تنوع دول منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا تجارتها لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة، لكن تهديدات ترامب تزيد من التوترات، وتهدد بتحويل التنافس الاقتصادي إلى صراع
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
وزير الخارجية الإيراني السابق حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود بعد توقيع بيان مشترك في أبريل/نيسان 2023 حول استعادة العلاقات الدبلوماسية، مع وزير الخارجية الصيني تشين جانغ في الخلفية. الصورة من وكالة أنباء مهر. المصدر: ويكيميديا كومنز CC BY 4.0.
على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، شهدت منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا (WANA) تحولًا كبيرًا في علاقاتها التجارية العالمية. بعد أن كانت تعتمد بشكل كبير على الأسواق الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا، قامت العديد من دول WANA بتنويع شراكاتها الاقتصادية، حيث برزت الصين كشريك تجاري مهيمن.
يعكس هذا التحول اتجاهات اقتصادية عالمية أوسع وإعادة تنظيم استراتيجي حيث تسعى الدول إلى تقليل الاعتماد على الشركاء التقليديين واستكشاف فرص اقتصادية جديدة. مع توجه قرارات التجارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس الجديد دونالد ترامب نحو حرب تجارية عالمية، ومواقف أخرى تهدد بحرب عنيفة حقيقية وتطهير عرقي، من المرجح أن تجد دول WANA نفسها في وسط هذه العاصفة.
زادت الصين بشكل كبير من نفوذها التجاري في منطقة WANA على مدى العقدين الماضيين. في عام 2022، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين ودول المنطقة 469 مليار دولار أمريكي، ارتفاع حاد من حوالي 17 مليار دولار أمريكي في عام 2000، حيث كان الحجم مع الولايات المتحدة مقارنة مع 68 مليار دولار أمريكي، وفقًا لبيانات من البنك الدولي. وهذا يجعل الصين أكبر شريك تجاري للعديد من اقتصادات WANA، وخاصة في قطاع الطاقة.
على سبيل المثال، تركت المملكة العربية السعودية اعتمادها التقليدي على الأسواق الأمريكية، حيث أصبحت الصين المستورد الرئيسي للنفط السعودي عندما تجاوزت صادرات النفط السعودي إلى الصين تلك الموجهة إلى الولايات المتحدة في عام 2010، مما يوضح تحولًا في أنماط التجارة. اتخذت المملكة خطوات لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي. في أوائل عام 2022، أشارت الرياض إلى انفتاحها على التداول بعملات بديلة، وهو مؤشر محتمل على إزالة الدولرة من أسواق النفط العالمية.
في الوقت نفسه، برزت إيران أيضًا كشريك تجاري استراتيجي رئيسي للصين. وفقًا لمركز إيران للبيانات المفتوحة، “ارتفعت حصة الصين من تجارة إيران من أقل من 2% في عام 2000 إلى حوالي الثلث في عام 2022.” في المقابل، كانت الشركاء الأوروبيون — ألمانيا وفرنسا وإيطاليا — يحتلون حصة 20% في عام 1997، ولكنها انخفضت الآن إلى أقل من 3%.
يعزو المركز هذا التحول إلى “العقوبات، التحولات الجيوسياسية، وصعود القوة الاقتصادية الآسيوية،” بالإضافة إلى حقيقة أن النمو الاقتصادي السريع للصين ومبادرة الحزام والطريق، وفرت لإيران أسواقًا وفرص استثمارية بديلة. مع ذلك، “فإن الاعتماد المتزايد لإيران على الصين يحمل تداعيات اقتصادية وجيوسياسية،” وفقًا للمركز.
على الرغم من النفوذ المتزايد للصين، تظل الولايات المتحدة شريكًا اقتصاديًا مهمًا في منطقة WANA. في عام 2022، بلغ حجم التجارة الأمريكية مع دول WANA حوالي 161 مليار دولار أمريكي، مع الحفاظ على علاقات تجارية قوية مع دول الخليج ومصر وإسرائيل، غالبًا ما يتم تعزيزها باتفاقيات عسكرية ودفاعية.
لا تزال عدة دول تعتمد على الولايات المتحدة. ولكن في حين أن الولايات المتحدة تحتفظ بنفوذ اقتصادي في المنطقة، فإن بعض الدول أكثر اعتمادًا من غيرها.
تهديدات ترامب الأخيرة بحجب مليارات المساعدات السنوية لمصر والأردن — إلا إذا دعمتا خطته لنقل الفلسطينيين قسرًا وتحويل غزة إلى مشروع عقاري ضخم — تكشف عن الاعتماد الاستراتيجي لهذه الدول على الأموال الأمريكية بواسطة المساعدات العسكرية والاقتصادية.
مع ذلك، تقوم مصر بتنويع محفظتها التجارية بنشاط، حيث طورت علاقات اقتصادية أوثق مع الصين في السنوات الأخيرة. قامت بكين بالاستثمار في مشاريع البنية التحتية الرئيسية في مصر، بما في ذلك بناء منطقة قناة السويس الاقتصادية. بلغت التجارة بين الصين ومصر حوالي 18 مليار دولار أمريكي في عام 2022، أي ضعف حجم تجارتها مع الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات من WITS. أما في حالة الأردن، فقد ظل حجم تجارتها مع كل من الولايات المتحدة والصين متشابهًا منذ عام 2000، وفقًا لنفس البيانات.
في حين تحتفظ الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل بعلاقات أمنية عميقة مع الولايات المتحدة، حيث ترتبط اقتصاداتها، خاصة في مجال الدفاع والتكنولوجيا، ارتباطًا وثيقًا بواشنطن، فإن دولًا مثل السعودية والعراق وقطر وتركيا تعمل بنشاط على توسيع شراكاتها التجارية مع الصين والأسواق الآسيوية الأخرى لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
يقترب كل من العراق وقطر من الصين، خاصة في قطاع الطاقة، حيث يتماشى تصديرهما مع الطلب المتزايد من الصين. يتجلى ذلك في توقيع قطر مؤخرًا اتفاقيات طويلة الأمد لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى الصين، بينما تعد الأخيرة أكبر مشترٍ للنفط العراقي، حيث تبلغ 35% من إجمالي صادراته، مما يجعل العراق ثالث أكبر مورد للنفط للصين بعد روسيا والسعودية. كما أن تركيا تستكشف بدائل للتجارة القائمة على الدولار الأمريكي، حيث تتعاون مع روسيا والصين في المجال الاقتصادي.
شهدت السنوات الخمس والعشرون الماضية تحولًا ملحوظًا في العلاقات التجارية في منطقة WANA. في حين أن الولايات المتحدة تظل شريكًا اقتصاديًا واستراتيجيًا رئيسيًا، خاصة بسبب وجودها العسكري ومبيعات الأسلحة، فإن الصعود الاقتصادي السريع للصين أعاد تشكيل ديناميكيات التجارة في جميع أنحاء المنطقة. الدول التي كانت تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة تقوم الآن بتنويع شراكاتها، والبحث عن أسواق بديلة ومصادر استثمارية.
مع استمرار تطور سياسات ترامب التجارية، التي تؤثر على كل من الحلفاء والخصوم الأمريكيين، فإن ميزان القوى في منطقة WANA على وشك المزيد من التحولات. النفوذ الاقتصادي المتزايد للصين، إلى جانب جهود بعض دول WANA لإزالة الدولرة وتعزيز العلاقات مع الأغلبية العالمية، يشير إلى تحول نحو بيئة تجارية متعددة الأقطاب أكثر مما كانت عليه في بداية الألفية.
مع ذلك، يواجه هذا التحول الاقتصادي قوة مضادة كبيرة في شكل الهيمنة العسكرية الأمريكية عبر حليفتها الرئيسية، إسرائيل. مع استعداد واشنطن وتل أبيب لاستخدام القوة العسكرية — دون رادع من القانون الدولي أو الأمم المتحدة — فإن صعود النفوذ الاقتصادي للصين في المنطقة قد يصطدم بشكل متزايد مع المصالح الاستراتيجية الأمريكية، مما يدفع المنطقة نحو زيادة محتملة في العنف.
]]>انقطعت أخبار المعاضيد بعد آخر فيديو لها في مارس/آذار
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
مدافعة حقوق الإنسان القطرية، نوف المعاضيد. الصورة مأخوذة من مقابلة لها بعيد هروبها للمملكة المتحدة على قناة الحرة. استخدام عادل.
كتب هذه المقالة خالد إبراهيم، المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان، وهي منظمة مستقلة غير ربحية وغير حكومية تعمل على تقديم الدعم والحماية للمدافعين عن حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تغطي هذه المقالة قصة مدافعة حقوق الإنسان القطرية، نوف المعاضيد، منذ مغادرتها بلدها، وعودتها اليها، ثم تغييبها قسريًا حتى الآن.
قبيل اختفائها، غيرت المعاضيد حالتها على حسابها على تويتر (أكس حاليًا)، وأضافت جملة “الغبية الي ردت ببلادها”.
عندما كانت نوف المعاضيد في الرابعة والعشرين من عمرها، وجدت أن الهروب، بالرغم من صعوبته، كان هو الحل الوحيد الذي يمكن أن ينقذها من كابوس العنف الأسري الذي واجهته على أيدي عائلتها، خاصة والدها، بالإضافة إلى التمييز المفروض على النساء في قطر.
في 04 أغسطس/آب 2020، تحدثت نوف في مقابلة تلفزيونية عن كيفية هروبها من قطر إلى بريطانيا عبر أوكرانيا بتاريخ 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، باستخدام هاتف والدها الجوال، دون درايته، للحصول على إذن بالسفر.
حال وصولها إلى بريطانيا قدمت طلب للحصول على اللجوء السياسي، بسبب العنف الذي واجهته من قبل أسرتها، وفشل السلطات في وقف هذا العنف، وتقديم الحماية لها. أول مرة في حياتها، شعرت المعاضيد بالحرية.
في التدوين الصوتي الذي يحمل عنوان “تحقيق الأحلام” تذكر نوف كيف استطاعت تحقيق حلمها بالهروب والنجاة، بتجربة وصفتها بالمعجزة. ذكرت أيضًا مهما كانت العوائق، يجب التمسك بالأمل، والمضي قدمًا بخطى ثابتة من أجل تحقيق الأهداف.
قدمت المعاضيد نفسها خلال مدّة إقامتها في بريطانيا بصفة مدافعة عن حقوق المرأة القطرية، وأوضحت كيف تمنع ولاية الرجل النساء من العمل أو السفر إلا بموافقته، وكذلك تحدثت عن ضحايا العنف الأسري من النساء الذين تم تركهم بلا حماية تُذكر. قامت بحماس بتسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق النساء في قطر.
في هذه المقابلة التلفزيونية وغيرها من التسجيلات المصورة تحدثت عن فقدانها الأمان عندما كانت في قطر، بسبب تفشي العنف المنزلي، ووجود قوانين تميزية ضد النساء فيما يتعلق بالعمل والسكن. أوضحت نوف كذلك عدم قدرة النساء غير المتزوجات ممن تجاوزت أعمارهن 18 سنة السفر خارج البلاد، أو قبول وظيفة حكومية، أو الحصول على قرض لبناء سكن مستقل إلا بموافقة ولي الأمر، كما ذكرت أيضًا كيف حاولت بعض النساء الشابات الاستقلال، فتم وضعن في مصحات عقلية، أو سجون، أو ملاجئ آمنة، وهي مشابهة لمراكز الاحتجاز.
