطق العبور.
العبور- ادوات العبور. .2احتياجات
استعدادات العبور.
.3مقياس العبور .العبور ذي الوتيرة الواحدة
-العبور المتصاعد -العبور بالطفرة .
.4مسارات العبور.
.5العبور االرتكاسي ( الفجائي ).
2استفاد الباحث من بعض المصادر في هذا المجال ،واضف لها رؤيته االستنتاجية لمسيرة تطور تاريخ النظرية المعمارية.
* Summerson, J. 1963, The Classical Language of Architecture, Is' edition. The M.I.T. Aress, Cambridge,
* Vincent Scully, Jr. 1986. Modern Architecture: The Architecture of Democracy, 12th edition. George
* .Vitruvius. 1960. The Ten Books on Architecture (translated by M.H. Morgan), Ist edition. Dover Publications,
* .Scruton, R. 1979. The Aesthetics of Architecture, Is' edition. Methuen and Co. Ltd., London
* .Schuiz, N.C. 1965. Intentions m Architecture, MIT Press, Cambridge
* .Schuiz, N.C. 1979. Genius Loci: Towards a Phenomenology ofArchitecture, Ist edition. Rizzoli, New York
* .Rowe, C. and Koetter. F. 1978. Collage City, The M.I.T. Press, Massachusetts
* Jotmson, PA. 1994. The Theory of Architecture: Concepts, Themes and Practices, Van Nostrand Reinhold,
* .Jencks b, C. 1988. Deconstruction: The Pleasune of Absence. .Arcfiiteclwai Design, 58(3-4): 17
* .Jencks, c. 1997.The Architecture of'the Jumping Universe, Is' edition. Academy Editions, London
* .Rossi, A. 1982. The Architecture of the City, 1" edition. The MIT Press, Massachusetts, and London
5
المجلة العراقية للهندسة المعمارية .....................................................العدد( )7اَب لسنة 7102م
فحضارة العالم مقسمة الى ثالث موجات حسب توفلر]،5996ص ،[35-09ومن خالل فلسفة العبور ومصطلحاتها ستستبدل كلمة
موجة بطفرة ،كونها التعبير الحقيقي لالنتقالة الهائلة التي تخطت سيرورة التاريخ في كل طفرة من هذه الطفرات الثالثة ألجل
صيرورة جديدة ،هذه الصيرورة ترجمة باسم اهم تقنية تطبيقية جاءت بها وهي:
الموجة االولى :الطفرة نحو الثورة الزراعية ،بدأت منذ 52222سنة ،وتحول فيها المجتمع من الحياة البدائية غير المستقرة المعتمدة
على الصيد وجمع الغذاء الى حياة االستقرار والزراعة ]سعيد،0253،ص .[50وفيه نشأت اولى القرى الزراعية في وادي الرافدين وانتشرت
اكواخ الطين وارتبطت مع بعض لتشكل تلك القرى ،ثم ليشهد تاريخ العمارة عبو ار تصاعديا وصوال لطفرة كبيرة في تاريخ العمارة هي
ظهور المدن العظيمة كأور وبابل واكد ،وخصوصا بابل التي تميزت بميزات حضارية وابنية معمارية بارزة خلدها التاريخ ،ولينتقل هذا
التقليد الحضري المعماري الى كافة ارجاء العالم كما حصل في مصر وصوال للحضارات االخرى التي استخدمت ما كانت تجود به
الطبيعة من مواد كالحجر والخشب في صنع عمارتها وتكوين حواضره ا المدنية بدون وجود واضح ومدون او معلن لتنظير معماري دقيق
غير كتابات عامة تخص مجمل العمران البشري كالذي دونه ابن خلدون في مقدمته على سبيل المثال ]ابراهيم،5986،ص.[68-66
ولكن في القرن االول الميالدي جمع المهندس الروماني ماركو فيتروفيوس تجارب تاريخ االمم القديمة والحضارات االولى ليبني منها
نظرية معمارية تبين اسس العمارة الفكرية ومناهجها التطبيقية وجمعها في كتاب سماه " الكتب العشرة " واهداه لقيصر روما اوغسطس
آنذاك .لتتوالى النتاجات الفكرية المعمارية ليومنا هذا ]فيتروفيوس،0252،ص.[50
الموجة الثانية :الطفرة نحو الثورة الصناعية التي بدأت قبل 322عام ،حضارة تعتمد على اآلالت او التكنلوجيا ]سعيد،0253،ص،[50
وفيها ظهرت العمارة الحديثة كما في الفقرات القادمة ،لتمر عمارة الحداثة بعبور تصاعدي قلق اوصلها الى عمارة ما بعد الحداثة.
