لاجئون – Global Voices الأصوات العالمية https://ar.globalvoices.org العالم يتحدث... هل تسمعون؟ Fri, 21 Feb 2025 16:04:46 +0000 en-US hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.6.2 العالم يتحدث... هل تسمعون؟ لاجئون – Global Voices الأصوات العالمية false لاجئون – Global Voices الأصوات العالمية podcast العالم يتحدث... هل تسمعون؟ لاجئون – Global Voices الأصوات العالمية https://globalvoices.org/wp-content/uploads/2023/02/gv-podcast-logo-2022-icon-square-2400-GREEN.png https://ar.globalvoices.org/category/topics/refugees/ ما هي التحديات التي يواجهها اللاجئون السوريون للعودة إلى سوريا؟ https://ar.globalvoices.org/2025/02/21/89822/ https://ar.globalvoices.org/2025/02/21/89822/#respond <![CDATA[لينة لباد]]> Fri, 21 Feb 2025 16:01:50 +0000 <![CDATA[ألمانيا]]> <![CDATA[إنجليزي]]> <![CDATA[الأردن]]> <![CDATA[الشرق الأوسط وشمال أفريقيا]]> <![CDATA[الهجرة والنزوح]]> <![CDATA[تركيا]]> <![CDATA[حروب ونزاعات]]> <![CDATA[سوريا]]> <![CDATA[صحافة المواطن]]> <![CDATA[لاجئون]]> <![CDATA[لبنان]]> https://ar.globalvoices.org/?p=89822 <![CDATA[حذر جيرالد غاس، ممثل جمعية المستشفيات الألمانية، من تداعيات عودة الأطباء السوريين “الذين لعبوا دورًا أساسيًا في الحفاظ على الرعاية الصحية، خاصة في مستشفيات المدن الصغيرة”.]]> <![CDATA[

سوريا بعد الأسد تحتاج لمواطنيها الشباب لإعادة بناء البلاد

نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية

اللاجئون السوريون والعراقيون يصلون إلى سكالا سيكاميا، ليسبوس، اليونان. Iلصورة من Georgios Giannopoulos بواسطة Wikimedia Commons. CC BY-SA 4.0.

منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية  عام 2011، فرَّ ملايين السوريين من بلادهم بحثًا عن اللجوء في الدول المجاورة وخارجها. وبعد ثلاثة عشر عامًا، صنفت الأمم المتحدة عددًا كبيرًا من 13.5 مليون لاجئ كأشخاص نازحين بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، خاصة أولئك الذين لجأوا إلى تركيا والأردن ولبنان وأوروبا.

في حين أن احتمال العودة إلى سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد يبدو واعدًا للكثيرين، إلا أنه يقابله قلق عميق بسبب الخوف من عدم الاستقرار والانهيار الاقتصادي، وصعوبة إعادة بناء حياتهم، والتحديات التي يواجهونها في ترك الحياة الجديدة في المنفى.

في ظل استمرار حالة عدم اليقين في سوريا، تطورت حياة اللاجئين في دول اللجوء على مدار 13 عامًا. ففي بعض السياقات، مثل لبنان، تدفع الضغوط الاقتصادية أطفال اللاجئين إلى ترك التعليم والدخول في سوق العمل. وفي المقابل، تمكن العديد من اللاجئين الذين فروا من الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة، وإطلاق أعمالهم الخاصة، وتأسيس أسر.

التخلي عن هذه الحياة ليس قرارًا سهلًا، وبالنسبة للكثيرين، فإن مجرد التفكير في اقتلاع أسرهم مجددًا يشكل عبئًا نفسيًا هائلًا.

تركيا: حياة جديدة وسط حالة من عدم اليقين

تُعد تركيا أكبر دولة مضيفة للاجئين السوريين، حيث يقيم فيها حاليًا أكثر من 3.7 مليون سوري. لقد اندمج العديد من اللاجئين في المجتمع التركي، وافتتح بعضهم مشاريع صغيرة وساهموا في الاقتصاد المحلي. ومع ذلك، فإن التحديات الاقتصادية في تركيا، خاصة خلال فترات التضخم وعدم الاستقرار السياسي، جعلت الحياة صعبة لكثير من السوريين. ورغم ذلك، تظل تركيا بيئة أكثر استقرارًا مقارنة بسوريا، ويخشى بعض اللاجئين أن تعني عودتهم إلى وطنهم التخلي عن الأمان الذي كافحوا لتحقيقه في تركيا.

بالنسبة للعديد من السوريين في تركيا، يُشكل الخوف من فقدان مصادر رزقهم عائقًا رئيسيًا أمام العودة. فقد أتاحت ملكية المشاريع في تركيا للعديد من اللاجئين تحقيق الاستقلال المالي، لكن يُعد البدء من جديد في بلد دمرته الحرب  مخاطرة لا يرغب الكثيرون في خوضها. علاوة على ذلك، فإن التوترات المستمرة بين الحكومة التركية واللاجئين تُضيف طبقة أخرى من عدم اليقين لمن يفكرون في العودة إلى سوريا.

الأردن: معاناة مع فجوات سوق العمل

مخيم الزعتري للاجئين في الأردن. وزارة الخارجية الأمريكية، ملكية عامة، عبر ويكيميديا كومنز.

استضافت الأردن ما يقارب 1.3 مليون سوري، يعيش معظمهم في المدن ومخيمات اللاجئين مثل الزعتري. وعلى مدار سنوات، واجه اللاجئون فرص عمل محدودة، لكن في السنوات الأخيرة تمكن العديد من السوريين من إثبات أنفسهم في سوق العمل الأردني، حيث يعملون في قطاعات مثل البناء والزراعة والتجارة. كما نجح بعضهم في افتتاح مشاريعهم الخاصة، مما ساهم في خلق فرص اقتصادية جديدة.

العديد من القطاعات التي ساهم فيها السوريون في الأردن تعاني بالفعل من نقص في الأيدي العاملة، وقد يكون فقدان هذه العمالة الماهرة ضارًا لكل من الأردن وسوريا. علاوة على ذلك، يواجه السوريون الذين عاشوا في الأردن سنوات، معضلة معقدة؛ فهم يرغبون في المساهمة في إعادة إعمار سوريا، لكنهم يخشون من قلة الفرص الاقتصادية هناك. كما أن ثقافة الطعام والتجارة في الأردن أثرت على أسلوب حياة العديد من اللاجئين، ويخشى بعضهم أن تعني العودة إلى سوريا ضرورة التكيف مجددًا مع مجتمع قد لا يكون مستعدًا لتلبية أذواقهم واحتياجاتهم.