سحبت المعاضيد طلبها للحصول على اللجوء في المملكة المتحدة وغادرتها في 30 سبتمبر/أيلول2021، للعودة إلى قطر بعد أن قالت إن السلطات القطرية وعدتها بتوفير الحماية اللازمة لها واحترام حقوقها الإنسانية.
مع ذلك، وبعد عودتها، أبلغت عن تلقيها تهديدات على حياتها وطلبت الحماية من السلطات، بينما كانت تشتكي علنًا من نقص المساعدة. علاوة على ذلك، توقفت عن النشر في حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي ولم ترد على المكالمات التي قامت بها صديقاتها؛ لكن، ما بعث على القلق الشديد حول مصيرها آنذاك، هو فيديو نشرته على إنستغرام في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، ذكرت فيه تعرضها لمحاولات اغتيال من قبل أسرتها.
في مساء يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، توقفت المعاضيد عن النشر على وسائل التواصل الاجتماعي ولم يُسمع عنها شيء مدة أشهر. أفضى ذلك إلى ورود تقارير مقلقة ومتكررة، تفيد باحتمال احتجازها بمعزل عن العالم الخارجي أو حتى قتلها.
أدت الضغوط الدولية، ومنها الإجراءات التي اتخذها منظمات حقوق الإنسان وبضمنها مركز الخليج لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى الافتتاح الوشيك لكأس العالم 2022، إلى إجبار السلطات في قطر على اتخاذ إجراءات للكشف عن مصير المعاضيد، وحماية حقوقها المدنية والإنسانية. بتاريخ 09 يناير/كانون الثاني 2022، قامت نوف بنشر تغريدة تحوي فيديو قصير تؤكد فيه أنها بخير وصحة جيدة.
بتاريخ 18 مارس/آذار 2023، نشرت نوف المعاضيد على شبكات التواصل الاجتماعي، من ضمنها حسابها على تويتر، عددًا من التسجيلات المصورة التي تؤكد تعرضها لانتهاكات واسعة لحقوقها المدنية والإنسانية على يد السلطات وفي مقدمتهم جهاز أمن الدولة سيء الصيت، والمعروف بعمله خارج الأطر القانونية، وباستخدامه للقضاء القطري كأداة لاستهداف المواطنين الأبرياء. ظهرت المعاضيد في هذه التسجيلات، نحيلة، باكية، ومتوترة، وقد ظهرت عليها أعراض الكآبة الشديدة.
نوف المعاضيد في أخر فيديو لها قبل اختفائها في 18 مارس/آذار 2023. بكت في الفيديو بحرقة، شاكية أنها لم تعد تحتمل؛ إذ انه لم يعد شيء باق فيها.
في أحد هذه التسجيلات، تُشبه ما يجري في بلادها من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بذلك الذي يحصل في كوريا الشمالية.
في تسجيل آخر، نادت السلطات بقولها، “إذا كنتم تكرهوني فلم لا تسمحوا لي بالرحيل ولم تنتقموا مني.” في تسجيل ثالث تقول، “أنا الآن عرفت لماذا هربت؟ لأن المكان نتن.” أما في تسجيلٍ خطير رابع، توضح وهي تبكي بمرارة كيف أنها عندما طلبت رفع منع السفر عنها، قام بعض منتسبي جهاز أمن الدولة بابتزازها، والطلب منها القدوم لملاقاتهم، وعندما سألتهم إن كان المكان مكاتبهم ليجيبوها أنه، “مكانٍ ثانٍ.”
كانت تلك التسجيلات آخر ما تم نشره من قبلها، حيث انقطعت أخبارها بعد ذلك بشكلٍ كامل.
مع الجهود المستمرة التي يبذلها مركز الخليج لحقوق الإنسان للحصول على تأكيدات من الحكومة القطرية، وسفارات دولة قطر، بما في ذلك السفارة القطرية في لندن، إلا أن كل هذه الجهود باءت بالفشل، للأسف.
يجب على السلطات في قطر تقديم معلومات موثقة لإثبات أن المدافعة عن حقوق الإنسان، نوف المعاضيد على لا تزال على قيد الحياة، بضمان اتصالها غير المقيد بالعالم الخارجي، كما يجب إطلاق سراحها من أي شكل من أشكال الاحتجاز، بالإضافة إلى السماح لها بالسفر خارج البلاد، إذا رغبت في ذلك. في الوقت الحالي، تشير كافة المعلومات إلى أن المعاضيد تواجه مخاطر جسيمة على حياتها وحريتها.
يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، وخاصة آليات الأمم المتحدة، والحكومات التي لها نفوذ في قطر – بما في ذلك أعضاء الاتحاد الأوروبي – إلى التحرك الفوري للضغط على السلطات القطرية لضمان أن المعاضيد آمنة ويمكن أن تعيش فيها بحرية. لا يمكن لحكومة قطر أن تستمر في تجاهل الرأي العام العالمي الذي يبحث عن الحقيقة، وسيكون صمتها المطلق بمثابة إدانة مؤكدة، فهي تتحمل المسؤولية الكاملة عن الحفاظ على سلامة مواطنيها، ومن بينهم نوف المعاضيد.
]]>من الضروري المصادقة على معايير عالمية تتعلق بالهجرة
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
عمل فني لمريم أ.، مستخدم بإذن.
سلّطت بطولة كأس العالم في قطر الضوء مرة أخرى على واقع العمال المهاجرين وكشفت عن قصص الموت والإصابة وظروف العمل الخطيرة التي فُرضت على الأشخاص الذين أنشأوا البنية التحتية لهذا الحدث.
قدّرت صحيفة “ذي غارديان” عدد العمال المهاجرين الذين قضوا في العقد الماضي منذ فازت قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم 6500 ضحية. ويلفت التقرير النظر إلى القضايا المهمة المتعلقة باستغلال العمال المهاجرين على يد أرباب العمل في القطاعين العام والخاص على حد سواء.
طغى الاهتمام الذي حظي به عمال البناء على مجموعة مهمة أخرى غفلت عنها الذاكرة العامة، وهي العمال المنزليين المهاجرين. تشكل العاملات من جنوب وجنوب شرق آسيا وأفريقيا نحو 17 في المئة من 41.4 مليون مهاجر في دول الخليج، ويعمل معظمهن في قطاع العمل المنزلي. وتضم قطر وحدها 180000 من هؤلاء العاملات.
يشكل اليوم الدولي للمهاجرين فرصة مناسبة للدعوة إلى معالجة القضايا الهيكلية التي تؤدي إلى استغلال العمال، وتسليط الضوء على سبل استعادة حرية تصرفهم وولايتهم على حياتهم.
يُعد نظام الكفالة نظام الهجرة الكامن وراء ظروف العمل القسري، الذي يرعى عقود عمل المهاجرين في معظم دول الخليج باستثناء العراق. ويعتمد العمل ووضع هجرة العمال وحرية تنقلهم على أرباب العمل وفق هذا النظام، الذي يتسبب بالتالي بانتشار العمل الجبري ويقوض حرية تصرف العمال.
يشكل نظام الكفالة خير مثال على نُظم التأشيرات الاستغلالية والتقييدية التي ترعى العمالة الموسمية المؤقتة أو المقيّدة في سياقات أخرى أيضًا، ويؤدي إلى ظروف شبيهة بالاتجار بالمهاجرين.
يلفت التحالف العالمي ضد الاتجار بالنساء إلى أشكال سوء المعاملة وظروف العمل الجبري التي تتيحها نُظم التأشيرات التقييدية في دول مثل الولايات المتحدة.
يسمح نظام الكفالة بترحيل العمال إذا تركوا عملهم من دون إذن خطي من أرباب عملهم. ويعتمد العمال كليًا على أرباب العمل لتجديد تأشيراتهم، ما يحرمهم فعليًا من حقهم في تحديد مكان إقامتهم أو عملهم. وهذا يعني أن العمال لا يملكون حرية تصرف تُذكر لإيجاد بدائل للأجور المتدنية أو ظروف العمل السيئة. بالإضافة إلى ذلك، يتعرض العمال على نحو متكرر لسرقة الأجور، وعدم تقاضيها، والعمل المفرط من دون إجازة أسبوعية أو فترات استراحة منتظمة على مدى اليوم.
في حالات كثيرة، يصادر أرباب العمل وثائق هوية العمال، مثل جوازات السفر عند دخول البلاد، لا بل يقيدون أيضًا وصولهم إلى الهواتف المحمولة ويحدون من اتصالهم بعائلاتهم، وتقيّد هذه الإجراءات بشدة استقلالية العمال. ويُعد العمال المنزليون فئة ضعيفة بشكل خاص بسبب طبيعة عملهم، أي داخل منازل أرباب العمل.
بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لثقافة الإفلات من العقاب التي تحيط بهذه الانتهاكات والملاحقة القانونية الجنائية للعمال الذين “يهربون” من منازل أرباب العمل، لا يخضع أرباب العمل لأي مساءلة تُذكر.
خلصت دراسة رائدة أجرتها منظمة Egna Legna، التي تُعنى بالعمال المهاجرين وتتخذ من لبنان مقرًا لها، إلى أن 68 في المئة من العمال في العينة التي ضمت نحو 1000 عامل منزلي مهاجر في البلاد قد تعرضوا للتحرش الجنسي مرة واحدة على الأقل. وكان الجناة في الغالب هم أرباب العمل (70 في المئة من الحالات المبلَّغ عنها)، وأصدقاء وأقارب أرباب العمل (40 في المئة).
في هذا السياق، حُرم العمال من اللجوء إلى العدالة، وأفادت أيضًا القلة التي شملتها الدراسة ولجأت إلى أجهزة إنفاذ القانون أن الجهات المعنية صرفتهم أو طلبت منهم توخي الحذر أو حتى الهروب. يخلّف سوء المعاملة المستشري وغياب الدعم من السلطات المحلية، بالإضافة إلى الانفصال عن العائلة، تأثيرًا خطيرًا على صحة العمال العقلية. فقد فكر الكثيرون من المشاركين في الدراسة في إيذاء نفسهم أو الانتحار.
والجدير بالذكر أيضًا أنه يُنظر أحيانًا إلى العمال المهاجرين السود ككائنات جنسية وتتم سوء معاملتهم. فقد أفاد عمال قادمون من المنطقة الأفريقية أنهم تعرضوا لأشكال متنوعة من العنف الجسدي واللفظي والجنسي أكثر من العمال من البلدان الأخرى.
وتلعب أيضًا نُظم الهجرة في بلدان الأصل دورًا في زيادة ضعف العمال. فقد منعت إثيوبيا مثلًا، عمل الإثيوبيين في المنازل في دول الخليج، حتى مع استمرار الوكلاء في استقدامهم وتوظيفهم في هذا القطاع بشكل غير قانوني. ويضطر العمال إلى دخول دول الخليج باستخدام تأشيرات زيارة والبقاء فيها بعد انتهاء مدة إقامتهم القانونية، ويعرضهم ذلك لاستغلال إضافي من قبل الوكلاء وأرباب العمل والسلطات المحلية.
في هذا الصدد، يفيد التحالف العالمي ضد الاتجار بالنساء أن السياسات التي تقيد حركة المرأة كمبرر للحد من الاتجار بهن تدفع العاملات إلى طرق الهجرة غير الشرعية. بالنسبة إلى المهاجرات، تمنح الهجرة الاستقلالية، لأن خيارات سبل العيش في بلدانهن الأم محدودة بسبب معايير النوع الاجتماعي وعوامل أخرى. نحن بحاجة إلى نُظم تحمي حقوق العمال أكثر من النُظم التي تهدف إلى وقف الهجرة تمامًا.