الموجة الثالثة :الطفرة نحو حضارة المعلومات والتقنية الرقمية ،التي تحل فيها القوة الذهنية محل القوة العضلية في االقتصاد ،ان
مستقبل الحضارات سوف يكون على اشكال من التنوعات الثقافية ]سعيد،0253،ص ،[50وهذا كان وقعه المباشر على العمارة من خالل
انتشار ما يسمى بالحركة التفكيكية في العمارة وحتى يومنا هذا تتوالى الحركات المعمارية التي تعكس التوجهات الفكرية المعاصرة للموجة
الثالثة ( وما سيتم التطرق اليه بعد قليل ) .وكان لكل تطور تكنلوجي تطبيقي في كل طفرة من هذه الطفرات الثالثة اثره الكبير على
العمارة ،وما بين كل موجتين كانت هناك مراحل التكامل والعبور والتصاعد وصوال للطفرة وحدوث الثورة والتغيير نحو الصيرورة
التاريخية الجديدة ،وهذا بالضبط ما انعكس في تاريخ العمارة كما سيتطرق اليه عند استعراض واقع حال الحركات المعمارية عبر التاريخ.
واقع التنظير الفكري للعمارة :العمارة وسؤال الدهشة ( الفلسفة ) 2-4
وفيه يتم البحث عن الجذور الفكرية الفلسفية لماهية مفهوم العمارة في ضوء مصطلحات فلسفة العبور ،من خالل استقصاء
تفسير النتاج المعماري من قبل منظري االتجاهات والحركات المعمارية بوجه خاص ،وتحديدا بعد الظهور العلني للنظرية المعمارية
كتدوين نظري وتحليلي للنتاجات المعمارية على يد المنظر الروماني ماركو فيترو فيوس (ت 51ق.م ).الذي استمر تأثير افكاره حتى
عمارة الحداثة ،وان كانت بعض مبادئه التي اكتشفها حية الى عصرنا الحالي]فيتروفيوس،0252،ص .[6-1فهناك ارث معماري ضخم
على مر التاريخ االنساني لم ينظر له ولم يوضع في قوالب فكرية من قبل رواد عصره ابتداءا من عمارة وادي الرافدين مرو ار بعمارة وادي
النيل الى العمارة اليونانية وحتى العمارة االسالمية وعمارة المسلمين] 1ابراهيم،5986،ص .[53-52لذلك سنبين اهم مراحل العبور
والتصاعد وصوال للطفرات المهمة التي ارتبطت مع الطفرات الحضارية للموجات الثالثة ،مع االشارة الى عدم اكتمال صورة التنظير عند
بدايات الثورة الزراعية ،لذلك سنبدأ من نهايات هذه الثورة القريبة من عصر الموجة الثانية ( الصناعية ) ،ولكن قبل ذلك ،تم التطرق الى
بيان مقتضب لمصطلحين يحتاج بيانها هذا البحث وهما النظرية والحركة المعمارية.
ماهو مصطلح النظرية المعمارية ؟
ان مفهوم النظرية المعمارية باعتبارها فكر تصميمي نابع من البيئة الثقافية واالجتماعية والتكنولوجية والمهنية للمصمم والتي يطلق
عليها مفهوم المضمون ،ولكي يتحول هذا الفكر إلى واقع البد أن يكون له هيئة أو شكل وهو ما مثلته الحركة المعمارية التي تعد
انعكاسا تطبيقيا للنظرية المعمارية ]ابراهيم،5986،ص.[8
( 2التي تحتاج الى بحوث وتنقيب جدي عن اسسها التي جاء بها االسالم من خالل القران الكريم والسنة النبوية المطهرة )
6
المجلة العراقية للهندسة المعمارية .....................................................العدد( )7اَب لسنة 7102م
6
(وقد يكون المصطلح المتداول اليوم بما يسمى بالدبل فوليوم ،له عالقة باستخدام عمود او اكثر في واجهات الكثير من االبنية في العراق) .
7
المجلة العراقية للهندسة المعمارية .....................................................العدد( )7اَب لسنة 7102م
oاالستعدادات الذاتية للعمارة الجديدة تبرز نمط وطراز وهوية عالمية جديدة في البناء .
oوباتت االفكار الفلسفية الرأسمالية واالشتراكية التي تبنتها الدول العظمى آنذاك تعبي ار النعكاس االستعداد الموضوعي
لهيمنة الدولة وفلسفتها السياسية على هذا التوجه العمراني الجديد .