لبنان: الضغط على المجتمعات المحلية

تستضيف لبنان، نظرًا لقربها من سوريا، أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري، مما يشكل ضغطًا هائلًا نتيجة استضافة هذا العدد الكبير من النازحين. وقد تفاقمت معاناة اللاجئين السوريين إلى درجة اضطرار بعض العائلات إلى تشغيل أطفالها بدلًا من إرسالهم إلى المدارس.

وفقًا لمنظمة العمل الدولية، يعمل السوريون في لبنان بشكل رئيس في الزراعة، والخدمات الشخصية والمنزلية، وبدرجة أقل في قطاع البناء. ومع ذلك، فإن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان يعقّد آفاق عودة اللاجئين إلى سوريا.

في منشور على فيسبوك، نقلت الجزيرة مباشر عن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قوله: “الضغط على مواردنا كبير جدًا، مما يزيد من تفاقم المشاكل الاقتصادية الحالية ويخلق منافسة شرسة على الوظائف والخدمات”.

بالنسبة لمن نجحوا في تأسيس أعمالهم أو تأمين وظائف مستقرة في لبنان، فإن قرار العودة محفوف بالمجهول. فاقتصاد سوريا المنهك لا يوفر سوى فرص ضئيلة، وبالنسبة لكثير من اللاجئين، تبدد مخاوف إعادة بناء حياتهم المهنية من الصفر أي أمل في العودة إلى وطن مستقر وآمن.

كما أن الفجوة في سوق العمل اللبناني تمثل تحديًا آخر، حيث تعتمد العديد من القطاعات على العمالة السورية، وقد يؤدي عودة اللاجئين على نطاق واسع إلى نقص في اليد العاملة، مما يزيد من تفاقم الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها لبنان بالفعل.

ألمانيا: الاندماج وفرص جديدة

استقبلت ألمانيا نحو مليون لاجئ سوري، إذ تمكن العديد منهم من الاندماج بنجاح في سوق العمل. فبعد وصولهم وهم لا يملكون سوى ما يرتدونه في حقائبهم، وجد الكثيرون فرص عمل في مجالات متنوعة، مثل الرعاية الصحية والهندسة. كما استفاد العديد من السوريين في ألمانيا من برامج الاندماج الشاملة، التي ساعدتهم على تعلم اللغة، واكتساب مهارات مهنية، وتأمين وظائف مستقرة.

اليوم، أصبح اللاجئون السوريون أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا. ومع ذلك، فور الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت 12 دولة أوروبية، من بينها ألمانيا والنمسا وبلجيكا، تعليق طلبات اللجوء الخاصة بالسوريين. كما تصاعدت دعوات العديد من السياسيين الأوروبيين لإعادة السوريين إلى بلادهم، مما أثار مخاوف واسعة بين اللاجئين بشأن مستقبلهم في أوروبا.

 

Ver essa foto no Instagram

 

Uma publicação compartilhada por DW News (@dwnews)

ذهبت الحكومة النمساوية لأبعد من ذلك، حيث عرضت مبلغ 1,000 يورو، أطلقت عليه اسم “مكافأة العودة”، يُدفع لكل لاجئ يرغب في العودة طوعًا إلى بلده، سوريا. وأكد المستشار المحافظ كارل نيهامر أن الوضع الأمني في سوريا بعد سقوط النظام سيساعد في إعادة تقييم الوضع القانوني للاجئين السوريين على الأراضي النمساوية.

وفي منشور على منصة X، وجه نيهامر رسالة إلى اللاجئين السوريين قال فيها: “بلدكم بحاجة إليكم الآن لإعادة إعماره”.

وقّعت جميع الدول الأوروبية على اتفاقية جنيف، التي تتضمن بنودًا لحماية اللاجئين وتحظر ترحيلهم قسرًا إلى أماكن قد تكون حياتهم أو حريتهم فيها معرضة للخطر. ويتمتع الحاصلون على حق اللجوء بحماية قانونية تمنع إعادتهم، وفقًا لمبدأ عدم الإعادة القسرية.

من ناحية أخرى، يخشى الأوروبيون تداعيات عودة المهنيين السوريين إلى بلادهم. وحذّر رئيس اتحاد المستشفيات الألمانية، جيرالد غاس، من العواقب المحتملة لعودة الأطباء السوريين، قائلاً إنهم “لعبوا دورًا أساسيًا في الحفاظ على نظام الرعاية الصحية، خاصة في المستشفيات الواقعة في المدن الصغيرة». وفي 13 ديسمبر/كانون الأول، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن اللاجئين السوريين الذين اندمجوا في المجتمع الألماني “مُرحب بهم”.

قرار العودة المعقد

أزمة اللاجئين السوريين وتدفقهم إلى الدول المجاورة وأوروبا.
ERCC – مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ
المصادر: المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية (ECHO)، معهد الدراسات البيئية (ESRI)، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، والسلطات الوطنية.
المجال العام، من ويكيميديا كومنز.

قرار اللاجئين السوريين بالعودة إلى وطنهم بعد سقوط نظام الأسد هو قرار شخصي معقد. فرغم شوق الكثيرين إلى اليوم الذي يتمكنون فيه من العودة، إلا أن غموض مستقبل سوريا، وتحديات إعادة الإعمار، والخوف من عدم الاستقرار السياسي تشكل هواجس كبيرة تؤرقهم.

بالنسبة لمن أسسوا أعمالًا وحياة مستقرة في دول اللجوء، فإن العودة إلى سوريا ليست مجرد مسألة وطنية، بل هي قضية بقاء، وأمن اقتصادي، واندماج اجتماعي. كما أن سوريا، بعد الأسد، بحاجة إلى شبابها.

وفقًا لتقييم منظمة العمل الدولية حول تأثير اللاجئين السوريين في لبنان وملفهم الوظيفي، فإن أكثر من نصف اللاجئين السوريين تقل أعمارهم عن 24 عامًا.

