0% found this document useful (0 votes)
193 views

ﺔﻔﺴﻠﻓ ﻲﻓ ةرﺎﻤﻌﻟا Architecture According To Philosophy Of Crossing رﻮﺒﻌﻟا

This document discusses conceptualizing architecture according to the philosophical model of Dr. Ali Al-Jabri. It uses Al-Jabri's concept of "crossing" (al-uobor), which represents the dynamic mechanism for the evolution of human civilizational phenomena, to interpret the development of architecture through history. The research aims to activate local philosophical frameworks like Al-Jabri's to understand architecture as a cultural phenomenon with roots in Arab-Islamic culture. It will analyze architecture historically according to Al-Jabri's intellectual rules and formulate a research vision of architecture according to the philosophy of crossing.
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
193 views

ﺔﻔﺴﻠﻓ ﻲﻓ ةرﺎﻤﻌﻟا Architecture According To Philosophy Of Crossing رﻮﺒﻌﻟا

This document discusses conceptualizing architecture according to the philosophical model of Dr. Ali Al-Jabri. It uses Al-Jabri's concept of "crossing" (al-uobor), which represents the dynamic mechanism for the evolution of human civilizational phenomena, to interpret the development of architecture through history. The research aims to activate local philosophical frameworks like Al-Jabri's to understand architecture as a cultural phenomenon with roots in Arab-Islamic culture. It will analyze architecture historically according to Al-Jabri's intellectual rules and formulate a research vision of architecture according to the philosophy of crossing.
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 16

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/323153663

‫ اﻟﻌﻤﺎرة ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ‬ARCHITECTURE ACCORDING TO PHILOSOPHY OF CROSSING


‫اﻟﻌﺒﻮر‬

Research · February 2018


DOI: 10.13140/RG.2.2.11252.04489

CITATIONS READS

0 724

1 author:

Ahmed Talib Hameed Haddad


University of Technology, Iraq
37 PUBLICATIONS   3 CITATIONS   

SEE PROFILE

Some of the authors of this publication are also working on these related projects:

Certificate of Participation View project

Intelligent Tropical Buildings View project

All content following this page was uploaded by Ahmed Talib Hameed Haddad on 14 April 2018.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )4‬كانون األول لسنة ‪7102‬م‬
‫)‪ARCHITECTURE ACCORDING TO PHILOSOPHY OF CROSSING (AL – UOBOR‬‬
‫‪Architecture concept according to Al – Jabari philosophical model‬‬
‫‪Lecturer / Ahmed Talib Hameed Haddad‬‬
‫‪[email protected]‬‬
‫‪Department Of Architectural engineering / University Of Technology‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪This research aims to discuss the concept of architecture historically according to intellectual rules of‬‬
‫‪Dr. Ali Al-Jabri philosophy as it is the basic model from which the concept of intellectual concepts, including‬‬
‫‪the concept of the crossing term (al – uobor), which is the dynamic engine of the Jabri philosophical model, to‬‬
‫‪formulate the research vision of architecture according to the philosophy of (al – uobor). The general‬‬
‫‪problem of research in the study of architecture as a cultural phenomenon with intellectual roots in‬‬
‫‪philosophers. The research problem was formed in the activation of local philosophical frameworks and‬‬
‫‪models to interpret architecture as a cultural phenomenon with a cultural dimension that has its specificity‬‬
‫‪within the Arab Islamic culture and using the intellectual models of local philosophers such as Dr. Jabri, This‬‬
‫‪philosophical model, especially the philosophy of (al – uobor), will shed light on the development of‬‬
‫‪architecture as a human product that reflects the human civilization in its passage through obstacles‬‬
‫‪throughout history. To develop conclusions and recommendations that pave the way for the possibility of‬‬
‫‪building a general outlook for the future explaining the phenomenon of architecture as a cultural act through‬‬
‫‪the ideas of one of the most prominent contemporary Iraqi philosophers.‬‬
‫‪Key words: philosophy of architecture, philosophy of civilization, contemporary Iraqi philosophy.‬‬
‫العمارة في فلسفة العبور‬
‫مفهوم العمارة في ضوء النموذج الفلسفي للدكتور الجابري‬
‫م‪.‬احمد طالب حميد حداد‬
‫مدرس في قسم هندسة العمارة – الجامعة التكنولوجية – العراق ‪ -‬بغداد‬
‫المستخلص‬
‫ُ‬
‫يهدف هذا البحث الى مناقشة مفهوم العمارة تاريخيا في ضوء القواعد الفكرية لفلسفة الدكتور علي الجابري كونها هي النموذج‬
‫االساس الذي تنطلق منه نظرته للمفاهيم الفكرية‪ ،‬ومنها مفهوم العبور الذي ُي ّعد ال محرك الديناميكي لنموذج الجابري الفلسفي‪ ،‬لتتشكل‬
‫الرؤية البحثية للعمارة في ضوء فلسفة العبور‪ .‬فبرزت االشكالية العامة للبحث في دراسة العمارة كظاهرة ثقافية حضارية لها جذور فكرية‬
‫عند الفالسفة‪ ،‬ثم تبلورت المشكلة البحثية الخاصة في تفعيل االطر والنماذج الفلسفية المحلية لتفسير العمارة كظاهرة ثقافية ذات امتداد‬
‫حضاري له خصوصيته ضمن الثقافة العربية االسالمية وباالستعانة بنماذج فكرية لفالسفة محليين مثل الدكتور الجابري‪ ،‬بافتراض ان هذا‬
‫النموذج الفلسفي وتحديدا فلسفة العبور فيه سيلقى الضوء على تطور العمارة كنتاج بشري يعطي انعكاسا للحضارة اإلنسانية في عبورها‬
‫للعقبات عبر التاريخ ‪ .‬وصوال إلى وضع استنتاجات وتوصيات تمهد الطريق إلمكانية بناء نظرة فكرية مستقبلية عامة تفسر ظاهرة العمارة‬
‫كفعل حضاري من خالل أفكار أحد أبرز الفالسفة العراقيين المعاصرين‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬فلسفة العمارة‪ ،‬فلسفة الحضارة‪ ،‬الفلسفة العراقية المعاصرة‪.‬‬
‫‪ -1‬المقدمة ‪:‬‬
‫تعد الفلسفة مولد االفكار اإلنسانية عبر تاريخ في محاولة لإلجابة عن تساؤالت االنسان‪ ،‬البسيط منها والمعقد‪ ،‬منطلقة من الكل الى‬
‫الجزء في مسيرة استنباطية لالفكار التي تعكس طموح ( الذات ) المفكرة في استكشاف الحقيقة لتكون مكمال أساسيا للعلم الذي غالبا ما‬
‫ينطلق في مسيرته االستكشافية لــ( موضوع ) او حقيقة هذا الكون من الجزء الى الكل‪ ،‬لذلك دئبت العلوم المعاصرة في تكوين اطارها‬
‫المعرفي باالستناد على األسئلة الفلسفية الكبرى التي توجهها إزاء المشاكل والمعوقات‪ ،‬ويعد انيشتاين احد العلماء الملهمين في تاريخ العلم‬
‫لهكذا نمط تكاملي وتعاوني بين العلم والفلسفة او العالقة التبادلية الديناميكية بين الذات والموضوع‪ ،‬لتكون هذه العالقة هي حوار وتكامل‬
‫بدال من ان تكون عالقة صراع وتناقض ‪ ،‬وفي هذا البحث تتجلى هذه النظرة بصورة واسعة لتكون قاعدة معرفية عامة عن العمارة التي‬
‫بعدها "‬
‫تعد بدورها مراة السلوب عيش االنسان على هذه األرض‪ ،‬حسب ما يمكن استعارته من تعريف ابن خلدون للحضارة في مقدمته ّ‬
‫طريقة عيش الجماعة " تلك العبارة التي يختزل فيها الدكتور الجابري مسيرة العمران البشري في الحضارة‪.‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬
‫فرضية البحث ‪:‬‬
‫يمكن االستعانة بنموذج الدكتور الجابري الفلسفي في تفسير ظاهرة العمارة وتطورها عبر تاريخ التنظير المعماري بعدها ظاهرة‬
‫حضارية ذات ابعاد ثالثة مادي (حسي) وفكري (عقلي) واخالقي (قلبي)‪.‬‬
‫خطوات المنهج البحثي ‪ :‬وضع االطار النظري للبحث وفق النموذج الفلسفي للجابري وهندسة العبور فيه‪ ،‬وتطبيقه على نظريات‬
‫وحركات العمارة وتياراتها عبر التاريخ من خالل‪:‬‬
‫فهم النموذج الفلسفي لتفسير الوجود عند الدكتور الجابري من خالل المعايشة الحضورية معه خالل مدة سنة كاملة ‪ ،‬باإلضافة الى‬ ‫‪‬‬
‫االطالع على اهم كتبه وبحوثه في هذا المجال ‪ ،‬لبناء النموذج الهندسي لفكر الجابري في تفسيره للعمران البشري كانعكاس‬
‫للحضارة اإلنسانية ‪ .‬ومناقشة هذا النموذج معه شخصيا ‪.‬‬
‫دراسة استقرائية الهم اليات التطور الحضاري في نموذج الجابري وهي مفهوم العبور الذي يمثل الوسيلة الديناميكية لتطور الظواهر‬ ‫‪‬‬
‫الحضارية البشرية وانتقالها سلبا او إيجابا نحو مراحل مختلفة في التقدم والتقهقر ‪.‬‬
‫استخدام المفاهيم واالليات الفكرية للجابري في تفسير العمارة عبر تاريخها القديم وحتى العمارة الرقمية المعاصرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضع تنبؤ مستقبلي للنموذج الفكري للعمارة في ظل الثقافة اإلسالمية مشتق من النموذج الفلسفي للدكتور الجابري‬ ‫‪‬‬
‫اهم الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫‪ Sources of architectural form : A critical history of Western design theory‬الستاذ نظريات وتاريخ العمارة‬ ‫‪‬‬
‫‪ Mark Gelernter‬في جام عة مانشستر في طبعته األولى ‪ ،5991‬يعرض فيه تاريخ التنظير للتصميم المعماري كعالقة بين‬
‫الذات والموضوع في اطار نموذج ثالثي (التصميم–المعرفة–التعليم)‪ ،‬حيث يناقش موضوع تطور العمارة كفكر تصميمي وتعليمي‬
‫من خالل تطور الفكر الفلسفي لف السفة الغرب من طاليس وحتى دريدا‪ ،‬ليظهر كيف ان للمعرفة الفلسفية الغربية تأثير مباشر في‬
‫تطور التصميم والتعليم المعماري ‪.‬‬
‫‪ Building Idea : An Introduction to Architectural Theory‬الستاذ نظريات العمارة في جامعة بنسيلفانيا ‪Jonathan‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ A. Hale‬والمنشور في طبعته األولى ‪ . 0222‬والكتاب يعرض العمارة كفكر رمزي جمالي (ذات) وكنتاج تكنلوجي مادي‬
‫(موضوع) في محاولة منه في فهم العمارة كوعاء لتفاعل وجهي الحقيقة المعمارية الجمالي والمادي ومن خالل طروحات اهم‬
‫تفسير بنيويا او ظاهراتيا او سياسا‬
‫ا‬ ‫فالسفة الغرب البنيويين والظاهراتيين والماركسيين‪ ،‬باعتبار ان طروحات هؤالء الفالسفة تمثل‬
‫للعمارة‪ .‬وهو بذلك يعد النماذج الفكرية لهؤالء الفالسفة محاوالت لتفسير معنى العمارة من خالل ما يسميه بالنقد التأويلي ‪Critical‬‬
‫مستفيدا من هذه النماذج الفكرية في بيان الرؤية الكونية لمفردات الوجود والحضارة ومن ضمنها العمارة‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪Hermeneutics‬‬
‫‪ ، Philosophy and Design: From Engineering to Architecture‬لمجموعة اساتذة فلسفة وعمارة عالميين من تحرير‬ ‫‪‬‬
‫)‪ ،Vermaas and others(2008‬ناقش العالقة الجدلية بين العمارة والهندسة من وجهة نظر امبريقية (تجريبية) عبر التاريخ‪،‬‬
‫ومن وجهة نظر اخالقية اجتماعية اقتصادية سياسية‪ ،‬وكخالصة لكل هذه الطروحات توصل الى ان هناك حدود متداخلة بشدة‬
‫بين العمارة كعلم ذات توجه فكري جمالي وظيفي والهندسة كعلم تجريبي تطبيقي‪ ،‬وكله ا تتكامل من اجل خلق الفضاء المعماري‬
‫ض من سياقه االجتماعي وااليكولوجي‪ .‬اي هناك تكامال بين الذات والموضوع ينشأ عنه فضاء معماري يحوي حاجات االنسان‬
‫منسجما مع البيئة والمجتمع‪.‬‬
‫ولم يتمكن الباحث من خالل المسح الذي قام به في الحصول على دراسة عربية او محلية تناقش مفهوم العمارة من خالل‬
‫نماذج فلسفية لفالسفة عرب او محليين ‪ ،‬فالتجأ الى تحليل معطيات هذه الدراسات لالستفادة منهما في توجيه المسار البحثي وفق‬
‫المؤشرات المبينة في الجدول ( ‪ . ) 5‬حيث يمكن مالحظة تفسير مفهوم العمارة والتنظ ير له من خالل دراسة العالقة الفلسفية بين‬
‫الذات والموضوع‪ ،‬وفي ضوء نماذج فلسفية لبعض الفالسفة العالميين‪ ،‬للتوصل الى نتائج بحثية تكون نتاجا فكريا للتنظير للعمارة‬
‫وتفسيرها من تلك الطروحات الفلسفية‪ ،‬فلجأ الباحث الى هذا التوجه البحثي من خالل فيلسوف محلي عراقي ليقترح توجها في‬
‫تفسير العمارة وفق رؤية فلسفية محلية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬
‫جدول ( ‪ ) 1‬اهم مؤشرات الدراسات السابقة ‪ .‬المصدر‪ :‬الباحث‬
‫تفسير مفهوم العمارة‬ ‫النموذج الفلسفي‬ ‫الذات والموضوع‬ ‫الدراسة‬ ‫ت‬
‫اهمية العالقة بين التصميم المعماري والمعرفة‬ ‫لفالسفة من افلوطين حتى‬ ‫عالقة جدلية‬ ‫‪Sources of architectural form‬‬ ‫‪5‬‬
‫الفلسفية والتعليم المعماري في التنظير للعمارة‪.‬‬ ‫دريدا‬
‫التاويل كالية لفهم النتاج المعماري والتنظير له‪.‬‬ ‫ارسطو‬ ‫من‬ ‫لفالسفة‬ ‫عالقة جدلية‬ ‫‪Building Idea‬‬ ‫‪0‬‬
‫وافالطون حتى ماركس و‬
‫هوسرل‬
‫التكامل بين الجوانب الفكرية الفلسفية والجوانب‬ ‫لفالسفة معاصرين‬ ‫عالقة تكاملية‬ ‫‪Philosophy and Design‬‬ ‫‪3‬‬
‫التطبيقية النتاج الفضاء المعماري ضمن سياقه‬
‫البيئي االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬فلسفة الدكتور علي حسين الجابري ‪:‬‬