أصبحت قطر من الدول الأولى التي أصلحت نظام الكفالة في عام 2020، بهدف الحد من سيطرة أرباب العمل المطلقة على الوضع القانوني للعمال المهاجرين في البلاد. فلم يعد العمال في قطر بحاجة إلى شهادات عدم الممانعة من أرباب العمل لتغيير عملهم قبل انتهاء عقدهم، ولكنها ما زالت مفروضة عليهم في بلدان أخرى.
وحددت الإصلاحات أيضًا حدًا أدنى أعلى قيمة للأجور لجميع العمال، وأصبحت بالتالي قطر ثاني دولة خليجية بعد الكويت تعتمد قانون الحد الأدنى للأجور. وأقرت الدولة قانونًا للعمال المنزليين في عام 2017 يتضمن أحكامًا تتعلق بعقود العمل وساعات العمل والمعاشات التقاعدية.
مع ذلك، ما زال تنفيذ هذه القوانين والإصلاحات ضعيفًا جدًا، كما يشير إليه الاتحاد الدولي للعمال المنزليين، إذ ما زالت أكثر من نصف طلبات تغيير العمل تُقابَل بالرفض. وطالب الاتحاد الحكومة القطرية بالعمل مع مجموعات العمال المهاجرين لتنفيذ الإصلاحات.
يُعد تنظيم العمال أحد الطرق الأساسية لوضع حد لحلقات العزلة وسوء المعاملة. وتمكنت النقابات وتجمعات العمال غير الرسمية من فرض نفسها على الرغم من حرمانها من حرية تكوين الجمعيات بموجب نظام الكفالة. لكن ما زالت النقابات غير قادرة على التسجيل والحصول على حقوق المفاوضة الجماعية على الرغم من نشر التوعية في صفوف العمال وتقديم الخدمات الأساسية مثل التمثيل القانوني والاستجابة للأزمات. ويُستبعد صراحة العمال المنزليون من قانون العمل والحماية الاجتماعية في معظم دول مجلس التعاون الخليجي وعدد كبير من الولايات القضائية في العالم.
ولكن تتوفر مسارات واضحة لاستعادة حرية تصرف العمال وكرامتهم.
أولًا، يُعد إصلاح نظام الكفالة وإلغاؤه ضروريين لفصل وضع الهجرة عن وضع العمالة. فيجب أن تشمل أطر قانون العمل الوطني العمال المنزليين وينبغي أن توفر الحماية الملائمة للحد الأدنى للأجور، وساعات العمل وظروفه، والحماية الاجتماعية.
يجب أيضًا أن يشمل القانون الوطني لمكافحة التحرش الجنسي، مثل القانون رقم 205 في لبنان، العمال المنزليين. وأُقر هذا القانون مؤخرًا لحماية العمال من العنف في مكان العمل، ولكنه لا يوفر ضمانات إضافية لحقوق العمل لضمان حماية العمال المنزليين.
وينبغي أن يستهدف الشق الثاني من الإصلاح قوانين الهجرة في بلدان الأصل، بما في ذلك رفع الحظر التمييزي على الهجرة، وتوفير برامج إعادة إدماج للعمال العائدين، وتوقيع اتفاقات ثنائية لحماية حقوق العمال.
تشمل المطالب الأخرى القابلة للتنفيذ دعم العمال الذين يتعرضون لسوء المعاملة من خلال سفارات بلدان الأصل المحلية، وإمكانية الوصول إلى العدالة من خلال المسؤولين المدربين في قانون العمل والشرطة.
من الضروري المصادقة على المعايير العالمية المتعلقة بالهجرة، بما في ذلك بروتوكول عام 2014 لاتفاقية العمل الجبري، 1930، والاتفاقية رقم 189 بشأن العمال المنزليين والاتفاقية رقم 190 بشأن القضاء على العنف والتحرش.
وقبل كل شيء، تتطلب هذه الإصلاحات التحول من نُظم الهجرة التي تهدف إلى معاقبة العمال الذين يهربون من الظروف الاقتصادية الكارثية إلى النُظم التي تعزز طرق الهجرة الآمنة وتعيد إلى العمال حرية التصرف وولايتهم على حياتهم.
]]>زعمت قطر أن ملايين الدولارات دُفعت كأجور غير مدفوعة
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
قبل ثلاثة أسابيع من كأس الاتحاد الدولي لكرة القدم لعام ٢٠٢٢، رفض وزير العمل القطري دعوات منظمات حقوق الإنسان لتعويض العمال المهاجرين المشاركين ببناء الملاعب والبنى التحتية الأخرى.
أطلقت منظمة هيومن رايتس ووتش ومجموعات ناشطة أخرى في أيار/ مايو حملة عالمية بعنوان #ادفعي يا فيفا، داعيةً الهيئة الدولية الحاكمة لكرة القدم الفيفا لتوفير تعويض مناسب وتجنب إرث ما يسمونه “كأس العالم المُخزي”.
لكن وزير العمل القطري علي بن صميخ المري قال إنها “حيلة دعائية” تتهم منتقدي قطر “بالعنصرية.” كما زعم المري بأن بلاده وزعت بالفعل مئات الملايين من الدولارات على شكل أجور غير مدفوعة.
ردت منظمة هيومن رايتس ووتش بالقول، إن السلطات القطرية قامت بإصلاحات ملحوظة، لكنها تأخرت كثيرًا، إذ كانت معظمها بعد عام ٢٠١٨، أي عندما انتهى معظم العمل على الملاعب. قالت أيضًا أن الإصلاحات كانت ضيقة النطاق وضعيفة التنفيذ، مما يعني أن الكثير من العمال الذين ساعدوا في بناء البنية التحتية لكأس العالم، لم يستفيدوا قط من الإصلاحات القائمة وآليات التعويض.
زعم وزير العمل علي بن صميخ المري بأن قطر وزعت بالفعل مئات الملايين من الدولارات على شكل أجور غير مدفوعة. الصورة من صحيفة نيبالي تايمز. مستخدمة بإذن.
وفاة العمال هي أخطر الأضرار التي لم يُتطرق لها بعد، والتي أثّرت على النيباليين بشكل غير متكافئ على مدار العقد الماضي. بحسب قانون العمل القطري، يحق لعائلات العمال المتوفين بسبب العمل، والعمال الذين أصيبوا بإصابات عمل نتج عنها إعاقة جزئية أو كاملة دائمة، الحصول على تعويض من أرباب عملهم. لكن لا تعوض الوفيات والإعاقات التي تعتبر غير متعلقة بالعمل.
تُعزى الغالبية العظمى من وفيات النيباليين في قطر لأسباب غير مبررة — كما أقرّت صحيفة نيبالي تايمز سابقًا، أصبحت عبارة “مات أثناء نومه” مصطلحًا عاميًا نيباليًا — ونُسبت الوفيات ‘لأسباب طبيعية’. لم تكن وفيات طبيعية غالبًا بل كانت نتيجة عمل إضافي، ضربة شمس ولا مبالاة رسمية.
في ذات المقابلة، سألَ وزير العمل القطري المري: “أين الضحايا؟ هل لديكم أسماء الضحايا؟ كيف جئتم بهذه الأرقام؟”
أصرّت منظمة هيومن رايتس ووتش أن بيانات الوفيات من العمال المهاجرين موجودة، مسلطةً الضوء على ما تتطلبه عملية إعادة الجثة من قطر إلى نيبال من وثائق معقدة وما تتضمنه من توكيل رسمي أو موافقة الوريث الرسمي، شهادة وفاة، تقرير من الشرطة وتقرير طبي، بطاقة الشحن الجوي، شهادة تحنيط، وشهادة عدم اعتراض.
إضافةً لذلك، توجد سجلات بحوزة الحكومة النيبالية التي تقدم الدعم للعائلات من صندوق رعاية المهاجرين لترسل جثث العمال بتصاريح سارية المفعول من مطار كاتماندو إلى منازلهم. وبذلك يكون لدى نيبال سجلات بشأن انتهاكات ضد العمال المهاجرين التي من الممكن الاستفادة منها إن كان كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم، والقطريين جاديين بشأن مسألة التعويض.
غرّد مايكل بيج نائب مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
Shameful #Qatar is rejecting widespread call from fans, NGOs, & footballers for a migrant worker compensation fund. @FIFAcom should establish its own fund if it wants any positive legacy for this @FIFAWorldCup tarnished by abuses. A response
https://t.co/SXZofa0qZl pic.twitter.com/9I16dPqOdj
— Michael Page (@MichaelARPage) November 2, 2022
قطر المخزية ترفض الدعوة المنتشرة بين المشجعين والمنظمات غير الربحية ولاعبي كرة القدم لصندوق تعويض العمال المهاجرين. يجب على الاتحاد الدولي لكرة القدم تأسيس صندوقه الخاص إن كان يريد إرثًا إيجابيا لكأس العالم هذا المشوب بالتجاوزات. الإجابة…
في آخر تصريحاتهم، تضغط منظمات حقوق الإنسان العالمية على الاتحاد الدولي لكرة القدم للتصرف بغض النظر عن رد قطر كونها تملك المسؤولية والمصادر للقيام بذلك. بمنح كأس العالم لعام ٢٠٢٢ دون فرض أية شروط لتجنب انتهاكات حقوق العمل المتوقعة، وبالتالي الإخفاق في اتخاذ إجراءات احترازية فعالة، الاتحاد الدولي لكرة القدم متهم بالمشاركة بإساءة معاملة العمال المهاجرين السائدة في المشاريع المتعلقة بكأس العالم التي تلت ذلك.
ما زالت إجابة الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن صندوق الإنصاف غير مؤكدة. عند سماع مجلس أوروبا في الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عن حقوق العمل في قطر، صرّح نائب الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم: “نحن مهتمون بالتأكيد بإحراز تقدم بشأن التعويض” صُرّح بمثل هذه التصريحات من قبل دون أي التزام ملموس.
على عكس القطريين، لم يرفض الاتحاد الدولي لكرة القدم التعويض بشكل قاطع فهو يتعرض لضغط متزايد من الجهات المعنية مع اقتراب البطولة ومسؤول أمام اتحادات كرة القدم، الجهات الراعية، السياسيين والمشجعين المطالبين بالتحرك.
أيّد المنتخب الأسترالي لكرة القدم بشدة الدعوة للتعويض في فيديو قوي الأسبوع الماضي كما دعمه سبعة منتخبات وطنية أخرى لكرة القدم ستشارك في كأس العالم. دعم التعويض المادي أربعة ممولين (أي بي إن بيف/ بادوايزر، اديداس، كوكا كولا وماك دونالدز).
أظهر استطلاع حديث للرأي العالمي أجرته منظمة العفو الدولية أن ٦٧٪ من ١٧،٤٧٧ مستجيب في ١٥ بلد شاطروا الرأي القائل، على اتحاداتهم الوطنية لكرة القدم الإفصاح علنًا عن قضايا حقوق الإنسان المرتبطة بكأس العالم في قطر، بما في ذلك المطالبة بتعويض العمال المهاجرين.
تلقى الصندوق دعمًا أيضًا من ١٥ عضوًا من الكونغرس الأمريكي، ١٢٠ عضوًا من مجلس النواب الفرنسي، ولاعبو كرة قدم سابقين، كلاعب كرة القدم الأسترالي كريغ فوستر الذي يتبرع بعائدات بثه لكأس العالم لعائلات العمال المهاجرين. على الرغم من الضغط، لم يستجب اتحاد كرة القدم بشكل إيجابي.
أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لطالما ساهم في “صناديق الإرث” لدعم المشاريع التي تعقب الفعاليات. في الماضي، خصص الاتحاد الدولي لكرة القدم ما لا يقل عن ٢٦٠ مليون دولارًا أميركي لإرث كأس العالم متضمنًا البلدان المضيفة السابقة كشمال إفريقيا (١٠٠ مليون دولار أميركي)، البرازيل (١٠٠ مليون دولار أميركي) وروسيا (٦٠ مليون دولار أميركي). وأصروا أنه على الاتحاد الدولي لكرة القدم التصرف بنفس الطريقة بالنسبة لقطر وذلك بالنظر إلى الاستغلال الموثق للعمال وغياب التعويض للضحايا.
قالت ميكي ووردن من منظمة هيومن رايتس ووتش “هناك حاجةٌ مُلحّة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم لتأسيس صندوق تعويضات لإنقاذ إرث كأس العالم الذي يقترب، وأصبح مشوبًا بشدة بالتجاوزات. على قطر المساعدة في ضمان نجاح هذا الصندوق بدل المعارضة. لم تتعلق مشكلة إنشاء صندوق تعويضات بالبيانات يومًا، بل بالإرادة السياسية”.
سيبدأ كآس العالم في ٢٠ تشرين الثاني/ نوفمبر في الدوحة، ومن غير المرجح إنجاز صندوق التعويض قبل ذلك الحين. لكن لالتزام الاتحاد الدولي لكرة القدم بهذا الصندوق عواقب كبيرة على عائلات العمال المهاجرين النيباليين الذين خسروا حياتهم في سبيل تحقيق هذه البطولة.
]]>رفع الأعلام على أسطح المنازل، وتجمعات في الشوارع، ورسوم جدرانية
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
رسومات غرافيتي على الجدار رسمها السكان المحليون في كاي أم داس لاين في سوامي باغ، داكا القديمة. لقطة شاشة من فيديو داينك بانغلا على موقع فيسبوك. استعمال عادل.
انطلقت في 20 تشرين الثاني/نوفمبر في قطر نسخة عام 2022 من كأس العالم لكرة القدم، الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم، حيث انتشرت حمّى كرة القدم في بلدان العالم، ووصل الجنون إلى بنجلاديش أيضًا، كما يحدث كل أربع سنوات.
رفع المشجعون أعلام الدول المشاركة على سطوح المنازل، ورسموا لاعبي كرة القدم على الجدران، ولوّنوا المنازل بألوان العلم الأرجنتيني أو البرازيلي، وصنعوا أعلام الفرق الأكثر الشعبية بطول كيلومترات وكيلومترات، واشتروا قمصان الفريق المختلفة بكميات كبيرة، علمًا أن قميص مشجعي فريقك المفضل، أو قميص الفريق الرسمي<“> قد صنع في بنغلاديش على الأرجح.
يثير حدث هذه السنة الذي يُنظَّم في قطر الجدل بسبب مزاعم الفساد في اختيار قطر كدولة مضيفة لعام >2022، ووفاة أكثر من 6500 عامل مهاجر بين عام 2010 وكانون الثاني/يناير 2021. تُصنَّف قطر بين أغنى دول العالم ويبلغ عدد سكانها نحو 2.9 مليون نسمة، من بينهم أكثر من 70%، أي مليونا نسمة، من العمال المهاجرين الذين قدموا للعمل في قطاعات مختلفة. يعمل حوالى مليون عامل مهاجر في قطاع البناء، واستُخدم مئة ألف منهم تقريبًا في بناء البنية التحتية لكأس العالم، بما في ذلك الملاعب والقرى الرياضية والطرق. وكشفت إحصاءات نشرتها صحيفة ذي غارديان أن 1018 من العمال المهاجرين الذين لقوا حتفهم كانوا من الجنسية البنغلادشية.
نفت قطر مزاعم الفساد<“> وارتباط إحصاءات وفيات العمال المهاجرين بكأس العالم، وأفادت أن الرقم المذكور يمثل إجمالي عدد وفيات الأجانب خلال هذه الفترة الزمنية. وزعم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن 3 أشخاص فقط توفوا في مواقع البناء المتعلقة بالبنية التحتية لكأس العالم، ولكن كشف تدقيق الحقائق الذي أجرته دويتشه فيله أن الرقم الفعلي قد يصل إلى حوالي 40 ضحية، إذ تختلف الأرقام التي تشير إلى الوفيات المتعلقة بكأس العالم 2022 وفقًا لتصنيف سبب الوفاة كسبب متعلق بالعمل.
يشجع بشكل عام البنجلادشيون مجموعة من الفرق، لا سيما تلك التي فازت ببطولات كأس العالم السابقة. ولكن يتضح من الأعلام التي ترفرف فوق سطوح منازل المشجعين أن فريقيْ البرازيل والأرجنتين يملكان قاعدة جماهيرية متفانية، وأفادت تقارير عن اشتباكات بين المشجعين المتنافسين بسبب ولاءاتهم المختلفة.
تقع بنغلاديش في أسفل سلّم تصنيف الفيفا وتحتل المرتبة 192 عالميًا ولم تحقق أي نجاح في الآونة الأخيرة في كرة القدم. وفي غياب منتخب وطني يشجعه البنجلادشيون بشغف، استعاضوا عنه بفرق دولية أخرى مشاركة في بطولة كأس العالم.
تقليديًا، تشجع أغلبية البنجلادشيين البرازيل (المصنَّف أول) أو الأرجنتين (المصنَّفة ثالثة) وتكثر النقاشات حول السبب. يتناول مقطع الفيديو التالي الذي أعدته شركة بلانتيك في عام 2018 الأسباب المحتملة لانجذاب البنجلادشيين إلى البرازيل والأرجنتين أكثر من الفرق الأخرى، ولكنه لا يقدّم إجابات واضحة.
يفيد الفيديو أن في عام 1982، بدأ تلفزيون بنغلاديش التابع للدولة في ببث مباريات كأس العالم مباشرة وبدأت التلفزيون الملون بالانتشار. وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، تعلّم الأطفال عن بيليه، والبرازيل في كتبهم المدرسية وتابعوا بشغف النجم الأرجنتيني مارادونا ونجاحات فريقه. فبرزت قاعدة معجبين شغوفين بالفريقين على مدى العقود التالية.
تشمل أبرز خصائص مشجعي كرة القدم البنجلادشيين رفع أعلام الدول المشاركة على سطوح المنازل. غرد رافد اشتياق، الطالب في كلية الاقتصاد في جامعة دكا، قائلًا:
Just a glimpse of the excitement of the people of this part of the world for the upcoming FIFA World Cup 2022 and their love for Brazil and Argentina! #Bangladesh #FIFAWorldCup2022 #FIFAWorldCupQatar2022@FIFAWorldCup @CBF_Futebol @afa pic.twitter.com/dIeyejxzzO
— Rafid Ishtiaque (@Rafid_Ishtiaque) November 18, 2022
لمحة عن حماس الناس في هذه المنطقة من العالم قبيل كأس العالم لكرة القدم 2022 وعن حبهم للبرازيل والأرجنتين!
وغالبًا ما يتنافس مشجعو الفرق المختلفة على صنع أكبر علم. غرد الصحافي سيف حسنات:
A man in Bangladesh sold his mango garden to arrange money to make a four-km-long flag of South Korea! The man supports this Asian side in the FIFA World Cup.
A cricket-crazy nation gets craziest during football World Cup! https://t.co/43kQAudTYD
— Saif Hasnat (@saifhasnat) November 12, 2022
باع رجل في بنغلادش بستان المانغو الذي يملكه لجمع المبلغ اللازم لصنع علم كوريا الجنوبية بطول أربعة كيلومترات! الرجل يشجع هذا المنتخب الآسيوي في كأس العالم لكرة القدم. أمة مصابة بجنون الكريكت تزداد جنونًا في خلال كأس العالم لكرة القدم.
أطول علم ألماني (5.5 كيلومتر) صنعه مزارع بنغلاديشي احتفاء بنجاح المنتخب الألماني. لقطة شاشة من فيديو تابع لسوموي تي في على موقع يوتيوب. استعمال عادل.
غرّد شفيت إسلام نيلوي، مراسل رياضي لموقع إخباري على الإنترنت، قائلًا:
Madness At Mymensingh As Argentina Fan Couple Hoist 1 Kilometer Long Flag Of Argentina.
Coasted Them 50000 Taka.
I'm Sure Most Of Them Doesn't Follow Much Football In 4 Year, But During #FIFAWorldCup
@RoyNemer pic.twitter.com/2q4OpTmBYq
— বাংলার ছেলে (@iSoumikSaheb) November 17, 2022
الجنون في ميمنسينغ حيث رفع زوجان من مشجعي الأرجنتين علمًا بطول 1 كيلومتر للأرجنتين. بلغت كلفته 50 ألف تاكا. أنا متأكد من أن معظمهم لا يتابع كرة القدم على مدى 4 سنوات ويشاهدونها في خلال كأس العالم ليس إلا.
نشر نيلوي أيضًا صورًا على موقع تويتر للمشجعين في الشوارع خلال تجمعات لفرقهم المفضلة:
Argentina Fans Takes Out A Rally In Sirajganj #Bangladesh For #FIFAWorldCup @LucasBeltramo @TheChiacch @Radio10 @RoyNemer @ESPNArgentina
Shovo Sarkar pic.twitter.com/atRzatzQrX
— বাংলার ছেলে (@iSoumikSaheb) November 20, 2022
مشجعو الأرجنتين ينظمون تجمعًا في سيراجانج
أفاد مستخدم تويتر، فهمان، عن عربة ريكشا مطلية بألوان الأرجنتين.
An Argentine supporter in Bangladesh#FIFAWorldCupQatar2022 #WCC2022 #Argentina #FIFAWorldCup #WorldcupQatar2022 pic.twitter.com/zzsIrxCYAe
— Fahmaan (@fahmaan313) November 17, 2022
مشجع لمنتخب الأرجنتين في بنجلاديش
تبرز أيضًا رسوم الغرافيتي الملونة على الجدران وفي الشوارع. يسلط مستخدم تويتر، عرفات إسلام، الضوء على رسم جرافيتي في مدينة دكا القديمة:
During every #FIFAWorldCup, The Old Dhaka of Bangladesh goes into football frenzy.
Location: Kaltabazar, #Dhaka, #Bangladesh #FIFAWorldCupQatar2022 pic.twitter.com/PtCJwLGlG4
— Md. Arafat Islam (@ArafatIslam2004) November 16, 2022
في كل بطولة كأس العالم لكرة القدم، تُصاب دكا القديمة في بنجلاديش بجنون كرة القدم. الموقع: كالتابازار، دكا، بنجلاديش
غرّد المهندس ناييم حسن:
Somewhere in Dhaka, Bangladesh.
Officially #FIFAWorldCup begins. pic.twitter.com/Kyz9yOG1tH— Nayeem Hasan (@__Night__Fury_) November 15, 2022
في مكان ما في دكا، بنجلاديش. بطولة كأس العالم لكرة القدم بدأت رسميًا
شارك مستخدم تويتر، فيصل:
Now I feels like football fans of #Bangladesh are getting ready for @FIFAWorldCup.
A small piece of preparation from Capital City #Dhaka (Old part) attached in this tweet.@FIFAcom#FIFAWorldCupQatar2022 #GreatestShowOnEarth#Bangladesh pic.twitter.com/DYccJDGOK8
— WellWisher (@iamfoysal) November 17, 2022
يبدو الآن أن محبي كرة القدم في بنغلاديش قد بدأوا بالاستعداد لكأس العالم. لمحة عن الاستعدادات في العاصمة دكا (المدينة القديمة) مرفقة بهذه التغريدة.