]]>
0
القوة المعرفية والمجتمع: آليات التكيف النفسي للنازحين الفلسطينيين https://ar.globalvoices.org/2025/01/29/89935/ https://ar.globalvoices.org/2025/01/29/89935/#respond <![CDATA[سحر بوهريرة]]> Wed, 29 Jan 2025 04:07:29 +0000 <![CDATA[إنجليزي]]> <![CDATA[الجسر]]> <![CDATA[الدعم الإنساني]]> <![CDATA[الشرق الأوسط وشمال أفريقيا]]> <![CDATA[حروب ونزاعات]]> <![CDATA[صحافة المواطن]]> <![CDATA[صحة]]> <![CDATA[فلسطين]]> <![CDATA[لاجئون]]> https://ar.globalvoices.org/?p=89935 <![CDATA[يعتمد النازحون الفلسطينيون على استراتيجيات نفسية مثل إعادة صياغة الواقع والروابط الاجتماعية والإيمان لتجاوز صدمة الحرب والنزوح.]]> <![CDATA[

في مواجهة الحرب القاسية والتهجير، يجد الفلسطينيون القوة في التضامن، ويحولون الخسارة إلى صمود

نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية

عودة الفلسطينيين إلى ما تبقى من منازلهم في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. لقطة من فيديو من موقع يوتيوب لصحيفة الإندبندنت. استخدام عادل

بقلم عمر شاهين

في مواجهة الحرب والدمار الذي شنّته إسرائيل على غزة، طوّر النازحون الفلسطينيون مجموعة رائعة من آليات التأقلم والتكيف. تعكس هذه الاستراتيجيات، المتأصلة بعمق في القيم الثقافية والاجتماعية، مرونة دائمة وشعورًا قويًا بالتضامن المجتمعي. على خلفية الفقدان والاضطرابات، مكّنت هذه الآليات الأفراد من التعامل مع واقع النزوح القاسي وتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي حتى في أصعب الظروف.

إيجاد القوة في الروابط الاجتماعية

تُظهر بعض القصص الواقعية للنازحين الفلسطينيين، التي شاهدتها خلال عملي كاستشاري في الصحة النفسية والعلاج النفسي في غزة، مدى المرونة والقدرة على الصمود، والقدرة على الحيلة التي يتمتع بها الأفراد في مواجهة الشدائد.

غالبًا ما يجرد النزوح الأفراد من منازلهم وسبل عيشهم ومحيطهم المألوف، تاركًا فراغًا يملأه دعم الأسرة والأصدقاء والمجتمع الأوسع. توفر شبكة الدعم الاجتماعي هذه شعورًا حيويًا بالأمان والانتماء، مما يساعد على التخفيف من مشاعر العزلة واليأس. يعتمد النازحون الفلسطينيون على هذه العلاقات في أغلب الأوقات، مستمدين القوة والراحة من الجهد الجماعي للصمود.

رفضت أم أحمد، أم لخمسة أطفال فقدت منزلها واضطرت إلى مأوى مؤقت، الاستسلام لليأس. فأخذت زمام المبادرة لتنظيم أنشطة مجتمعية، وساعدت النساء الأخريات على تنسيق جلسات الدعم النفسي ورعاية الأطفال وتقاسم المسؤوليات. لم تسمح لها جهودها بالتأقلم مع واقعها الجديد فحسب، بل ألهمت الأخريات أيضًا لإيجاد القوة في التضامن.

بالنسبة للكثيرين، تصبح إعادة صياغة واقعهم حجر زاوية آخر للبقاء. من خلال التركيز على جوانب الحياة التي يمكنهم التحكم فيها وصقل مهارات جديدة لمواجهة تحدياتهم، يتكيف الأفراد مع إحساسهم بالهدف والقدرة على التكيف.

رفض سامي، الطالب الجامعي، السماح للصراع بعرقلة تعليمه. بعد تعذر مواصلة دراسته الرسمية، لجأ إلى الدورات التدريبية عبر الإنترنت وتعلّم البرمجة والتصميم الجرافيكي. فتحت له هذه المهارات الجديدة فرصًا بديلة، مما يدل على أن تطوير الذات يمكن أن يكون آلية قوية للتكيف.

التضامن في العمل

تلعب الممارسات الدينية والروحية أيضًا دورًا محوريًا، حيث توفر الراحة النفسية ومنبعًا للصمود بواسطة الإيمان والشعائر. ترسخ هذه الممارسات من شأن الأفراد وتمنحهم الشعور بالأمل والقدرة على التحمل.

تبرز روح التضامن المجتمعي في المبادرات الجماعية التي تجمع الأفراد النازحين معًا، وغالبًا ما تتشكل مجموعات تطوعية لدعم المحتاجين، من توزيع المساعدات إلى تنظيم رعاية الأطفال والوجبات المشتركة. تصبح إعادة بناء الروابط الاجتماعية داخل المجتمعات المضيفة أمرًا جوهريًا في الوقت الذي يقيم فيه النازحون علاقات جديدة لتسهيل اندماجهم وتكيفهم.

واجه يوسف، شاب في العشرينيات من عمره، ضربة مزدوجة، النزوح والبطالة. بدلًا من الانزواء في عزلة، انضم إلى فرق الإغاثة المحلية لتوزيع المساعدات ومساعدة المسنين. منحه هذا العمل التطوعي إحساسًا متجددًا بالهدف، محولًا دوره من ضحية إلى مساهم ناشطٌ في مجتمعه.

كما تبرز الأنشطة الثقافية والترفيهية كأدوات قوية للتكيف. لا توفر هذه الأنشطة تخفيف التوتر الذي تشتد الحاجة إليه فحسب، بل تحافظ أيضًا على الهوية الثقافية، وتعزز الاستمرارية والاستقرار في وجود غير مستقر. مع الحرف التقليدية أو الموسيقى أو رواية القصص، يحافظ الفلسطينيون النازحون على ارتباطهم بتراثهم مستمدين القوة من المألوف.

أما بالنسبة للحاجة خديجة، وهي امرأة مسنة اقتلعت من قريتها، وجدت العزاء في شكل تطريز فلسطيني تقليدي. لم تساعدها حرفتها في التغلب على الضغوطات النفسية الناجمة عن النزوح فحسب، بل وفرت لها دخلًا متواضعًا أيضًا. بتعليمها للنساء النازحات الأخريات هذا الشكل الفني، عززت إحساسها بالهوية والتضامن بين من حولها.

التحديات المستمرة

على الرغم من هذه الأمثلة الملهمة، يواجه النازحون الفلسطينيون العديد من التحديات التي تعقّد جهودهم للتكيف. تلوح الضغوط الاقتصادية في الأفق، حيث تجعل محدودية الموارد المالية وفرص العمل من الصعب تلبية الاحتياجات الأساسية. يؤثر الضغط النفسي – الناجم عن الخوف والقلق وعدم الاستقرار المستمر – تأثيرًا كبيرًا على الصحة النفسية. كما يمثل التكيف مع البيئات الجديدة مزيدًا من العقبات، لا سيما عندما يختلف المشهد الثقافي والاجتماعي بشكل كبير عما اعتاد عليه الأفراد.