عمارة ما بعد الحداثة ( نموذجا اخر للعبور التصاعدي ) :التي زامنت بدايات التحول العلمي من الحتمية الى الالحتمية باكتشاف
نظريات انيشتاين النسبية وفيزياء الكم لهايزنبرغ .وفيها تغير الواقع المعماري باالتجاه نحو االنسان وعلومه اللغوية واالستلهام من
التراث الماضي لبناء لغة جديدة ]حداد،0250،ص .[528-525ويبدو ان نموذج توماس كون ( البرادايم ) في تطور العلم ورؤيته
لتكامل النظريات العلمية بين العلوم الطبيعية والعلوم االنسانية ]موسى،0250،ص ( [59-0على قاعدة من تكامل االدوار ال تبادلها
وهي حقيقة شهدت عليها مسيرة البحث ،في دوافع االنسان ومنجزاته على مر العصور والدهور الى يوم الناس هذا
]الجابري،0252،ص )[12وفي تفسير الظواهر واالكتشافات الحديثة في النصف االول من القرن العشرين ،قد اثر بشكل واسع على
العمارة ] ،[Hale,200,p.47-53مما ادى ذلك الى التمييز بين المتناقضات ومحاولة احداث التكامل بينهما وعدم رفض احدهما،
ادى ذلك الى التخفيف من وطأة عالمية عمارة الحداثة من خالل الرجوع الى الخصوصيات الثقافية من تراث المجتمعات وتوظيفه
ضمن االشكال المعمارية العالمية الجديدة التي جاءت به العمارة الحديثة مما صاغ نظرة جديدة هجينة للشكل المعماري بين الحديث
والقديم ،فوقع اختيار حركة ما بعد الحداثة المعمارية على نمط ولغة جديدة للعمارة تنسجم فيه مع ثورة اللسانيات التي جاء بها دي
سوسير وجومسكي في العلوم االنسانية مستغلة التقدم التكنلوجي المعاصر لها ،فكان القرار هو حركة معمارية جديدة تجمع في
بودقة واحدة بين الحديث والقديم وتترجمه في قالب معماري جديد يراعي عالمية التطور التكنلوجي لعالم الموجة الثانية ،وخصوصية
الثقافات االقليمية والوطنية ،ولكنه بقي مفتق ار للوحدة الجمالية كما يقول نقاد حركة ما بعد الحداثة المعمارية
]حميد،5999،ص.[505-539
3-2-4عمارة الموجة الثالثة طفرة الثورة التقنية
العمارة التفكيكية نموذجا للعبور المرتبك (االرتكاسي حسب تسمية الجابري) وتمردا على اسس العمارة الحديثة :ان تغير الواقع
المعماري باالتجاه نحو االنسان وعلومه االنسانية ،توجت اعمالها بحركة تمرد ثانية على العمارة السائدة ( الحديثة ) وهي عمارة
التفكيك (التي ظهرت تسعينيات القرن العشرين تزامنا مع الثورة التقنية المعلوماتية ) التي تعد بحق كس ار ثانيا لقيود العمارة مثلما
كسرت عمارة الحداثة قيود العمارة الكالسيكية سابقا .فالعمارة التفكيكية تعد تطو ار وتمي از نوعيا مهما لمفهوم العمارة قاد الى
ظهور عمارة معاصرة اكثر تقدما .لكن كسر القيد هذا (بالرغم من اهميته النوعية) كونه جاء كردة فعل قوية للتقاليد السائدة ،لم
يمتلك الوضوح الكامل في ادوات العبور كحسن التمييز ،وحسن االختيار ،والقرار ،وتحمل مسؤولية القرار .وهذا شيء طبيعي
الن هذا النموذج المعماري المتمرد كان انعكاسا لمرحلة القلق والتشاؤم الذي ساد العالم نهايات الحرب الباردة
]رزوقي،5991،ص ، [509-91وصاحب بدايات التصدع في القيم المجتمعية كما يقول فوكوياما]،0220ص ،[50-5فجاءت
االشكال المعمارية فاقدة للنظام (الذي كان معتادا في عمارة الحداثة) وفوضى تعكس التوجه العلمي للفيزياء والرياضيات
الحديثة لتخلق نوعا جديدا من الجمال غريبا على طبيعة الشكل المعماري عبر التاريخ ولكنه ذو تاثير فاعل في ابداع وابتكار
اشكال معمارية جديدة ،ومما ساعد على انتاج تلك االشكال المعمارية الالنظامية هي التقنيات الرقمية الحديثة التي اعطت
الضوء االخضر لبزوغ عصر معماري جديد .فهنا يمكن ان نستشهد بمقولة الدكتور الجابري " ان منطق العبور ال يبدأ من الصائب
والصحيح بقدر ما ينطلق من (االخفاق) لتصويبه وتجاوزه الى االفضل واالحسن من الحلول لمشكالت االنسان والحضارة "
]الجابري،0228،ص .[68ان هذا التمرد المعماري ال ينظر اليه اخفاقا بقدر ما ينظر اليه بانه نقطة انطالق وتغيير جذري نحو
مستقبل العمارة كما يبدو اليوم في العمارة المعاصرة.