غرّد الصحافي شفيت إسلام نيلوي:
Kids In #Bangladesh Preparing The Walls Of Local Area With Different Graffiti, Paintings For Upcoming #FIFAWorldCup In Support Of #Argentina #Messi
Many Clicking Photos
Muktagacha, Mymensingh, Bangladesh
Hridoy Kumar Mahanta@RoyNemer @afa @ESPNArgentina @TNTSportsAR pic.twitter.com/aJdcFnkNuK
— বাংলার ছেলে (@iSoumikSaheb) November 11, 2022
شباب في بنجلاديش يزينون جدران منطقة محلية برسومات مختلفة بانتظار كأس العالم لكرة القدم، دعمًا للأرجنتين وميسي
ما يثير الاهتمام هو أن لاعبي هذه الفرق لم يملكوا أدنى فكرة عن بنجلاديش أو هؤلاء المعجبين الغامضين. ولكن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت بعض الجهود بلفت الانتباه، إذ شارك مثلًا موقع أخبار كرة القدم الأرجنتينية بعض الأخبار من بنجلاديش على حسابه على تويتر.
Argentina fans in Bangladesh rallying with a mammoth flag what they claim to be the longest flag in the world. pic.twitter.com/bwqJyiER8v
— ARG Soccer News
![]()
(@ARG_soccernews) November 13, 2022
مشجعو الأرجنتين في بنجلاديش يتجمعون مع علم عملاق، بزعم كونه الأطول في العالم.
A son in Bangladesh who is an Argentina fan went on a hunger strike for dying the whole house in Albiceleste colour and the father had to fulfil his wish. He has 2 daughters who are Brazil fans and will have to dye his other house in Selecao colours.
World Cup Craze. pic.twitter.com/YGOICuGICJ
— ARG Soccer News
![]()
(@ARG_soccernews) November 11, 2022
شاب في بنجلاديش من مشجعي الأرجنتين أضرب عن الطعام لإقناع والده بدهان المنزل بأكمله بألوان “الألبيسيليستي “فاضطر والده إلى تحقيق رغبته. لدى الوالد أيضًا ابنتان تشجعان البرازيل، وسيضطر لدهان منزله الآخر بألوان “السيليساو”. جنون كأس العالم.
تذكر مساهمات العمال المهاجرين في كأس العالم
زعمت قطر أن السلطات أجرت إصلاحات كبيرة في قانون العمل، ولكن منظمة هيومن رايتس ووتش تفيد أن هذه الإصلاحات دخلت بمعظمها حيّز التنفيذ بعد عام 2018، عندما انتهت تقريبًا أعمال البناء المتعلقة بكأس العالم، وأن الكثيرين من العمال الذين ساعدوا في بناء البنية التحتية لكأس العالم لم يستفيدوا من الإصلاحات وآليات التعويض.
زار الصحافي شفيق العلم، مدير مكتب وكالة فرانس برس في دكا، بعض البنجلادشيين الذين عملوا في بناء الملاعب في قطر، حيث روى قصة أحد العمال، أتيار، على فيسبوك:
Atiar is one of the thousands of workers who made the stadium but were not paid their dues. . . . Atiar wants you not to watch the matches, for he is sure that these stadiums are made on the blood of the migrant workers. “Watching the matches will be a betrayal of our blood. Every stone and every brick in the stadium is stained with our blood and sweat. And yet, many of us were not paid a single rial. We worked under 55 degrees celsius scorching sun. We went without food for days. We spent nights on the beaches. Yet, the authorities did not find out who among us was paid for work. When we staged protests, they sent police to go after the organisers.
]]>أتيار أحد آلاف العمال الذين بنوا الملاعب دون الحصول على بدل أتعابهم… يريد أتيار من الناس عدم مشاهدة المباريات، لأنه متأكد أن هذه الملاعب بُنيت على دماء العمال المهاجرين. ستكون مشاهدة المباريات خيانة لدمائنا. كل حجر وكل لبنة في الملعب ملطخة بدمائنا وعرقنا. مع ذلك، لم يتقاضَ عدد كبير منا ريالًا واحدًا. لقد عملنا في حرارة 55 درجة مئوية تحت أشعة الشمس الحارقة، ولم نحصل على طعام لأيام، وأمضينا الليالي على الشطآن. مع ذلك، لم تعرف السلطات من منا تقاضى أجرًا مقابل عمله. عندما نظمنا المظاهرات أرسلوا الشرطة لملاحقة المنظمين.”
يوم واحد لتكريم المرأة ليس كافيًا
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
تقوم الأحداث الاحتفالية حول العالم سنويًا يوم الثلاثاء 8 مارس/آذار، اليوم العالمي للمرأة. يهدف موضوع هذا العام لكسر التحيز وتصور عالم خالٍ من التحيز والصور الشكلية والتمييز. بينما تقدم هذه العطلة الأمل للمساواة بين الجنسين، تعتبر أيضًا تذكرة لظاهرة العنف الوجودية ضد المرأة ويجب الحديث عنها بشكل أساسي.
تحتفل نيبال باليوم العالمي للمرأة بأحداث كبيرة وشعبية تترأسها النساء. تحصل النساء على يوم عطلة، ويظهر موظفو الحكومة في الحشد للإدلاء بتصريحات حول تعهد الدولة بالمساواة بين الجنسين، الغناء والرقص وشعور بإخضاع الشارع، ويجتمع مئات الغرباء في مسيرة ساحقة من الأخوات؛ مع الشعور بالحرية، ولكنه مختلف أيضًا بشكل ملحوظ عن بقية العام عندما يصعب نيل ذلك النوع من الحرية.
لا يزال المجتمع في نيبال مجتمعًا محافظًا وذكوريًا، رغم امتلاكها لقوانين متقدمة؛ فالتحرش في كل مكان، ولا يعد السير أو استخدام وسائل النقل العامة في الليل آمنًا للنساء والفتيات؛ هذا هو سبب كون اللجوء إلى الشارع، حتى لو ليوم واحد، أصبح نشطًا جدًا. إن أشكال العنف منتشرة على نحو غير مكبوح في نيبال، لتشمل الاغتصاب وتعدد الزوجات والعنف المنزلي، هناك قبول لهذا التصرف كونه مجرد جزء من الثقافة، فضلاً عن نقص الوعي الذي يقيد الاعتداءات الجسدية أو اللفظية.
وفقًا لبيانات صادرة عن شرطة نيبال، تم الإبلاغ عن إجمالي 4773 حالة عنف بين النساء والأطفال في فترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر في 2021، 88% منها عنف منزلي أو اغتصاب. بالرغم من وجود قوانين في المنطقة لحماية النساء، إلا أنهن غير مدركات لحقوقهن أو خائفات من الذهاب للشرطة.
تتعرض الأرامل، البالغ عددهن حوالي نصف مليون امرأة في نيبال، للهجوم بشكل خاص. يواجهن وصمة عار وتمييز مروع. في غياب الزوج يواجهن تحديات متعددة للابتعاد قليلاً عن سبل الفقر، كالحصول على إذن قانوني للوصول إلى ملكية الزوج الميت.
بينما يحتشد الناس حول العالم للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، ينبغي علينا أن نفكر مليًا حول وضع المرأة خلال 364 يوم الأخرى من العام، وأن نتضافر سويًا لتحقيق المساواة الحقيقة للمرأة في المجتمع، التي تبدأ بالتحرر من العنف.
صورة من 5K Fun Run نيبال، اليوم العالمي للمرأة، 2019، من قبل أوباسانا رانا، الصورة مستخدمة بتصريح.
بصفتي جزء من تحالف من آلاف نشطاء حقوق النساء حول العالم، أؤيد معاهدة عالمية لإنهاء العنف ضد المرأة والفتيات باعتبارها خطوة حاسمة للأمام. ستوفر المعاهدة الجديدة الحماية ليس فقط للناجيات أو الضحايا، بل أيضًا لناشطات خط المواجهة الأول بتزويدها بتعريفات موحدة لما يرتقي أن يكون عنفاً ضد النساء والفتيات، وتقديم تدريب للشرطة والقضاة والرعاية الصحية عن كيفية التعرف ومعالجة هذه الحالات. ستوحد مقاييس إعداد التقارير، وتعزز المساءلة. إذا امتلكت المعاهدات العالمية الأخرى أية إشارات أخرى، فإن لهذه المعاهدة إمكانية تحفيز التمويل الضروري لضمان التنفيذ السليم لتلك التدخلات المعادية للعنف، كيلا تبقى مجرد حبر على ورق.
كانت شبة القارة الاسيوية الجنوبية موطنًا لحركة حقوق المرأة النابضة بالحياة لآلاف السنين، ولكن لا يوجد إطار قانوني إقليمي يحمي النساء والفتيات من العنف عكس أوروبا والأميركتين وأفريقيا، مما يجعلهن معرضات له بشكل خاص، عانت أكثر من 37% من النساء في آسيا الجنوبية من العنف على يد شركائهن.
كان لانسحاب الولايات المتحدة وعودة طالبان تأثير مدمر على النساء والفتيات في أفغانستان، أما في بنجلاديش فإن ما يزيد على 70% من النساء المتزوجات أو الفتيات قد واجهن شكلاً من أشكال إساءة معاملة الشريك الحميم، وتبقى باكستان هي الدولة السادسة الأخطر في العالم بالنسبة للنساء، وتُغتصب امرأة كل 90 دقيقة في سريلانكا، بدون أي عواقب قانونية في الواقع.
في 8 مارس/آذار ينبغي إن نقيم تحالفات بين الدول لرسم خط ضد العنف، يجب ألا نحافظ على المعايير والتقاليد الضارة بالنساء، نحن نحتاج إلى المعايير الدولية لكيلا يكون هناك ارتباك حول كيفية وقف العنف المنزلي والاغتصاب وضروب الاعتداء الأخرى.
أعمل مع الناجيات، استمع لقصصهن، أحيانًا أتمكن من مساعدتهن لاجتياز الأزمة، وأحيانًا يتملكني شعور غامر بالعجز، وفي كلا الحالتين فالمخاطر التي تتعرض لها الناشطات ضخمة، فنحن نحتاج القانون الدولي ليدعمنا.
نحتاج تغييرًا ذو هدف إذا أردنا أن نكسر التحيز ونحدث المساواة بين الجنسين حقًا. على الرغم من اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد إنجازات المرأة، تتواجد الصور الشكلية بين الجنسين والتمييز في كل مكان: في الأديان والثقافات والأعراق، لا استثناء. يجب أن تعكس المعاهدة الجديدة قيمًا عالمية ستؤسس معاييرًا متفقًا عليها لحماية النساء والفتيات من العنف.
إن المسيرات ومسرح الشارع والتجمعات الشعبية التي تشرف صلاتنا كنساء ليست سبلاً سيئة لتمييز اليوم العالمي للمرأة، ولكن يومًا واحدًا ليس كافيًا، حيث تُنتهك حقوق النساء بقية العام. سنمتلك شيئًا حقيقيًا لنحتفل به عندما لا يكون هناك عنف ضد النساء والأطفال.
تواجه ذات ال23 ربيعا خطرا كبيرا على حياتها على يد عائلتها
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
صورة نوف المعاضيد من فيديو لها على يوتيوب بعنوان عودة #نوف_المعاضيد الى قطر ٢٠٢١ نشر بتاريخ 6 أكتوبر / تشرين الأول للعام 2021.
