تناقش مدينا بالاخيشيفا ،خبيرة الطهي الدونغاني، تاريخ دونغان وفن الطهي وتأثيره
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
كتب أندرو غوندال ونازيرك كورمانغازينوفا هذه المقالة لموقع Vals.kz، نشرت في ١ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٤، ثم نشرت نسخة محررة لها على جلوبال فويسز بموجب اتفاقية شراكة إعلامية.
هاجر شعب دونغان من الصين إلى آسيا الوسطى منذ حوالي 150 عام. في عام 1862 كافحت المجموعة العرقية، ذات الأغلبية المسلمة، ضد الدمج الثقافي القسري الذي روجت له مجموعة هان العرقية ذات الأغلبية، مما أسفر عنه تمرد دونغان حيث قتل فيه ما يقرب من مليون دونغاني، وحرق أكثر من ٨٠٠ مسجد فيمَا يطلق عليها حاليًا مقاطعتي شنسي وقانسو.
هاجر الدونغانين أفواجًا في القرن التالي عن طريق جبال تيان شان، التي تحد الصين وآسيا الوسطى، ويعيش في الوقت الحالي ما يقارب ١٠٠ ألف دونغاني (هوي) في آسيا الوسطى في كل من قيرغيزستان، حيث يعيش فيها حوالي ٦٠ ألف، و٣٠ ألف في كازاخستان، و١٠ آلاف في أوزبكستان.
استقر الكثير من دونغان في المدن الشرقية لقيرغيزستان والمدن المجاورة في عام ١٨٧٧، مثل مدن كاراكول وإيرديك حيث كانت نقطة البداية في تشكيل مجتمع دونغان الذي ساهم في المجتمع والثقافة في قيرغيزستان الشرقية، كما استقر القليل منهم في مدن صغيرة بالقرب من بيشكيك عاصمة كيرجستان مثل توكموك ميلانفان، ايفانفوكا وأليكساندروفكا.
يعرض الفيديو التالي، مقطع فيديو على يوتيوب، مسجد دونغان في كاراكول المبني عام ١٩١٠.
عندما استقر أهل دونغان في آسيا الوسطى، حملوا معهم تقاليد الطهي حتى أصبح فن الطهي الدونغاني ذي شهرة على نطاق واسع في آسيا الوسطى، وبالرغم من تأثره بالمؤثرات الصينية وآسيا الوسطى، فإنه متمسك بجذوره.
حاور موقع فلاست “مدينا بالاخيشيفا”، خبيرة طهي من دونغان، حيث تقدم جولات ودروس في الطبخ في كاراكول، المدينة الصغيرة شرق قرغيزستان، يبلغ عدد سكانها حوالي ٩٠ ألف نسمة.
تقول بالاخيشيفا، إن إسلوب الطهي الدونغاني المعتاد استخدامه في آسيا الوسطى مشابه تمامًا للطريقة المتبعة في الصين، وتشرح بقولها: “هنا، كما كان الحال في الصين، نقطع كل المكونات لقطع صغيرة ونقليها على نار مرتفعة”، وتتابع بكلامها ما يلي:
We have a dish consisting of eight bowls of tripe soup with eight different kinds of meatballs in each bowl. We usually fry some bread in oil and eat it along with this dish. What’s interesting though is the words for meatballs (wán zi) and fried bread (má huā zi) are the same in the Dungan and in Chinese.
لدينا طبق مكون من ثمانية أوعية من حساء الأمعاء، في كل وعاء ثمانية أنواع من كرات اللحم، وعادة ما نقلي بعض الخبز في الزيت ونتناوله مع هذا الطبق. من المثير للاهتمام، أن كلمة كرات اللحم (wán zi) والعيش المقلي (má huā zi) هي نفسها في دونغان والصين.
لكن إحدى الاختلافات الرئيسة بين دونغان وهان الصيني، هو أن شعب دونغان مسلمون من الطائفة السنية ولا يستهلكون إلا اللحم الحلال، ولا يأكلون لحم الخنزير.
عندما أغلقت الحدود بين جمهوريات آسيا الوسطى السوفيتية والصين، واجه أهل دونغان صعوبات في الوصول إلى المكونات الرئيسة. توضح بالاخيشيفا، إن إحدى أكبر الاختلافات هو استخدام الناس في كاركول توابل أقل مما في الصين.
We only used two types of peppers: black pepper and red pepper powder. The black pepper came from India and the red pepper was planted by local people. Both peppers have become an important part of modern Dungan cuisine.
يقتصر استخدامنا على نوعين من الفلفل، الفلفل الأسود ومسحوق الفلفل الأحمر، يأتي الفلفل الأسود من الهند، أما الفلفل الأحمر فيزرعه السكان المحليون، أصبح الفلفل مكونًا مهمًا في الطهي الدونغاني الحديث.
أصبح الثوم المعمر مكون بالغ الأهمية في الطبخ الدونغاني، فإذا كنت تستخدم الثوم المعمر في آسيا الوسطى فمن المحتمل أن ترى أثره تحديدًا في الطبخ.
‘Ju ci’ (jiǔcài in Mandarin, or jusai in other Central Asian transliterations), or chives, are very popular among Dungan people and anyone who has relations to China. We even eat it with bread and rice. We make many things with ju ci: baozi, jiaozi, and we use it in a sauce for laghman, so we really like it. It's a must-have ingredient in a Dungan cafe.
يحظى الثوم المعمر أو Ju ci’ ( بلغة ماندرين jiǔcài أو jusai بالترجمات الأخرى الخاصة بآسيا الوسطى) أو الثوم المعمر بين أهل دونغان ولأي فرد له علاقة بالصين، نأكله أيضًا مع الخبز والأرز، ونصنع منه الكثير مثل بازوي وجياوزي وكذلك في الصلصة لغمن، لذلك نعشقه كمكون أساسي في المطبخ الدونغاني.
أوضحت بالاخيشيفا إن من الدلالات الأخرى المعروفة التي تدل على التأثير الصيني هو استخدام الخل، ويقدم الخل الأسود المصنوع من خل الأرز والصويا مع أغلب الوجبات في الصين، ويتشابه استخدام الدونغان له في آسيا الوسطى.
In our family when we are going to make manti (mántou), jiaozi, or baozi, we first need to see if we have vinegar (cù). If there is no cù, there is no baozi.
في عائلتنا، عندما نصنع مانتي وجياوزي أو باوزي، علينا أولاً تأكيد وجود الخل، دون خل لا يمكن عمل الباوزي
لاحظت بلاخيشيفا، عند وصول طعام الدونغان آسيا الوسطى، تعين عليهم التكيف مع الأطباق الجديدة ومع عدد من مكونات محدودة جدًا.
There is quite a distinct Central Asian influence. You can see this in our famous dish, ashlyanfu. It used to just be called lyanfu; it was only made of starch, vinegar and a spicy sauce. But then people added some noodles and started calling it ashlyanfu. And now it’s a staple in Karakol.
هناك تأثير متميز تميزًا واضحًا من آسيا الوسطى، يمكننا رؤيته في طبقنا المشهور وهو أشليانفو، كان يطلق عليه ليانفو، كان مصنوع فقط من النشا والخل والصلصة الحارة، لكن عندما أضاف الناس بعض المكرونة أطلقوا عليه أشليانفو، والآن هو عنصر أساسي في كاراكول.
فيما يلي مقطع فيديو على يوتيوب عن أشليانفو في كاراكول:
صرحت بالاخيشفا لفلاست، حينما شقت عادات الطعام القيرغيزية طريقها إلى الأطباق الدونغانية، كان لدى الوصفات الدونغانية الأثر نفسه.
We brought our vinegar recipe from China; you can only find it in the Dungan communities around Issyk-Kul, since the climate is perfect for its production. Our vinegar has become such a critical ingredient in Karakol that you will find it used in restaurants and sold at markets no matter the cuisine — Russian, Tatar, Kyrgyz, or Dungan.
حملنا معنا وصفة الخل من الصين، لأنك لا تجده إلا في مجتمعات دونغان حول إيسيك كول حيث يعد المناخ مثاليًا لإنتاجه، فأصبح خلنا مكونًا ضروريًا في كاراكول وتجده في المطاعم. يباع في الأسواق بصرف النظر عن نوع الطبخ سواء المطبخ الروسي أو التتاري أو الدونغاني.
لقد أبلى المطبخ الدونغاني بلاءً حسنًا في اندماجه في الكثير من المطاعم القيرغيزية، وأصبح خيارًا شائعًا في الوجبات.
Ashlyanfu is identified as a Kyrgyz dish, although we have both Dungan and Kyrgyz ashlyanfu. So, you can see the Kyrgyz influence on our cuisine. Kyrgyz people are really big meat eaters, and since our arrival in Central Asia, we started putting meat in our dishes, and even in our sauces.
تم تحديد طبق أشليفانو كطبق من الأطباق القيرغيزية، بالرغم من وجود أشيلفانوا الدونغاني وأشيلفانو القيرغيزي، يمكنك رؤية التأثير القيرغيزي على مطبخنا، الشعب القيرغيزني شعب مولع بأكل اللحم. منذ وصولنا آسيا الوسطى، بدأنا في إدخال أصناف اللحم في أطباقنا، وكذلك تضاف في أنواع الصلصة.
وجه آخر لثقافة الطعام المتبناة من شعب الدونغان من الثقافة القيرغيزية، عادة تمرير الخبز أثناء تناول الوجبة.
Many Kyrgyz people call us vegetarians because we normally eat very little meat. But I would say that our cuisines influence one another, and I think this has helped bring us closer together.
يطلق علينا كثير من الشعب القيرغيزي نباتيين لأننا نأكل القليل من اللحم، لكني أقول إن مطابخنا متأثرة ببعضها، وأعتقد أن هذا ساعدنا في التقرب من بعضنا.
أوضحت بالاخيشيفا، أن تعليم أطفالهم لتاريخ دونغان ولغته وثقافته يعد تحديًا. لا توجد مدارس دونجان في كاركول، ولم يتم دمج التعليم الدونغاني داخل المنهج قيرغيزستان.
وجدت بالاخيشيفا صعوبة في توريث لغتهم إلى أطفالها.
بالرغم من تحدثي أنا وزوجي اللغة الدونغانية، لا يتحدث أطفالنا بها، مما يساهم في تدهور لغتنا.
إليك الفيديو التالي من يوتيوب عن ثقافة وعادات الشعب الدونغاني في قيرغيزستان.
مع مخاوف فقدان الدونغان بصمتهم في آسيا الوسطى، تعمل بالاخيشيفا عملًا فعالًا في تعزيز الطعام الدونغاني وثقافته. حيث تعمل على تولي جولات خاص بالطعام الدونغاني، وكذلك دروس في الطبخ مع منظمة محطات في كاراكول، المنظمة السياحية المحلية.