‫يعد الدكتور الجابري ‪ ،‬من الفالسفة العراقيين المعاصرين المهمين ‪ ،‬حيث تشير سيرته العلمية ان مؤلفاته بلغت الخمسون مؤلفا‬
‫في شتى اصول وفروع الفلسفة قديمها وحديثها وضمن ما اشتهر به من منظور تأصيلي لألعمال الفكرية عبر التاريخ ‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫اكثر من ‪ 022‬بحث علمي ومقالة وورقة بحثية منش ـورة ‪ .5‬ويعرف الجابري الفلسفة بتعريف شمولي موجز ‪ :‬بانها القدرة في االجابة على‬
‫االسئلة الكونية واالخالقية والمعرفية باقل عدد ممكن من المفردات ‪ 0.‬كما يؤكد الدكتور الجابري على اهمية دراسة البيئة او المناخ‬
‫الفكري العام لنشوء الفلسفات المهمة في التاريخ او الفالسفة عبر التاريخ‪ ،‬فهو يؤكد اهمية تأصيل موضوع الدرس الفلسفي وبيان جذوره‬
‫‪3‬‬
‫وبيئ ته الفكرية العامة بصورة شمولية بعيدأ عن التفكيك والتجزئة واالنتقائية ‪.‬‬
‫فالجابري ينظر الى الفلسفة كمصطلح يمثل جزء من منظومة فكرية ضخمة تمثل الحضارة االنسانية بكل تجلياتها عبر العصور‬
‫فيها ثالثة محاور تمثل تساؤالت االنسان عن الكون ( الوجود ) وهي اسئلة الحاجة ( العلم ) ‪ ،‬واسئلة الدهشة (الفلسفة)‪ ،‬واسئلة‬
‫الخوف والرهبة او االيمان ( الدين )‪ ،‬ومن هذه المنظومة المتكاملة تكون الفلسفة جزءا مستغرقا ومكمال لهذه الثالثية وال يمكن فصله‬
‫عنها باي حال من االحوال وفي ضوء هذا المثلث الفكري‬
‫المفاهيمي تكونت الحضارات بعد الطوفان ( طوفان نوح ) ‪.‬‬
‫] الجابري‪ [0229 ،‬ابتداءا بحضارة وادي الرافدين وحتى بالد‬
‫مصر لتنتقل بعدها الحضارة الى اليونانيين ‪ ،‬ثم ترجع الى‬
‫المسلمين ‪ ،‬فيفقدوها لصالح الغرب والى يومنا هذا ‪ .‬وان‬
‫معادلة الحضارة‪" :‬الحضارة = االنسان ‪ +‬الطبيعة ‪ /‬التاريخ‬
‫× العامل المساعد ( الدولة المستقرة )"‪.‬‬
‫ومعنى هذه المعادلة هو ان الحضارة هي نتاج حوارية‬
‫الذات ( االنسان ) والموضوع ( بيئته ) عبر الزمن ( التاريخ‬
‫) وبمساعدة أرضية موضوعية داعمة لتلك الحوارية هي‬

‫الشكل ( ‪ ) 1‬يمثل تصور لبنية الحضارة االنسانية واهم مرتكزاتها في ضوء‬


‫الدولة القوية العادلة‪ .‬وكل ذلك وفق رؤية ديناميكية انتقالية‬
‫القراءة واالستنتاج الذاتي لفكر الدكتور الجابري ‪ ...‬المصدر الباحث‬ ‫عبر سيرورة التاريخ وصيرورته يطلق عليها الجابري مصطلح‬
‫(العبور) ‪ ،‬فاما ان يسيطر االنسان على البيئة فيوظفها (او‬
‫يسخرها ) لصالح تقدمه (العلمي الفكري األخالقي ) ليكون نتاجه الحضاري إيجابي ‪ ،‬او يكون منفعل بها لتتحكم هي في مسيرته الحضارية‬
‫فيكون نتاجه الحضاري سلبي‪ ،‬او يكون في موضع الكفاف والتوازن مع البيئة ‪ .‬فمثال النت يجة المتوقعة للحضارة الغربية هو تفاعل‬

‫‪ 1‬السيرة الذاتية للدكتور الجابري ‪ ، 4112 ،‬حسب الملف الشخصي لسيرته الذاتية والعلمية ‪ ،‬المقدم الى عمادة كلية االداب – الجامعة المستنصرية ‪.‬‬
‫‪ 4‬حسب ما جاء في المقابلة الشخصية معه في مكتبته الشخصية يوم االثنين الموافق ‪. 4112/14/42‬‬
‫‪ 3‬هذا ما لمسه الباحث في كتاباته ومؤلفاته ‪ ،‬ومحاضراته التي عايشها في العام ‪. 4112 – 4112‬‬
‫‪3‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬
‫االنسان مع الطبيعة خالل الزمن في ضوء دولة مستقرة قوية للحصول على نتيجة ايجابية ‪ ، 5+‬واال اصبح االنسان منفعال مع هذه‬
‫العوامل كما هو حال بلداننا العربية االس ـالمية االن (‪ ] )5-‬الجابري ‪ .[0229 ،‬فمن خالل ذلك يعمل الجابري على تأصيل المعارف‬
‫والعلوم القديمة العراقية والعربية ‪ ،‬والعلوم المعرفية االسالمية ‪،‬ومن خالل اطالعه الواسع على التجربة المعرفية الغربية قديمها وجديدها‪،‬‬
‫استطاع ان يبني لنا نموذجه الفكري الشامل عن الحياة والقيم االخالقية الخالدة للوجود والحضارة واالنسان ‪ ،‬من خالل مثلثه الحضاري‬
‫المشهور‪ ،‬والذي أمكن بيان تفاصيله بصورة اعمق من خالل لقاءاتنا الشخصية وتلخيصه بالنموذج التوضيحي في الشكل (‪.)5‬‬
‫ان هذا النموذج الفكري مطبقا في معظم ومؤلفاته ‪ ،‬فهو يؤكد على اهمية التوازن المعرفي بين مصادر المعرفة الثالثة الحس والعقل‬
‫والقلب‪ ،‬وان لكل واحد منه م ساحته ومجاله الذي يعمل به‪ ،‬وكلها تؤدي دورها بصورة تكاملية‪ ،‬ديناميكية‪ ،‬شمولية‪ ،‬فال يمكن للمفكر او‬
‫العالم او العرفاني ان يعتمد على احدها دون االخر ‪ ،‬كون الطبيعة البشرية والفطرة االنسانية هي مخلوقة بهذه التشكيلة منصهرة في ذاتها‬
‫لغرض اعطاء انعكاسا مرآويا للواقع‪ ،‬والوجود الحق‪ .‬فالعالقة بين الذات والموضوع هي عالقة حوار وتكامل وليست عالقة صراع‬
‫وتناقض‪] .‬الجابري‪،0252،‬ص‪.[035-052‬‬
‫‪ -3‬فلسفة العبور عند الدكتور الجابري‬
‫نابعة الفهم الفلسفي للحياة ]الجابري‪،0250،‬ص‪ ،[3‬فهي عبارة عن المحرك او المفهوم الذي يعطي الديناميكية للنموذج الفلسفي‬
‫الهندسي للدكتور الجابري (الذي سبق توضيحه في الشكل ‪ .)5‬ليحاول البحث من خالل فلسفة العبور دراسة مفهوم العمارة‪.‬‬
‫‪ 1-3‬موجز لفلسفة العبور عند الدكتور الجابري ‪:‬‬
‫بنية فلسفة العبور مكونة من مفردات التكامل ثم العبور عبر التصاعد الى المستقبل‪ ،‬حيث يكمن خلف هذه المفردات هيكل هندسي‬
‫من المفاهيم والعالقات تشكل حوارية بين ثنائيات عديدة قد تختزل بالذات والموضوع‪ ،‬في محاولة من الجابري في تجاوز تلك الثنائيات‬
‫من خالل انصهارها بوحدة حوارية تكاملية تتصاعد نحو المستقبل عن طريق منطق ال يجوز فيه العبور من االدنى الى االعلى بين فئات‬
‫الوجود ‪ ،‬بل يجوز العبور داخل الفئة الواحدة في ظل تكاملها مع الفئات االخرى مع حفظ سيادة كل فئة على اخرى مثل سيادة االنسانية‬
‫على الحيوانية والنباتية على سبيل المثال ]الجابري‪،0250،‬ص‪ . [55-0‬فالتكامل ليس انصهار شخصية فئة في اخرى بقدر ما هو تكامل‬
‫المتناقضات ]الجابري‪،0250،‬ص‪-13‬ص‪]،[11‬الجابري‪،0252،‬ص‪.[15-09‬‬
‫‪ 1-1-3‬العبور االرتكاسي عند الجابري‬
‫وينتقد الجابري العبور االرتكاسي والتسافل من الكمال الى االنحطاط بسبب فقدان بوصلة االتجاه الذي يقود الى الحرية السائبة‬
‫(الالمسئولة) ‪ ،‬التي قد يكون لها مبرراتها في عالم الالحتمية العلمي بعد انتقالها من عالم الحتمية ‪ ،‬ولكن المبرر لهذا النوع من الحرية‬
‫في منطق االقتصاد واالجتماع والسياسة والدين والمجتمع ]الجابري‪،0250،‬ص‪.[6-1‬‬
‫‪ 2-1-3‬احتياجات العبور عند الجابري‬
‫والبد للعبور من ادوات والبد له من استعدادات ‪ ،‬اما االولى فيختصرها الجابري بأربعة ادوات هي حسن التمييز‪ ،‬وحسن االختيار‪ ،‬ثم‬
‫القرار السليم ‪ ،‬واخي ار تحمل مسئولية ذلك القرار‪ .‬والثانية (االستعدادات ) فيلخصها بجانبين ذاتي مرتبط بعقالنية الذات ومحاسبتها لنفسها‬
‫والثاني موضوعي مرتبط بدور الحكومة او الدولة في منع حالة االرتكاس واالنحطاط االخالقي بالذات ]الجابري‪،0250،‬ص‪.[9-8‬‬
‫‪ 3-1-3‬مقياس العبور عند الجابري‬
‫ان قمة ما يمكن الوصول اليه من خالل العبور هو الطفرة التي تحتاج الى تظافر كل تلك المفاهيم والوسائل المنهجية من اجل‬
‫عبور غير عادي‪ ،‬يتجاوز العبور ذي الوتيرة الواحدة بأبسط حاالته‪ ،‬ويتجاوز العبور الم تصاعد الجتياز المصاعب الكبيرة (وليست‬
‫الصغيرة ) الى نوع اخر من العبور الذي ينقل السيرورة والحركة من الحال الى المستقبل بخطى شاسعة جدا ]الجابري‪،0250،‬ص‪.[0-3‬‬
‫‪ 4-1-3‬مسارات العبور عند الجابري‬
‫لالنتقال ( الحركة ) عبر الزمان والمكان من حالة الى حالة اخرى البد من وجود مسارات وهذه المسارات منها المستقيمة ومنها‬
‫الحلزونية ‪ ،‬واالهم من ذلك بان هذه المسارات ال تتقاطع ‪ ،‬فهذا النوع غير المتقاطع والمتصاعد للحركة من حالة الى حالة اخرى يسميه‬
‫الجابري الصيرورة ]الجابري‪،0250،‬ص‪.[52‬‬