كتب هذه المقالة خالد إبراهيم، المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان، وهي منظمة مستقلة غير ربحية وغير حكومية تعمل على تقديم الدعم والحماية للمدافعين عن حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
نوف المعاضيد، شابة قطرية تبلغ من العمر 23 عامًا، مليئة بالطموح والآمال العريضة. عندما واجهت عنفًا من قبل أفراد من أسرتها، بمن فيهم والدها، وفشلت المؤسسات الحكومية في توفير أية حماية تذكر لها، هربت من بلدها إلى بريطانيا بعد استخدامها هاتف والدها دون علمه للحصول على إذن بالسفر. وفي 04 أغسطس / آب 2020، تحدثت في مقابلة تلفزيونية عن هروبها من قطر إلى بريطانيا عبر أوكرانيا بتاريخ 26 نوفمبر / تشرين الثاني 2019.
بعد وصولها بريطانيا طلبت اللجوء، وقدمت المعاضيد نفسها هناك كمدافعة عن حقوق المرأة القطرية، وأوضحت كيف أن ولاية الرجل تمنع النساء من العمل أو السفر إلا بموافقته، وتحدثت عن ضحايا العنف الأسري من النساء المتروكات بلا حماية تُذكر.
سحبت المعاضيد طلب اللجوء بعد حصولها على ضماناتٍ من السلطات القطرية بحمايتها إن عادت إلى وطنها الأم. وبتاريخ 06 أكتوبر/تشرين الأول 2021، نشرت المعاضيد على إنستغرام فيديو أوضحت فيه تفاصيل عودتها إلى الدوحة في 30 سبتمبر/أيلول 2021.
ما حدث لها بعد ذلك أمر لا يمكن تصديقه بسهولة، فالسلطات التي تعهدت بحمايتها، وهو واجبها الأساسي في حماية جميع المواطنين، تنصلت من كل وعودها وتركتها وحيدة تحاول النجاة بأي وسيلة ممكنة. ذكرت المعاضيد في فيديو على تويتر تعرضها لثلاث محاولات اغتيال فاشلة من قبل أسرتها. كما وصفت أيضًا دخول والدها إلى باحة الفندق الذي كانت تقيم فيه، برغم كونه أحد معنفيها الرئيسيين والسبب في هروبها من منزلها. لعل التغريدة التالية التي نشرتها بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021 تلخص بصدق العذابات التي عانت منها عند عودتها:
اهلي و الناس الي يصيرون لي يبون يذبحوني.
— نوف المعاضيد (@noofalmaadeed) October 12, 2021
لقد كتبت بعد ذلك بوقتٍ قصير التغريدة التالية:
الشيخ تميم الوحيد الي يقدر يوقف الخطر الي على حياتي بيديه. pic.twitter.com/YeIgO4QNZu
— نوف المعاضيد (@noofalmaadeed) October 12, 2021
يبدو جلياً أنه حتى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لم يستطع تقديم الحماية اللازمة لمواطنة لم ترتكب أي مخالفة تُذكر وعادت طواعية إلى بلدها بناءً على وعودٍ كثيرة من السلطات بتوفير الحماية الكاملة لها، واختفت تمامًا في مساء اليوم التالي الموافق 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2021. لا يعرف أحد حتى الآن على وجه التحديد والتأكيد مكان تواجدها وما جرى لها.
وتضاربت التقارير. زعم بعضها مقتلها على يد أسرتها، في حين ذكرت تقارير أخرى احتجازها قسرًا في مستشفى للأمراض النفسية تحت التخدير الشديد، وتقارير أخرى ذكرت تفاصيل مختلفة عن مصيرها، في وقتٍ رفضت فيه الحكومة القطرية بشكل مريب تقديم معلومات موثقة لإثبات أنها على قيد الحياة.
لا يستطيع مركز الخليج لحقوق الإنسان تأكيد أي من التقارير المذكورة أعلاه، ولكنه يحمّل السلطات التي تعهدت بحمايتها وناقضت ذلك، مسؤولية الحفاظ على حياتها، بما في ذلك ضمان اتصالها بالعالم الخارجي. في الوقت الحاضرتشير جميع المعلومات إلى أن المعاضيد تواجه مخاطر جسيمة على حياتها وحريتها. إن لم تكن قتلت، فالحقيقة أنها تواجه احتجازًا طويلًا بمعزلٍ عن العالم الخارجي مما يعرض حياتها لخطر وشيك.
يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان، مرة أخرى، المجتمع الدولي، ولا سيما آليات الأمم المتحدة، والحكومات التي لها نفوذ في قطر – بما في ذلك أعضاء الاتحاد الأوروبي – إلى التحرك الفوري للضغط على السلطات القطرية لضمان أمان المعاضيد، وأن تتمكن من العيش بحرية في قطر. لا يمكن لحكومة قطر الاستمرار في تجاهل الرأي العالمي الذي يبحث عن الحقيقة، وسيكون صمتها المطلق إدانة مؤكدة. تتحمل الحكومة المسؤولية الكاملة عن الحفاظ على سلامة مواطنيها، بمن فيهم نوف المعاضيد.
]]>ترعى الدولة الأخبار والدعاية المزيفة عبر الإنترنت
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
باب اليمن في العاصمة صنعاء. ألتقطت بواسطة جياليانج جاو، نَسب المُصنَّف – الترخيص بالمثل 2.5 عام
زاد كوفيد-19 من التوترات السياسية القائمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي منطقة شابها بالفعل عقود من الصراع. يلوم السياسيون عديمو الضمير الآن أعدائهم السياسيين أو الحكومات المجاورة على انتشار فيروس كورونا الجديد.
دقّ مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس ناقوس الخطر بشأن التهديد الذي يخلقه التضليل والمعلومات الخاطئة للبشرية، حيث يقول:
“في منظمة الصحة العالمية، لا نحارب الفيروس فقط ولكننا نحارب أيضًا المتصيدين ونظريات التآمر التي تضعف من استجابتنا”. مكررًا أنه من الممكن أن تسبب المعلومات الخاطئة الهلع والارتباك.
لم تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غريبة بشأن نظريات التآمر وممارسات التضليل. كشفت دراسة أُجريت عام 2019 بجامعة أكسفورد أن المنطقة تعد موطن لنصف أكبر 12 دولة معروفين “بارتفاع نشاط القوات السيبرانية”، وهي تشمل مصر، وإيران، وإسرائيل، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، والإمارات العربية المتحدة.
أولئك الذين في موضع سُلطة يستخدمون “حرب المعلومات” لتكوين الحكايات وللتحكم في الرأي العام، كما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة المعركة الأساسية لتوظيف المؤثرين، والمتصيدين، والبرامج الآلية، وجيوش المعلقين.
يوجد في إيران واليمن وسوريا ما يسمى “محور المقاومة” ــــ التي ترتبط شرعيتها غالبًا بمعارضة شرسة للغرب ـــــ وهم زعماء قد استغلوا نظام كوفيد-19 لإعادة تأكيد الموقف السياسي وتوجيه الإيديولوجيات المعادية للغرب.
على سبيل المثال، صاغ حزب الله فيروس كورونا على أنه مؤامرة غير متوقعة من قِبل “أعدائهم” ـــــ الغرب عمومًا والولايات المتحدة بالأخص. يعد حزب الله حزب سياسي شيعي في لبنان تابع لإيران، ومعروف بكونه دولة داخل دولة، وترى معظم الدول أنها منظمة إرهابية.
في مارس/آذار قال السكرتير العام لحزب الله حسن نصرالله مؤكدًا:
The corona is a highly threatening enemy. We have to confront this invasive enemy. We should not surrender or despair or feel helpless. The response must be confrontation, resistance, and fighting. We will win this battle. It is only a matter of time.
فيروس كورونا هي عدو شديد التهديد. يجب أن نواجه هذا العدو الجامح وألا نستسلم أو نيأس أو نشعر بالعجز. يجب أن يكون الرد بالمواجهة والمقاومة والقتال وسوف نكسب المعركة، هي فقط مسألة وقت.
قاد جيش النظام الإيراني الإيديولوجي – فيلق الحرس الثوري الإسلامي – مواجهة مضادة للوباء، واصفًا الفيروس بأنه مؤامرة دبرها أعداء النظام التقليديون – الولايات المتحدة وإسرائيل.
تتضمنت الدعاية ادعاءات تفيد بأن الفيروس هو “غزو بيولوجي أمريكي” و”هجوم إرهابي بيولوجي صهيوني”، مما دفع بعض المدافعين عن النظام إلى الدعوة إلى رد انتقامي.
منذ تأسس عام 1979، كان فيلق الحرس الثوري الإسلامي “الآلية الرئيسية لرجال الدين الحاكم لفرض سلطتها الدينية في الداخل وتصدير مذهبها الشيعي إلى الخارج” وذلك طبقًا للسياسة الخارجية.
كما تعاونت مع حلفائها في العواصم العربية حيث تحمل تأثيرًا كبيرًا – كالعراق، ولبنان، وسوريا، واليمن، فهم يتشاركون نفس المذهب المعادي للغرب والولايات المتحدة وإسرائيل. وعادةً يمجد قادة هذه الدول الحرب والاستشهاد.
على سبيل المثال، يحث نصرالله السكرتير العام لحزب الله جماعته باستمرار على رسائل الاستشهاد. وفي مقابلة أجراها، أوضح: “مقاتلنا يفجر نفسه وهو سعيد ومبتسم، لأنه يعرف أنه ذاهب إلى عالم آخر. فالموت ليس نهاية لنا ولكنه بداية لحياة حقيقية”.
لا يزال اليمن يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقًا للأمم المتحدة، بعد الانزلاق في حرب دموية بالوكالة في عام 2015، عندما تدخل تحالف تقوده السعودية لإزاحة قادة الحوثيين من السلطة بعد انقلاب.
تسيطر قوات الحوثي المدعومة من إيران، على المنطقة الشمالية الأكثر كثافة سكانية، وكذلك على وسائل الإعلام. استخدم قادة الحوثيين الوباء – الذي وصفه بعض المحللين بأنه “هدية للحوثيين” لمهاجمة الخصوم وصرف الانتباه عن الأزمة المستمرة. كما يروج قادة الحوثيين لنظرية مؤامرة النظام الإيراني بأن الفيروس مؤامرة أمريكية.
قال وزير الصحة الحوثي الدكتور طه المتوكل في خطبة عامة بثها التلفزيون: “يجب أن نسأل العالم كله، يجب أن نسأل البشرية جمعاء: من وما وراء فيروس كورونا؟” يختتم بشعار حوثي: الموت لأمريكا! الموت لإسرائيل! اللعنة على اليهود! النصر للإسلام!”
مع انتشار الفيروس في أنحاء اليمن في الأسابيع الأخيرة، أبلغ نشطاء عن عشرات الوفيات. نفت قيادة الحوثيين حجم التفشي وقللت من شدته. وقال متوكل في مؤتمر صحفي:
We should not do like the rest of the world who have terrorized the population. The recovery of the virus is very high, it is in Yemen of over 80 percent. The treatment of the coronavirus will come from Yemen.
لا ينبغي لنا أن نعمل مثل بقية العالم الذين أرهبوا السكان. التعافي من الفيروس مرتفع للغاية، هو في اليمن بأكثر من 80 بالمائة. سيأتي علاج الفيروس من اليمن.
غالبًا ما يلتزم الحوثيون بأيديولوجية متجذرة في لعب دور الضحية ويظهرون أن جميع مشاكل اليمن ناتجة عن التدخلات الخارجية التي بدأت في عام 2015 مع الحملة العسكرية بقيادة السعودية. غالبًا ما يلومون التدخل بقيادة السعودية الذي يعفيهم من المسؤولية عن الأزمة الحالية.