تذكر بالاخيشيفا أن كثير من آهل دونغان أتوا إلى آسيا الوسطى منذ فتح الحدود بين الصين وقيرغيزستان في ١٩٩٨، كما بدأوا في فتح المطاعم أنه عندما وصل كثير من الطلاب.
Today, there’s a very popular restaurant in Bishkek called Kuldja, and most people who work there are from China. Who knows, perhaps it will have an impact on the development of Dungan gastronomy.
في الوقت الحالي هناك مطعم ذو شهرة واسعة في بيشكيك يدعى كولدجا وأغلب العاملين فيها قادمين من الصين، ومن يدري ربما يكون له أثر على تطور فن الطهي الدونغاني.
عندما فتحت الحدود بعد وباء كوفيد-١٩ بدأت المتاجر الصينية، وأسواقها بالظهور مرة أخرى في كاراكول، مع بيع المكونات الرئيسية التي كان من الصعب إيجادها لولا ذلك.
كما ساعدت فرصة شراء الخل الأبيض ومسحوق الفلفل الأحمر للدونغانين في كاراكول في استمرار النكهات الدونغانية الأصلية في كاراكول، بدعم أهل دونغان والجولات التي تقوم بها بالاخيشيفا للطعام.
ينحدر أصل جميع الدونغان المتواجدون في آسيا الوسطى من الصين، لكن تكيف طعامهم عبر مرور الزمن، وكل تغير طفيف يعتمد على المحطة التي وصلوا إليها.
]]>قلة ممن تصدق رواية السلطات عن الانتحار
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
السياسي ورجل الأعمال القيرغيزي أرستان “علي” عبد الدايف. لقطة شاشة من فيديو ‘Арстан Алайдын абактагы өлүмү. Жакындары териштирүүнү талап кылат’ على قناة يوتيوب Azattyk .الاستخدام العادل.
تم العثور على السياسي ورجل الأعمال القيرغيزي الشهير، أرستان “علي” عبد الدايف، ميتًا في سجن قرية مولدوفانوفكا، بالقرب من عاصمة قيرغيزستان، بيشكيك في 5 كانون الثاني/يناير. كان عمره 55 عامًا. وفقًا لدائرة السجون الحكومية، انتحر عبد الدايف بشنق نفسه في كافتيريا مرفق السجن الطبي الخاص، وتم نقله إلى هناك في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، من الحبس الاحتياطي في بيشكيك، حيث كان محتجزًا منذ اعتقاله في 15 ديسمبر/كانون الأول، بتهمة التحريض على الكراهية الدينية.
أوضحت لجنة الدولة للأمن القومي أن سبب اعتقال عبد الدايف هو الحاجة إلى “اتخاذ تدابير عاجلة لتحسين الوضع الديني” في البلاد، مشيرة إلى أن عبد الدايف “يعتبر نفسه “إلهًا جديدًا”، و”منقذًا”، ويعتبر الآخرين أن الأديان والمعتقدات والآراء هي أوهام دونية وضعيفة وباطلة”.
جاءت وفاته بمثابة صدمة للجمهور وأثارت الشكوك حول مقتله، بسبب التفاصيل الغامضة التي قدمتها السلطات وظروف اعتقاله المشكوك فيها. تم نقل عبد الدايف إلى السجن في مولدوفانوفكا دون إشعار مسبق لمحاميه كايسين أبيروف، الذي ألقى باللوم على “الإجراءات غير القانونية التي اتخذتها وكالات إنفاذ القانون والمحققين والمحكمة” في وفاة عبد الدايف.
أثناء وجوده في الحبس الاحتياطي في بيشكيك، تم تشخيص إصابة عبد الدايف “باضطراب شخصية عقلية غير محدد”، من بين أمور أخرى، وتم إرساله إلى مولدوفانوفكا لتلقي العلاج. في محاولة لإقناع الجمهور بأنه كان بالفعل انتحارًا، نشرت السلطات لقطات يُزعم أنها لحظاته الأخيرة، حيث شوهد وهو يلف منشفة حول كابل ويسير نحو الكافتيريا، حيث لم تكن هناك كاميرات.
إليكم مقطع فيديو على موقع يوتيوب يظهر ما تقول السلطات إنها اللحظات الأخيرة لعبد الدايف في الاحتجاز.
تصر عائلة عبد الدايف على عدم انتحاره. قالت ابنته إن والدها كان في حالة معنوية جيدة وواثق من أن التحقيق سينتهي لصالحه. بالفعل، فقد واجه اتهامات مماثلة في عام 2019، أسقطتها بعد أن لم تجد السلطات أي دعوات للكراهية الدينية أو التطرف في تصريحاته حول كونه “إلهًا جديدًا”. قال ابنه، أثناء حديثه في جنازته، إنه إذا تمكن من التحدث مع عبد الدايف مرة أخرى، فسيسأله: “أبي، من شنقك؟”
إليكم مقطع فيديو على يوتيوب لجنازة عبد الدايف.
مع أنّه لم يشغل أبدًا أي مناصب حكومية رفيعة المستوى، إلا أن عبد الدايف كان اسمًا مألوفًا في قيرغيزستان، حيث خاض الانتخابات الرئاسية الثلاثة الأخيرة وولد عبارات أيقونية حولته إلى أسطورة. أشهر مقولة له جاءت في مؤتمر صحفي في عام 2011 عندما قال “Zima ne budget” (لن يكون هناك شتاء)، متوقعًا تغيرات مناخية كبيرة. في عام 2012، أعقب ذلك بتصريح مفاده أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان “روبوتًا حيويًا معقدًا” مصممًا لإنقاذ البشرية. تصدر عبد الدايف عناوين الأخبار مرة أخرى في عام 2019 من خلال عقد مؤتمر صحفي أعلن فيه عن نفسه “إلهًا جديدًا”.
إليكم مقطع فيديو على يوتيوب حول إرث عبد الدايف.
https://www.youtube.com/watch?v=OI1zpANPz2w
إن وفاة عبد الدايف هي حادثة أخرى من هذا الاتجاه المثير للقلق الذي بدأ يتكشف في ظل حكم الرئيس الحالي صدير جباروف. منذ وصوله إلى السلطة في عام 2020، توفيت ثلاث شخصيات سياسية وتجارية رئيسية أثناء الاحتجاز في ظروف مشكوك فيها، ولم يتم محاسبة أحد على وفاتهم.
كان رد فعل وزارة العدل على وفاة عبد الدايف بإنشاء لجنة خاصة للتحقيق في الحادث، وأطلق مكتب المدعي العام قضية جنائية ضد موظفي السجون بتهمة الإهمال، وستساعد نتائج هذه التحقيقات في كشف حقيقة وفاة عبد الدايف.
]]>تكلف أكثر من الشقق والسيارات باهظة الثمن
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
في 13 مارس/آذار 2023، سجّل كتاب الأرقام القياسية في كازاخستان بكبش يبلغ وزنه 230 كيلوغرامًا يحمل اسم “مليون” باعتباره الأثقل في البلاد. في عمر أربع سنوات، بلغ طول “مليون” بالفعل 1.05 مترًا، حجم ضخم بالنسبة للأغنام. من المتوقع أن ينمو بشكل أكبر، حيث من المعروف أن الكباش تصل إلى ذروتها الجسدية في سن السادسة وما بعد.
إليك منشور على إنستغرام يعرض الكبش “مليون”.
اسم “مليون” مشتق من السعر، مليون كي جي إس (11200 دولار أمريكي)، المباع لأول مرة كخروف في قيرغيزستان. اشتراه مالكه الحالي كوانيش ميكتيبايف، مزارع من منطقة تركستان الواقعة جنوب كازاخستان، من مزارعي قيرغيزستان المجاورة مقابل 30 ألف دولار أمريكي. يشتهر ميكتيباف بشراء الحيوانات باهظة الثمن؛ في عام 2021، اشترى كبشًا آخر اسمه كاشتان مقابل 18 مليون تينغ كازاخستاني (40 ألف دولار أمريكي بسعر الصرف في تلك الأيام).
هنا منشور على إنستغرام مع كاشتان.
يمثل كل من مليون وكاشتان سلالات خاصة من الأغنام من آسيا الوسطى. مليون هو سلالة أراشان من قيرغيزستان، في حين أن كاشتان من سلالة حصار من طاجيكستان.
في أبريل/نيسان 2021، سجلت وزارة الزراعة والمياه والتنمية الإقليمية في قيرغيزستان أغنام أراشان كسلالة منفصلة. سُميت على اسم القرية الواقعة في منطقة تشوي في شمال قيرغيزستان حيث تم تربيتها في الأربعين سنة الماضية. بدأت عملية التكاثر في السبعينيات باستخدام كباش من سلالة حصار، المستوردة من طاجيكستان المجاورة مع النعاج المحلية ذات الشعر الخشن. ساهم في هذا الإنجاز ثلاثة وثلاثون باحثًا ومزارعًا ومتخصصًا زراعيًا.
تتمتع أغنام أراشان بصفات ممتازة من اللحوم والدهن، مما يجعلها ضرورية لأطباق آسيا الوسطى، حيث يتم استخدام لحم الضأن والشحم على نطاق واسع في العديد من الأطباق. تعتبر قابلة للتكيف بشكل كبير ويمكنها العيش في مختلف الظروف الجوية والتضاريس، بما في ذلك الطقس البارد في مناطق الجبال العالية والأيام الحارة في سهول الوادي.
تتميز أغنام آراشان بأنوفها المحدبة، وآذانها الكبيرة، وأجسامها الطويلة، وبنيتها القوية، وعظامها القوية. الميزة الأكثر قيمة هي سرعة نموها، وتراكم اللحوم والشحم. يبلغ وزن الحملان بعمر 7-8 أشهر 48-61 كيلوغرام، وتزن الحملان البالغة من العمر سنة واحدة 60-78 كيلوغرام، ويزن الكبش البالغ ما بين 109 و177 كيلوغرام.
وقت التسجيل، كان هناك 5832 خروف أراشاب في قيرغيزستان، مما يجعلها سلالة نادرة وحصرية. ما يزيد من قيمتها هو حجمها الذي حطم الأرقام القياسية. قبل تسجيل سلالة أراشان، كانت سلالة حصار تُعرف بأنها الأكبر في العالم من حيث الطول والوزن. من الشائع أن يصل طول كباش أراشان إلى أكثر من متر ويزن أكثر من 200 كيلوغرام.
ههنا منشور على إنستغرام يعرض كبش أراشان يُدعى فوكس.
تعتبر حقيقة العدد المنخفض لأغنام أراشان وحجمها المثير للإعجاب، وسرعة نموها، أحد أكثر السلع المرغوبة في سوق الحيوانات في آسيا الوسطى. تبلغ تكلفة الحملان التي يبلغ عمرها عدة أشهر أكثر من ألف دولار، وتباع النعاج بسعر ضخم يتراوح بين 7- 10 آلاف دولار أمريكي، ويبدو أن سعر الكباش ليس له حدود.