‫‪4‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬
‫‪ 2-3‬اعداد الهيكل الفكري الهندسي لفلسفة العبور‪ :‬ليلُقي الضوء على العمارة من خالل فلسفة العبور ضمن خمسة مرتكزات كما في‬
‫(شكل ‪: )0‬‬
‫‪ .1‬مقومات فلسفة العبور ‪:‬‬
‫أ‪ .‬مفردات الهيكل الهندسي لفلسفة العبور‬
‫(تكامل–عبور– تصاعد– المستقبل)‪.‬‬
‫ب‪ .‬حوارية الثنائيات في فلسفة العبور‪.‬‬
‫ج‪ .‬منطق العبور‪.‬‬
‫العبور‪-‬‬ ‫ادوات‬ ‫العبور‪.‬‬ ‫‪ .2‬احتياجات‬
‫استعدادات العبور‪.‬‬
‫‪ .3‬مقياس العبور‪ .‬العبور ذي الوتيرة الواحدة‬
‫‪ -‬العبور المتصاعد‪ -‬العبور بالطفرة ‪.‬‬
‫‪ .4‬مسارات العبور‪.‬‬
‫‪ .5‬العبور االرتكاسي ( الفجائي )‪.‬‬

‫ومن خالل فلسفة العبور بمرتكزاتها ومحاورها‬


‫الثانوية سيتم القاء نظرة بالمقابل على المفهوم‬
‫الفك ري للعمارة وعلى واقعها التطبيقي‪ ،‬وكيف‬
‫حاولت العمارة ( كونها مرآة الحضارة االنسانية )‬
‫عبر التاريخ عبور العقبات على مستوى مرتكزاتها‬
‫الشكل (‪ )2‬نموذج لمفردات نموذج‬
‫الفكرية او على مستوى تجاوز العقبات التطبيقية‬
‫الجابري لفلسفة العبور‪ .‬المصدر الباحث‬
‫التكنولوجية للوصول الى مبتغاها الفكري ‪ ،‬وكيف‬
‫تتم ايضا عملية عبور العمارة من واقع فكري ( يمثل متبنيات تاريخية لحركة معمارية ) الى اخر‪ ،‬على مستوى الماضي والحاضر‬
‫والمستقبل‪ .‬اذا البد من وجود هيكل فكري هندسي للعمارة يمكن استكشافه خالل نظريات العمارة وتطبيقاتها‪ ،‬ومن منظار النموذج‬
‫الفلسفي للجابري (الذي يتلخص بثالثية الحاجة – الدهشة – الرهبة) ومرتكزات فلسفة العبور عنده (المقاسة باربعة انواع من العبور‬
‫هي‪ :‬عبور الوتيرة الواحدة (العادي)– العبور المتصاعد – عبور الطفرة – العبور االرتكاسي (الفجائي))‪.‬‬
‫‪ -4‬موجز تاريخ تطور نظرية العمارة ‪ 0‬في ظل نموذج الدكتور الجابري للحضارة ومحركاتها‬
‫الواقع التطبيقي ‪ :‬العمارة وسؤال الحاجة ( علم ‪ +‬تطبيق تكنلوجي – تقني )‬ ‫‪1-4‬‬
‫أ ول ظهور للعمارة في الحضارة االنسانية هي كم أوى يقي االنسان الظروف الخارجية ‪ ،‬ثم تطورت لتعكس قيمه الحضارية والثقافية كما‬
‫في عمارة وادي الرافدين ووادي النيل والعمارة اليونانية والرومانية وغيرها وصوال الى العصر الحالي ]ابراهيم أ ‪،5986،‬ص‪،[36-32‬‬

‫‪ 2‬استفاد الباحث من بعض المصادر في هذا المجال ‪ ،‬واضف لها رؤيته االستنتاجية لمسيرة تطور تاريخ النظرية المعمارية‪.‬‬
‫* ‪Summerson, J. 1963, The Classical Language of Architecture, Is' edition. The M.I.T. Aress, Cambridge,‬‬
‫* ‪Vincent Scully, Jr. 1986. Modern Architecture: The Architecture of Democracy, 12th edition. George‬‬
‫* ‪.Vitruvius. 1960. The Ten Books on Architecture (translated by M.H. Morgan), Ist edition. Dover Publications,‬‬
‫* ‪.Scruton, R. 1979. The Aesthetics of Architecture, Is' edition. Methuen and Co. Ltd., London‬‬
‫* ‪.Schuiz, N.C. 1965. Intentions m Architecture, MIT Press, Cambridge‬‬
‫* ‪.Schuiz, N.C. 1979. Genius Loci: Towards a Phenomenology ofArchitecture, Ist edition. Rizzoli, New York‬‬
‫* ‪.Rowe, C. and Koetter. F. 1978. Collage City, The M.I.T. Press, Massachusetts‬‬
‫* ‪Jotmson, PA. 1994. The Theory of Architecture: Concepts, Themes and Practices, Van Nostrand Reinhold,‬‬
‫* ‪.Jencks b, C. 1988. Deconstruction: The Pleasune of Absence. .Arcfiiteclwai Design, 58(3-4): 17‬‬
‫* ‪.Jencks, c. 1997.The Architecture of'the Jumping Universe, Is' edition. Academy Editions, London‬‬
‫* ‪.Rossi, A. 1982. The Architecture of the City, 1" edition. The MIT Press, Massachusetts, and London‬‬
‫‪5‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬
‫فحضارة العالم مقسمة الى ثالث موجات حسب توفلر]‪،5996‬ص‪ ،[35-09‬ومن خالل فلسفة العبور ومصطلحاتها ستستبدل كلمة‬
‫موجة بطفرة ‪ ،‬كونها التعبير الحقيقي لالنتقالة الهائلة التي تخطت سيرورة التاريخ في كل طفرة من هذه الطفرات الثالثة ألجل‬
‫صيرورة جديدة ‪ ،‬هذه الصيرورة ترجمة باسم اهم تقنية تطبيقية جاءت بها وهي‪:‬‬
‫الموجة االولى ‪ :‬الطفرة نحو الثورة الزراعية ‪ ،‬بدأت منذ ‪ 52222‬سنة ‪ ،‬وتحول فيها المجتمع من الحياة البدائية غير المستقرة المعتمدة‬
‫على الصيد وجمع الغذاء الى حياة االستقرار والزراعة ]سعيد‪،0253،‬ص‪ .[50‬وفيه نشأت اولى القرى الزراعية في وادي الرافدين وانتشرت‬
‫اكواخ الطين وارتبطت مع بعض لتشكل تلك القرى‪ ،‬ثم ليشهد تاريخ العمارة عبو ار تصاعديا وصوال لطفرة كبيرة في تاريخ العمارة هي‬
‫ظهور المدن العظيمة كأور وبابل واكد‪ ،‬وخصوصا بابل التي تميزت بميزات حضارية وابنية معمارية بارزة خلدها التاريخ‪ ،‬ولينتقل هذا‬
‫التقليد الحضري المعماري الى كافة ارجاء العالم كما حصل في مصر وصوال للحضارات االخرى التي استخدمت ما كانت تجود به‬
‫الطبيعة من مواد كالحجر والخشب في صنع عمارتها وتكوين حواضره ا المدنية بدون وجود واضح ومدون او معلن لتنظير معماري دقيق‬
‫غير كتابات عامة تخص مجمل العمران البشري كالذي دونه ابن خلدون في مقدمته على سبيل المثال ]ابراهيم‪،5986،‬ص‪.[68-66‬‬
‫ولكن في القرن االول الميالدي جمع المهندس الروماني ماركو فيتروفيوس تجارب تاريخ االمم القديمة والحضارات االولى ليبني منها‬
‫نظرية معمارية تبين اسس العمارة الفكرية ومناهجها التطبيقية وجمعها في كتاب سماه " الكتب العشرة " واهداه لقيصر روما اوغسطس‬
‫آنذاك ‪ .‬لتتوالى النتاجات الفكرية المعمارية ليومنا هذا ]فيتروفيوس‪،0252،‬ص‪.[50‬‬
‫الموجة الثانية‪ :‬الطفرة نحو الثورة الصناعية التي بدأت قبل ‪ 322‬عام ‪ ،‬حضارة تعتمد على اآلالت او التكنلوجيا ]سعيد‪،0253،‬ص‪،[50‬‬
‫وفيها ظهرت العمارة الحديثة كما في الفقرات القادمة‪ ،‬لتمر عمارة الحداثة بعبور تصاعدي قلق اوصلها الى عمارة ما بعد الحداثة‪.‬‬
‫الموجة الثالثة‪ :‬الطفرة نحو حضارة المعلومات والتقنية الرقمية ‪ ،‬التي تحل فيها القوة الذهنية محل القوة العضلية في االقتصاد ‪ ،‬ان‬
‫مستقبل الحضارات سوف يكون على اشكال من التنوعات الثقافية ]سعيد‪،0253،‬ص‪ ،[50‬وهذا كان وقعه المباشر على العمارة من خالل‬
‫انتشار ما يسمى بالحركة التفكيكية في العمارة وحتى يومنا هذا تتوالى الحركات المعمارية التي تعكس التوجهات الفكرية المعاصرة للموجة‬
‫الثالثة ( وما سيتم التطرق اليه بعد قليل )‪ .‬وكان لكل تطور تكنلوجي تطبيقي في كل طفرة من هذه الطفرات الثالثة اثره الكبير على‬
‫العمارة‪ ،‬وما بين كل موجتين كانت هناك مراحل التكامل والعبور والتصاعد وصوال للطفرة وحدوث الثورة والتغيير نحو الصيرورة‬
‫التاريخية الجديدة ‪ ،‬وهذا بالضبط ما انعكس في تاريخ العمارة كما سيتطرق اليه عند استعراض واقع حال الحركات المعمارية عبر التاريخ‪.‬‬
‫واقع التنظير الفكري للعمارة ‪ :‬العمارة وسؤال الدهشة ( الفلسفة )‬ ‫‪2-4‬‬
‫وفيه يتم البحث عن الجذور الفكرية الفلسفية لماهية مفهوم العمارة في ضوء مصطلحات فلسفة العبور‪ ،‬من خالل استقصاء‬
‫تفسير النتاج المعماري من قبل منظري االتجاهات والحركات المعمارية بوجه خاص‪ ،‬وتحديدا بعد الظهور العلني للنظرية المعمارية‬
‫كتدوين نظري وتحليلي للنتاجات المعمارية على يد المنظر الروماني ماركو فيترو فيوس (ت ‪ 51‬ق‪.‬م‪ ).‬الذي استمر تأثير افكاره حتى‬
‫عمارة الحداثة ‪ ،‬وان كانت بعض مبادئه التي اكتشفها حية الى عصرنا الحالي]فيتروفيوس‪،0252،‬ص‪ .[6-1‬فهناك ارث معماري ضخم‬
‫على مر التاريخ االنساني لم ينظر له ولم يوضع في قوالب فكرية من قبل رواد عصره ابتداءا من عمارة وادي الرافدين مرو ار بعمارة وادي‬
‫النيل الى العمارة اليونانية وحتى العمارة االسالمية وعمارة المسلمين‪] 1‬ابراهيم‪،5986،‬ص‪ .[53-52‬لذلك سنبين اهم مراحل العبور‬
‫والتصاعد وصوال للطفرات المهمة التي ارتبطت مع الطفرات الحضارية للموجات الثالثة‪ ،‬مع االشارة الى عدم اكتمال صورة التنظير عند‬
‫بدايات الثورة الزراعية ‪ ،‬لذلك سنبدأ من نهايات هذه الثورة القريبة من عصر الموجة الثانية ( الصناعية )‪ ،‬ولكن قبل ذلك‪ ،‬تم التطرق الى‬
‫بيان مقتضب لمصطلحين يحتاج بيانها هذا البحث وهما النظرية والحركة المعمارية‪.‬‬
‫ماهو مصطلح النظرية المعمارية ؟‬
‫ان مفهوم النظرية المعمارية باعتبارها فكر تصميمي نابع من البيئة الثقافية واالجتماعية والتكنولوجية والمهنية للمصمم والتي يطلق‬
‫عليها مفهوم المضمون ‪ ،‬ولكي يتحول هذا الفكر إلى واقع البد أن يكون له هيئة أو شكل وهو ما مثلته الحركة المعمارية التي تعد‬
‫انعكاسا تطبيقيا للنظرية المعمارية ]ابراهيم‪،5986،‬ص‪.[8‬‬