غرد محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في 16 مارس/آذار، بأن التحالف الذي تقوده السعودية هو المسؤول عن أي انتشار لفيروس كورونا في اليمن.
وتتعمددول العدوان في المناطق التي تحتلها على عدم اتخاذ أي إجراءات إحترازية ولا طارئة ولا حجر صحي ولا أي شيء
وكان لا وباءيجتاح العالم يسمى #كرونا
نحمل العدوان الأمريكي وحلفائه مسؤلية أي حالة باليمن_فهويسيطر على الأجواء والمنافذ البحرية البرية_
ومسؤلية عدم التأهيل واتخاذ الإجراءات— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) March 16, 2020
كما استغل قادة الحوثيين الفيروس لدفع قاعدتهم إلى العمل وتعزيز التجنيد العسكري. أوصى متحدث في قناة تلفزيونية تابعة للحوثيين، الجمهور بالانضمام إلى ساحة المعركة والموت شهداء بدلاً من الموت محاصرين في المنزل بسبب فيروس كورونا.
تم تشكيل دول مجلس التعاون الخليجي في عام 1981 في أعقاب الثورة الإسلامية في إيران والحرب الإيرانية العراقية، من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر وعمان والبحرين. اتحادهم منذ بدايته كان للدفاع عن أنفسهم ضد أي تهديد إيراني.
كانت دول مجلس التعاون الخليجي في أزمة منذ عام 2017، عندما دخلت كتلة من الدول بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في صراع مع قطر بسبب مزاعم بوجود صلات مع “الجماعات الإرهابية” الإيرانية. منذ يونيو/حزيران 2017، تم فرض حصار كامل على قطر.
تم تسييس فيروس كورونا على هذه الخلفية. تدعم الرواية المنتشرة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي قصة أن الفيروس تم استيراده إما من إيران، المركز الإقليمي للأزمة، أو من العراق عبر المواطنين الشيعة العائدين من الحج في إيران.
اتهمت صحيفة الجزيرة السعودية اليومية إيران “بإضافة إرهابها الدموي الصحي” لعدم شفافيتها والسماح للفيروس بالانتشار.
كما حمّلت السعودية إيران “المسؤولية المباشرة” عن انتشار فيروس كورونا، واتهمتها البحرين “بالعدوان البيولوجي” بعدم ختم جوازات سفر البحرينيين الذين سافروا إلى إيران.
في منطقة تحكمها عائلات سنية ملكية على أقلية شيعية كبيرة، وخضعت للتدقيق بسبب تقاربها الديني من إيران، من المرجح أن يؤجج كبش الفداء الطائفية والتوتر.
أطلقت الإمارات والسعودية حملات على وسائل التواصل الاجتماعي لإلقاء اللوم على قطر في فيروس كورونا باستخدام هاشتاغ مثل #Qatariscorona، بدعوى أن قطر صنعت الفيروس في الصين لتهديد رؤية السعودية 2030 ودبي إكسبو 2020.
كما وفرت شبكة الإنترنت أرضًا خصبة لتربية وتضخيم الأخبار المزيفة والحملات الدعائية التي ترعاها الدولة. في عصر التباعد الاجتماعي والاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن السماح لهذه الروايات بالانتشار دون منازع ودون عقاب يقوض الاستجابة الفعالة للوباء – وعلى نطاق أوسع – السلام والديمقراطية.
]]>السعوديون المنتقدون لخلاف المملكة مع قطر يقبعون في السجن
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
لقطة شاشة من تقرير فرنس 24 يظهر فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ويحضنه، في مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية، 5 يناير/كانون الثاني 2021.
أدى خلافٌ بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى مقاطعة قطر وفرض حصار كامل عليها في يونيو/حزيران 2017. لكن فيما تتبلور مساعي الصلح بين هذه الدول العربية، يتساءل كثيرون عما سيحدث للمواطنين السعوديين الذين اعتُقلوا بسبب التعبير عن اعتراضهم والدعوة إلى الوحدة.
منذ ما يسمى بالربيع العربي، أدت التحالفات الإقليمية إلى إحداث شرخ بين قطر من جهة والرباعية العربية من جهة أخرى، حيث اتهم كل هؤلاء قطر بالتدخل في شؤونهم.
ذلك أن الدوحة، وهي عاصمة قطر ومقر السلطة في البلاد، رحّبت بالتغيرات السياسية في البلدان التي اجتاحتها الانتفاضات، ودعمت الإخوان المسلمين في مصر وأماكن أخرى. إلا أن زعماء الرباعية وجدوا أن هذه التغيرات السياسية تضر بمصالحهم، واعتبروا جماعة الإخوان المسلمين منظمة إسلامية إرهابية.
في النهاية، احتدم التوتر حتى قامت الدول الأربع كلها بمقاطعة هذه الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالغاز وفرض حصار عليها، فدفعها ذلك إلى الارتماء في أحضان خصمَين إقليميين هما تركيا وإيران.
في أعقاب محاولات عديدة للمّ الشمل بين دول الخليج، وبعد أن كان قادة السعودية وقطر متناحرين، قاموا بالتوقيع على اتفاقية لتسوية خلافاتهما وإعادة العلاقات بين البلدين بوساطة كويتية وأمريكية.
في مطار العلا السعودي الواقع شمالي المدينة المنورة، استقبل القائد الفعلي للمملكة، أي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المعروف في الغرب بأحرف اسمه الأولى، خصمه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فيما كان كلاهما يرتدي القناع الطبي بسبب فيروس كورونا.
ما إن انتشر خبر المصالحة حتى أخذت وسائل الإعلام التابعة لطرفَي الخلاف، والتي خاضت لسنوات حربًا إعلامية شرسة نُسجت فيها نظريات المؤامرة وتم خلالها التهجم على الخصوم، تشيد بالمصالحة وترحب بالوحدة بين الأخوة الخليجيين.
في هذه الأثناء، لا يزال 20 مواطنًا سعوديًا على الأقل، ممن أعربوا عن مشاعر مماثلة في بداية الخلاف وبالتالي بدا أنهم يعارضون قادتهم في الرياض، مسجونين بتهمٍ لا تعدّ ولا تحصى.
في هذا السياق، نشر حساب Prisoners of Conscience أي “سجناء الرأي” المخصص لدعم السعوديين الذين يسجنون بسبب التعبير عن آرائهم التغريدة التالية على تويتر:
? WE CALL FOR THE IMMEDIATE RELEASE OF ALL PRSIONERS OF CONSCIENCE WHO WERE DETAINED JUST BECAUSE THEY CALLED FOR RECONCILIATION WITH QATAR, 3 YEARS AGO.#المصالحة_الخليجية
— Prisoners of Conscience (@m3takl_en) January 4, 2021
نطالب بالإفراج فورًا عن جميع سجناء الرأي الذين تم اعتقالهم لمجرد المطالبة بالمصالحة مع قطر قبل 3 سنوات.
من بين هؤلاء المعتقلين رجل الدين الإسلامي البارز سلمان العودة الذي تم اعتقاله عام 2017 بعد ساعات على نشره التغريدة التالية في 8 سبتمبر/أيلول 2017:
ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك..اللهم ألف بين قلوبهم لمافيه خير شعوبهم
— سلمان العودة (معتقل) (@salman_alodah) September 8, 2017
ومذّاك، قضى العودة، البالغ من العمر 63 عامًا، معظم عقوبته في السجن الانفرادي، وكان تواصله مع عائلته في تلك الفترة إما محدودًا أو معدومًا، فيما كان مسجونًا في ظروف قال ابنه إنها تعكس نية السلطات “بقتله ببطء”.
اللهم أعده لأهله ومحبيه والأمة العربية والإسلامية والعالم#لاتقتلوا_سلمان_العودة pic.twitter.com/UI2yoVMFfW
— د. عبدالله العودة (@aalodah) December 30, 2020
يقول ابنه عبد الله المقيم في الولايات المتحدة واصفًا وضع والده الصحي:
During the Nov. 18 court proceeding in Riyadh, my siblings were struck by how significantly weaker and emaciated our father was. Having lost half of his hearing and vision in prison, he was incoherent and had difficulty hearing and seeing them clearly. They felt that our proud, determined father seemed completely submissive and nodded at whatever he was told. They feared that in his precarious state, he could be forced into signing any kind of confession.
خلال المحاكمة التي أجريت في 18 نوفمبر/تشرين الثاني في الرياض، فوجئ إخوتي بمدى ضعف والدنا ونحوله. وبعد أن فقد نصف قدرته السمعية والبصرية في السجن، كان مشوشًا ويجد صعوبة في سماعهم ورؤيتهم بوضوح. شعروا أن والدنا الأبيّ والقوي الإرادة بدا خاضعًا تمامًا ويومئ برأسه ردًّا على كل ما يقال له. كانوا يخشون أن يتم إجباره على التوقيع على أي نوع كان من الاعترافات في وضعه المتدهور هذا.
بعد مرور عام على احتجاز العودة بدون محاكمة، سعى النائب العام السعودي إلى إنزال عقوبة الإعدام به بسبب 37 تهمة مختلفة، من ضمنها تحريض الشعب ضد الحاكم والدعوة إلى تغيير الحكومة وحيازة كتب ممنوعة.
صورة على تويتر لرجل الدين السعودي المحتجز سلمان العودة مع أحد أحفاده.
فيما تعمل الأحزاب المتخاصمة على التعويض عن أخطائها، ازداد زخم الدعوات المطالِبة بالإفراج عن العودة وسجناء آخرين. غرّد نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس واتش مايكل بيج:
Now that #Saudi Arabia is easing tensions & opening border with #Qatar, how about releasing detainees like @salman_alodah, accused of opposing a blockade (that only ended up separating families, stranding workers, & interrupting people's medical care)? https://t.co/rxnbyUFAuV pic.twitter.com/e9RPq52L3Q
— Michael Page (@MichaelARPage) January 4, 2021
الآن، وقد بدأت السعودية تلطف الأجواء المتوترة وتفتح الحدود مع قطر، ما رأيكم بالإفراج عن المعتقلين أمثال سلمان العودة المتهمين بمعارضة الحصار (الذي أدى في النهاية إلى تفرقة العائلات وتشريد العمال وإيقاف الرعاية الصحية التي كان يحصل عليها الناس)؟
ويشمل الأشخاص البارزون الآخرون المعتقلون بتهم مماثلة، بما فيها إقامة علاقات مع الإخوان المسلمين والحكومة القطرية والتعبير عن الدعم العلني للمعارضين المسجونين، كلاً من عوض القرني وعلي العمري:
?Breaking news 2
We confirm that
Sheikh Salman al-Odah
Sheikh Awad al-Qarni
Sheikh Naser al-Omar
are still in solitary confinement under very bad circumstances.#اعدام_المشايخ_جريمة pic.twitter.com/sQl9FYY66K— Prisoners of Conscience (@m3takl_en) May 26, 2019
أخبار عاجلة 2…
نؤكد أنّ
الشيخ سلمان العودة
الشيخ عوض القرني
الشيخ ناصر العمر
لا يزالون في السجن الانفرادي في ظل ظروف سيئة للغاية.
من بين المعتقلين البارزين أيضًا الأكاديمي مصطفى الحسن والكاتب عبد الله المالكي وعالم الاقتصاد عصام الزامل.
يُذكر أنهم اعتُقلوا منذ أكثر من ثلاث سنوات، قرابة الوقت نفسه الذي اعتقلت فيه السلطات السعودية عدة ناشطات كنّ يطالبن بحق المرأة في القيادة، ومن بينهنّ الناشطة الشهيرة لجين الهذلول.