ههنا مقطع فيديو على يوتيوب يعرض تفاصيل تربية أغنام أراشان في قيرغيزستان.
يعترف بعض المالكين بعرض مئات الآلاف من الدولارات مقابل كباشهم التي تتراوح أعمارها بين 3 و4 سنوات. بالنظر لإمكانية الكبش الواحد تلقيح أكثر من مائة نعجة في موسم تزاوج واحد، ومتوسط سعر عدة آلاف من الدولارات لكل خروف، فإن هذا النوع من الاستثمار يَعِد بسداد ثماره في غضون عامين. حاليًا، يتم بيع أغنام أراشان للمزارعين في كازاخستان وروسيا وأوزبكستان.
إليك مقطع فيديو على يوتيوب عن كبش أراشان يُدعى بايار، عُرض على مالكه مبلغ 200 ألف دولار أمريكي مقابل الحصول عليه.
تتكيف أغنام أراشان بشكل جيد مع واقع العصر الحديث المتمثل في تقلص المراعي والأراضي الزراعية في آسيا الوسطى. يُترجم نضجها السريع إلى ضغط أقل على الموارد الحيوية مثل العشب والحبوب والمياه. مع تزايد أعدادها، من المتوقع أن تنخفض أسعارها، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في المزارع في جميع أنحاء المنطقة.
]]>مقتطف من أبحاث أدفوكس حول الاستبداد الرقمي في قيرغيزستان
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
لطالما كانت للأنظمة الحكم الاستبدادية علاقة شائكة مع تقنيات الإعلام والاتصالات. مبادرة مرصد لا-حرية، مشروع أدفوكس من جلوبال فويسز تدرس الظاهرة المتنامية للاستبداد الشبكي أو الرقمي. هذا المقتطف، من تقرير قيرغيزستان، جزء من سلسلة تقارير التي ستصدر عن هذه الأبحاث، في إطار مبادرة مرصد لا-حرية. اقرأ التقرير الكامل هنا.
تراجعت قيرغيزستان، التي تشتهر كونها “جزيرة الديمقراطية الوحيدة” في آسيا الوسطى، بعد صعود نظام صادر جاباروف القومي والشعبي في أعقاب الاحتجاجات الجماهيرية في أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٠. منذ اعتماد قانون الحماية ضد المعلومات الكاذبة “المعروف أيضًا باسم قانون مكافحة انتشار الأخبار الكاذبة” في قيرغيزستان في أغسطس/آب ٢٠٢١، أصبح الاضطهاد القانوني، واحتجاز النقاد والمدونين بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ممكنًا. يرتفع عدد مستخدمي فيسبوك أو غيرهم من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين تخضع للرقابة والاستجواب من قبل أجهزة الأمن القيرغيزية لانتقادهم الرئيس والحكومة الحالية. خضع سبعة مدونين، بما في ذلك أولئك المرتبطون بالقنوات الإعلامية التي تنتقد الدولة، للرقابة والاستجواب من قبل الأجهزة الأمنية بين يناير/كانون الثاني، ويونيو/حزيران ٢٠٢٢ (Kadyrov). تم اعتقال أكثر من ٣٠ من منتقدي النظام – نشطاء المجتمع المدني والسياسيون المعارضون والصحفيون المستقلون والمدونون ونشطاء حقوق الإنسان – بين أكتوبر/تشرين الأول، وديسمبر/كانون الأول ٢٠٢٢، لانتقادهم قرار الحكومة تغيير حدود بحيرة كمبير أباد مع أوزبكستان في صفقة حدودية، على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك بشكل أساسي). اتهم المعتقلون بمحاولة الإطاحة بالحكومة، بعد إصدار الأجهزة الأمنية تسجيلات صوتية لمحادثات بين سياسيين معارضين ونشطاء من المجتمع المدني. كما أغلقت السلطات مؤخرًا الموقع الإلكتروني لشركة Azattyk التابعة لإذاعة أوروبا الحرة في قيرغيزستان لمدة شهرين بسبب “تحيز الإبلاغ ” في ديسمبر/كانون الأول ٢٠٢٢، وتم تمديد المدة لأجل غير مسمى. طُرد الصحفي الاستقصائي البارز بولوت تيميروف من قيرغيزستان إلى روسيا بقرار قضائي في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٢٢. تعتزم السلطات القيرغيزية اعتماد قانون بشأن المنظمات غير الحكومية غير التجارية (المعروف أيضًا باسم قانون الوكلاء الأجانب) وهو قيد التصويت العام حاليًا. مؤخرًا أيضًا، في يناير/كانون الثاني ٢٠٢٣، أصدر جهاز رئيس جمهورية قيرغيزستان مشروع قانون بشأن وسائل الإعلام، بموجبه ستشرف الدولة على المدونين ومنافذ الإنترنت وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تضم أكثر من ٥ آلاف متابع. تعتزم الدولة تسجيلهم في نظام موحد من أجل تتبع ومراقبة نشاطهم.
***
أصبحت ممارسة إدارة شبكة الإنترنت، والسيطرة عليها في قيرغيزستان، أكثر انتشارًا بعد تغيير السلطة عام ٢٠٢٠، عندما وصل الرئيس جاباروف إلى السلطة. على عكس الرؤساء السابقين، يستخدم الرئيس جاباروف وسائل التواصل الاجتماعي، ومن المعروف أنه يتفاعل معها بنشاط، ويدير بشكل غير رسمي العديد من صفحات/مجموعات المعجبين أو الدعم على قنوات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل إنستجرام، وفيسبوك، وتليجرام، ويوتيوب، وواتساب. على الرغم من أن هذه الصفحات/المجموعات قد تبدو غير ضارة، إلا أنها تُساء استخدامها بشدة من أجل زيادة الاستبداد والممارسات المقيدة في البلاد (كما هو موثق في ملف Airtable العام). تقوم الشبكات الاجتماعية المؤيدة للرئيس بتضليل المعلومات وتفكيكها والتلاعب بها، وخلق دعم مصطنع للرئيس، وإضفاء الشرعية على هجمات السلطات على وسائل الإعلام غير الحكومية، والمجتمع المدني، والمدونين، ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. بعبارة أخرى، تشعر السلطات القيرغيزية بالقلق بشأن الكثير من “الحرية الرقمية” على الإنترنت وتفكر في التدابير التشريعية للحد منها.
كشف البحث عن قمع الحكومة القيرغيزية الحالية للمعارضة بالانخراط في التلاعب بالمعلومات، وإصدار قوانين تقييدية ومهاجمة وسائل الإعلام الحرة والصحافة الاستقصائية. أدخلت حكومة قيرغيزستان قوانين جديدة لتنظيم النشاط عبر الإنترنت، وتقترح تشريعات إضافية بشأن الوكلاء الأجانب للسيطرة على نشاط المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الأجنبية والحد منه، وعلى وسائل الإعلام الجماهيري للحصول على سيطرة أكبر على المدونين وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي ذات أكثر من ٥ آلاف متابع. تستخدم الحكومة “قانون الحماية من المعلومات الكاذبة”، المعروف أيضًا باسم قانون الأخبار الكاذبة، لإسكات منتقديها. شمل ذلك إغلاق موقع Azattyk، الوسيلة الإعلامية الممولة من الخارج التي تنتقد الدولة، واحتجاز ومراقبة الأفراد الذين يشاركون أو يعيدون نشر المعلومات التي تنتقد الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي. بالمثل، اضطر الصحفيون الاستقصائيون في قيرغيزستان للتعامل مع اتهامات متعددة، أو هجمات مختلفة، أو إجراءات قانونية اتخذت ضدهم. أحدهم، تيميروف بولوت، الذي أجُبر على مغادرة قيرغيزستان إلى روسيا في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٢٢.
بالإضافة لذلك، تحلل الأبحاث كيفية استغلال القيادات القيرغيزية لمنصات التواصل الاجتماعي لإطلاق حملات التأثير، وتعزيز شعبية الرئيس. ظهرت الصفحات والمجموعات الداعمة للرئيس جاباروف على العديد من منصات التواصل الاجتماعي، التي تشمل إنستجرام، وتليجرام، وفيسبوك، ويوتيوب، وواتساب، بهدف الحصول على دعم للرئيس خلال اللحظات الحرجة، ويديرها أفراد مرتبطون بشبكته غير الرسمية، وتلقي التمويل من مجموعات أو أفراد غير معروفين مؤيدين للرئيس. تعزز صفحات الدعم قرارات النظام الحالي وسياساته من خلال إنشاء محتوى الموالية للنظام (عادة مقاطع فيديو) ينُشر على العديد من منصات التواصل الاجتماعي، مع التعليق أيضًا على العناصر الإخبارية المثيرة للجدل التي تنشرها قنوات الوسائط النقدية. توجه مقاطع الفيديو هذه إلى المواطنين الناطقين باللغة القيرغيزية، غير المتعلمين، الذين يميلون إلى الوثوق بمصادر لم يتم التحقق منها، وينقلون معلومات غير مؤكدة ومبالغ فيها عمدًا.
بوجه عام، تزداد الحالة سوءًا، فيما يتعلق بحرية وسائط الإعلام وحرية الرأي في قيرغيزستان، حيث تبعث هذه التطورات على القلق لأن البلد كان نصيرًا للإصلاحات الديمقراطية في المنطقة منذ عام ١٩٩١. في الوقت نفسه، تعتبر السلطات القيرغيزية متفائلة جدًا بشأن التكنولوجيات المتقدمة ومبادرات التحول الرقمي. يتم تمويل معظم مشاريع التحول الرقمي المبتكرة من قبل المنظمات والوكالات الدولية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حيث تهدف لبناء حكم أكثر ديمقراطية، وشفافية، وشمولية، وفعالية. للفت انتباه المانحين الدوليين، أشارت حكومة قيرغيزستان إلى التحول الرقمي والتجارة الإلكترونية كأولوية في استراتيجيتها الإنمائية الوطنية “رؤية ٢٠٤٠” وخطة التنمية الخمسية المقابلة المسماة “قيرغيزستان الرقمية ٢٠٢٣-٢٠١٩”، التي تهدف لتحديث وتطوير الاقتصاد الوطني. تم إنشاء وزارة التنمية الرقمية والوكالة الحكومية لحماية البيانات الشخصية في عام ٢٠٢١، لضمان التحول الرقمي، والحوكمة الإلكترونية في البلاد. في ١٩ يناير/كانون الثاني ٢٠٢٣، قدمت وزارة التنمية الرقمية في جمهورية قيرغيزستان مشروعًا مفاهيميًا للمدونة الرقمية لجمهورية قيرغيزستان، الوثيقة التي تهدف لتنظيم العلاقات العامة في البيئة الرقمية. تعمل السلطات، على وجه الخصوص، بجد لتعزيز الاقتصاد الإلكتروني من خلال التجارة الإلكترونية، والابتكارات التقنية، وريادة الأعمال الرقمية، والمجمعات التقنية، مع المانحين والمستثمرين الدوليين.