‫‪ ( 2‬التي تحتاج الى بحوث وتنقيب جدي عن اسسها التي جاء بها االسالم من خالل القران الكريم والسنة النبوية المطهرة )‬
‫‪6‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬

‫ماهو مصطلح الحركة المعمارية ؟‬


‫الحركة المعمارية هي عبارة عن نمط تصميمي معين‬
‫يتبناه مجموعة من المصممين في تصميم أبنيتهم التي تنفذ‬
‫على ارض الواقع لتلبي الحاجات والمتطلبات المختلفة‬
‫للمجتمع ‪ ،‬فخلف كل حركة معمارية نراها في واقعنا‬
‫المعاصر البد من أن يكون هناك نظرية مستمدة من‬
‫مضمون أو واقع ثقافي اجتماعي تكنولوجي مهني‬
‫]‪ .[Jencks,1997,p.18-39‬وكما في شكل (‪.)3‬‬
‫الشكل ( ‪ ) 3‬مخطط يوضح العالقة بين الواقع الفكري والتطبيقي للنظرية المعمارية‬
‫‪ 1-2-4‬العمارة ماقبل او ابان بواكير الطفرة الصناعية‬
‫وكيفية نشوء الحركات المعمارية ‪ ...‬المصدر الباحث‬
‫ان لغة االعمدة وطرزها الخمسة التي سادة العمارة‬
‫الغربية منذ عصر اليونان وحتى عمارة الباروك والركوكو ال بل حتى عمارة الحداثة في القرن التاسع عشر والعشرين ‪ ،‬كانت تسمى باللغة‬
‫‪6‬‬
‫الكالسيكية للعمارة ]‪.[Summerson,1963‬‬
‫ان هذا النمط الكالسيكي للعمارة كان مثاال واضحا للعبور بأضعف درجاته ‪ ،‬اذ بقيت العمارة من عصر وادي الرافدين وحتى‬
‫نهايات عصر النهضة يسودها نمطا عمرانيا واحدا يعكس لغة عمرانية واحدة ‪ ،‬قد تتغير فيها المواد او االشكال ‪ ،‬ولكن يبقى طبيعة البناء‬
‫واحدا هو االعتماد على المهارات اليدوية الحرفية واستغراق الزمن في زخرفة الجدران والحوا ئط ‪ ،‬وابراز عناصر البناء االنشائية كاالعمدة‬
‫والجدران كعناصر جمالية تكتونية مهيمنة على واجهات المباني ‪ ،‬وكان التالعب والتغيير والتطور الحادث في تغيير هذه الثوابت‬
‫المعمارية طفيفا جدا حتى مجيء الثورة الصناعية ‪.‬‬
‫‪ 2-2-4‬العمارة المواكبة للطفرة الصناعية‬
‫عمارة الحداثة (نموذجا للعبور التصاعدي نحو المستقبل) ‪ :‬التي تعك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس تكنلوجيا الحديد وااللة (ابان الثورة الصناعية) كانت‬ ‫‪‬‬
‫البديل الفعلي للعمارة الكالسيكية والمغيرة الحقيقية للغة المعمارية السائدة لقرون في اوربا ‪ .‬وفيها حدثت طفرة من العمارة الكالسيكية‬
‫الى نمط جديد مغاير من العمارة المعتمدة على التكنلوجيا الجديدة تكنلوجيا الحديد والزجاج والخرسانة المسلحة والسطوح الملساء ‪،‬‬
‫بدال من تكنلوجيا الحجر وال طابوق والسطوح المزخرفة للعمارة الكالسيكية القديمة وتعد عمارة الباروك‪ ،‬هي المرحلة االنتقالية بين‬
‫العمارة الكالسيكية وعمارة الحداثة كونها حاولت التمرد على قوانين العمارة الكالسيكية الصارمة من خالل استخدام المنحنيات‬
‫]‪ .[Vincent Scully,1986‬ان تأثر العمارة (كفكر وممارسة ) بالمجتمع والسياسة هو احد السمات المميزة وخصوصا بعد الحربين‬
‫العالميتين التي جرت الويالت والدمار على العالم ‪ ،‬وبعدما فنيت مدنا كاملة عن بكرة ابيها ‪ ،‬توجه االنسان في زمن السالم نحو اعادة‬
‫بناء مادمرته تلك الحروب ]ابراهيم‪،5986،‬ص‪ ، [00-59‬وذلك من خالل‪ :‬استخدام ادوات العبور االربعة ‪:‬‬
‫‪ o‬حسن التمييز بين الدمار واالعمار‪ ،‬والحرب والسالم‪ ،‬ورفض الموت وحب الحياة واضحا ل دى صناع القرار المعماري العالمي‪.‬‬
‫‪ o‬حسن االختيار في توظيف تكنلوجيا االنتاج العسكري وما وفرته الثورة الصناعية من مصانع ومواد خام ألجل تصنيع المبنى‬
‫بأسلوب جديد يعكس اجواء التفاؤل بالسالم العالمي الجديد ‪.‬‬
‫‪ o‬كان لكل ما سبق االثر بصنع القرار المعماري الجديد نحو تبني اسس جديدة للعمارة تتالئم مع المرحلة التاريخية الجديدة‬
‫(مرحلة الصناعة والسالم العالمي) وتعويض الخراب بنمط عمراني جديد ‪.‬‬
‫‪ o‬حث الخطى في تحمل مسؤلية هذا القرار بانشاء مدارس معمارية تدرس هذا االتجاه العمراني الجديد ‪ ،‬فبرزت بذلك الحركة‬
‫الحديثة في العمارة ‪ ،‬والطراز العالمي بالعمران ‪.‬‬
‫حتى بات االستعداد للعبور بالعمارة نحو المستقبل ذاتيا وموضوعيا واضحة من خالل ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫(وقد يكون المصطلح المتداول اليوم بما يسمى بالدبل فوليوم ‪ ،‬له عالقة باستخدام عمود او اكثر في واجهات الكثير من االبنية في العراق) ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬
‫‪ o‬االستعدادات الذاتية للعمارة الجديدة تبرز نمط وطراز وهوية عالمية جديدة في البناء ‪.‬‬
‫‪ o‬وباتت االفكار الفلسفية الرأسمالية واالشتراكية التي تبنتها الدول العظمى آنذاك تعبي ار النعكاس االستعداد الموضوعي‬
‫لهيمنة الدولة وفلسفتها السياسية على هذا التوجه العمراني الجديد ‪.‬‬
‫عمارة ما بعد الحداثة ( نموذجا اخر للعبور التصاعدي )‪ :‬التي زامنت بدايات التحول العلمي من الحتمية الى الالحتمية باكتشاف‬ ‫‪‬‬
‫نظريات انيشتاين النسبية وفيزياء الكم لهايزنبرغ‪ .‬وفيها تغير الواقع المعماري باالتجاه نحو االنسان وعلومه اللغوية واالستلهام من‬
‫التراث الماضي لبناء لغة جديدة ]حداد‪،0250،‬ص‪ .[528-525‬ويبدو ان نموذج توماس كون ( البرادايم ) في تطور العلم ورؤيته‬
‫لتكامل النظريات العلمية بين العلوم الطبيعية والعلوم االنسانية ]موسى‪،0250،‬ص‪ ( [59-0‬على قاعدة من تكامل االدوار ال تبادلها‬
‫وهي حقيقة شهدت عليها مسيرة البحث ‪ ،‬في دوافع االنسان ومنجزاته على مر العصور والدهور الى يوم الناس هذا‬
‫]الجابري‪،0252،‬ص‪ )[12‬وفي تفسير الظواهر واالكتشافات الحديثة في النصف االول من القرن العشرين‪ ،‬قد اثر بشكل واسع على‬
‫العمارة ]‪ ،[Hale,200,p.47-53‬مما ادى ذلك الى التمييز بين المتناقضات ومحاولة احداث التكامل بينهما وعدم رفض احدهما‪،‬‬
‫ادى ذلك الى التخفيف من وطأة عالمية عمارة الحداثة من خالل الرجوع الى الخصوصيات الثقافية من تراث المجتمعات وتوظيفه‬
‫ضمن االشكال المعمارية العالمية الجديدة التي جاءت به العمارة الحديثة مما صاغ نظرة جديدة هجينة للشكل المعماري بين الحديث‬
‫والقديم ‪ ،‬فوقع اختيار حركة ما بعد الحداثة المعمارية على نمط ولغة جديدة للعمارة تنسجم فيه مع ثورة اللسانيات التي جاء بها دي‬
‫سوسير وجومسكي في العلوم االنسانية مستغلة التقدم التكنلوجي المعاصر لها ‪ ،‬فكان القرار هو حركة معمارية جديدة تجمع في‬
‫بودقة واحدة بين الحديث والقديم وتترجمه في قالب معماري جديد يراعي عالمية التطور التكنلوجي لعالم الموجة الثانية‪ ،‬وخصوصية‬
‫الثقافات االقليمية والوطنية‪ ،‬ولكنه بقي مفتق ار للوحدة الجمالية كما يقول نقاد حركة ما بعد الحداثة المعمارية‬
‫]حميد‪،5999،‬ص‪.[505-539‬‬
‫‪ 3-2-4‬عمارة الموجة الثالثة طفرة الثورة التقنية‬
‫العمارة التفكيكية نموذجا للعبور المرتبك (االرتكاسي حسب تسمية الجابري) وتمردا على اسس العمارة الحديثة ‪ :‬ان تغير الواقع‬ ‫‪‬‬
‫المعماري باالتجاه نحو االنسان وعلومه االنسانية ‪ ،‬توجت اعمالها بحركة تمرد ثانية على العمارة السائدة ( الحديثة ) وهي عمارة‬
‫التفكيك (التي ظهرت تسعينيات القرن العشرين تزامنا مع الثورة التقنية المعلوماتية ) التي تعد بحق كس ار ثانيا لقيود العمارة مثلما‬
‫كسرت عمارة الحداثة قيود العمارة الكالسيكية سابقا‪ .‬فالعمارة التفكيكية تعد تطو ار وتمي از نوعيا مهما لمفهوم العمارة قاد الى‬
‫ظهور عمارة معاصرة اكثر تقدما‪ .‬لكن كسر القيد هذا (بالرغم من اهميته النوعية) كونه جاء كردة فعل قوية للتقاليد السائدة‪ ،‬لم‬
‫يمتلك الوضوح الكامل في ادوات العبور كحسن التمييز‪ ،‬وحسن االختيار ‪ ،‬والقرار ‪ ،‬وتحمل مسؤولية القرار‪ .‬وهذا شيء طبيعي‬
‫الن هذا النموذج المعماري المتمرد كان انعكاسا لمرحلة القلق والتشاؤم الذي ساد العالم نهايات الحرب الباردة‬
‫]رزوقي‪،5991،‬ص‪ ، [509-91‬وصاحب بدايات التصدع في القيم المجتمعية كما يقول فوكوياما]‪،0220‬ص‪ ،[50-5‬فجاءت‬
‫االشكال المعمارية فاقدة للنظام (الذي كان معتادا في عمارة الحداثة) وفوضى تعكس التوجه العلمي للفيزياء والرياضيات‬
‫الحديثة لتخلق نوعا جديدا من الجمال غريبا على طبيعة الشكل المعماري عبر التاريخ ولكنه ذو تاثير فاعل في ابداع وابتكار‬
‫اشكال معمارية جديدة ‪ ،‬ومما ساعد على انتاج تلك االشكال المعمارية الالنظامية هي التقنيات الرقمية الحديثة التي اعطت‬
‫الضوء االخضر لبزوغ عصر معماري جديد‪ .‬فهنا يمكن ان نستشهد بمقولة الدكتور الجابري " ان منطق العبور ال يبدأ من الصائب‬
‫والصحيح بقدر ما ينطلق من (االخفاق) لتصويبه وتجاوزه الى االفضل واالحسن من الحلول لمشكالت االنسان والحضارة "‬
‫]الجابري‪،0228،‬ص‪ .[68‬ان هذا التمرد المعماري ال ينظر اليه اخفاقا بقدر ما ينظر اليه بانه نقطة انطالق وتغيير جذري نحو‬
‫مستقبل العمارة كما يبدو اليوم في العمارة المعاصرة‪.‬‬
‫العمارة المعاصرة ( نموذجا اخر للعبور التصاعدي )‪ :‬التي زامنت فيه العمارة الموجة او الحداثة الثالثة بدخول عالم الرقميات‬ ‫‪‬‬
‫واالتصاالت والمعلومات بعد التفكيكية‪ ،‬والتي تعد الجيل الثالث للغة المعمارية في العالم والمعتمدة بصورة اساسية على انتاج‬
‫شكل معماري كقانون مادي يعمل بصورة متوازية مع القانون الثقافي (العلمي والفكري لإلنسان) ]‪.[Jencks,1997,p.34-38‬‬