]]>مواجهة العمال الوافدون لفيروس كورونا دون حماية طبية أو نقابية
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
مظاهرة مناهضة لنظام الكفالة في لبنان. تقول اللافتة باللغة العربية “أنا إنسانة ولدي الحق في العيش”. صورة الاتحاد الدولي لعمال المنازل، مرخصة تحت نَسب المُصنَّف – غير تجاري – منع الاشتقاق 2.0 عام
كتب هذه المقالة المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان، خالد إبراهيم. مركز الخليج لحقوق الإنسان هي منظمة مستقلة غير ربحية وغير حكومية تعمل على تعزيز حرية التعبير، وتكوين الجمعيات، والتجمع السلمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يتعرض العمال الوافدون في منطقة الخليج والبلدان المجاورة إلى حملة شرسة تدعو إلى ترحليهم من البلدان التي عملوا فيها بإخلاص في وقتٍ انتشرت فيه عددًا من الخطابات ذات الطابعٍ العنصري التي تشيع الكراهية ضدهم. تُركوا لوحدهم لمواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) دون دعم، بما في ذلك الرعاية الطبية أو تكوين النقابات، حسب بحث أجراه مركز الخليج لحقوق الإنسان.
لطالما تعرض العمال الوافدون في بلدان الخليج والبلدان المجاورة مثل لبنان، والكويت، والسعودية، والإمارات العربية، وقطر، والبحرين على مر السنين لانتهاكات واسعة من قبل نظام الكفالة سيء الصيت، الذي يجردهم من حقوقهم المدنية والإنسانية الأساسية مثل حق التنقل، والسفر، أو تغيير العمل، والحصول على الرعاية الصحية المناسبة، بالإضافة إلى الحق في التمثيل والتنظيم النقابي. إضافة إلى ذلك، يتم حرمانهم من حق الحصول على المواطنة حتى لو قضوا كل عمرهم يبذلون كل جهودهم في إعمار هذه البلدان.
إن نظام الكفالة، الذي يكرس التمييز والاستغلال، يتعارض في أساسياته مع مبادئ واتفاقيات حقوق الإنسان وأنظمة العمل الحديثة التي تستند في مرجعيتها إلى الاتفاقية الدولية الخاصة بحقوق المهاجرين وأفراد اسرهم لسنة 1990. دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في 1 يوليو/تموز 2003، بعد أن صدقت عليها 20 دولة، ولكن لم يتم توقيعها من قبل دول الخليج ولبنان.
في ظل انهيار سعر الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي وجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، يواجه العمال المهاجرون الأجانب في لبنان، وبالأخص عاملات المنازل، ظروفًا قاسية للغاية. لا يشمل قانون العمل اللبناني عاملات المنازل المهاجرات، واللواتي يخضعن لنظام الكفالة الذي يربط وضعهن القانوني بعلاقة تعاقدية مع صاحب العمل. عند انتهاء هذه العلاقة، فإن العاملة تفقد وضعها القانوني لتواجه خطر الاحتجاز والترحيل، حتى إن أدى ذلك إلى انتهاك حقوقها. بالإضافة إلى ذلك، بموجب نظام الكفالة سيء الصيت، لا تستطيع تغيير عملها إلا بموافقة صاحب عملها، مما يسمح لتعرضهن للاستغلال والعمل القسري والاتجار بالبشر.
يبلغ عدد عمال المنازل المهاجرين في لبنان حوالي 250 ألف عامل، معظمهم من النساء اللاتي هاجرن من بلدان مختلفة وأولها أثيوبيا. في 5 يونيو/حزيران، تجمعت مجموعة من عاملات المنازل الأثيوبيات أمام قنصلية بلدهن في بيروت بانتظار العودة لبلدهن. تركت بعضهن العمل بعد أن أصبح الدفع لهن بالليرة اللبنانية، مما لا يفي بمتطلبات الحياة اليومية، وبالتالي صعوبة إرسال أي مبلغ إلى أسرهن في أثيوبيا، كما تركت آخريات منهن العمل، لأنهن لم تتلقين أجورهن في الأشهر الماضية، لأن وضعهن غير قانوني ويحتاج إلى حلٍ سريعٍ من قبل السلطات المختصة.
ألقت الأزمة في لبنان بظلالها على جميع العمال المهاجرين من بلدان مختلفة مثل مصر، وغانا، والفليبين، وبنغلاديش، إضافة إلى أثيوبيا، كما هو واضح في تقرير هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. في عام 2012، نشرت منظمة المجتمع المدني “كفى عنف واستغلال”، دراسة عن نظام الكفالة، دعت فيها إلى وضع حد لاستغلال العاملات المهاجرات ونظام بديل يوفر الحماية القانونية وحرية اختيار مكان عملهن.
في 28 مايو/أيار 2020، نشرت المدونة ريم الشمري فيديو على حسابها في تطبيق سناب تشات هاجمت فيه المصريين من العاملين في الكويت:
الكويت للكويتيين وليس للمصريين… أنتم مأجورين أفهموا….. المصريون ليسوا شركاء للكويتيين في الوطن.
بالرغم من مواجهة الفيديو لمعارضة واسعة من قبل المواطنين الكويتيين، إلا أنه يأتي ضمن ظاهرة تنامي خطابات الكراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة خلال جائحة كورونا (كوفيد-19)، فقد ربطت هذه الخطابات بشكل يفتقد المنطق، بين وجود العمال الوافدين في هذه المجتمعات وانتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) فيها. مع ذلك، انبرت الأصوات المعتدلة للدفاع عن العمال الوافدين والانجازات المتحققة بسبب عملهم الشاق عبر السنين.
من الواضح للمراقبين أن أزمتي انخفاض أسعار النفط وجائحة كورونا (كوفيد-19) قد دفعت دول الخليج إلى إعادة تقييم سياستها فيما يتعلق بأعداد العمال المهاجرين فيها، فقد قامت العديد من الشركات بتسريح الآلاف من العمال الوافدين، وبدأت بترحيل أولئك الذين يعملون دون إذن قانوني.
في لقاءٍ صحفي بتاريخ 3 يونيو/حزيران 2020، أشار رئيس الوزراء الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، أن نسبة العمالة الوافدة تشكل 70% (أو حوالي 3.4 مليون نسمة) من تعداد السكّان البالغ عددهم حوالي 4.8 مليون نسمة، مشيرًا إلى عزم الحكومة على خفض هذه النسبة إلى حوالي النصف على مراحل، وأضاف: “أمامنا تحد كبير في المستقبل في معالجة خلل التركيبة السكانية.”
بتاريخ 05 مايو/أيار 2020، في حلقة من برنامج “كلنا مسؤول” الذي يعرض على قناة السعودية الرسمية قال مقدم البرنامج، الإعلامي خالد العقيلي:
إن سيطرة العمالة الوافدة على الاقتصاد، للأسف، أصبحت خطر حقيقي على الأمن الوطني وليس فقط على الجانب الاقتصادي بل أبعد من ذلك بكثير.
كما خلص إلى القول:
يجب أن نتوقف عن جعل الموظف السعودي كبش فداء مع كل أزمة، دعونا نستغني عن العمالة الوافدة التي حلت مكان السعودي الذي هو أكفأ منها، وليس ابن الوطن.
سبق ذلك التصريح قرار وزاري صدر بتاريخ 03 مايو/أيار 2020، لتنظيم عقود العمل خلال فترة الظروف القاهرة الخاصة بجائحة فيروس كورونا.
يؤجج استهداف العمال الوافدين، وتصويرهم كخطر على الأمن الوطني، المشاعر العنصرية وروح العداء ضد العمال الأجانب، وتبرير هذا الشعور لن يؤدي إلا إلى إثارة نيران الكراهية والتعصب.
أكدت التقارير الصحفية منذ بدء أزمة جائحة كورونا (كوفيد-19)، انتشار المرض في أوساط العمال الوافدين في الإمارات بسبب افتقادهم لوسائل الوقاية الفعالة وانعدام التباعد الاجتماعي بينهم، حيث يعيشون في أماكن مشتركة مكتظة وفي أحياءٍ تجارية ذات كثافة سكانية عالية.
ورد في رسالةٍ وجّهها تحالف يضم 16 منظمة غير حكومية ونقابة عمالية، في 10 أبريل/نيسان 2020 إلى وزير الموارد البشرية والتوطين الإماراتي ناصر بن ثاني الهاملي:
لا يزال العمال المهاجرون ذوي الأجور المنخفضة عرضة لانتهاكات شديدة لحقوق الإنسان، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كوفيد-19
أصدرت وزارة الموارد البشرية وشؤون التوطين الإماراتية بتاريخ 26 مارس/آذار 2020 قرار وزاري تعسفي، أطلقت فيه الإمارات يد الشركات الخاصة بتعديل عقود العمال الوافدين أو إجبارهم على إجازة غير مدفوعة الأجر، أو تخفيض الراتب بشكل دائم أو مؤقت. يحمي هذ القرار الشركات بشكل قانوني، حيث لا يحق للعمال الوافدين الشكوى أو اللجوء إلى القضاء في حالة انتهاك حقوقهم من قبل رب العمل.
لا يتمتع العمال الوافدين في قطر بحق تكوين النقابات التي تدافع عن حقوقهم. يتم استغلال العديد منهم في أعمال شاقةٍ لساعات طويلة مع دفع مرتبات متدنية. كما كشفت جائحة فيروس كورونا مشكلة مزمنة أخرى، انعدام الرعاية الصحية والسكن اللائق بهم. أدى انخفاض أسعار النفط إلى تسريح الآلاف منهم فأصبحوا بدون مال أو عمل يبحثون في الشوارع الخالية عن الطعام.
ذكرت منظمة العفو الدولية في بيانٍ لها تم نشره بتاريخ 15 أبريل/نيسان 2020، أن السلطات القطرية قد اعتقلت وطردت عشرات من العمال الأجانب بعد إبلاغهم بأنه سيجرى فحصهم للكشف عن الإصابة بفيروس كوفيد-19.
في مساء يوم 23 مايو/أيار 202، تظاهر 100 من العمال الأجانب في الدوحة احتجاجًا على عدم دفع أجورهم من قبل السلطات في قطر.
أكدت مصادر محلية أن العمال المهاجرين الذين يعملون في المنشآت الخاصة بكأس العالم 2020 يعانون من انتهاكات واسعة لحقوقهم، من بينها استمرارهم في الأعمال الشاقة لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة مع رواتب قليلة، كما أنهم محرومون من الحق في إنهاء عقودهم والعودة إلى أوطانهم. أكد تقرير حديث صدر عن منظمة العفو الدولية – المملكة المتحدة في 10 يونيو/حزيران 2020 ذلك وتحدث عن عمالٍ لم يستلموا مستحقاتم لمدة سبعة أشهر متتالية.
تسير البحرين على خطى دول الخليج الأخرى في استهدافها للعمال المهاجرين. بتاريخ 05 يونيو/حزيران 2020 أعلن النائب غازي آل رحمة أنه سيتقدم مع عدد من النواب خلال الأسبوع الجاري باقتراح قانون لإجراء تعديل في قانون العمل في القطاع الخاص، يقضي بأن تكون الأولوية في عملية التوظيف في القطاع الخاص للمواطن البحريني.
يجب على دول الخليج إلغاء نظام الكفالة والتصديق على الاتفاقية الدولية الخاصة بحقوق المهاجرين وأفراد أسرهم، والسماح بالحقوق المدنية المتساوية لجميع العمال المهاجرين.
]]>