العمارة المعاصرة ( نموذجا اخر للعبور التصاعدي ) :التي زامنت فيه العمارة الموجة او الحداثة الثالثة بدخول عالم الرقميات
واالتصاالت والمعلومات بعد التفكيكية ،والتي تعد الجيل الثالث للغة المعمارية في العالم والمعتمدة بصورة اساسية على انتاج
شكل معماري كقانون مادي يعمل بصورة متوازية مع القانون الثقافي (العلمي والفكري لإلنسان) ].[Jencks,1997,p.34-38
8
المجلة العراقية للهندسة المعمارية .....................................................العدد( )7اَب لسنة 7102م
تميزت العمارة المعاصرة بمحدودية المقيدات التقنية ،فتكنلوجيا النانو ،وتطور تكنلوجيا التصنيع بالحاسوب فضال عن اندماج عملية
التصميم المعماري مع التصنيع التكنلوجي ثم انتاج الشكل المعماري بفضل الحاسوب قد وجه منظري العمارة نحو اهمية القيم
االخالقية االنسانية في التصميم بعد ان تمت المعالجة شبه النهائية لمشكلة المحددات التكنلوجية والتقنية ،فأصبحت جدران
الزجاج تعوض عن جدران الخرسانة المسلحة السميكة ،واصبحت الفضاءات كبيرة بفضل اعمدة النانو كاربون ،وامتلكت المعادن
ومواد البناء مميزات ال محدودة من ناحية صيانتها وما توفره من امكانات وتسهيالت تصميمية ]حداد،0250،ص.[506-522
حيث اطلق الباحث نمط العبور التصاعدي على مستجدات واقع حال العمارة المعاصر ولم يعدها طفرة معمارية كونه لم
يتبلور ويتضح بصورة جلية ( كما كان الحال في عمارة الحداثة حيث وضوح القرار ومتانة االسس واالهداف التي جاءت به تلك
الحركة المعمارية) ،حيث تتميز العمارة المعاصرة بوفرة وغزارة بالحركات المعمارية المتنوعة (التي يجمعها كما يبدو توجه نحو
استغالل نتائج الثورة التقنية العالمية في مجال فيزياء الكم والبيوجزيئية والحاسوب ] )[Kaku,1997في بناء عمارة مستجيبة
ومتفاعلة مع بيئتها الطبيعية واالجتماعية واالقتصادية ،حيث تحاول اخر الحركات المعمارية المعاصرة محاكاة االنسان في ذكاءه
وسلوكياته الذاتية في التعلم والتكيف مع بيئته مستفيدة من هذه التقنيات الجديدة ] ،[Kolarevic,2003وقد يعد هذا من االعتبارات
المهمة للعبور في هذه الحركات المعمارية ،ولكنها لم تصل الى االن في تبني اسس واضحة ومتكاملة لبناء فهم او تصور
متكامل لعمارة تالئم انسان المستقبل بسبب تالحق االكتشافات العلمية–التقنية الهائل الذي ما عادة تستطيع ان تالحقه ،باالضافة
لتصدع القيم المجتمعية بسبب تلك التطورات له اث ار مباش ار على ذلك .مما يتطلب االمر للتمهيد لطفرة معمارية تستوعب كل تلك
المستجدات العميقة وال تهمل القيم االخالقية بل توظفها وتنطلق منها في بناء طفرة معمارية وعبور نحو المستقبل قد يوفره
تحييد كافة المؤثرات السلبية للتكنلوجيا الصناعية على العمارة بفضل التقنيات الجديدة.
3-4الجوانب الروحية في العمارة :العمارة وسؤال الرهبة ( العرفان ) تمهيدا لعبور الطفرة للمستقبل
كنتيجة لكل ذلك التاريخ الحافل باألحداث واالنواع المختلفة من درجات العبور ومساراته بين السيرورة والصيرورة وبين عبور
نمطي وعبور تصاعدي وعبور الطفرة كان ال بد للعمارة من بناء نظرية معمارية مستندة على المبادئ االخـــــــــــالقية (بعد تحييد
ومعال جات جميع العقبات التقنية تقريبا) واالستفادة من الرصيد الفكري الثقافي لإلنسانية ،ومحاولة اعادة كتابة نظرية معمارية مشتقة من
االسس الفكرية العميقة لإلسالم كونه المولد االساس للقيم االخالقية ذات االبعاد التطبيقية ،واالستفادة من االرث المعماري االسالمي الذي
يعكس الفكر االسالمي من خالل اعادة ترجمة الفكر االرتكازي والخط التسليمي للرسالة المحمدية الذي كان سائدا آنذاك بفكر تحليلي
مدون وواضح مستند على االصول الفكرية لإلسالم كموجه لعمارة المستقبل .لتعكس تلك العمارة النموذج الحضاري لالنسانية في جوابه
على اسئلة الحاجة (العلم) ،والدهشة (الفلسفة) ،والرهبة (الدين) .5ولتحديد مطلب البحث النهائي (في البحث عن اسس بناء النظرية
المعمارية ذات الطابع االسالمي) من خالل بيان اهم المفردات المادية والفكرية والروحية للعمارة البد من تحديد مقياس ادراك العمارة .