‫‪8‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬
‫تميزت العمارة المعاصرة بمحدودية المقيدات التقنية‪ ،‬فتكنلوجيا النانو ‪ ،‬وتطور تكنلوجيا التصنيع بالحاسوب فضال عن اندماج عملية‬
‫التصميم المعماري مع التصنيع التكنلوجي ثم انتاج الشكل المعماري بفضل الحاسوب قد وجه منظري العمارة نحو اهمية القيم‬
‫االخالقية االنسانية في التصميم بعد ان تمت المعالجة شبه النهائية لمشكلة المحددات التكنلوجية والتقنية ‪ ،‬فأصبحت جدران‬
‫الزجاج تعوض عن جدران الخرسانة المسلحة السميكة ‪ ،‬واصبحت الفضاءات كبيرة بفضل اعمدة النانو كاربون‪ ،‬وامتلكت المعادن‬
‫ومواد البناء مميزات ال محدودة من ناحية صيانتها وما توفره من امكانات وتسهيالت تصميمية ]حداد‪،0250،‬ص‪.[506-522‬‬
‫حيث اطلق الباحث نمط العبور التصاعدي على مستجدات واقع حال العمارة المعاصر ولم يعدها طفرة معمارية كونه لم‬
‫يتبلور ويتضح بصورة جلية ( كما كان الحال في عمارة الحداثة حيث وضوح القرار ومتانة االسس واالهداف التي جاءت به تلك‬
‫الحركة المعمارية)‪ ،‬حيث تتميز العمارة المعاصرة بوفرة وغزارة بالحركات المعمارية المتنوعة (التي يجمعها كما يبدو توجه نحو‬
‫استغالل نتائج الثورة التقنية العالمية في مجال فيزياء الكم والبيوجزيئية والحاسوب ]‪ )[Kaku,1997‬في بناء عمارة مستجيبة‬
‫ومتفاعلة مع بيئتها الطبيعية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬حيث تحاول اخر الحركات المعمارية المعاصرة محاكاة االنسان في ذكاءه‬
‫وسلوكياته الذاتية في التعلم والتكيف مع بيئته مستفيدة من هذه التقنيات الجديدة ]‪ ،[Kolarevic,2003‬وقد يعد هذا من االعتبارات‬
‫المهمة للعبور في هذه الحركات المعمارية‪ ،‬ولكنها لم تصل الى االن في تبني اسس واضحة ومتكاملة لبناء فهم او تصور‬
‫متكامل لعمارة تالئم انسان المستقبل بسبب تالحق االكتشافات العلمية–التقنية الهائل الذي ما عادة تستطيع ان تالحقه ‪ ،‬باالضافة‬
‫لتصدع القيم المجتمعية بسبب تلك التطورات له اث ار مباش ار على ذلك‪ .‬مما يتطلب االمر للتمهيد لطفرة معمارية تستوعب كل تلك‬
‫المستجدات العميقة وال تهمل القيم االخالقية بل توظفها وتنطلق منها في بناء طفرة معمارية وعبور نحو المستقبل قد يوفره‬
‫تحييد كافة المؤثرات السلبية للتكنلوجيا الصناعية على العمارة بفضل التقنيات الجديدة‪.‬‬
‫‪ 3-4‬الجوانب الروحية في العمارة ‪ :‬العمارة وسؤال الرهبة ( العرفان ) تمهيدا لعبور الطفرة للمستقبل‬
‫كنتيجة لكل ذلك التاريخ الحافل باألحداث واالنواع المختلفة من درجات العبور ومساراته بين السيرورة والصيرورة وبين عبور‬
‫نمطي وعبور تصاعدي وعبور الطفرة كان ال بد للعمارة من بناء نظرية معمارية مستندة على المبادئ االخـــــــــــالقية (بعد تحييد‬
‫ومعال جات جميع العقبات التقنية تقريبا) واالستفادة من الرصيد الفكري الثقافي لإلنسانية ‪ ،‬ومحاولة اعادة كتابة نظرية معمارية مشتقة من‬
‫االسس الفكرية العميقة لإلسالم كونه المولد االساس للقيم االخالقية ذات االبعاد التطبيقية‪ ،‬واالستفادة من االرث المعماري االسالمي الذي‬
‫يعكس الفكر االسالمي من خالل اعادة ترجمة الفكر االرتكازي والخط التسليمي للرسالة المحمدية الذي كان سائدا آنذاك بفكر تحليلي‬
‫مدون وواضح مستند على االصول الفكرية لإلسالم كموجه لعمارة المستقبل‪ .‬لتعكس تلك العمارة النموذج الحضاري لالنسانية في جوابه‬
‫على اسئلة الحاجة (العلم)‪ ،‬والدهشة (الفلسفة)‪ ،‬والرهبة (الدين) ‪ .5‬ولتحديد مطلب البحث النهائي (في البحث عن اسس بناء النظرية‬
‫المعمارية ذات الطابع االسالمي) من خالل بيان اهم المفردات المادية والفكرية والروحية للعمارة البد من تحديد مقياس ادراك العمارة ‪.‬‬
‫‪ 1-3-4‬مقياس إدراك العمارة‬
‫لكي يمكن من تناول نتاجات العمارة كما يظهر في الحركات المعمارية البد من تكوين مقياس نقيم ونقيس به تلك الحركات وفق‬
‫مبادئ ومفاهيم محددة وشاملة ‪ ،‬وإلعطاء تصور كامل عن هذا المقياس الفكري سنتطرق لتعريف العمارة كمفهوم فكري مجرد ومن هذا‬
‫التعريف نستخرج المقياس المطلوب‪ .‬فالعمارة ( كتعريف مفاهيمي مجرد عن كل تبعية فكرية ) هي العالقة المتبادلة ( المدركة حسيا )‬
‫بين الكتلة والفراغ ‪ ،‬و بتحكم ثالثة عوام ل رئيسة ( مدركة عقليا ) اكتشفها المعمار الروماني ماركو فيترو فيوس في القرن االول الميالدي‬
‫‪ ، Commodity , Convenience‬والمتانة‬ ‫]فيتروفيوس‪،0252،‬ص‪ [39‬هي‪ :‬الجمال ‪ ، Delight , Beauty‬والمنفعة‬
‫‪ . Firmness , Durability‬ولم يشر فيتروفيوس الى الفراغ فهو مصطلح حديث نسبيا درسه ‪ Zevi‬او ‪ ،Mciss‬وظهر عند رايت‬
‫في العمارة العضوية ‪ .‬وقد اطلق لي كربوزيه على التفاعل بين الكتلة والفراغ اسم الشكل‪ ،‬او المكان عند ‪ Mciss‬و كارمونا او الظاهرة‬
‫عند شولز ‪ ، Schulz‬او البيئة عند النك ‪]. Lang‬حميد‪،5999،‬ص‪.[68-65‬‬