تميل السلطات القيرغيزية إلى اللعب بين هذين القطبين الرقميين المتضاربين على الصعيدين المحلي والدولي: أحدهما يهدف إلى تقييد “الحرية الرقمية”، والآخر يهدف إلى حكم ديمقراطي شفاف من خلال التحول الرقمي، وبناء اقتصاد إلكتروني.
أقرأ التقرير الكامل هنا.
ما يزال التحول الثقافي للكوريين السوفييت في آسيا الوسطى مستمرًا
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
مشاركة عبد الصبر، مسلم كوري في قرغيزستان، لقصة اعتناقه الإسلام. لقطة من قناة المجلة الإسلامية “أُمة” على يوتيوب.
قصة الكوريين السوفييت في آسيا الوسطى تزداد سحرًا. يُطلعنا الفيديو الذي أصدرته قناة المجلة الإسلامية “أُمة” على يوتيوب في أبريل/نيسان 2023 قصص 6 كوريين محليين اعتنقوا الإسلام في قرغيزستان.
جاء الكوريون إلى آسيا الوسطى لأول مرة منذ حوالي 90 عامًا. في 1973، أُرْسِل 171781 كوري يعيشون في مقاطعات الشرق الأقصى للاتحاد السوفيتي عنوةً إلى كازاخستان وأوزبكستان، اللتان كانتا تحت السيطرة السوفيتية. أرسلت السلطات هؤلاء الكوريين بعيدًا خشية أن يكونوا جواسيس يابانيين يساعدون العدو في الحرب بين السوفييت واليابان.
انتقل واستقر بعض أولئك المُرحّلين في دولة قرغيزستان المجاورة، التي يقطنها 17 ألف كوري. الكوريين في قرغيزستان من المسيحيين بصفة رئيسية، موزعين على الطوائف الدينية الأرثوذكسية، والكاثوليكية، والبروتستانتية. ينتمي العشرات إلى المجتمع البوذي الصغير في قرغيزستان، حوالي 120 عضو.
يختلف الكوريون المحليون في قرغيزستان اختلافًا كبيرًا عن الكوريين الجنوبيين والشماليين. لديهم تقاليدهم وعاداتهم الخاصة، مندمجون في المجتمع القرغيزي في الثقافة المحلية، والزواج بين الأعراق مع القرغيزيين، والأعراق الأخرى.
إليكم فيديو يوتيوب عن حياة الكوريين في قرغيزستان.
أصبح اندماجهم أكثر تعقيدًا بعد اعتناق بعضهم الإسلام في مطلع الألفية. يُسْتَعرض هذا التيار في القصص الشخصية الست، التي شاركتها “أُمة”. غيرَّ جميع الرجال الستة أسماءهم، لتناسب هويتهم الجديدة. ليس تغيير الأسماء بالأمر الجديد — أجبرت السلطات السوفيتية الكوريين على تغيير أسمائهم لأسماء روسية، بعد انتقالهم إلى آسيا الوسطى في 1937.
هذا فيديو يوتيوب من “أُمة” عن كيفية اعتناق الكوريين الإسلام في قرغيزستان.
كان يوري محمد يوسف، أول من اعتنق الإسلام بينهم في 2004. يُعد تغيير دينه أمر غير قابل للتصديق، حتى بالنسبة إليه. يقول يوري، “إن قال لي أحدهم في مطلع الألفية، أني سأقرأ القرآن بالعربية، كنت لأجيبه بأن ذلك مُحال، ومحض خيال”.
تختلف دوافعهم الكامنة وراء اعتناقهم الإسلام. أصبح عبد الواحد، فلاديمير سابقًا، مسلمًا في 2008 بعد وفاة صديقه المقرب الروسي بعد اعتناقه الإسلام. بعد اعتناق صديقه، كان الوحيد غير المسلم بين أصدقائهم الثلاثة من قرغيزستان، وروسيا، وكوريا. يشاركنا عبد الواحد: “اعتبرت وفاته إشارة. كان الله يخبرني بألا أتأخر [على اعتناق الإسلام]”. يُضيف، “أخبرني الله أن أكون عبدًا له، فوافقت”.
وجد أربعة منهم إجابات أسئلتهم عن معنى الحياة في الإسلام. يشارك محمد علي اعتناقه الإسلام ليتعامل مع الأصوات داخل رأسه. يعتقد محمد أن الجن تملكه. خلال عام من اعتناقه الإسلام، اختفت الأصوات، وعادت حياته إلى طبيعتها.
اعترف الرجال بأنهم قلقوا من ردة فعل أصدقائهم وأفراد عائلاتهم تجاه قراراهم. اعترف صُليح: “كنت قلقًا عما سيقوله الآخرين عن اعتناقي الإسلام”. في بعض الحالات، كما حدث مع محمد علي وصُليح، دعمهم أفراد عائلاتهم واعتنقوا الإسلام أيضًا. بالنسبة ليوري محمد، كان الحال مختلفًا، كان عليه إعداد نظام دعم جديد. يوضح يوري، “غيرَّ الله عائلتي”، مُشيرًا إلى أنه تزوج مجددًا وبدأ عائلة جديدة.
كان تحولهم ناتج أيضًا عن إعادة أسلمة قرغيزستان، الذي بدأ في 1991 بعد استقلال قرغيزستان. أدت هذه العملية لازدهار عدد المساجد والمعاهد الإسلامية، من 38 مسجد وانعدام المعاهد في 1991 إلى 2699 مسجد و125 معهد في 2023. كما واكبت الدعوة مسيرها، مما أدى لارتفاع عدد المسلمين الملتزمين والمعتنقين الجدد. بينهم هؤلاء الستة وكوريين آخرين ما يزال تحولهم جاريًا في آسيا الوسطى.
]]>المناخ والطبيعة في قيرغيزستان مثاليان للنحل
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
يُنتج أنقى عسل في العالم في جبال آسيا الوسطى النائية بواسطة مربي النحل الهنغاريين. هكذا تقوم الشركة المجرية فولمر Fulmer، المتخصصة في إنتاج وتعبئة العسل، بتسويق عسلها أميركال من منطقة توكتوغول في قرغيزستان. تم اختيار هذا الموقع بالذات بعد أن زار ممثلو الشركة البلاد، وحصلوا على العسل من مقاطعات مختلفة، وأعادوه إلى هنغاريا للاختبار. في وصف منطقة توكتوغول، يقول فرنس تاكاس من فولمر: “هذه جنة للنحل لأنها جنة للزهور”.
إليكم فيديو يوتيوب عن عسل أميركال من شركة فولمر.
في عام 2022، أسست شركة فولمر منحلًا في واحدة من أكثر المناطق النائية في شمال غرب قرغيزستان. يقع حقل الشركة على بعد مئات الكيلومترات من أقرب مستوطنة. قد تكون عملية شركة فولمر في قرغيزستان جديدة، لكن الشركة تملك أكثر من 90 عامًا من الخبرة في تربية النحل في موطنها هنغاريا. أسس جد فيرينك، جيورجي فولمر، منحلته الأولى في عام 1929 في مقاطعة سوموجي، في جنوب غرب المجر. بقيت حرفة تربية النحل في العائلة، ووسعت شركة فيرينك أعمالها، وحولت فولمر إلى أكبر شركة لتعبئة العسل في البلاد في التسعينيات. يدير الشركة الآن الجيل الرابع، أبناء فيرينك، بوتي وبيتي.
ههنا فيديو يوتيوب عن تاريخ شركة فولمر.
يتوافق أصل تربية النحل لدى شركة فولمر مع تاريخ إنتاج العسل في قرغيزستان. حاز عسل قرغيزستان على العديد من الجوائز والمسابقات الدولية على مر السنين. في القرن العشرين، عندما كانت قرغيزستان جزءًا من الاتحاد السوفيتي، كانت ثالث أكبر منتج للعسل في الاتحاد، بعد روسيا وأوكرانيا. في ذلك الوقت، كانت قرغيزستان تمتلك 500 ألف مستعمرة نحل وتنتج 12 ألف طن من العسل سنويًا.
بعد استقلال قرغيزستان في عام 1991، انخفض عدد مستعمرات النحل إلى أقل من 100 ألف، وانخفض الإنتاج السنوي إلى 2000 طن. يعود إحياء صناعة تربية النحل في قرغيزستان، جزئيًا، لارتفاع الطلب خارج البلاد، بفضل النجاح المستمر في Apimondia، أكبر مؤتمر دولي لمربي النحل، حيث يحصل عسل قرغيزستان غالبًا على الجائزة الكبرى كأعلى جودة في العالم. أكبر خمسة مستوردين للعسل قرغيزستاني هم، الإمارات العربية المتحدة، واليابان، والكويت، والولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية.
يعتمد طعم ونكهة العسل في قرغيزستان على الأزهار والأعشاب قرب من مستعمرات النحل. Atbashy وToktogul وSuusamyr وIssyk Kol مناطق شهيرة لتربية النحل. حصل العسل من منطقة Atbashy في شمال شرق قرغيزستان على أربع جوائز ذهبية في Apimondia على مدار العقد الماضي. عسل كريمي أبيض مصدره نبتة واحدة، إسبارسيت. يمكن أن يستهلك عسل الأتباشي الأشخاص المصابون بداء السكري وممن يملكون حساسية تجاه أنواع أخرى من العسل.
منطقة توكتوغول، حيث تنتج شركة فولمر عسلها، تنتج أكثر أنواع العسل عطرية في البلاد، بسبب النكهة القوية لأزهار الصيف والأعشاب في المنطقة، بما في ذلك البرباريس، والخزامى، والتوت، والزعتر، والمريمية. يتميز عسل توكتوغول بخصائص غذائية وعلاجية أعلى من المتوسط، بسبب تنوع النباتات الفطرية، والعدد الكبير من النباتات الطبية الموجودة في المنطقة.
كانت مسألة وقت فقط، قبل أن يستفيد النحالون الأجانب من البيئة الفريدة التي تقدمها قرغيزستان للنحل وإنتاج العسل. كانت شركة فولمر الأولى. يقول بوتي، واصفًا قرار إنشاء المنحل في قرغيزستان: “لم نرغب فعله بالطريقة السهلة – أردنا فعله بالطريقة الصحيحة”. يضيف، منطقة توكتوغول هي “المكان الوحيد الذي يمكنك فيه صنع مثل هذا العسل”. يتمثل نهج فولمر في إنتاج العسل بأقدم طريقة وطبيعية ممكنة، من هنا يأتي الموقع البعيد لعملهم. قام فيرينك وأبناؤه ببناء خلايا النحل من تجاويف الأشجار، لأن هذا هو المكان الذي يعيش فيه النحل عادة في الطبيعة. يلاحظ بيتي أن الشركة تطبق “تقنيات منحلة بيئية بالكامل، الأمر الذي يتطلب الكثير من الجهد”.