1-3-4مقياس إدراك العمارة
لكي يمكن من تناول نتاجات العمارة كما يظهر في الحركات المعمارية البد من تكوين مقياس نقيم ونقيس به تلك الحركات وفق
مبادئ ومفاهيم محددة وشاملة ،وإلعطاء تصور كامل عن هذا المقياس الفكري سنتطرق لتعريف العمارة كمفهوم فكري مجرد ومن هذا
التعريف نستخرج المقياس المطلوب .فالعمارة ( كتعريف مفاهيمي مجرد عن كل تبعية فكرية ) هي العالقة المتبادلة ( المدركة حسيا )
بين الكتلة والفراغ ،و بتحكم ثالثة عوام ل رئيسة ( مدركة عقليا ) اكتشفها المعمار الروماني ماركو فيترو فيوس في القرن االول الميالدي
، Commodity , Convenienceوالمتانة ]فيتروفيوس،0252،ص [39هي :الجمال ، Delight , Beautyوالمنفعة
. Firmness , Durabilityولم يشر فيتروفيوس الى الفراغ فهو مصطلح حديث نسبيا درسه Zeviاو ،Mcissوظهر عند رايت
في العمارة العضوية .وقد اطلق لي كربوزيه على التفاعل بين الكتلة والفراغ اسم الشكل ،او المكان عند Mcissو كارمونا او الظاهرة
عند شولز ، Schulzاو البيئة عند النك ]. Langحميد،5999،ص.[68-65
2يمكن اللجوء الى القران الكريم للتوصل الى تعريف حسي للعمارة كونها عالقة بين الكتلة والفراغ لتكوين ( الشكل او المكان او الظاهرة ،وحسب
مسميات ومفاهيم عديدة ،يمكن ارجاعها لمصدرها الحسي المدرك بالفطرة ) وهو الكتلة والفراغ ،وهذا بالحقيقة تأكيد إلدراك أهمية الزوجية في الخلق
ض فَ َر ْشنَاهَا فَ ِن ْع َم ْال َما ِه ُدونَ {الذارياتَ }22/و ِمن ُك ِّل ش ْ
َي ٍء َخلَ ْقنَا وسعُونَ {الذارياتَ }27/و ْاْلَرْ َ
االلهي مصداقا لقوله تعالى َ ":وال َّس َماء بَنَ ْينَاهَا ِبأ َ ْي ٍد َوإِنَّا لَ ُم ِ
ز َْو َج ْي ِن لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّكرُونَ {الذاريات ." }22/حيث يظهر جليا مدى تعميم العالقة الزوجية في كل شيء ،فلماذا ننحيها في معرفتنا التأسيسية للنظرية المعمارية
( التي لها بعد اوسع لتشمل كل تصميم ) ،نعم قد تكون هناك طروحات تثار على اهمية استبدال كلمتي الكتلة بالفراغ ،بمصطلح المكان كونه اشمل ولتعلقه
باإلنسان كما عند تفسير ) Carmona& others , 2003في كتابه ، Public places-urban spaceفيمكن االشارة هنا الى مدى عموم االصطالح (
كتلة وفراغ ) مقارنة بالمصطلحات االخرى كالفضاء او المكان التي ترتبط بتعلقات خاصة ،ال نستطيع اطالقها على كل شيء في هذا الكون (ان كان مصمم
ب الفعل االلهي المطلق كالخلق االلهي المادي (الكون) ،او مصمم بالفعل االنساني ( التكنلوجيا بمختلف مستوياتها ) ) .فال نستطيع اال استخدام الكتلة والفراغ
عند اشارتنا لمكونات المجموعة الشمسية او المجرة ،او الذرة واجزائها ،وحتى ما اثير مؤخرا من وجود كتلة للفراغ ،فهو مما ال يدخل الى مستوى
االدراك الحسي البشري.
فهذا هو راي الباحث في تجريده الدراك الشيء حسيا بأبسط التعبيرات ،فاذا ما اضيف له االدراك الذهني والعقلي اصبحت تسمى مكانا او ظاهرة او
بيئة وذلك حسب المعاني المسقطة على التشكيلة الحسية لما قدم سابقا .وهذا ما سيكون مفتوحا امام االخرين لتعميق هذه العالقة الحسية المجردة الى مفاهيم
عقلية بمعان مختلفة متعلقة بجذور اخرى تحتاج الى ابحار جديد في كتاب هللا عز وجل الكتشاف كنوزه المعرفية .وقد يسأل سائل :اين موقع االنسان او
المجتمع في تعريف العمارة ،والجواب بان العمار ة تكوين مادي يتطور في معزل عن االنسان ،وهي اصال مما سخره هللا عز وجل لالنسان لغرض راحته
وادائه لحاجاته المختلفة ،فالعمارة ال تتفاعل مع االنسان ،بل تنفعل من قبل االنسان .وكل تعبير خالف ذلك يرجع في اسسه الى الفكر الجدلي (الديالكتيك)
المادي لماركس وانجلز (ال قائل بمادية االنسان وتفاعله مع المنتج التكنولوجي" كالعمارة مثال " بكونه مادة ايضا حيث يقول " كل شيء يؤثر في كل شيء"
و " ان كل شيء يحمل نقيضه في داخله") والذي قال فيها المفكر االسالمي الكبير محمد باقر الصدر قوله الفصل في (كتاب فلسفتنا) ،وكتاب (الفكر
االسال مي) للمفكر الكبير محمد تقي المدرسي .ويشير الدكتور الجابري الى ذلك االثر السلبي من عدم قدرة االنسان في تطويعه للبيئة فتكون نتيجة معادلة
الحضارة لديه ( ) 1-سلبية ،فيكون بذلك االنسان منفعل بالبيئة ،ويكون عاجزا عن مجاراة التقدم التقني في مجال تطويع البيئة لخدمة االنسان.