‫‪7‬مجموعة بحوث للدكتور الجابري يثبت من خاللها هذه الفكرة ‪:‬‬


‫‪( ‬الجابري ‪ ، 4112 ،‬ص‪(.) 27- 67‬الجابري أ‪ ، 2202 ،‬ص ‪( ،)04-03‬الجابري ‪ ، 2204 ،‬ص‪ ،)038-037‬الجابري‪، 4111 ،‬‬
‫ص‪( ،) 422-427‬الجابري‪-‬أ‪ ، 4112 ،‬ص‪.)26-22‬‬
‫‪9‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬
‫وهناك العديد من التعاريف واالسقاطات الفكرية المرتبطة بمعنى العالقة الفكرية او معنى تلك العالقة بين الكتلة والفراغ ‪ ،8‬التي‬
‫تناولتها الكثير من المصادر قديما وحديثا‪ ،‬ولكن من خالل االستنارة بالقران الكريم يمكن ان يكون مصطلح المكان هي خير داللة قرآنية‬
‫على المفهوم الفكري للعالقة بين الكتلة والفراغ ‪ ،‬لكثرة ورود هذا المصطلح في القران الكريم ‪ ،‬ودالالته المرتبطة بالبناء والبنيان ‪ :‬كما في‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ َّ ِِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُّج ِ‬
‫ود‬ ‫الرَّك ِع الس ُ‬ ‫ين َو ُّ‬‫ين َواْلقَائم َ‬‫ان اْلَب ْيت أَن ال تُ ْش ِر ْك ِبي َش ْيًئا َو َطهِّ ْر َب ْيت َي للطائف َ‬ ‫قوله عز وجل على سبيل المثال ‪َ } :‬وِا ْذ َب َّوأَْنا ِإل ْب َراه َيم َم َك َ‬
‫ِ ِ‬ ‫وسى ِل ِم َيقاتَِنا َو َكلَّ َمهُ َربُّهُ َق َ‬
‫ال َلن تََراني َولَك ِن انظُ ْر ِإَلى اْل َجَب ِل َفِإ ِن ْ‬
‫استَ َق َّر َم َك َانهُ‬ ‫ال َر ِّب أ َِرِني أَنظُ ْر ِإلَ ْي َك َق َ‬ ‫{الحج‪ }06/‬وكذلك ‪َ :‬وَل َّما َجاء ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ص ِع ًقا َفلَ َّما أَ َف َ‬ ‫ًّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫فَسو َ ِ‬
‫ين {األعراف‪}503/‬‬ ‫اق قَا َل ُس ْب َح َان َك تُْب ُت ِإلَ ْي َك َوأََن ْا أ ََّو ُل اْل ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫موسى َ‬ ‫ف تََراني َفلَ َّما تَ َجلى َربُّهُ لْل َجَبل َج َعَلهُ َدكا َو َخ َّر َ‬ ‫َْ‬
‫ا ن طبيعة الفكر االنساني على المستويين الفيزيائي والميتا فيزيائي مبنية على اسس او عناصر او مفردات او مفاهيم جوهرية‪ .‬ففي‬
‫حقل الفيزياء مثال هناك مفهومي الكتلة والطاقة والقوى المؤثرة فيهما المقسمة الى الكهرومغناطيسية والجاذبية والنووية القوية والنووية‬
‫الضعيفة ‪ ،‬واالهمية الكبرى التي يضعها علم الفيزياء للجاذبية كقوة اساسية في تكوين االجرام السماوية والذرية‪ ،‬وحلم الفيزياء النظرية‬
‫الحديثة في توحيد تلك القوى بنمط واحد يزيل اللبس عن بداية الكون وتشكله‪] ،‬هوكنغ‪ [0226،‬كل تلك المباديء ساهم في اكتشافها‬
‫نيوتن ‪ ،‬انيشتاين ‪ ،‬هايزنبيرك ‪ ،‬ستيفن هوكنك ‪ ...‬وكذلك الحال في مجال الفكر العقلي المجرد هناك مفاهيم عليا تشكل االسس المبدئية‬
‫للفكر االنساني من مثل االسس المنطقية والبديهيات كبديهية عدم التناقض‪ ،‬التي قننها ارسطو في منطقه ]المظفر‪ ،[0255،‬وغيرها من‬
‫المفاهيم الفكرية وصوال الى كايوسية بريغوجين ]الجابري‪،0250،‬ص‪.[500-95‬‬
‫نفس الحال ينعكس في العمارة المبنية على اسس جوهرية ا يضا هي الجمال والوظيفة واالنشاء‪ ،‬التي اكتشفها فيتروفيوس في القرن‬
‫االول الميالدي‪ .‬وقد جاء العديد من المنظرين المعماريين بعد فيتروفيوس واضعين العديد من العناصر المؤثرة في بناء مفهوم العمارة‬
‫ولكنها لم تضف اضافة جوهرية الى عناصر فيترو فيوس الثالثة ]حميد‪ ،5999،‬ص‪.[13‬‬
‫‪ 2-3-4‬التقوى مفهوم جوهري يمثل جوابا لسؤال الرهبة العرفاني في العمارة‬
‫يتطرق الدكتور الجابري الى اهمية سؤال الرهبة في منظومته الفلسفية قائال‪ " :‬لمن اراد متابعة حوار العلم والفلسفة ‪ ،‬عليه ان‬
‫يقف عند جدل (الحاجة والدهشة) بمقاربة ن قدية الغرض منها الكشف عن مثلث (الجسد العقل القلب) الذي يضبط دوافع االنسان حيثما‬
‫اجتهد في بناء حضارته‪ ... ،‬ومع الخطين االنفين (الحاجة والدهشة) نشأ خط ثالث ‪ ،‬ال ينتمي الى العلوم وال الفلسفة بل هو فوقهما وما‬
‫فوق وسائلها ‪ ،‬الختصاصه بدوافع القلب ‪ ،‬الذي يخ شى المجهول والغامض واالتي انه (العقيدة الروحية) ومحركها بما يشيعه من سالم‬
‫وحبور بين حنايا االنسان وجوانحه وهو يعيش محنة (المصير ) ‪ ...‬وما دمنا نتحدث عن جدل الحاجة والدهشة فيما يتصل بالجسد والعقل‬
‫المربوطين بخ يط سري ال نتلمسه اال عند حضور (العامل الغائب الثالث) (أي طمأنينة القلب) عندها يكتمل (مثلث الحضارة) الذي‬
‫يش تغل داخل االنسان المشدود بوتر (الحرية والضرورة ) اللتان من غير توترهما يصعب حل (عقدة الحياة ومتطلبات االنسان) عن طريق‬
‫االنجازات الحضارية عبر شبكة معقدة من المحركات والعالقات ( السلبية وااليجابية والمحايدة )‪] ..‬الجابري‪،0228،‬ص‪.[55-52‬‬

‫‪ 2‬يمكن اللجوء الى القران الكريم للتوصل الى تعريف حسي للعمارة كونها عالقة بين الكتلة والفراغ لتكوين ( الشكل او المكان او الظاهرة ‪ ،‬وحسب‬
‫مسميات ومفاهيم عديدة ‪ ،‬يمكن ارجاعها لمصدرها الحسي المدرك بالفطرة ) وهو الكتلة والفراغ ‪ ،‬وهذا بالحقيقة تأكيد إلدراك أهمية الزوجية في الخلق‬
‫ض فَ َر ْشنَاهَا فَ ِن ْع َم ْال َما ِه ُدونَ {الذاريات‪َ }22/‬و ِمن ُك ِّل ش ْ‬
‫َي ٍء َخلَ ْقنَا‬ ‫وسعُونَ {الذاريات‪َ }27/‬و ْاْلَرْ َ‬
‫االلهي مصداقا لقوله تعالى ‪َ ":‬وال َّس َماء بَنَ ْينَاهَا ِبأ َ ْي ٍد َوإِنَّا لَ ُم ِ‬
‫ز َْو َج ْي ِن لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّكرُونَ {الذاريات‪ ." }22/‬حيث يظهر جليا مدى تعميم العالقة الزوجية في كل شيء ‪ ،‬فلماذا ننحيها في معرفتنا التأسيسية للنظرية المعمارية‬
‫( التي لها بعد اوسع لتشمل كل تصميم ) ‪ ،‬نعم قد تكون هناك طروحات تثار على اهمية استبدال كلمتي الكتلة بالفراغ ‪ ،‬بمصطلح المكان كونه اشمل ولتعلقه‬
‫باإلنسان كما عند تفسير )‪ Carmona& others , 2003‬في كتابه ‪ ، Public places-urban space‬فيمكن االشارة هنا الى مدى عموم االصطالح (‬
‫كتلة وفراغ ) مقارنة بالمصطلحات االخرى كالفضاء او المكان التي ترتبط بتعلقات خاصة‪ ،‬ال نستطيع اطالقها على كل شيء في هذا الكون (ان كان مصمم‬
‫ب الفعل االلهي المطلق كالخلق االلهي المادي (الكون)‪ ،‬او مصمم بالفعل االنساني ( التكنلوجيا بمختلف مستوياتها ) ) ‪ .‬فال نستطيع اال استخدام الكتلة والفراغ‬
‫عند اشارتنا لمكونات المجموعة الشمسية او المجرة ‪ ،‬او الذرة واجزائها ‪ ،‬وحتى ما اثير مؤخرا من وجود كتلة للفراغ ‪ ،‬فهو مما ال يدخل الى مستوى‬
‫االدراك الحسي البشري‪.‬‬
‫فهذا هو راي الباحث في تجريده الدراك الشيء حسيا بأبسط التعبيرات ‪ ،‬فاذا ما اضيف له االدراك الذهني والعقلي اصبحت تسمى مكانا او ظاهرة او‬
‫بيئة وذلك حسب المعاني المسقطة على التشكيلة الحسية لما قدم سابقا‪ .‬وهذا ما سيكون مفتوحا امام االخرين لتعميق هذه العالقة الحسية المجردة الى مفاهيم‬
‫عقلية بمعان مختلفة متعلقة بجذور اخرى تحتاج الى ابحار جديد في كتاب هللا عز وجل الكتشاف كنوزه المعرفية‪ .‬وقد يسأل سائل‪ :‬اين موقع االنسان او‬
‫المجتمع في تعريف العمارة‪ ،‬والجواب بان العمار ة تكوين مادي يتطور في معزل عن االنسان‪ ،‬وهي اصال مما سخره هللا عز وجل لالنسان لغرض راحته‬
‫وادائه لحاجاته المختلفة ‪ ،‬فالعمارة ال تتفاعل مع االنسان‪ ،‬بل تنفعل من قبل االنسان‪ .‬وكل تعبير خالف ذلك يرجع في اسسه الى الفكر الجدلي (الديالكتيك)‬
‫المادي لماركس وانجلز (ال قائل بمادية االنسان وتفاعله مع المنتج التكنولوجي" كالعمارة مثال " بكونه مادة ايضا حيث يقول " كل شيء يؤثر في كل شيء"‬
‫و " ان كل شيء يحمل نقيضه في داخله") والذي قال فيها المفكر االسالمي الكبير محمد باقر الصدر قوله الفصل في (كتاب فلسفتنا) ‪ ،‬وكتاب (الفكر‬
‫االسال مي) للمفكر الكبير محمد تقي المدرسي‪ .‬ويشير الدكتور الجابري الى ذلك االثر السلبي من عدم قدرة االنسان في تطويعه للبيئة فتكون نتيجة معادلة‬
‫الحضارة لديه (‪ ) 1-‬سلبية‪ ،‬فيكون بذلك االنسان منفعل بالبيئة‪ ،‬ويكون عاجزا عن مجاراة التقدم التقني في مجال تطويع البيئة لخدمة االنسان‪.‬‬
‫‪02‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬
‫والستكشاف االضافة الجوهرية التي يمكن ان تضفيها االجابة على سؤال الرهبة ‪ ،‬البد من التطرق الى اهم المعتقدات في تاريخ‬
‫االنساني وارصنها واكثرها مصداقية وهو الشريعة المحمدية للرسول االكرم (ص) ‪ ،‬حيث جاء االسالم عبر شرائعه المتعددة من ادم‬
‫عليه السالم والى محمد صلى اهلل عليه واله وسلم ‪ ،‬ليضع مفهوما جوهريا اساسيا حاكما على المفاهيم الثالثة التي اكتشفها‬
‫ص ًادا لِّ َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫فيتروفيوس ذلك المفهوم هو التقوى (شكل (‪ )0‬قال اهلل تعالى‪ :‬والَِّذين اتَّ َخ ُذوْا مس ِج ًدا ِ‬
‫ين َوِا ْر َ‬‫ار َو ُك ْف ًار َوتَ ْف ِر ًيقا َب ْي َن اْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ض َرًا‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫ِّس َعَلى الت ْق َوى‬ ‫َح َار َب اللّ َه َوَر ُسوَلهُ من قَْب ُل َولََي ْحلفُ َّن ِإ ْن أ ََرْدَنا ِإال اْل ُح ْسَنى َواللّهُ َي ْش َه ُد ِإَّنهُ ْم لَ َكاذ ُبو َن {التوبة‪َ }525/‬ال تَقُ ْم فيه أََب ًدا ل َم ْسج ٌد أُس َ‬
‫َس َس ُب ْن َيا َن ُه َعلَى تَ ْق َوى ِم َن اللّ ِه‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن أ ََّو ِل يوٍم أَح ُّق أَن تَقُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ين {التوبة‪ }528/‬أَفَ َم ْن أ َّ‬ ‫بُّون أَن َيتَ َطهَّ ُروْا َواللّهُ ُيح ُّب اْل ُمطهِّ ِر َ‬
‫وم فيه فيه ِر َجا ٌل ُيح َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫ين {التوبة‪ }529/‬ليتبين‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شفَا ُج ُرف َه ٍار فَا ْن َه َار به في َن ِار َج َهن َم َواللّ ُه الَ َي ْهدي ا ْلقَ ْوَم الظالم َ‬ ‫ٍ‬ ‫َس َس ُب ْن َيا َنهُ َعلَ َى َ‬ ‫ض َو ٍ‬
‫ان َخ ْيٌر أَم َّم ْن أ َّ‬ ‫َو ِر ْ‬