تؤكد قدرة الفلسطينيين المهجرين على الصمود على أهمية تعزيز البيئات الداعمة التي تعزز آليات التكيف هذه. تلعب المؤسسات المجتمعية والحكومية دورًا حاسمًا في توفير الدعم النفسي والاجتماعي، وتهيئة الظروف للاستقرار المستدام؛ من ضمان الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية إلى دعم الحفاظ على الثقافة، يمكن لهذه الجهود أن تحدث فرقًا كبيرًا في التخفيف من الآثار السلبية للنزوح.

شعرت ليلى، أم لطفلين، في البداية بفوضى النزوح في البداية، لكنها وجدت ملاذًا في دعم أسرتها، فأسست روتينًا يوميًا بسيطًا لتوفير الاستقرار لأطفالها. خلقت جهودها شعورًا بالحياة الطبيعية وسط حالة من عدم اليقين، مما يدل على أهمية التماسك الأسري في التغلب على الأزمات.

في نهاية المطاف، تكمن قوة النازحين الفلسطينيين في تراثهم الثقافي الغني والتضامن الذي يربط مجتمعاتهم معًا. إن قصصهم هي شهادة على قدرة الإنسان على التكيف والبقاء، حتى في ظل أصعب الظروف. بالاعتراف بهذه الجهود ودعمها، يمكن للمجتمع العالمي الأوسع أن يساهم في بناء مستقبل تترافق فيه القدرة على الصمود مع الفرص والاستقرار.


عمر شاهين، اختصاصي الصحة النفسية والعلاج النفسي، مقيم حاليًا في غزة.
]]>
0
متروكون في الصحراء: هل تحول الجزائر الصحراء إلى مقبرة للمهاجرين؟ https://ar.globalvoices.org/2025/01/27/89880/ https://ar.globalvoices.org/2025/01/27/89880/#respond <![CDATA[رامي الهامس]]> Mon, 27 Jan 2025 05:37:22 +0000 <![CDATA[إنجليزي]]> <![CDATA[الأعراق والأجناس]]> <![CDATA[الجزائر]]> <![CDATA[الشرق الأوسط وشمال أفريقيا]]> <![CDATA[الهجرة والنزوح]]> <![CDATA[حقوق الإنسان]]> <![CDATA[صحافة المواطن]]> <![CDATA[لاجئون]]> <![CDATA[مقالة مختارة]]> https://ar.globalvoices.org/?p=89880 <![CDATA[يواجه المهاجرون، الذين يضطرون إلى عبور الصحراء الكبرى، درجات حرارة شديدة وكوارث مناخية. وفي ظل عمليات الترحيل التي يدعمها الاتحاد الأوروبي، تعكس محنتهم فشلًا عالميًا في حماية حقوق الإنسان وكرامته.]]> <![CDATA[

يواجه المهاجرون المطرودون من الجزائر حرًا شديدًا، وجفافًا، ورحلات مميتة، مما يسلط الضوء على التكلفة الباهظة للسياسات التقييدية للهجرة.

نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية

“لقطة شاشة من مقطع فيديو “آلاف الأشخاص عالقون في مخيمات المهاجرين في النيجر”، تم تحميله على موقع يوتيوب بواسطة AfricaNews. الاستخدام العادل.

في المساحة الشاسعة للصحراء الكبرى، بالقرب من الحدود بين الجزائر والنيجر، يواجه آلاف المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى محنة مروعة. غالبًا ما تُرحلهم السلطات الجزائرية، ويتركون عالقين دون طعام أو ماء أو مأوى، ويُجبرون على عبور التضاريس الصحراوية القاسية في درجات حرارة شديدة. أثارت هذه الممارسة انتقادات حادة من منظمات حقوق الإنسان، التي تزعم أنها تنتهك المعايير الإنسانية الدولية وتعرض الأرواح للخطر.

في تقرير صدر عام 2020، قالت لورين سيبرت، باحثة اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش، “إن الجزائر لها الحق في حماية حدودها، ولكن ليس لها الحق في احتجاز المهاجرين بشكل تعسفي وطردهم جماعيًا، بما في ذلك الأطفال وطالبي اللجوء، دون أي أثر للإجراءات القانونية الواجبة”.

أعداد كبيرة لعمليات الطرد

منذ يناير/كانون الثاني 2024، طردت الجزائر حوالي 20 ألف مهاجر أفريقي، بينهم نساء وأطفال، إلى النيجر المجاورة. كثيرًا ما تتم عمليات الطرد هذه في ظل ظروف قاسية، حيث يتم التخلي عن المهاجرين في الصحراء بالقرب من الحدود، وإجبارهم على السير لأميال للوصول إلى بر الأمان. أفادت منظمة Alarme Phone Sahara، التي تساعد المهاجرين في الصحراء بين الجزائر والنيجر، أنه تم ترحيل ما لا يقل عن 19798 فردًا من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب 2024.

وفقًا للمنظمة، غالبًا ما يجد المهاجرون المرحلون إلى شمال النيجر أنفسهم عالقين في ظروف محفوفة بالمخاطر في منطقة أغاديز في شمال النيجر، غير قادرين على مواصلة رحلتهم أو العودة إلى ديارهم، مع أن البعض أعرب عن رغبته في ذلك.

تفاقم هذا الوضع بسبب الأحداث الجوية المتطرفة بين مايو/أيار وأغسطس/آب 2024، حيث أعقب الجفاف الشديد فيضانات مدمرة. يضيف التقرير أن “أزمة المناخ أصبحت حقيقة واقعة بالفعل، وأن الأشخاص الذين يتنقلون، فضلًا عن السكان المحليين في النيجر، بين الأكثر تضررًا بشكل مباشر من عواقبها”، مشددًا على التأثير المباشر لأزمة المناخ على كل من المهاجرين والمجتمعات المحلية.