هدف فيرينك الطموح “إعطاء الناس أفضل ما في العسل” أوصله إلى آسيا الوسطى، على بعد آلاف الكيلومترات من وطنه، وسلطت الضوء إلى المنطقة، بإمكاناتها الهائلة في تربية النحل.
]]>المنطقة مُعرضة للضغوط الناجمة عن المناخ بشكلٍ استثنائي
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
بُحيرة إيسيك كول في قرغيزستان. تَغمُّر الكوراث البيئية المُتفاقمة آسيا الوسطى بفعل أزمة المناخ. الصورة مستخدمة بموجب رخصة نَسب المُصنَّف – غير تجاري – الترخيص بالمثل 2.0 عام.
تواجه دول آسيا الوسطى —كازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان— تحدياتٍ بيئية جسيمة، تزدادُّ تفاقُّمًا بفعل أزمة المناخ. تُعد هذه المسائل معقدة ومتداخلة، وغالبًا ما تكون متجذرة في الإرث السوفيتي المُشترك للبلدان.
في 2 ديسمبر/كانون الأول، اجتمعت دول آسيا الوسطى لعقد حِوار آسيا الوسطى الرفيع المستوى حول التغيُّر المناخي والتكيُّف معه في طشقند، عاصمة أوزبكستان. اجتمع ممثلون حكوميون من كافة بلدان آسيا الوسطى، إضافة للسلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني وممثلين من القطاع الخاص، لإقامة حوار متعدد الأطراف و”تطوير رؤيا طويلة الأجل لبناء القُدرة على الصمود في مواجهة التغيُّر المناخي والكوارث الطبيعية باتخاذ إجراءات مناخية شاملة معًا”. كانَّ عَقْدُّ اجتماعًا متعدد الأطراف بين دول المنطقة أمرًا نادرًا، وتمَّ في وقتٍ عاجل.
شملت قائمة القضايا كيفية مواجهة أزمة المناخ في آسيا الوسطى وكوراثها البيئية الموروثة: تلوث الهواء الكثيف، والتصحر، والتلوث النووي، والكارثة البيئية المتمثلة في زوال بحر آرال. وفقًا للبيانات الصادرة عن شركة IQAir السويسرية لتقنية جودة الهواء، تُصنَّف مُدن آسيا الوسطى من بين الأسوأ عالميًا من ناحية تلوث الهواء. تُظهر الدراسة أن المصدر الرئيسي لتلوث الهواء هو محطات الطاقة الفحمية السوفيتية القديمة التي كانت تُدفئ المُدن أثناء فصول الشتاء القارسة. يُعد التصحر مشكلة خطيرة أخرى — خلَصَّ الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، اتحاد عالمي للحكومة ومنظمات المجتمع المدني، إلى أن سبب التصحر في آسيا الوسطى كان التراجع الاقتصادي خلال تسعينيات القرن الماضي، الذي أدى لاعتماد النّاس بصورة أكبر على المحاصيل والماشية، مما دفعهم لقطع الغابات المحلية.
تُظهر صورة جوية لبحر آرال في 1989، يسارًا، و2014، المعدل الشديد لفقدان الماء. حقوق الصورة: ناسا، ملكية عامة.
التلوث النووي عامَّلٌ آخر لا يزال يُهدد حياة السكان المحليين في المنطقة. في كازاخستان، كان موقع سيميبالاتينسك موقعًا سابقًا للتجارب النووية السوفيتية في شمال شرقي كازاخستان. وفقًا لعلماء كازاخستانيّون، لايزال السكان القاطنون قُرب سيميبالاتينسك والمناطق المجاورة يعانون من مشاكل وراثية وأمراض سرطانية، بالرغم من مُضِّي أكثر من 30 عام على إغلاق موقع التجارب. في قرغيزستان، يتسبب تعدين اليورانيوم أيضًا في إلحاق أضرار جسيمة بصحة سُكان القرى المجاورة. وأخيرًا، في هذه القائمة الواقعية، ربما يكون زوال بحر آرال أكثر كارثة بيئية معروفة في المنطقة حيث استنزفَّ الري المكثف لإنتاج القطن في الحقبة السوفيتية ما كان يومًا أحد أكبر البحار الداخلية في العالم. يوثق منشور مُحبط صادر عن ناسا التراجُّع الصادم لمستويات الماء، حتى خلال الأعوام الأخيرة.
يُهدِّد تَعَرْقُل الاستجابة المُشتركة والفعالة جراء المشاكل المتأصلة في المنطقة الأوسع، منها الحكومات الاستبدادية، والفساد، وانتهاكات حقوق الإنسان، وإعاقة الحق الأساسي لحرية التعبير وتكوين الجمعيات وحرية الاجتماع، إضافة لعدم المساواة بين الجنسين. حتى الآن، لا يدعو السجل الحافل لدول آسيا الوسطى في إعاقة المجتمعات والأنشطة المدنية للتفاؤل. تَّتْبّع تحديثات مراقبة الشراكة الدولية لحقوق الإنسان لمرصد سيفيكوس حالة الحريات المدنية وتُصنف أوزبكستان وتركمانستان على أنها “مُغلقة” (انخفض تصنيف كازاخستان بعد أحداث العنف خلال يناير/كانون الثاني) وقرغيزستان على أنها “محجوبة”. كما تُصنف فريدوم هاوس جميع بلدان آسيا الوسطى على أنها “غير حُرة”، باستثناء قرغيزستان، المصنفة بأنها “حُرة جزئيًا”. بعبارة أخرى، يتعرض نُشَطاء المجتمع المدني في آسيا الوسطى لضغوطٍ مستمرة، ونادرًا ما تتمكن المنظمات غير الحكومية والنشطاء من العمل بفعالية على القضايا الحساسة المتعلقة بالبيئة. مما يعني أن المجتمع المدني — متضمنًا عَمّل مجموعات المجتمع المدني على المشاكل البيئية والتغيُّر المناخي — غالبًا ما يواجه صعوباتٍ بالغة في ظروف عمله.
في تقرير 2022 المكتوب لصالح الشراكة الدولية لحقوق الإنسان، استكشفَّ البروفسور سباستيان بيروز من جامعة جورج واشنطن كيف أن الافتقار لمساحة آمنة تُثار وتُطّرَح فيها المشاكل البيئية في المجتمع المدني يُشكل عائقًا كبيرًا أمام فعالية التدابير اللازمة للحد من آثار التغيُّر المناخي وحماية البيئة.
Central Asia states, like other authoritarian countries, stand out for their centralised, top-down management of environmental policy, which undermines government accountability and hinders the civil society engagement essential to raising environmental consciousness and proposing approaches to environmental issues. Authoritarian obstruction of CSOs’ independent environmental research, as well as the serious lack of dialogue between civil society and political authorities, constitutes a serious threat to the environmental future of the region and, consequently, the economic and social futures of its population.
تتميز دول آسيا الوسطى، كغيرها من الدول الاستبدادية، بإدارتها المركزية الهرمية لِسَّيَاسَة البيئية، التي تقوض مساءلة الحكومة وتُعيق مشاركة المجتمع المدني الضرورية لرفع الوعي البيئي ووضع سُبُّل للتعامل مع القضايا البيئية. تُشكل العرقلة الاستبدادية للأبحاث البيئية المستقلة لمنظمات المجتمع المدني، إضافة للافتقار الشديد للحوار بين المجتمع المدني والسلطات السياسية، تهديدًا خطيرًا على المستقبل البيئي للمنطقة، وبالتالي على المستقبل الاقتصادي والاجتماعي لسكانها.
تُظهر خريطة تقلُّص نهر فيدشينكو الجليدي في جبال بامير الطاجيكستانية. صورة مجانية الاستخدام على فليكر (نَسب المُصنَّف – غير تجاري – الترخيص بالمثل 2.0 عام).
التغيُّر المناخي خطرٌ مُحْدِق يُهدد آسيا الوسطى. يترتب عن ارتفاع درجات الحرارة ذوبان الأنهار الجليدية، وازدياد هطول الأمطار الغزيرة المسببة للانهيارات الأرضية المميتة، ومخاطر الفيضانات، وأضرار يستحيل تدراكها في الأنظمة البيئية في أنحاء المنطقة. يُقدر المصرف الآسيوي للتنمية الخسارة الإقليمية الشاملة للأنهار الجليدية بنحو 30% على مدى الأعوام 50–60 الماضية. فقدت كازاخستان، على سبيل المثال، ما يعادل 45% من أنهارها الجليدية الجبلية خلال الأعوام 60 الماضية. في قرغيزستان، يُقدَّر ذوبان الجليد بنحو 16% خلال الأعوام 70 الماضية، وفي طاجكستان، الأنهار الجليدية آخذة في التراجع أيضًا. يعزو علماء طاجكستان ذلك لارتفاع درجة الحرارة بنحو 15% خلال الأعوام 70 الماضية. تُعد الانهيارات الأرضية إحدى نتائج الذوبان الجليدي لكنها تنجم أيضًا عن تغيُّر معدلات هطول الأمطار المرتبطة بالتغيُّر المناخي، وتؤدي التضاريس الجبلية في أجزاء واسعة من آسيا الوسطى لتفاقم هذا الخطر. لا شكَّ في أن هذه الأحداث أضرت بالتنوع الحيوي المحلي.
للأسف، لا تُعالج حكومات آسيا الوسطى هذه المسائل بصورة منتظمة في وقتنا الحاضر. في تقرير الشراكة الدولية لحقوق الإنسان بشأن البيئة لعام 2022، وجدَّ سباستيان بيروز أن الحكومات في آسيا الوسطى غالبًا ما تفتقر للإرادة السياسية للعمل بشأن المناخ والبيئة وعادةً ما تكون تلك الجهود إذ وُجدت جُزءًا من استراتيجيات العلاقات العامة. وجدَّ بيروز أنه رُغمًا من تنفيذ جميع حكومات آسيا الوسطى للقوانين والاستراتيجيات اللازمة لحماية البيئة ومواجهة التغيُّر المناخي، إلا أنها كانت أقل نجاحًا في دمج هذه الاستراتيجيات في السياسة الاقتصادية. تعهدت دول آسيا الوسطى بخفض إنتاجها للغازات الدفيئة كجزء من معاهدة باريس. بالنظر للضباب الدخاني الكثيف البُنِّي الذي يغطي مدينة ألماتي هذه الأيام، إنه لأمر ننتظره بفارغ الصبر في آسيا الوسطى.