‫شكل (‪ )4‬المصدر ‪ :‬الباحث بتصرف عن (حميد‪)0999،‬‬

‫ان التقوى هو اصرة الترابط بين العالمين الفيزيائي والميتا فيزيائي‪ ،‬فالتقوى تملك وجهين احدهما فكري مبني على رؤية كونية‬ ‫‪‬‬
‫توحيدية في مبادئ الوجود الخلق والمعاد والسبيل‪ ،‬والوجه االخر مادي يرتبط بعمل االنسان وتعامله مع اخيه االنسان من جهة‪،‬‬
‫وتعامله مع المادة من جهة ثانية‪ ،‬في ظل مخافة اهلل عز وجل من جهة ثالثة‪].‬اليزدي‪،0252 ،‬ص‪.)[55-66‬‬
‫العمارة هي عمل يتعامل به االن سان مع المادة لخدمة المجتمع ‪ ،‬فيجب ان تخضع نتاجها للعالقة مع اهلل عن طريق تقواه عز وجل‬ ‫‪‬‬
‫( لتتحقق العالقة المقدسة عن طريق اهلل ) فيتم التعامل مع المادة ومع االنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان ( المجتمع )‪.‬‬
‫القران الكريم يضع حجر االساس لمبدأ التقوى كعنصر جوهري في كل عمل يقوم به االنسان في هذه الدنيا كما اشار اليه جمهور‬ ‫‪‬‬
‫مفسري القران الكريم عبر التاريخ ]اليزدي‪،0252 ،‬ص‪.[55-66‬‬
‫يورد اهلل عز وجل مثال معماريا هو المسجد في بيان مبدأ التقوى ومن خالل القصص القرآني وباستخدام معلم معماري خاص‬ ‫‪‬‬
‫بالمسلمين هو المسجد وفي سورة خصصت لذم النفاق واهله ‪ ،‬لتختم بعبرة قرآنية مبنية على اساس توضيح اهمية التقوى في تقويم‬
‫اعمال االنس ان عموما وعمله في العمارة خصوصا‪.‬‬
‫ان تقبيح مسجد ضرار ‪ ،‬لم يكن ألسباب مرتبطة بالنواحي الجمالية كونها نسبية وتحمل مدلوالت عصر البناء والمجتمع آنذاك‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فمسجد ضرار كان يحمل جمالية مقبولة عصر بناءه‪ ،‬ولم ي ذم المسجد ايضا من ناحية المتانة‪ ،‬ألنه مصمم ليثبت ويستقر كما في‬
‫ابنية عصره ‪ ،‬وكذلك الحال للنواحي البيئية والوظيفية االخرى‪ ،‬بل كان الذم والتقبيح لعدم تلبيته متطلب قيمي كبير ومهم وهو‬
‫التقوى بصريح العبارات الواردة ضمن سياق اآلية‪ ،‬البل اجمع مفسروا هذه اآلية الى ان التقوى تستند عليها كل االعمال التي يقوم‬
‫بها االنسان ]حميد‪،5999،‬ص‪ ].[55‬الطباطبائي‪ ،0226 ،‬ص‪ .[309-301‬الجل ذلك تعد التقوى اضافة جوهرية الى االسس‬
‫االخرى للنظرية المعمارية (حسب الفهم الغربي لها من فيتروفيوس وحتى االن) وهي ابرز سمات التاسيس للنظرية المعمارية‬
‫بطابعها االسالمي‪ .‬وهي ايضا اضافة فكرية تعد نتاجا لتاثير عامل الرهبة على العمارة حسب النموذج الفكري للجابري‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬
‫‪ -5‬النتائج والمناقشة‪ :‬قادت المنهجية البحثية الى تحصيل مجموعة نتائج يمكن مناقشتها باالتي‪:‬‬
‫‪ o‬وجود ارتباط وثيق بين الطفرات او الموجات الحضارية الثالثة الزراعية والصناعية والتقنية (ما بعد الصناعة) والتطور المعماري‪،‬‬
‫بل ان لتلك الطفرات ما يماثلها على مستوى التنظير والتطبيق المعماري كما قد الحظناه من عمارة وادي الرافدين وعمارة وادي‬
‫النيل كمثال للعبور التصاعدي للعمارة في الموجة الحضارية االولى (الزراعية)‪ ،‬ثم ما لمسناه من العبور التصاعدي لعمارة‬
‫الحداثة المواكبة للموجة الحضـــــــــــــــارية الثانية (الصناعية)‪ ،‬واخي ار العبور المرتبك الفجائي للعمارة في الحركة التفكيكية كردة‬
‫فعل لتصدع القيم المجتمعية وتأثيرها على العمارة ( تنظي ار ونتاجا ) الذي قاد الى االنطالق الجديد في عبور تصاعدي الى‬
‫المستقبل الواعد (في العمارة المعاصرة) في الموجة الحضارية الثالثة (التقنية)‪ ،‬ويمكن تلمس ذلك في الثراء المعماري على‬
‫يكون مالمح واضحة ل يمكن ان يطلق عليه مفهوم طفرة معمارية اذ مازال في مراحله االولى‪،‬‬
‫المستوى التنظير والتطبيق‪ ،‬وان لم ّ‬
‫ولكنه على اية حال ليس عبو ار نمطيا تقليديا اذ يبدو بوضوح الجهود المبذولة من منظري العمارة ومصمميها في سعيهم نحو‬
‫التكامل بين عملية التصميم واالنتاج لخلق عمارة لها القدرة في استيعاب المتطلبات االنسانية المتغيرة في ظل العولمة من جهة‬
‫والخصوصيات الثقافية من جهة ثانية ‪ ،‬لذلك صنف في هذا البحث كعبور تصاعدي‪.‬‬
‫‪ o‬ان اسئلة الحاجة االنسانية مرتبطة باسئلة الدهشة ‪ ،‬وكالهما مرتبط بالسؤال االزلي لالنسانية سؤال القلب والروح وااليمان سؤال‬
‫الرهبة ليشكلوا نموذج الحضارة االنسانية‪ ،‬فكذلك الحال في العمارة‪ ،‬فان سؤال الحاجة في العمارة كان واضحا في النتاج‬
‫المعماري المادي للعمران البشري عبر التاريخ‪ ،‬اما سؤال الدهشة في الواقع الفكري للتنظير المعماري فهو ايضا واضح المعالم‬
‫من خالل النظريات المعمارية منذ فيتروفيوس ولحد االن ‪ ،‬لكن يبقى سؤال الرهبة ‪ ،‬سؤال القلب والوجدان‪ ،‬سؤال القيم‬
‫االخالقية‪ ،‬هو الغائب عن محضر النموذج المعماري لذلك ومن خالل هذا البحث يمكن وضع بداية لالجابة عليه من خالل‬
‫التوجه للقيم االخالقية االصيلة التي يدعو لها االسالم‪ ،‬وهذا ما يمكن تلمسه من مصطلح التقوى الديني‪ .‬فكان لدور النموذج‬
‫الفلسفي للدكتور الجابري االثر االستراتيجي الكبير في تنظيم االفكار للخروج بهذه النتائج‪ ،‬كما كان لفلسفة العبور دو ار في‬
‫اكتشاف حركية التاريخ ومساراته بين سيرورة وصيرورة وعبور صاعد واخر مرتبك فجائي واخر واعد بطفرة وثورة على الحال الى‬
‫االستقبال ‪ ...‬استقبال المستقبل الواعد للبشرية كما يظهر في الشكلين (‪ )1‬و (‪ )6‬على التوالي‪.‬‬
‫‪ o‬ايجابية فرضية البحث‪ ،‬بامكانية نموذج الجابري الفلسفي في تفسير الواقع الحضاري ماضيا وحاض ار ومستقبال‪ ،‬وبالتالي‬
‫تفسير ظاهرة العمارة وتطورها وارتقاءها في عبور المراحل التاريخية في سيرورة عبور نمطية طبيعية واخرى تصاعدية‪،‬‬
‫وثالثة بصيرورة عبور تُحدث طفرة ثورية في الفكر والنتاج المعماري‪ ،‬كما يمكن تلمسه من استعراض موجز تاريخ العمارة‪.‬‬
‫‪ -6‬االستنتاجات‪:‬‬
‫وجود عالقة وثيقة بين التطور الحضاري وبين تطور العمارة كشكل وتكنلوجيا وتقنيات وكوظائف ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مصاحبة بداية كل انتقالة حضارية حالة عدم استقرار وتغيير في النمط المعماري على كافة المستويات مما يولد نمط معماري‬ ‫‪‬‬
‫هجين غير مستقر ‪ ،‬وحتى يمكن ان يعد مشوها النه يجمع بين بقايا تاثيرات الموجة الحضارية السابقة ( القديمة ) وبدايات‬
‫الموجة الجديدة ( المستقبلية ) وهذا ما يمكن مالحظته بوضوح في العمارة التفكيكية نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات‪ ،‬في‬
‫انتقال العمارة من نمط الحداثة وما بعدها الى نمط العمارة المعاصرة الرقمية وغيرها المتأثرة بالموجة الحضارية مابعد الصناعية‪.‬‬
‫أهمية دراسة الفكر الفلسفي المعاصر دراسة علمية من خالل االستفادة من النماذج الفلسفية المعاصرة للفالسفة عموما والفالسفة‬ ‫‪‬‬
‫المحليين خصوصا في تفسير العالم واحداثه الكبرى والتنبؤ بالمستقبل ‪ ،‬وعالقة كل ذلك بتطور الفكر والنتاج المعماريين ‪.‬‬
‫توظيف الفكر العربي اإلسالمي في تفسير النتاج المعماري السابق والحالي والمستقبلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أهم ية االستفادة من مصادر المعرفة (الحس–العقل–القلب) مع بعضها البعض في تفسير تاريخ ونظريات العمارة وعدم االقتصار‬ ‫‪‬‬
‫على احدها دون االخر ‪ ،‬مما يعطي دراسة شمولية واسعة واكثر مصداقية لالحداث الحضارية الكبرى عبر الماضي والحاضر‬
‫والمستقبل ‪ ،‬االمر الذي يقود الى الوحدة والتكامل بين العلوم التجريبية والعقلية والروحية ‪ ،‬وما لذلك من اثر في بناء نموذج‬
‫مستقبلي اكثر واقعية للعمارة ‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬

‫شكل (‪ )5‬يوضح مخطط لالنتقاالت المهمة في‬


‫نظرية العمارة عبر التاريخ التي تمثل انماطا‬
‫مختلفة للعبور‪ ،‬معززا بأمثلة لبعض نماذج‬
‫األبنية ألغلب المراحل‪ ،‬وصوال الى مستقبل‬
‫العمارة كظاهرة حضارية مستقبلية تحمل ثقافة‬
‫االنسان وبصماته على هذا الكون بفعل حواره‬
‫العمارة‬
‫مع بيئته في نظرة تكاملية بين الذات والموضوع‬
‫المستقبلية‬
‫عبر التاريخ‪ .‬المصدر‪:‬الباحث‬ ‫العمارة‬
‫المعاصرة‬
‫عبور بالطفرة‬