رحلات يائسة عبر الصحراء

مع ممارسة الاتحاد الأوروبي ضغوطًا على دول شمال إفريقيا لمنع تدفق الهجرة، زادت عمليات الطرد الجماعي، مع إدراك الاتحاد الأوروبي جيدًا للظروف. وفقًا لتقرير صادر عن وكالة أسوشيتد برس في عام 2018، غالبًا ما تبدأ عملية الترحيل باعتقالات جماعية في المدن الجزائرية، حيث يتم احتجاز المهاجرين ثم نقلهم إلى مناطق الحدود الجنوبية. عند وصولهم، يُتركون في مناطق صحراوية نائية، وأحيانًا تحت تهديد السلاح، ويُجبرون على السير في درجات حرارة شديدة تصل إلى 48 درجة مئوية (118 درجة فهرنهايت). أسفرت هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر عن العديد من الوفيات، حيث استسلم المهاجرون للجفاف وضربة الشمس والإرهاق.

أدانت منظمات حقوق الإنسان هذه الإجراءات، وسلطت الضوء على الافتقار إلى الإجراءات القانونية الواجبة والمعاملة اللاإنسانية للمهاجرين. في بيان صدر عام 2023، ذكرت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب أن “هؤلاء المهاجرين يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة. “يتم اعتقالهم واحتجازهم بشكل تعسفي دون ضمانات إجرائية”، متهمًا سياسات الهجرة في الجزائر باستهداف المهاجرين السود من دول جنوب الصحراء الكبرى، ومشيرًا إلى “استخدام قوات الأمن للإساءة اللفظية المشحونة عرقيًا”.

بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2023، تم ترحيل أكثر من 11 ألف شخص إلى النيجر، مع استمرار هذا الاتجاه حتى عام 2024 مع تقديم المنظمة الدولية للهجرة المساعدة لهؤلاء المهاجرين، وتقديم الطعام والماء والرعاية الطبية عند وصولهم إلى النيجر.

القضايا الأخلاقية والقانونية

تؤكد الحكومة الجزائرية أن عمليات الترحيل هذه تتم وفقًا لاتفاقيات ثنائية مع النيجر وأنها ضرورية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر. يزعم المسؤولون أن وجود المهاجرين غير النظاميين يفرض تحديات أمنية واقتصادية، مما يستلزم اتخاذ تدابير صارمة للسيطرة على تدفقات الهجرة.

مع هذه المبررات، فإن الظروف التي تتم فيها عمليات الترحيل هذه أثارت تساؤلات أخلاقية وقانونية كبيرة. ينص القانون الدولي على وجوب احترام عمليات الترحيل لحقوق الإنسان وكرامته، وضمان سلامة ورفاهية الأفراد. تتناقض ممارسة التخلي عن المهاجرين في الصحراء، دون توفير المؤن أو المساعدة الكافية، بشكل صارخ مع هذه المبادئ.

تتفاقم محنة هؤلاء المهاجرين بسبب السياق الأوسع للهجرة في شمال أفريقيا. حيث يشرع العديد من الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء، بهدف الوصول إلى أوروبا بحثًا عن فرص أفضل. ومع ذلك، فإن الضوابط الحدودية الصارمة وسياسات الهجرة التقييدية في بلدان شمال أفريقيا، التي تدعمها في كثير من الأحيان مبادرات الاتحاد الأوروبي، جعلت هذه الرحلات أكثر خطورة.

الحياة على الهامش

في الجزائر، يعيش المهاجرون من جنوب الصحراء الكبرى في ظروف محفوفة بالمخاطر، ويوازنون بين الخوف من الترحيل والأمل في تأسيس حياة أفضل. يجد العديد منهم عملًا في البناء، وتلجأ النساء، غالبًا برفقة أطفالهن، إلى التسول عند تقاطعات المرور. وعلى الرغم من خطر المداهمات الدورية التي تقوم بها الشرطة، تمكن بعض المهاجرين من إنشاء مشاريع صغيرة وعيش حياة مستقرة نسبيًا، وتوفير احتياجات أسرهم في وطنهم. مع ذلك، فإن الافتقار إلى حقوق اللجوء وقوانين العمل التقييدية للأجانب تجعل مستقبلهم في الجزائر غير مؤكد.

يلعب المجتمع الدولي دورًا حاسمًا في معالجة هذه الأزمة الإنسانية، ودعم المنظمات التي تساعد المهاجرين على الأرض، وضمان سياسات الهجرة الشاملة التي تعطي الأولوية لحقوق الإنسان وتوفر مسارات آمنة وقانونية للمهاجرين.

بينما يتصارع العالم مع تحديات الهجرة المعقدة، تعمل قصص أولئك الذين تم التخلي عنهم في الصحراء كتذكير صارخ بالتكلفة البشرية لسياسات الهجرة التقييدية والضرورة الملحة لدعم حقوق الإنسان وحماية الأكثر ضعفًا بيننا.

]]>
0
اسم “صفا” في غزة.. نحمل الشهداء معنا في الشتات https://ar.globalvoices.org/2025/01/26/89878/ https://ar.globalvoices.org/2025/01/26/89878/#respond <![CDATA[رامي الهامس]]> Sun, 26 Jan 2025 04:15:12 +0000 <![CDATA[أصالة]]> <![CDATA[إنجليزي]]> <![CDATA[الجسر]]> <![CDATA[الشرق الأوسط وشمال أفريقيا]]> <![CDATA[الهجرة والنزوح]]> <![CDATA[تاريخ]]> <![CDATA[حروب ونزاعات]]> <![CDATA[صحافة المواطن]]> <![CDATA[فلسطين]]> <![CDATA[لاجئون]]> https://ar.globalvoices.org/?p=89878 <![CDATA[في التحقيق الأول، نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كانوا 19 شهيدًا مني - وفي وقت لاحق ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 50 شهيدًا من "صفا"، بين 1 إلى 82 عامًا.]]> <![CDATA[

منذ عام 2023، حملتُ “صفا” في غزة معي في كل مكان، يرشدني في قراراتي الكبرى ويشعر بثقل المسؤولية عن الحياة.

نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية

“ذكريات غير مكتوبة: كان ينبغي أن أكون أنا/كان من الممكن أن أكون أنا”. تطريز فلسطيني يدوي صور على قماش، 2024. الصورة من قبل المؤلف، مستخدمة بإذن.

عندما صدرت قائمة القتلى من وزارة الصحة في غزة، لم أستطع إلا أن أبحث عن اسمي. كم اسم “صفا” شهيد/ة وجدت؟ في المرة الأولى التي بحثت فيها، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كان هناك 19 مني قُتلوا – وفي وقت لاحق، ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 50 قتيلاً معروفًا من “صفا”، تتراوح أعمارهم بين 1 إلى 82 عامًا.