02
المجلة العراقية للهندسة المعمارية .....................................................العدد( )7اَب لسنة 7102م
والستكشاف االضافة الجوهرية التي يمكن ان تضفيها االجابة على سؤال الرهبة ،البد من التطرق الى اهم المعتقدات في تاريخ
االنساني وارصنها واكثرها مصداقية وهو الشريعة المحمدية للرسول االكرم (ص) ،حيث جاء االسالم عبر شرائعه المتعددة من ادم
عليه السالم والى محمد صلى اهلل عليه واله وسلم ،ليضع مفهوما جوهريا اساسيا حاكما على المفاهيم الثالثة التي اكتشفها
ص ًادا لِّ َم ْن ِ فيتروفيوس ذلك المفهوم هو التقوى (شكل ( )0قال اهلل تعالى :والَِّذين اتَّ َخ ُذوْا مس ِج ًدا ِ
ين َوِا ْر َار َو ُك ْف ًار َوتَ ْف ِر ًيقا َب ْي َن اْل ُم ْؤ ِمن َ
ض َرًا َْ َ َ
ِ َّ ِ ِ ِ َّ ِ ِ
َّ
ِّس َعَلى الت ْق َوى َح َار َب اللّ َه َوَر ُسوَلهُ من قَْب ُل َولََي ْحلفُ َّن ِإ ْن أ ََرْدَنا ِإال اْل ُح ْسَنى َواللّهُ َي ْش َه ُد ِإَّنهُ ْم لَ َكاذ ُبو َن {التوبةَ }525/ال تَقُ ْم فيه أََب ًدا ل َم ْسج ٌد أُس َ
َس َس ُب ْن َيا َن ُه َعلَى تَ ْق َوى ِم َن اللّ ِه َّ ِ ِ ِم ْن أ ََّو ِل يوٍم أَح ُّق أَن تَقُ ِ ِ ِ ِ
ين {التوبة }528/أَفَ َم ْن أ َّ بُّون أَن َيتَ َطهَّ ُروْا َواللّهُ ُيح ُّب اْل ُمطهِّ ِر َ
وم فيه فيه ِر َجا ٌل ُيح َ َ َْ َ
ين {التوبة }529/ليتبين: ِ ِ َّ ِ َّ ِ ِ ِ
شفَا ُج ُرف َه ٍار فَا ْن َه َار به في َن ِار َج َهن َم َواللّ ُه الَ َي ْهدي ا ْلقَ ْوَم الظالم َ ٍ َس َس ُب ْن َيا َنهُ َعلَ َى َ ض َو ٍ
ان َخ ْيٌر أَم َّم ْن أ َّ َو ِر ْ
ان التقوى هو اصرة الترابط بين العالمين الفيزيائي والميتا فيزيائي ،فالتقوى تملك وجهين احدهما فكري مبني على رؤية كونية
توحيدية في مبادئ الوجود الخلق والمعاد والسبيل ،والوجه االخر مادي يرتبط بعمل االنسان وتعامله مع اخيه االنسان من جهة،
وتعامله مع المادة من جهة ثانية ،في ظل مخافة اهلل عز وجل من جهة ثالثة].اليزدي،0252 ،ص.)[55-66
العمارة هي عمل يتعامل به االن سان مع المادة لخدمة المجتمع ،فيجب ان تخضع نتاجها للعالقة مع اهلل عن طريق تقواه عز وجل
( لتتحقق العالقة المقدسة عن طريق اهلل ) فيتم التعامل مع المادة ومع االنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان ( المجتمع ).
القران الكريم يضع حجر االساس لمبدأ التقوى كعنصر جوهري في كل عمل يقوم به االنسان في هذه الدنيا كما اشار اليه جمهور
مفسري القران الكريم عبر التاريخ ]اليزدي،0252 ،ص.[55-66
يورد اهلل عز وجل مثال معماريا هو المسجد في بيان مبدأ التقوى ومن خالل القصص القرآني وباستخدام معلم معماري خاص
بالمسلمين هو المسجد وفي سورة خصصت لذم النفاق واهله ،لتختم بعبرة قرآنية مبنية على اساس توضيح اهمية التقوى في تقويم
اعمال االنس ان عموما وعمله في العمارة خصوصا.