يعتقد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه لدى آسيا الوسطى القدرة على أن تُصْبح نقطة تحوّل فيما يتعلق بجهود العالم لمكافحة الاحتباس الحراري:
This region has a significant potential to make sizable contributions to global efforts to keep temperature rises below two degrees Celsius by reducing the output of greenhouse gases, modernizing production on farms, building climate-smart cities and infrastructure, protecting vulnerable ecosystems, and creating the transformational shift needed to move from a production-based economy that’s highly dependent on natural resources to a services-based economy that places greater value on natural resource protection and economic sustainability.
تتمتع هذه المنطقة بإمكانيات هائلة لتقديم مساهمات كبيرة للجهود العالمية للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة إلى ما دون درجتين مئويتين عبر الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتطوير الإنتاج في المزارع، وبناء مُدن وبنية تحتية مراعية للظروف المناخية، وحماية الأنظمة البيئية المعرضة للخطر، وخلق التحول الجذري اللازم للانتقال من الاقتصاد القائم على الإنتاج الذي يعتمد بدرجة كبيرة على الموارد الطبيعية إلى الاقتصاد القائم على الخدمات الذي يولي أهمية أكبر لحماية الموارد الطبيعية والاستدامة الاقتصادية.
لكن هذا لن يحدث حتى تمنح الحكومات في دول آسيا الوسطى المجتمع المدني والنشطاء حقهم في التعبير عن آرائهم عند مناقشة هذه المسائل.
شوهدَّ مِثال على كيفية تحقيق ذلك في كازاخستان قبل بضعة أعوام حيث كان من المفترض أن تُباع منطقة كوك جايلاو (“مرج أخضر” بالكازاخستانية) الخلابة في الجبال المجاورة لمدينة ألماتي من المتنزه الوطني المحمّي، وظهرت معلومات تُفيد ببناء منتجع تزلج في هذا المكان كجزء من مشروع بملايين الدولارات مُرتبط بأحد أغنى رجال كازاخستان، سيرجان جوماشوف، الذي كان أيضًا جُزءًا من مجلس مدينة ألماتي. كان من شأن إشراك الأموال الطائلة والسياسي المحلي الثري خلق قضية جدلية وقد اُعتُقِلَّ النشطاء المُحتجين بصفة دورية. مع ذلك، نظمَّ النشطاء المحليين المعروفين، والفنانين، والكُتاب، والمنظمات غير الحكومية احتجاجات وجمعوا أكثر من 30 ألف توقيع ضد المشروع. في 2019، بعد معركة دامت 8 أعوام، منعَّ الرئيس قاسم جومارت توكايف بناء المنتجع في كوك جايلاو.
للأسف، تندُّر هذه الأمثلة عن الاستماع لنشطاء البيئة في آسيا الوسطى. في قرغيزستان، على سبيل المثال، حاولت كلوب، منظمة إعلامية محلية غير حكومية، حل مشكلة الوصول للمياه النظيفة في القرى والمناطق النائية. وفقًا لكلوب، رغم تدفق الملايين من الأموال الدولية إلى قرغيزستان لتحسين الوصول للماء، تمكنت 123 قرية فقط من الوصول للماء الصالح للشرب على مدى العامان الماضيان، ما يترُك 300 قرية دون أي إمكانية وصول لمياه الشرب نهائيًا. في مشروعها الجديد، ساعدت كلوب أفراد المجتمعات النائية في تتبع مشاكل الماء ومساءلة المسؤولين المحليين لتأمين المياه النظيفة والصالحة للشرب في المناطق النائية. للأسف، تتعرض كلوب — إضافة لوسائل إعلامية مستقلة في قرغيزستان — حاليًا للضغط بسبب أنشطتها الصحفية، مما يعني أن عملها المجتمعي من أجل الماء معرض للتهديد أيضًا.
استنتج سباستيان بيروز في تقرير الشراكة الدولية لحقوق الإنسان بشأن المناخ لعام 2022:
The environmental situation will not improve without serious action by political authorities in the region. Such action should include allowing environmental CSOs, academics, and experts to freely conduct research, including on sensitive issues. Experts from institutes, think tanks and universities involved in the environmental sector must be able to work without pressure or fear of retaliations.
لن يتحسن الوضع البيئي دون اتخاذ السلطات السياسية لإجراء جاد في المنطقة. يجب أن يتضمن الإجراء السماح لمنظمات المجتمع المدني، والأكاديميين، والخبراء بإجراء الأبحاث، بما فيها تلك المتعلقة بالقضايا الحساسة، بحرّية. يعتقد خبراء المعاهد أنه يجب تمكين مراكز الأبحاث والجامعات المعنية بالقطاع البيئي من العمل دون أي ضغوطات أو الخوف من التعرض لأعمال انتقامية.
يُمثل المجتمع المدني الركيزة الأساسية لأي دولة سليمة. لذلك، نأمل أن دول آسيا الوسطى ستسمح للمجتمع المدني المحلي أن يُسمع على قدم المساواة مع مسؤولي الدولة، والخبراء الآخرين، والمجتمع الدولي ويُشْرْكْ في العمل لبناء منطقة أكثر قدرة على التكيف مع التغيُّر المناخي.
المقال بواسطة ميا تارب نورماغامبيتوفا، مستشارة آسيا الوسطى لدى الشراكة الدولية لحقوق الإنسان.
]]>غيرت لعبة الهوكي حياتي إلى الأبد
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
لقطة شاشة من قناة مانيشا على يوتيوب تعرض أغنيتها الأخيرة “الآن أو أبدًا” عن شابة ريفية قرغيزية تتعلم لعب الهوكي.
تورطت قيرغيزستان وطاجيكستان مؤخرًا في نزاع حدودي آخر قاتل، أدى لموجة هائلة من اللاجئين. لكن بالنسبة لمانيشا، المغنية الطاجيكية الروسية ونجمة يوروفيجن، تعتبر قرغيزستان مكان تتعلم فيه الفتيات لعب هوكي الجليد وتصبحن نساء متمكنات، كما تُظهر في أحدث فيديو موسيقي لها.
مانيشا ظاهرة في المشهد الموسيقي ما بعد الاتحاد السوفيتي: ولدت في طاجيكستان، واضطرت للفرار من الحرب الأهلية في البلاد مع عائلتها إلى روسيا، حيث أصبحت مغنية هيب هوب، مزجت بين اللغات الطاجيكية والروسية والإنجليزية، وحققت شهرة عالمية بتمثيلها روسيا في مسابقة الأغنية الأوروبية لعام 2021.
ما يميز مانيشا عن فناني البوب الآخرين في روسيا أنها تثير علنًا قضايا محظورة في المجتمع الطاجيكي أو الروسي السائد: رفض النظام الأبوي، ومكانة المرأة في المجتمعات التقليدية، وقبول المثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيًا، والاعتراف بالدور الرئيس لملايين المهاجرين من آسيا الوسطى الذين لا يزالون غير مرئيين إلى حد بعيد في روسيا. استشاط الكثيرون غضبًا من تمثيلها لروسيا في يوروفيجن، وطالبوا مجلس النواب منعها من الغناء تحت العلم الروسي، فيما انتقد رئيس اللجنة الثقافية بمجلس الدوما أغنيتها التي تحمل عنوان “امرأة روسية” لعدم تمثيلها للقيم الروسية.
أصدرت مانيشا، في 12 أكتوبر/تشرين الأول، فيديو موسيقي لأغنيتها “الآن أو أبدًا“، التي تجمع بين الروسية والقيرغيزية والإنجليزية. الشخصية الرئيسة في الفيديو فتاة قروية من قيرغيزستان تجد الشجاعة والطاقة لتعلم الهوكي -رغم كل الواجبات المنزلية التي تقع تقليديًا على عاتق المرأة- وتنضم إلى فريق الهوكي النسائي الوحيد في قيرغيزستان. ساهم في إنتاج الفيديو، الذي أخرجته مانيشا بنفسها، عدد من النساء، من بينهن المخرجة القرغيزية آية إبرايفا، بصفتها مخرجة سينمائية ومنتجة مشاركة.
يصف الفيديو بالتفصيل الحياة اليومية في منطقة جبلية، وظروف التدريب الأساسية، وعزيمة وإصرار اللاعبات.
مشهد من أغنية “الآن أو أبدًا” يعرض واقع الحياة اليومية للمرأة الريفية في قيرغيزستان، لقطة شاشة من قناة مانيشسا على يوتيوب.
مكنتها هذه التجربة، كما تستنتج الشخصية الرئيسة، من دراسة البرمجة؛ المهنة التي لا تزل حكرًا على الرجال في جميع أنحاء العالم، كوسيلة لإعالة نفسها وعائلتها. تختتم الأغنية قائلة: “لقد غير الهوكي حياتي إلى الأبد، واتضح أن العالم أكبر من قريتي”.
رغم أن مانيشا لم تأتِ على ذكر الصراع الأخير بين الطاجيك وقرغيزستان، إلا أن الأغنية صدرت في وقت حرج حاملةً معها رسالة تضامن النساء وتقاسمهن المشقات. يمكن العثور هنا على قائمة تشغيل الأصوات العالمية التي تضم أفضل أغاني مانيشا النسوية:
]]>الاتجار بالبشر، الظّاهرة ما بعد الجائحة في آسيا الوسطى
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
رجل يقصّ شعر رفيق مهاجر من آسيا الوسطى داحل شقّة في موسكو. صورة التقطها “فراد س.”، من فليكر (CC BY-NC 2.0).
في الثاني من شهر أغسطس/آب 2022، أدانت محكمة في كازاخستان الكازاخستاني “مراد ميربيكوف”، البالغ من العمر 56 سنة والمقيم بجورجيا، بالسّجن لـمدة 15 سنة، في قضية اغتصاب والاتجار بالبشر؛ أمّا شريكه المزعوم في الجريمة، الجورجي “بيسيك توردوا”، المُتّهم بالاغتصاب والتسبب بالانتحار، فقد توفي عندما كان موقوفًا في جورجيا يوم 15 يوليو/تموز.
كشف الحادث عن عصابة اتجار بالبشر دولية تهدف إلى الاستعباد الجنسي وعرقلة التّعاون القانوني. وفق التّقرير القضائي فإنّ المُدان المزعوم دعا قريبته المُسماة “أسيل أيتباييفا”، البالغة من العمر 26 سنة، إلى المجيء إلى جورجيا، ووعدها بأن يجد لها عملاً؛ إلاّ أنّه اغتصبها وبالتّالي “ختم صفقته”، بعد ذلك مرّرها لشريكه؛ وحسب الادعاء الجورجي، فإنّ الضّحية ألقت بنفسها من الطّابق الثّامن لمبنى سكني مُتواجد في عاصمة جورجيا، “تيفليس”، يوم 5 مايو/أيار، بعدما اغتصبّها الرّجال وهدّدوها، وهذا ما أدى إلى توقيف “توردوا”. لكن غياب اتفاقية لتسليم المجرمين بين جورجيا وكازاخستان أدى، بطبيعة الحال، إلى محاكمتين منفصلتين في كلا البلدين، بحيث عاد “ميربيكوف” إلى كازاخستان يومًا واحدًا قبل الوفاة المُروّعة لأيتباييفا.