كيف نتواصل؟ وماذا سيعلمونني دون أن نلتقي؟

ثنائية فلسطينية

غالبًا ما شعرت بأنني مشدود في اتجاهين — ثنائية أشعر بها كفلسطينية في الشتات: الشوق والألم. من ناحية، الشوق إلى ذكريات الطفولة في فلسطين — لماذا لا أكون أنا؟ ومن ناحية أخرى، الشوق إلى ما كان ليحدث لو فرت عائلتنا إلى غزة وكنت أنا هناك الآن — ماذا لو كنت أنا؟

لماذا لا أكون أنا؟

غالبًا ما أتخيل كيف كانت حياتي لتكون لو كنت لدي ذكريات الطفولة في فلسطين… وخاصة في خيالي عن فلسطين الحرة. ربما كنا لنزور البحر الأبيض المتوسط ​​في رحلاتنا العائلية.

ماذا لو كنت أنا؟

غالبًا ما أفكر أيضًا في كيف كان واقع المنفى ليتغير إلى مصير مختلف. لو اتخذ أي من أجدادي قرارًا مختلفًا في عام 1948 وذهبوا إلى الجنوب، لكنت الآن في غزة أيضًا.

بصفتي ابنة وحفيدة للاجئين فلسطينيين، فقد وجدت نفسي في كثير من الأحيان أفكر في ما كان من الممكن أن تكون عليه حياتي، لو فر هؤلاء اللاجئون جنوبًا أثناء النكبة.

نتعامل، نحن الفلسطينيون في الشتات، مع شعور الذنب الذي ينتابنا نتيجة للنجاة من الإبادة الجماعية في غزة. كتبت ديانا صفية: “إن التدفق المستمر للأخبار المؤلمة من فلسطين ــ صور الدمار، وقصص الخسارة، وروايات انتهاكات حقوق الإنسان ــ أمر ساحق. وأشعر بالذنب عندما أذكر الأرق لأن هذا لا شيء مقارنة بما يعانيه الناس في الوطن طوال الوقت”.

اسمنا المشترك

يمنحني العزاء الاعتقاد بأن “صفاء” لها صلة مشتركة. في حين أنه قد يكون مجرد مصادفة أننا نشارك نفس الاسم، فقد نشأت وأنا أفكر في معاني اسمي.

هناك طرق مختلفة لترجمة “صفاء”، حسب من تتحدث إليه، يمكن ترجمتها على أنها “وضوح” أو “سكينة” أو “هدوء”. كما تعتبر واحدة من أشهر الأماكن المقدسة للمسلمين في الحج: الصفا والمروة. تظهر الصفا في العديد من الأماكن، مثل قرية أم صفا في فلسطين. في جنوب سوريا، يوجد جبل بركاني يحمل اسمنا.

تساءلت كثيرًا أثناء نشأتي عما إذا كان هذا الوضوح والهدوء والسكينة هو من صفاتي، أم كان طموحًا – الشيء الذي لم أحققه أبدًا، ولكنني أحاول دائمًا تحقيقه. في كثير من الأحيان، شعرت بالفوضى وعدم التوازن والارتباك.

هل كان أصحاب أسماء “صفا” في غزة، الذين بلغوا سني أو أكبر، مرتبكين مثلي، أم أن بعضهم كان على دراية بكل شيء؟ أتوق بشكل خاص للتحدث إلى “صفا” ذات 82 عامًا. كانت أكبر سنًا بقليل من والدتي الآن. ما هي أعظم إنجازاتها وأغلى ذكرياتها؟ ما هي النصيحة التي كانت ستقدمها لنا نحن أبناء “صفا” الآخرين لو كانت لا تزال على قيد الحياة؟