ان تقبيح مسجد ضرار ،لم يكن ألسباب مرتبطة بالنواحي الجمالية كونها نسبية وتحمل مدلوالت عصر البناء والمجتمع آنذاك،
فمسجد ضرار كان يحمل جمالية مقبولة عصر بناءه ،ولم ي ذم المسجد ايضا من ناحية المتانة ،ألنه مصمم ليثبت ويستقر كما في
ابنية عصره ،وكذلك الحال للنواحي البيئية والوظيفية االخرى ،بل كان الذم والتقبيح لعدم تلبيته متطلب قيمي كبير ومهم وهو
التقوى بصريح العبارات الواردة ضمن سياق اآلية ،البل اجمع مفسروا هذه اآلية الى ان التقوى تستند عليها كل االعمال التي يقوم
بها االنسان ]حميد،5999،ص ].[55الطباطبائي ،0226 ،ص .[309-301الجل ذلك تعد التقوى اضافة جوهرية الى االسس
االخرى للنظرية المعمارية (حسب الفهم الغربي لها من فيتروفيوس وحتى االن) وهي ابرز سمات التاسيس للنظرية المعمارية
بطابعها االسالمي .وهي ايضا اضافة فكرية تعد نتاجا لتاثير عامل الرهبة على العمارة حسب النموذج الفكري للجابري.
00
المجلة العراقية للهندسة المعمارية .....................................................العدد( )7اَب لسنة 7102م
-5النتائج والمناقشة :قادت المنهجية البحثية الى تحصيل مجموعة نتائج يمكن مناقشتها باالتي:
oوجود ارتباط وثيق بين الطفرات او الموجات الحضارية الثالثة الزراعية والصناعية والتقنية (ما بعد الصناعة) والتطور المعماري،
بل ان لتلك الطفرات ما يماثلها على مستوى التنظير والتطبيق المعماري كما قد الحظناه من عمارة وادي الرافدين وعمارة وادي
النيل كمثال للعبور التصاعدي للعمارة في الموجة الحضارية االولى (الزراعية) ،ثم ما لمسناه من العبور التصاعدي لعمارة
الحداثة المواكبة للموجة الحضـــــــــــــــارية الثانية (الصناعية) ،واخي ار العبور المرتبك الفجائي للعمارة في الحركة التفكيكية كردة
فعل لتصدع القيم المجتمعية وتأثيرها على العمارة ( تنظي ار ونتاجا ) الذي قاد الى االنطالق الجديد في عبور تصاعدي الى
المستقبل الواعد (في العمارة المعاصرة) في الموجة الحضارية الثالثة (التقنية) ،ويمكن تلمس ذلك في الثراء المعماري على
يكون مالمح واضحة ل يمكن ان يطلق عليه مفهوم طفرة معمارية اذ مازال في مراحله االولى،
المستوى التنظير والتطبيق ،وان لم ّ
ولكنه على اية حال ليس عبو ار نمطيا تقليديا اذ يبدو بوضوح الجهود المبذولة من منظري العمارة ومصمميها في سعيهم نحو
التكامل بين عملية التصميم واالنتاج لخلق عمارة لها القدرة في استيعاب المتطلبات االنسانية المتغيرة في ظل العولمة من جهة
والخصوصيات الثقافية من جهة ثانية ،لذلك صنف في هذا البحث كعبور تصاعدي.
oان اسئلة الحاجة االنسانية مرتبطة باسئلة الدهشة ،وكالهما مرتبط بالسؤال االزلي لالنسانية سؤال القلب والروح وااليمان سؤال
الرهبة ليشكلوا نموذج الحضارة االنسانية ،فكذلك الحال في العمارة ،فان سؤال الحاجة في العمارة كان واضحا في النتاج
المعماري المادي للعمران البشري عبر التاريخ ،اما سؤال الدهشة في الواقع الفكري للتنظير المعماري فهو ايضا واضح المعالم
من خالل النظريات المعمارية منذ فيتروفيوس ولحد االن ،لكن يبقى سؤال الرهبة ،سؤال القلب والوجدان ،سؤال القيم
االخالقية ،هو الغائب عن محضر النموذج المعماري لذلك ومن خالل هذا البحث يمكن وضع بداية لالجابة عليه من خالل
التوجه للقيم االخالقية االصيلة التي يدعو لها االسالم ،وهذا ما يمكن تلمسه من مصطلح التقوى الديني .فكان لدور النموذج
الفلسفي للدكتور الجابري االثر االستراتيجي الكبير في تنظيم االفكار للخروج بهذه النتائج ،كما كان لفلسفة العبور دو ار في
اكتشاف حركية التاريخ ومساراته بين سيرورة وصيرورة وعبور صاعد واخر مرتبك فجائي واخر واعد بطفرة وثورة على الحال الى
االستقبال ...استقبال المستقبل الواعد للبشرية كما يظهر في الشكلين ( )1و ( )6على التوالي.
oايجابية فرضية البحث ،بامكانية نموذج الجابري الفلسفي في تفسير الواقع الحضاري ماضيا وحاض ار ومستقبال ،وبالتالي
تفسير ظاهرة العمارة وتطورها وارتقاءها في عبور المراحل التاريخية في سيرورة عبور نمطية طبيعية واخرى تصاعدية،
وثالثة بصيرورة عبور تُحدث طفرة ثورية في الفكر والنتاج المعماري ،كما يمكن تلمسه من استعراض موجز تاريخ العمارة.