في اليوم الموالي، تمّ إنقاذ 10 أوزباكي من الاستعباد الوظيفي في “ألماتي”، وهي المدينة الكبيرة في كازاخستان، من خلال عملية تنسيق بين الشرطة الكازاخستانية والقنصلية العامة لأوزباكستان، انكشف من خلالها المسألة الفظيعة المتمثلة في الاتجار بالبشر والأنماط الحديثة للاستعباد في منطقة آسيا الوسطى بشكل عام، وفي كازاخستان بشكل خاص. حسب التّقرير الرّسمي لوزارة الداخلية الكازاخستانية، عُرضت، خلال الستة أشهر الأولى لسنة 2022، 57 حالة قضائية فقط متعلّقة بالاتجار بالبشر، مُقارنة بـ 103 حالة عُرضت سنة 2021. يعدّ الأشخاص المتواجدون تحت الضّغط للاستعباد الجنسي أو العمل القسري هم أجانب كُثر، حيث غالبًا ما ينجذبون إلى وعود لإيجاد فرص عمل.
تُعتبر الأزمة الاقتصادية وانقطاع الإنفاق العمومي، المتسبّبان في ظاهرة البطالة، عوامل زادت من خطر وقوع فئات من الأشخاص، لاسيما منهم المُستضعفين، ضحايا تجارة الرّقيق الحديثة أو الاتجار بالبشر، كما يُطلق عليها قانونيًا، كما أنّ الكساد الذّي سبّبته جائحة “كوفيد 19″، ضاعف كثيرًا عدد الأشخاص الذّين يتّجهون نحو عصابات الاتجار بالبشر. أضف إلى ذلك، نجم عن الغزوّ الرّوسي على أوكرانيا والحرب الدّموية التّي تدوم منذ أكثر من خمسة أشهر، الملايين من اللّاجئين، ووجد الكثيرون أنفسهم عالقين في أماكن غزتها القوات الروسية أو حاصرتها، وهذا يُضاعف خطر الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي؛ فخلال الشهرين ونصف الأوليين من بداية الحرب، نجم عنها فقدان قُرابة خمسة ملايين مناصب عمل في أوكرانيا فقط.
عائلة من اللاجئين الأوكرانيين في الممّر الحدودي لـ “ريني كاهول” بين أوكرانيا ومولدافيا. صورة التقطتها Women، من فليكر (CC BY-NC-ND 2.0).
فيما يخصّ منطقة آسيا الوسطى، فإنّ الكساد، والبطالة، وانقطاع التّدفق التّجاري والمالي النّاجم عن الحرب، خلق هلعًا في نزوح الملايين من العمال المهاجرين من آسيا الوسطى إلى روسيا. حسب بيانات لسنة 2020، فإنّه من بين 11.6 مليون مهاجر دولي الذّين يعيشون في روسيا الفيديرالية، يوجد 41% أتوا من أربع دول لآسيا الوسطى: كازاخستان (22%)، أوزباكستان (10%)، قيرغيزستان (5%) وطاجيكستان (4%)، وعدد كبير منهم هم عمّال مهاجرون. تمثّل مداخيل العمال المهاجرين في البلدان مثل قيرغيزستان وطاجيكستان حوالي ثلث الناتج القومي المحلي؛ وبما أنّهم يشعرون بالخوف من فقدان عملهم ومداخيلهم، فهم يلجؤون للبحث عن العمل بصفة مستعجلة في بلدان جديدة وغير معروفة، مثل اليابان وكوريا وحتّى المملكة المتّحدة؛ وهذا، بطبيعة الحال، ما يزيد من مخاطر الاتجار بالبشر. إضافة إلى ذلك، وبما أنّه يبدو من المستحيل أن تنتهي الحرب والعقوبات في مستقبل قريب، فإنّ فقدان العمال المهاجرين لمناصب عملهم، بصفة متتالية، مع الاحتمال بالعودة إلى بلدانهم الأصليين، يمكن أن يؤدي إلى انهيار اقتصادي هائل في المنطقة كالبطالة وضغوطات هائلة على سوق الشّغل في آسيا الوسطى.
قبل فترة الاجتياح الروسي لأوكرانيا بكثير، كانت روسيا البلد الأصلي أو بلد العبور أو الوجهة لقرابة 1.5 مليون من العصابات، حيث ضمّت قضايا العمل القسري والاستغلال الجنسي، والآتين مُعظمهم من البلدان المجاورة. إضافة إلى ذلك، فقد كشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن وجود إساءة واستغلال شاملين تجاه العمال المهاجرين في روسيا، حيث يُحتجز أجرهم أو يؤخّر في تسديدها، كما تُحتجز جوازات سفرهم أو رخص عملهم. لا يزال مصير العمال “غير النّظاميين” أكثر قتامة: فالنّظام دون تأشيرة لكثير من دول آسيا الوسطى، إلى جانب الصّعوبات البيروقراطية للحيازة على سجل أو تراخيص عمل في روسيا، دفع بالعديد من المهاجرين إلى انتهاج الطّرق غير القانونية. حسب الادعاء الروسي، فإنّ 99% من الحالات القضائية المتعلّقة بالاتجار بالبشر في روسيا لعام 2020، تخصّ تنظيمات للدّعارة أو مؤسسات لتوزيع المواد الإباحية، فالمهاجرون “غير النّظاميين” الذّين يحاولون تجنب التّقرب من السّلطات الأمنية، غالبًا ما يقعون ضحايا هؤلاء المجرمين.
عمال مهاجرون يشتغلون في مجال البناء في الضّواحي الروسية. صورة التقطها “مارسيل كروزي”/”إيلو”، من فليكر (CC BY-NC-ND 2.0).
يضع التّقرير السّنوي الحالي لإدارة الولايات المتحدة الأمريكية، المتعلّق بالاتجار بالبشر، روسيا من بين الدّول ذات مستوى 3 (أسوأ مستوى مُحتمل) بصفة تقليدية، إلى جانب أفغانستان والصين وتركمانستان، في حين تُصنّف باقي آسيا الوسطى، بما فيها منغوليا، من بين الدّول ذات مستوى 2. إضافة إلى نظام قانوني وإداري غير فعّال، غالبًا ما يؤدي هذا إلى إساءة واستغلال العمال المهاجرين، ممّا يفسح المجال للإتجار بالبشر؛ ويكشف التّقرير على أنّ اللّجوء إلى العمل القسري في شمال كوريا وتجنيد الأطفال في منطقة دومباس الخاضعة لروسيا في شرق أوكرانيا، يتمّ تلقائيًا، منذ 2014. منذ بداية الحرب في شهر فبراير/شباط 2022، فإنّ حالة الاتجار بالبشر، والتّي هي بالفعل فظيعة في روسيا، تفاقمت أكثر بكثير، مثلما تكشفه التّقارير المُفجعة بخصوص اللّجوء التّلقائي إلى العنف الجنسي من طرف الجنود الروس في أوكرانيا، وإعادة توطين، بصفة قسرية، لآلاف من المدنيين الأوكرانيين في روسيا، وإنشاء “معسكرات التّصفية”.
الصين، القوّة الإقليمية الأخرى، تورطت تلقائيًا في نشاطات وسياسات ضدّ الشّعوب المسلمة في منطقة “ويغور” في “سينكيانغ” ذات الحكم الذّاتي، في الشّمال الشّرقي للبلاد، والتّي توصف كجرائم ضدّ الإنسانية، إذ أنّ المُحتجزين داخل ما يسمى “معسكرات إعادة التّأهيل” يُخضعون للتّعذيب والعنف الجنسي والعمل القسري. في معسكرات الاحتجاز، وكما تظهره التّقارير، تُنقل قسرًا الشّعوب المسلمة من “سينكينغ”، وهي في غالبيتها من الإيغور، في منشآت صناعية المتواجدة في كامل أنحاء الصين، والتّي تضمّ العلامات التّجارية العالمية المعروفة مثل “آيبل” وبي أم دوبل يو” و”نايك” و”سامسونغ”.
فتاة أفغانية، ذات 1′ سنة، تعمل في مخيّمات اللاّجئين الأفغان في “رافسانجان”، إيران. صورة التقظتها منظمة ليونيسيف إيران، من فليكر (CC BY-ND 2.0).
فيما يخصّ أفغانستان، البلد الآخر للمنطقة، وهو ذو ماضٍ مؤسف في الاتجار بالبشر، فإنّ المخاطر ومستوى الفئات المستضعفة من السّكان تضاعف كثيرًا بعد وصول طالبان إلى الحكم في شهر أغسطس/آب 2021، ممّا سبّب في نزوح فوري 900 ألف شخص آخرين داخل وخارج البلد؛ وبالتّالي، بلغ عدد اللاّجئين الأفغان الذّين تمّ تسجيلهم رسميًا في البلدان المُجاورة مليونين، وفي بلدان مثل تركيا، التّي استقبلت ما بين 200 و600 ألف أفغاني، وحتّى قبل وصول طالبان. بغض النّظر عن الانخفاض الهائل في النّمو الاقتصادي وتدني الرّفاهية بعد الاستحواذ على زمام السّلطة، أصبح الاتجار بالبشر وإنتاج الهيرويين القطاعين الوحيدين في الاقتصاد، حيث ازدهرا بعد سقوط الحكومة الأفغانية؛ ففي شهر يوليو/تموز 2021، شرع طالبان في تجميع قوائم متمثلة في أسماء البنات اللاّئي بلغنّ أعمارهنّ أكثر من 15 سنة، لتزويجهنّ مع مقاتلين من طالبان، وحسب التّقرير الأخير للإتجار بالبشر، فإنّ مُعظم الأشخاص محل تجارة الرّقيق في أفغانستان هم أولاد ذكور، بحيث يُشغّل أكثر من مليون ولد، البالغين أعمارهم ما بين 5 إلى 17 سنة، في الأعمال القسرية والاتجار الجنسي، “كما أنّ الأولاد هم أكثر ضُعفًا من البنات كي يقعوا ضحايا الاتجار”، لاسيما الاستغلال الجنسي.
في الوقت ذاته، فإنّه رغم الانخفاض الطفيف، ولكنّه ثابت فيما يتعلّق بالعدد الإجمالي لحالات وضحايا الاتجار بالبشر في دول آسيا الوسطى، ما بعد الفترة السوفياتية، في السّنوات الأخيرة، والتّفاؤل الذّي أحدثته، إلاّ أنّه يمكن أن تصبح، الآن، هذه الدّول مناطق غير مستقرة وسط النّزاعات والأزمات التّي تشهدها المنطقة وضواحيها.