الاسم الاسم بالإنكليزية الجنس العمر تاريخ الولادة
صفا سليمان سلمان النجار Safa Suleiman Salman al-Najar female 1 2022-04-25
صفا بلال محمد الرملاوى Safaa Bilal Mohammed Al-Ramlawi female 2 2021-10-12
صفاء عيسى ياسين السراج Safaa Issa Yassin Al-Sarraj male 5 2019-01-01
صفاء خالد جهاد ابوجباره Safaa Khaled Jehad Abu-jebara female 5 2018-10-11
صفا مثقال علي ابوسيف Safa Muthqal Ali Abosaif female 8 2015-11-03
صفا اسعد علي عروق Safaa Asaad Ali Arouq female 9 2014-07-09
صفا علاء عمر النمر Safaa Alaa Omar Al-Nimr female 12 2011-05-18
صفاء عدنان عبدالكريم ابومصطفى Safaa Adnan Abd Al-Karim Abu-Mustafa female 14 2009-05-10
صفاء شريف محمد الدلو Safa Sharif Mohammed Al-Dalu female 14 2009-02-13
صفا ياسر عايدي وافي Safa Yasser Aidi Wafi female 16 2008-05-19
صفا ايمن عبدالكريم عماره Safaa Ayman Abd Al-Karim Amara female 18 2005-03-03
صفاء خليل عبدالحافظ البغدادي Safaa Khalil Abd Al-Hafiz Al-Baghdadi female 18 2005-04-17
صفاء محمد كامل جنديه Safaa Mohammed Kamel Jundiyeh female 19 2004-08-19
صفاء محمد يوسف شحيبر Safaa Mohammed Yusuf Shahibir female 19 2004-03-05
صفاء جهاد موسى خليفة Safaa Jihad Mousa Khalifa female 19 2005-03-18
صفا رافت جاسر الكحلوت Safa Raafat Jaser Al-Kahlout male 23 2000-07-23
صفاء عمر حامد البطنيجي Safaa Omar Hamed Al-Batniji female 24 1999-11-05
صفاء منذر عبدالحميد زينو Safaa Munthr Abdalihamaid Zeino female 25 1998-01-06
صفاء جهاد التلباني Safaa Jehad Altlbanei female 25 1999-01-01
صفاء حسن محمد عماره Safaa Hassan Muhammad Ammarah female 25 1998-08-14
صفاء اكرم محمد ابوعيش Safaa Akram Muhammad Abu-aish female 26 1997-06-20
صفاء نزار جميل حسونة Safaa Nizar Jameel Hassouna female 26 1997-01-20
صفاء محمود محمد التترى Safaa Mahmoud Muhammad Alttra female 27 1995-10-28
صفاء يوسف فراج فراج Safaa Youssef Faraj Faraj female 27 1996-07-12
صفاء جميل محمود موسى Safaa Jameel Mahmoud Moussa female 28 1995-03-10
صفاء حسن خليل ابوسيف Safaa Hassan Khalil Abosaif female 30 1993-09-10
صفا محمود محمد الشوربجي Safa Mahmoud Muhammad Alshoarabji female 30 1993-05-15
صفاء صابر محمود الزريعي Safaa Sabr Mahmoud Alzriai female 30 1993-01-11
صفاء فؤاد عبدالكريم كرم Safa Fawad Abd Al-Karim Karam female 30 1993-05-12
صفاء سهيل مراد الغندور Safaa Suhail Marad Alghnadoar female 31 1991-12-14
صفاء طلال محمد البياع Safaa Talal Muhammad Albiaa female 32 1991-06-10
صفاء عبدالرحيم خليل أبوشقرة Safaa Abdalrahaiam Khalil Aboshqurah female 33 1990-05-11
صفاء كمال محمد علي ابوكميل Safaa Kamal Muhammad Ali Abukamil female 34 1989-05-15
صفاء جمال احمد مشتهى Safaa Jamal Ahmed Moshtaha female 34 1989-03-15
صفاء جودت مجدي منصور Safaa Jodt Mjadi Munasoar female 36 1988-04-22
صفاء حرب سالم صباح Safaa Harab Salem Sabah female 37 1986-09-12
صفاء عبدالسميع يونس الكفارنه Safaa Abdul-sami Yunus al-Kafarna female 37 1986-11-28
صفا منصور عبد صبح Safa Munasoar Abd Sbh female 38 1985-08-27
صفاء عادل عياده العجله Safaa Adel Aiadah al-Ajlah female 38 1986-01-04
صفاء ابراهيم محمد جراده Safaa Ibrahem Muhammad Jradah female 39 1984-03-19
صفاء علي محمد ابووردة Safaa Ali Muhammad Abu-warda female 39 1984-02-26
صفاء هاني ابراهيم المدهون Safaa Hani Ibrahem al-Madhoun female 39 1983-12-09
صفا صهيب حسام الفرا Safa Suhib Husam al-Farra female 40 1984-07-04
صفاء محمد أحمد السراج Safaa Mohammed Ahmed Al-Sarraj female 41 1982-07-28
صفاء الدين محمد سلمان التلباني Safaa Addeen Muhammad Salman Altlbanei male 41 1982-05-24
صفاء نزهات صالح جحا Safaa Nazuhat Saleh Jha female 44 1979-10-29
صفاء سالم صبح ابوقايدة Safaa Salem Sbh Aboqaidah female 45 1979-03-12
صفاء عبدالرزاق خليل عياش Safaa Abdalrzaq Khalil Aiish female 46 1977-02-27
صفاء عبدالجواد محمد ابوراس Safaa Abdul-jawad Muhammad Aburas female 48 1975-07-26
صفاء احمد خليل اسماعيل Safaa Ahmed Khalil Ismail female 49 1974-08-19
صفا عبد الرؤوف عايش اللحام Safa Abd Arraouf Ayesh Allham female 49 1974-06-20
صفاء صبحى سلمان سويدان Safaa Sbha Salman Suwaidan female 51 1972-03-15
صفا حسن محمد ابوسخيل Safa Hassan Muhammad Aboskhil female 59 1964-04-12
صفاء مصطفي حسن الدن Safaa Mustfi Hassan Aldn female 70 1953-04-24
صفا محمد عبدالله درغام Safa Muhammad Abdullah Drgham female 73 1950-01-01
صفاء واكد وهدان أبو عقلين Safaa Wakd Whadan Abu Aqlain female 82 1941-08-10

قالت مايا أنجيلو ذات يوم: “ولدت كشخص واحد، لكنني أقف الآن كعشرة آلاف”. اعتدت أن أتخيل أن هذا يعني أنني أحمل معي في كل مكان أجدادي الراحلين وخالاتي وأعمامي وأسلافي، بالإضافة إلى أحبائي الذين ما زالوا على قيد الحياة ولكنهم ليسوا بالقرب مني. لكن منذ عام 2023، حملتُ “صفا” في غزة معي في كل مكان، يرشدني في قراراتي الكبرى ويشعر بثقل المسؤولية عن الحياة.

]]>
0
الطبيعة المعقدة للعلاقات التركية مع سوريا https://ar.globalvoices.org/2025/01/25/89873/ https://ar.globalvoices.org/2025/01/25/89873/#respond <![CDATA[رامي الهامس]]> Sat, 25 Jan 2025 13:59:34 +0000 <![CDATA[إنجليزي]]> <![CDATA[إيران]]> <![CDATA[الشرق الأوسط وشمال أفريقيا]]> <![CDATA[العالم]]> <![CDATA[المواضيع]]> <![CDATA[الهجرة والنزوح]]> <![CDATA[الولايات المتحدة الأمريكية]]> <![CDATA[انواع]]> <![CDATA[تاريخ]]> <![CDATA[تركيا]]> <![CDATA[حروب ونزاعات]]> <![CDATA[روسيا]]> <![CDATA[سياسة]]> <![CDATA[صحافة المواطن]]> <![CDATA[علاقات دولية]]> <![CDATA[لاجئون]]> <![CDATA[مقال]]> https://ar.globalvoices.org/?p=89873 <![CDATA[منذ عام 2016، شنت تركيا سلسلة من العمليات العسكرية في شمال سوريا بهدف تأمين حدودها الجنوبية من القوات الكردية وإنشاء "منطقة آمنة" للاجئين السوريين.]]> <![CDATA[

مع سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، برزت أنقرة باعتبارها الفائز والمفاوض الرئيسي بين أصحاب المصلحة الغربيين والحكومة الجديدة في سوريا.

نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية

الصورة من أرزو جيبولاييفا.

يُعد تورط تركيا في سوريا متعدد الأوجه. فهي تدعم الجيش الوطني السوري، ويقاتل هذا الأخير قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة ويقودها الأكراد. تنظر أنقرة إلى الأخيرة باعتبارها تهديدًا مباشرًا بسبب صلاتها المزعومة بحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. منذ عام 2016، أطلقت تركيا سلسلة من العمليات العسكرية في شمال سوريا بهدف تأمين حدودها الجنوبية من القوات الكردية وإنشاء “منطقة آمنة” للاجئين السوريين. تستضيف تركيا ملايين اللاجئين السوريين منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011. مع سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، برزت أنقرة كفائز ومفاوض رئيسي بين أصحاب المصلحة الغربيين والحكومة الجديدة في سوريا.