-6االستنتاجات:
وجود عالقة وثيقة بين التطور الحضاري وبين تطور العمارة كشكل وتكنلوجيا وتقنيات وكوظائف .
مصاحبة بداية كل انتقالة حضارية حالة عدم استقرار وتغيير في النمط المعماري على كافة المستويات مما يولد نمط معماري
هجين غير مستقر ،وحتى يمكن ان يعد مشوها النه يجمع بين بقايا تاثيرات الموجة الحضارية السابقة ( القديمة ) وبدايات
الموجة الجديدة ( المستقبلية ) وهذا ما يمكن مالحظته بوضوح في العمارة التفكيكية نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات ،في
انتقال العمارة من نمط الحداثة وما بعدها الى نمط العمارة المعاصرة الرقمية وغيرها المتأثرة بالموجة الحضارية مابعد الصناعية.
أهمية دراسة الفكر الفلسفي المعاصر دراسة علمية من خالل االستفادة من النماذج الفلسفية المعاصرة للفالسفة عموما والفالسفة
المحليين خصوصا في تفسير العالم واحداثه الكبرى والتنبؤ بالمستقبل ،وعالقة كل ذلك بتطور الفكر والنتاج المعماريين .
توظيف الفكر العربي اإلسالمي في تفسير النتاج المعماري السابق والحالي والمستقبلي.
أهم ية االستفادة من مصادر المعرفة (الحس–العقل–القلب) مع بعضها البعض في تفسير تاريخ ونظريات العمارة وعدم االقتصار
على احدها دون االخر ،مما يعطي دراسة شمولية واسعة واكثر مصداقية لالحداث الحضارية الكبرى عبر الماضي والحاضر
والمستقبل ،االمر الذي يقود الى الوحدة والتكامل بين العلوم التجريبية والعقلية والروحية ،وما لذلك من اثر في بناء نموذج
مستقبلي اكثر واقعية للعمارة .
02
المجلة العراقية للهندسة المعمارية .....................................................العدد( )7اَب لسنة 7102م
العمارة
الكالســــــيكية العمارة
(عصر النهضة الحديثة
وحتى الباروك)
عمارة الحضارات
عبور تصاعدي عبور اعتيادي
القديمة – وادي
الرافدين – وادي
النيل – اليونانية –
الرومانية
العمارة
التفكيكية
عمارة
(فجائي مرتبك)
عبور ارتكاسي
الكهف والقرى
الباروك
الزراعية الطينية
والركوكو
والحجرية وغيرها
04
م7102 ) اَب لسنة7( العدد.....................................................المجلة العراقية للهندسة المعمارية
.5999 ، هندسة العمارة، الجامعة االردنية، رسالة ماجستير، اثر الفكر االسال مي على منهجية التصميم المعماري، احمد، حميدo
، المجلة العراقية لهندسة العمارة، مناهج التصميم المعماري في ضوء التقدم الفكري والتكنولوجي لإلنسان، 0250 ، احمد، حدادo
.506 -522 ص، 0250 لسنة، 08 العدد
.5991، مجلة اتحاد الجامعات العربية، نظرة في المعاني السيكولوجية في التوجهات المعمارية المعاصرة، غادة موسى، رزوقيo
. 0253 ، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، المستقبليات، نبيل. د، سعيد o
. 0252 ، جامعة دمشق، ياسر عابدين واخرون. ترجمة د، الكتب العشرة في العمارة، ماركو، فيتروفيوسo
. 0220 ، بيت الحكمة، الفطرة االنسانية واعادة تشكيل النظام االجتماعي: التصدع العظيم، فرانسيس، فوكوياماo
.0250 ، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، قراءة في فلسفة توماس ك ون: سوسيولوجيا العلم، كريم، موسى o
. 0226 ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، موجز تاريخ الزمن، ستيفن، هوكنغo
o Gelernter, M. Sources of architectural form : A critical history of Western design theory,
Manchester University Press, Manchester and New York. 1995 .
o Hale, J.A,Building Idea ,John Wiley &Sons Ltd, Chichester , England, . 2000 . Kaku , M.,
Visions: how science will revolutionize the 21 st century, Oxford university press . 1997 .
o Kolarevic,B. Architecture In The Digital Age , Spon Press , New York , 2003 . Jencks,
c.The Architecture of 'the Jumping Universe, Is' edition. Academy Editions, London, . 1997
o Summerson, J. 1963, The Classical Language of Architecture, Is' edition. The M.I.T. Aress,
Cambridge, Massachusetts
o Vermaas, P. E., Kroes, P., Light, A. & Moore, S. A., Philosophy and Design: From Engineering
to Architecture, Springer, USA, 2008.
o Vincent Scully, Jr. 1986. Modern Architecture: The Architecture of Democracy, 12th edition.
George Braziller, New York.
05