]]>الحرب الروسية الأوكرانية والرد الرسمي عبر آسيا الوسطى
نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية
مؤتمر صحفي مشترك بين وزير الخارجية القرغيزية رسلان كازاكباييف (على اليسار) ووزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف (على اليمين). موسكو، 5 مارس/آذار 2022. لقطة شاشة من قناة يوتيوب التابعة لوزارة الخارجية الروسية
كشف الغزو الروسي لأوكرانيا والطريقة التي تصاعد بها إلى حرب كاملة أسس الهندسة الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية في آسيا الوسطى، مما أجبر الحكومات والمواطنين على اتخاذ موقف، واختيار أحد الجانبين في هذا الوضع الجديد “الخاسر/الخاسر”. بالإضافة للتفاعلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية طويلة الأمد بين روسيا ودول وسط آسيا، ما بعد الاتحاد السوفيتي، تنتمي ثلاثة دول، كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي CSTO، التحالف العسكري بقيادة روسيا، بينما كازاخستان وقيرغيزستان عضوان كاملان العضوية في الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي (EAEU). علاوة على ذلك، تشكل التحويلات، ومعظمها من روسيا، ما يقرب من ثلث الناتج المحلي الإجمالي لقيرغيزستان، في حين أن كازاخستان هي الدولة الوحيدة في آسيا الوسطى التي تشترك في الحدود البرية مع روسيا، كما أنها موطن لأكثر من 18 في المائة من السكان من أصل روسي.
في ظل هذه الظروف، استجابت كل دولة للحرب بشكل مختلف – من تجاهلها تمامًا إلى دمج مصالحها الوطنية فيها، والتكيف مع المسار المتغير للحرب، بينما تحاول مقاومة الضغط الروسي.
لخّص أكيلبك جاباروف رئيس مجلس وزراء قيرغيزستان الحالة بصعوبة:
«Буду откровенен, от нас со всех сторон требуют какого-то определения, требуют озвучить поддержку какой-то стороне конфликта».
سأكون صادقًا، هم يطالبون بإلحاح من جميع الجهات. إنهم يطالبون بأن نختار طرفًا في هذا الصراع.
في 22 فبراير/شباط 2022، بعد الاعتراف الروسي بالكيانات الانفصالية في شرق أوكرانيا، علّق الرئيس القرغيزي صدير جاباروف أن روسيا ربما كانت مضطرة للاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين لحماية السكان المدنيين في منطقة دونباس، حيث يقيم العديد من المواطنين الروس. أضاف أن الاعتراف بأية دولة هو حق سيادي لأي دولة.
كما اتخذ وزير الخارجية الكازاخستاني، مختار تلوبيردي، موقف مبرر مشابه حيث لم يكتف بالإشارة إلى فشل الغرب في الاستجابة على النحو الواجب لمقترحات الاتفاق الروسي إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بل جلب “الأزمة الإنسانية في جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك”. أكد، مع ذلك، أن “مسألة اعتراف كازاخستان بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية كانت غير مطروحة”.
في 24 فبراير/شباط، اليوم الذي غزت فيه روسيا أوكرانيا، عُقد اجتماع المجلس الحكومي الدولي الأوروآسيوي (EIC) الذي يمثل رؤساء حكومات الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان. تتألف التغطية الموسعة لهذا الحدث من خطاب التكامل والإحصاءات الاقتصادية، متجاهلة تمامًا المشكلة الكبرى.
كما هو متوقع، وسط القصف المكثف للمدن الأوكرانية، كانت كل الأنظار على رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، الذي عقد اجتماعات منفصلة مع الرئيس توكاييف، إلى جانب اجتماع EIC، حيث ذكر موقعه الرسمي على الإنترنت تدابير مشتركة لمنع تراجع مستوى التجارة وسط تصاعد الصراع في أوكرانيا وإطلاق عقوبات مناهضة لروسيا. كما التقى مع عليخان سمايلوف، رئيس الوزراء الكازاخستاني المعين حديثًا. مع ذلك، على عكس التقرير الكازاخستاني الرسمي، الذي فضّل تخطي الصراع تمامًا والتركيز على الأمور الاقتصادية، فقد بثت وكالات الأنباء الروسية قول ميشوستين بشكل متكرر:
Страны Запада пытаются иногда и разобщить нас, и здесь своим присутствием в это сложное время мы говорим всем, что мы вместе.
تحاول الدول الغربية تفريقنا من وقت لآخر، وبوجودنا هنا في هذا الوقت الصعب نقول للجميع أننا معًا.
رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين يزور الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في نور سلطان لقطة شاشة من قناة Semirechie
“التكاتف” والتضامن الذي طال انتظاره مع روسيا، والذي حاول ميشوستين يائسًا استحضاره في نظيره الكازاخستاني، سرعان ما شعر به خلال اجتماعه مع أكيلبك جاباروف، الذي استدعى اقتباسًا ملحميًا للرئيس القرغيزي:
Мы были 200 лет с Россией и готовы еще 300 лет быть вместе с ней.
.كنا مع روسيا لمدة 200 عام ومستعدون لأن نكون معها لمدة 300 عام أخرى
بالطبع اختار مجلس الوزراء القرغيزي حذف هذا الاقتباس في تقريرهم. من المثير للاهتمام، أن الرئيس القرغيزي اشتهر بالإشارات التاريخية إلى روسيا، حيث كتب أيضًا مقالًا عن العلاقات القرغيزية الروسية بعنوان “علاقات الحلفاء” (Союзнические узы) في فبراير/شباط 2021، عشية رحلته الدولية الأولى باسم الرئيس، قبل ذلك، خضع لحجر صحي كبير من أجل مقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيًا. مع أسلوب الموافقة، أشاد المقال بروسيا “لتوفيرها السلام على طول حدود دولتها”، وأدعى بشكل غامض أن الضم الروسي لقيرغيزستان في القرن التاسع عشر سهّل ظهور الأخيرة كدولة موحدة.
كما أجرى الرئيس القرغيزي محادثة هاتفية مع بوتين في 26 فبراير/شباط، أي بعد يومين فقط من الحرب، والتي قدمها مكتب الرئيس على أنها واحدة بشأن “الوضع في أوكرانيا”. مع ذلك، “تم الكشف” عن محتوى محادثتهما من قبل العديد من وسائل الإعلام الروسية، بما في ذلك الموقع الرسمي للرئيس الروسي ووكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة. حسب قولهم، عند الاعتراف بمسؤولية كييف في تدمير ترتيبات مينسك، أيد رئيس قيرغيزستان “الإجراءات الحاسمة من قبل الجانب الروسي في حماية السكان المدنيين في دونباس”. أثار هذا “التأييد” للعدوان العسكري الروسي في أوكرانيا رد فعل فوري، حيث استدعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سفيرها في قرغيزستان لتبرير المسؤولين القرغيزيين للعدوان الروسي على أوكرانيا.
في 9 مارس/آذار، أثناء مخاطبة Jogorku Kenesh ، مجلس نواب قيرغيزستان، سلط الرئيس جاباروف الضوء على موقفه من الحرب الروسية الأوكرانية:
Албетте биз кичинекей эле өлкөбүз. Биздин согушту токтотуп коюуга таасирибиз деле жетпейт. Ошондуктан биз калыс өлкө болушубуз керек.
بالطبع، نحن دولة صغيرة. تأثيرنا لن يكون كافيًا لوقف الحرب. لذلك، يجب أن نظل دولة محايدة.
بشكل غريب، استبدلت الترجمة الروسية لخطابه على موقعه الرسمي على الإنترنت الكلمة القرغيزية لكلمة “حرب” (согуш) بكلمة “صراع”، مما جعلها أكثر جاذبية لروسيا، التي اشتهرت بعدم شرعية تسمية “الحرب”. مع ذلك، ربما كان وزير خارجية قيرغيزستان رسلان كازاكباييف ذهب لأبعد من ذلك في تهدئة المشاعر الروسية، لأنه في المؤتمر الصحفي في موسكو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في 5 مارس/آذار 2022، صرح أن “كل من أوكرانيا وروسيا هما ضحايا هذا الصراع”.
من بين جميع قادة آسيا الوسطى، كان الرئيس الكازاخستاني توكاييف الشخص الوحيد الذي أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الأوكراني، إلى جانب مكالمات متكررة مع بوتين. من خلال القيام بذلك، أثناء تحدثه باللغة الروسية، اختار مرادفات محايدة للغاية، متجنبًا الإشارة إلى الحرب، كما فعل في مؤتمر حزب نور أوتان الحاكم (الذي أعيد تسميته لاحقًا بأمانات) في 1 مارس/آذار 2022، نقلاً عن النسخة الروسية من “السلام السيئ أفضل من الحرب الجيدة “(худой мир лучше доброй ссоры) مع” الصراع” (ссора) بدلاً من” الحرب” (война)، على الرغم من أنه لم يتردد في ذكر الحرب في تغريداته باللغة الإنجليزية.
«A bad peace is better than a good war.» Without peace, there will be no development. Kazakhstan is ready to provide its good office, if needed.
— Qasym-Jomart Toqayev (@TokayevKZ) March 1, 2022
“السلام السيء خير من الحرب الجيدة”. دون سلام لن تكون هناك تنمية. كازاخستان مستعدة لتقديم مساعيها إذا لزم الأمر.
في 4 أبريل/نيسان، عندما تم الكشف عن أدلة للفظائع الروسية المروعة في بوتشا، نشر مقالًا باللغة الإنجليزية في The National Interest، حيث أكد احترامه لوحدة أراضي أوكرانيا، حتى أنه أشار إلى العدوان الروسي في أوكرانيا بكلمة “الحرب”. يجب على المرء أن يتذكر أنه في مقابلته عام 2019 مع دويتشه فيله، كان مترددًا في استدعاء ضم شبه جزيرة القرم، حيث قال بشكل مبتذل “كل ما حدث، حدث”.
في ضوء ذلك، أكد وزير الخارجية تيلوبيردي، في تعليقه على تصريح النائب الأول لرئيس ديوان الرئيس الكازاخستاني تيمور سليمينوف، أن كازاخستان لن تعترف بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين. في 29 مارس/آذار 2022، صرح سليمينوف أن كازاخستان لم ولن تعترف بشبه جزيرة القرم أو دونباس.
على الرغم من عدم ظهورها نسبيًا في المناقشات السياسية العالمية، كانت أوزبكستان أول دولة أعربت عن تأكيدها لوحدة أراضي أوكرانيا وعدم استعدادها للاعتراف بالكيانات الانفصالية هناك، كما صرح في 17 مارس/آذار وزير الخارجية الأوزبكي عبد العزيز كاملوف في جلسة “أولي مجلس” مجلس النواب في أوزبكستان. من المثير للاهتمام، أنه سرعان ما زُعم أنه قد لا يستأنف مهامه لأسباب صحية بعد إجازته المرضية، على الرغم من أن تصريحاته بشأن أوكرانيا حظيت بتأييد مكتب الرئيس.