‫العمارة‬
‫الكالســــــيكية‬ ‫العمارة‬
‫(عصر النهضة‬ ‫الحديثة‬
‫وحتى الباروك)‬

‫عمارة الحضارات‬
‫عبور تصاعدي عبور اعتيادي‬

‫القديمة – وادي‬
‫الرافدين – وادي‬
‫النيل – اليونانية –‬
‫الرومانية‬

‫العمارة‬
‫التفكيكية‬

‫عمارة‬
‫(فجائي مرتبك)‬
‫عبور ارتكاسي‬

‫الكهف والقرى‬
‫الباروك‬
‫الزراعية الطينية‬
‫والركوكو‬
‫والحجرية وغيرها‬

‫الموجة الزراعية‬ ‫الموجة الصناعية‬ ‫الموجة ما بعد الصناعية ( التقنية )‬


‫(التكنولوجية)‬
‫شكل (‪ )6‬مخطط بياني بمحورين ‪ :‬السيني يوضح التطور الحضاري عبر الزمن حسب مقترح توفلر بثالثة موجــــات ( الزراعية –‬
‫الصناعية – التقنية ) ‪ ،‬والمحور الصادي يوضح درجات العبور بدءا باالرتكاسي الى االعتيادي ثم التصاعدي وصوال للطفرة ‪ .‬والنقاط‬
‫الحمراء توضح موقع اهم االحداث المعمارية ‪ ،‬ومنها يتبين ان بداية كل تغير حضاري كبير يحدث ارتباكا في تطور العمارة وتمردا بسبب‬
‫تغير الفكر والتقنية واالدراك الجمالي للمجتمع اإلنساني ككل‪ ،‬كما نراه بوضوح في العمارة التفكيكية وما صاحبه من تطور هائل بالتقنية‬
‫بسبب دخول موجة حضارية جديدة يقابله تغير في الشكل المعماري لحين استقراره في العمارة المعاصرة‪ ،‬وكذلك عند االنتقال من العمارة‬
‫الكالسيكية الى عمارة الحداثة ‪ ،‬كما يظهر في عمارتي الباروك والركوكو كمرحلة انتقالية بين الكالسيكية والحداثة ‪ .‬المصدر‪ :‬الباحث‪.‬‬
‫‪03‬‬
‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‪ .....................................................‬العدد(‪ )7‬اَب لسنة ‪7102‬م‬
‫‪ -7‬التوصيات‪:‬‬
‫دعم البحوث والدراسات في تفسير العمارة كظاهرة حضارية من خالل الفكر العراقي المعاصر ‪ ،‬لبيان األثر الكبير لهذا الفكر‬ ‫‪‬‬
‫في التنظير السس العمارة وتاريخها كاحدى الظواهر او االحداث اإلنسانية الكبرى في تاريخ البشرية‪.‬‬
‫تعزيز منطلقات التنظير المعماري العالمية من خالل رفدها بنماذج فكرية عراقية معاصرة‪ ،‬إلثبات قدرة الفكر الفلسفي المحلي‬ ‫‪‬‬
‫في تفسير الظواهر الحضارية في تاريخ اإلنسانية كظاهرة العمارة‪.‬‬
‫فتح الطريق نحو التفكير الشمولي بأسس العمارة والتنبؤ بمستقبلها من خالل إضافة جانب القيم اإلنسانية والمصدر الروحاني‬ ‫‪‬‬
‫القلبي إضافة الى مصادر المعرفة الحسية والعقلية في استكشاف واقع االحداث المعمارية الكبرى ‪ ،‬والتنبؤ بمستقبلها ‪.‬‬
‫ضرورة العمل على بناء فكر معماري عربي إسالمي عراقي ووضع اللبنات األولى لبناء نموذج للتنظير المعماري العالمي من‬ ‫‪‬‬
‫خالل نماذج فلسفية عراقية اصيلة ‪ .‬وخصوصا من خالل بحوث طالب الدراسات العليا في اقسام العمارة من خالل إقامة‬
‫ندوات ومؤتمرات بالتعاون مع األقسام الفلسفية في الجامعات العراقية بالخصوص ‪ ،‬كفرصة لالطالع على الواقع العلمي‬
‫ل لفلسفات العالمية والعربية والمحلية المعاصرة ‪.‬‬
‫تفعيل دور مصادر العقيدة اإلسالمية (كونها العقيدة األكثر انتشا ار في العراق والمنطقة العربية) المتمثلة بالقران والسنة النبوية‬ ‫‪‬‬
‫المطهرة كمرتكزات مهمة في اكتشاف البعد الثالث للمعرفة الممثل بالجوانب الروحية او القيم األخالقية التي يدعو لها اإلسالم‬
‫المالئمة للفطرة اإلنسانية‪ .‬والتي لها انعكاس في حياة االنسان العراقي في عالقته مع مجتمعه وبيئته المبنية وما لذلك من‬
‫انعكاس واضح في تبني النمط المستقبلي للعمارة جماليا ووظيفيا وانشائيا في ظل واقع التطور الحضاري التقني الهائل الذي قلل‬
‫كثي ار من المحددات المادية للبناء وسهل من مرونة التعامل مع الشكل المعماري على كافة المستويات ‪.‬‬
‫‪ -8‬المصادر ‪:‬‬
‫‪ o‬ابراهيم‪.،‬عبد الباقي‪ ،‬الم نظور االسالمي للنظرية المعمارية‪ ،‬مركز الدراسات التخطيطية ‪ ،‬مصر‪.5986 ،‬‬
‫‪ o‬ابراهيم أ‪ ،‬عبد الباقي‪ ،‬التراث الحضاري في المدينة العربية المعاصرة‪،‬مركز الدراسات التخطيطية ‪.5986 ،‬‬
‫الجابري ‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬علي حسين ‪ ،‬الحضارة واالنسان حوار العلم والفلسف ة ام جدل الحاجة والدهشة والرهبة‪ ،‬اعمال المؤتمر الفلسفي‬ ‫‪o‬‬
‫السابع ‪ :‬فلسفة الحوار‪ ..‬رؤية معاصرة ‪ ،‬بغداد ‪. 0228 ،‬‬
‫‪ o‬الجابري ‪ ،‬علي حسين‪ ،‬فلسفة بريغوجين الكايوسية‪ :‬النشأة والتطور‪ ،‬دراسة تحليلية لعلم الالمتوقع‪ ،‬دار البصائر‪ ،‬بيروت‪.0250،‬‬
‫الجابري ‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬علي حسين ‪ ،‬العرب والرأسمال المعرفي ‪ ،‬مكتبة الدار العربية للعلوم ‪ ،‬بغداد ‪. 0250 ،‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪ o‬الجابري‪،‬أ‪ .‬د‪ .‬علي حسين‪ ،‬دروس في الفكر الفلسفي اإلسالمي‪ ،‬دار الفرقد ‪ ،‬دمشق سوريا‪. 0252 ،‬‬
‫‪ o‬الجابري‪ -‬أ ‪،‬أ‪ .‬د‪ .‬علي حسين‪ ،‬فلسفة العلوم ‪ :‬دروس في االسس ال نظرية وافاق التطبيق‪ ،‬دار الفرقد‪ ،‬سوريا‪.0252 ،‬‬
‫الجابري ‪ ،‬د‪ .‬علي حسين ‪ ،‬البعد االخالقي في فلسفة احيقار االشوري ‪ :‬القرن ‪ 6-5‬ق‪.‬م ‪ ،‬في ‪ ،‬الفلسفة العراقية من البواكير الى‬ ‫‪o‬‬
‫الحاضر ‪ :‬المؤتمر ا لفلسفي التاسع لقسم الدراسات الفلسفية ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪. 0229 ،‬‬
‫‪ o‬الجابري‪-‬أ ‪ ،‬د‪ .‬علي حسين ‪ ،‬السؤال الفلسفي في الفكر الرافدي والمنظور الهندسي للمعرفة ‪ ،‬في ‪ ،‬ازمة الفلسفة في العالم‬
‫العربي‪ :‬المؤتمر الفلسفي الثامن لقسم الدراسات الفلسفية ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪. 0229 ،‬‬
‫الجابري ‪ ،‬د‪ .‬علي حسين ‪ ،‬الحضارة المعاصرة ‪ :‬من الضرورة الى الصيرورة ‪ ،‬دار الفرقد ‪.0252 ،‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪ o‬الجابري ‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬علي حسين ‪ ،‬الحضارة واالنسان حوار العلم والفلسفة ام جدل الحاجة والدهشة والرهبة ‪ ،‬اعمال المؤتمر الفلسفي‬
‫السابع ‪ :‬فلسفة الحوار ‪ ...‬رؤية معاصرة ‪ ،‬بغداد ‪.0228 ،‬‬
‫‪ o‬الطباطبائي‪ ،‬محمد حسين‪ ،‬الميزان في تفسير الميزان‪ ،‬ج‪ ،9‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬ط‪.0226 ،5‬‬
‫‪ o‬اليزدي‪ ،‬محمد تقي مصباح‪ ،‬االخالق في القران الكريم‪ ،‬ج‪ ،5‬دار التعارف للمطبوعات‪ ،‬ط‪.0252 ،0‬‬
‫‪ o‬المظفر ‪ ،‬شيخ محمد رضا ‪ ،‬المنطق ‪ ،‬دار المتقين ‪ ،‬لبنان ‪. 0255 ،‬‬
‫‪ o‬توفلر‪ ،‬الن ‪ ،‬بناء حضارة جديدة ‪ ،‬ترجمة سعد زهران ‪ ،‬مركز المحروسة للتدريب والتوزيع والنشر ‪. 5996 ،‬‬

‫‪04‬‬
‫م‬7102 ‫) اَب لسنة‬7(‫ العدد‬.....................................................‫المجلة العراقية للهندسة المعمارية‬
.5999 ،‫ هندسة العمارة‬،‫ الجامعة االردنية‬،‫ رسالة ماجستير‬،‫ اثر الفكر االسال مي على منهجية التصميم المعماري‬،‫ احمد‬،‫ حميد‬o
، ‫ المجلة العراقية لهندسة العمارة‬، ‫ مناهج التصميم المعماري في ضوء التقدم الفكري والتكنولوجي لإلنسان‬، 0250 ،‫ احمد‬، ‫ حداد‬o
.506 -522‫ ص‬، 0250 ‫ لسنة‬، 08 ‫العدد‬
.5991،‫ مجلة اتحاد الجامعات العربية‬، ‫ نظرة في المعاني السيكولوجية في التوجهات المعمارية المعاصرة‬،‫ غادة موسى‬،‫ رزوقي‬o
. 0253 ، ‫ بغداد‬، ‫ دار الشؤون الثقافية العامة‬، ‫ المستقبليات‬، ‫ نبيل‬.‫ د‬، ‫سعيد‬ o
. 0252 ، ‫ جامعة دمشق‬، ‫ياسر عابدين واخرون‬.‫ ترجمة د‬، ‫ الكتب العشرة في العمارة‬، ‫ ماركو‬، ‫ فيتروفيوس‬o
. 0220 ،‫ بيت الحكمة‬،‫ الفطرة االنسانية واعادة تشكيل النظام االجتماعي‬: ‫ التصدع العظيم‬،‫ فرانسيس‬،‫ فوكوياما‬o
.0250 ، ‫ بغداد‬،‫ دار الشؤون الثقافية العامة‬، ‫ قراءة في فلسفة توماس ك ون‬: ‫ سوسيولوجيا العلم‬، ‫ كريم‬، ‫موسى‬ o
. 0226 ،‫ الهيئة المصرية العامة للكتاب‬، ‫ موجز تاريخ الزمن‬، ‫ ستيفن‬، ‫ هوكنغ‬o
o Gelernter, M. Sources of architectural form : A critical history of Western design theory,
Manchester University Press, Manchester and New York. 1995 .
o Hale, J.A,Building Idea ,John Wiley &Sons Ltd, Chichester , England, . 2000 . Kaku , M.,
Visions: how science will revolutionize the 21 st century, Oxford university press . 1997 .
o Kolarevic,B. Architecture In The Digital Age , Spon Press , New York , 2003 . Jencks,
c.The Architecture of 'the Jumping Universe, Is' edition. Academy Editions, London, . 1997
o Summerson, J. 1963, The Classical Language of Architecture, Is' edition. The M.I.T. Aress,
Cambridge, Massachusetts
o Vermaas, P. E., Kroes, P., Light, A. & Moore, S. A., Philosophy and Design: From Engineering
to Architecture, Springer, USA, 2008.
o Vincent Scully, Jr. 1986. Modern Architecture: The Architecture of Democracy, 12th edition.
George Braziller, New York.

05

View publication stats

You might also like