السوريون في تركيا

قدرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها الأحدث أنه بحلول سبتمبر/أيلول 2024، كان حوالي 3.1 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا. على الرغم من انفتاح حزب العدالة والتنمية الحاكم على تدفق اللاجئين في البداية، إلا أنه غير موقفه على مر السنين، واستخدمهم كتهديد للاتحاد الأوروبي وأداة سياسية محلية.

في عام 2016، أبرم الاتحاد الأوروبي صفقة لاجئين أوقفت تركيا بموجبها تدفق المهاجرين السوريين إلى أوروبا مقابل تنازلات في التأشيرة و6 مليارات يورو (حوالي 6.7 مليار دولار أمريكي) كمساعدات لأكثر من 3.5 مليون سوري يصلون إلى تركيا.

في يوليو/تموز 2020، هددت تركيا بالسماح للمهاجرين بالمرور بحرية إلى أوروبا، مما دفع مجلس النواب الأوروبي إلى الموافقة على 500 مليون يورو إضافية (562 مليون دولار أمريكي) لتمويل تركيا.

في عام 2021، خصص الاتحاد الأوروبي 3 مليارات يورو (حوالي 3.4 مليار دولار أمريكي) للاجئين للفترة 2021-2023. قال مسؤولان من الاتحاد الأوروبي، تحدثا إلى فاينانشال تايمز في ذلك الوقت، إنه تم تخصيص أموال إضافية لتمديد المساعدات لتركيا.

في مايو/أيار 2022، كشف الرئيس أردوغان عن برنامج لإعادة حوالي مليون لاجئ سوري إلى أجزاء من شمال سوريا الخاضعة لسيطرته – وهو تراجع عن وعود الرئيس السابقة بعدم إعادة اللاجئين. اعتُبر هذا القرار إلى حد كبير خطوة تكتيكية للرئيس قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حيث ألقى الكثيرون في جميع أنحاء البلاد باللوم على اللاجئين في المشاكل الاقتصادية الداخلية.

يقيم السوريون في تركيا تحت الحماية المؤقتة، التي وفقًا لبعض الخبراء، سهّلت عملية ترحيلهم. قالت أنيتا ستاروستا من منظمة ميديكو إنترناشيونال في مقابلة مع DW: “منذ عام 2018، كانت هناك موجات متكررة من الترحيل”.

بين يناير/كانون الثاني وديسمبر/كانون الأول 2023، تم ترحيل أكثر من 57 ألف سوري وأشخاص آخرين، وفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، مضيفة أن عمليات الترحيل هذه تمت مع ضغوط السلطات على “سلطات الحدود لإدراج غالبية المعابر الحدودية على أنهم “عائدون” أو “عائدون طواعية”.

قال الرئيس أردوغان خلال اجتماع لمجلس الوزراء في يوليو/تموز من هذا العام إن 670 ألف سوري عادوا بالفعل إلى مناطق “تم تطهيرها من الإرهاب في شمال سوريا”. وأضاف الرئيس أيضًا أنه يأمل أن يعود مليون شخص آخر “عندما تكتمل مشاريع الإسكان التي تم تنفيذها بدعم من قطر”.

قبل الانتخابات العامة في تركيا، هيمن استخدام اللغة المعادية والمؤيدة للمهاجرين في الحملات الانتخابية على العناوين الرئيسية. تم منح أكثر من 200 ألف مهاجر سوري الجنسية التركية، حيث فضل كثيرون منهم حزب العدالة والتنمية الحاكم قبل الانتخابات العامة، غالبًا بسبب مخاوف عن وضعهم في البلاد واحتمال ترحيلهم.

في عام 2022، جعل الزعيم القومي لحزب ظافر (النصر)، أوميت أوزداغ، “الهجرة محور الحملة الانتخابية [للحزب]” قبل الانتخابات العامة. حتى أنه كلف بإنتاج فيديو بعنوان “الاحتلال الصامت”، الذي يصور مستقبلًا بائسًا استولى فيه السوريون على تركيا، حيث لا يتم الترحيب بالأتراك، ويُمنعون من التحدث بلغتهم، ويُحرمون من الوظائف المكتبية – وكل ذلك مرتبط بالهجرة غير المنضبطة للاجئين السوريين التي بدأت في عام 2011.

كما تعهد حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي ومرشح تحالف الأمة الرئاسي، كمال كليجدار أوغلو، بإعادة اللاجئين السوريين في غضون عامين من الانتخابات. لم تتحقق هذه الوعود أبدًا حيث خسرت المعارضة في الانتخابات العامة. مع ذلك، لم تتوقف الأخيرة عن مشاعرها المعادية للمهاجرين.

تعرضت الأحياء التي يسكنها لاجئون سوريون لهجمات عنيفة، حتى يوليو/تموز 2024. استنتجت الصحفية إنغريد وودفيك في تحليلها لموقع TurkeyRecap أن العنف الذي تم توثيقه خلال الصيف كان على الأرجح “محفزًا” لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. اندلع العنف بعد أسبوعين فقط من إبداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد اهتمامهما باستئناف المحادثات – حيث قطعت تركيا علاقاتها في عام 2011 في أعقاب الحرب الأهلية السورية.

ردًا على العنف في الأحياء السورية في تركيا، وردت أنباء عن صور لأعلام تركية محترقة واحتجاجات مضادة في شمال غرب سوريا، بما في ذلك في المناطق التي تسيطر عليها القوات المدعومة من تركيا. في 2 يوليو/تموز، أغلقت تركيا عددًا من المعابر الحدودية مع سوريا، بما في ذلك معبر باب الهوى، المعبر الرئيسي للأشخاص والتجارة.

مع سقوط الأسد، يفكر السوريون في تركيا في العودة حتى لو ظل الوضع على الأرض غير مستقر. هذا الموضوع الذي أشار إليها خبراء الهجرة، محذرين من أن هذا ليس الوقت المناسب للتحرك بسرعة كبيرة واتخاذ قرارات متسرعة. في مقابلة مع Turkey Recap، حذر عمر كادكوي، منسق برنامج السياسة الخارجية والهجرة في مؤسسة هاينريش بول في تركيا، من أنه على الرغم من أن “الضجيج يدفع مثل هذه التوقعات [العودة الفورية]، إلا أن التاريخ يروي قصة مختلفة. إن عودة طالبي اللجوء واللاجئين إلى أوطانهم غير خطية”. أضاف كادكوي أنه بدلاً من الإعادة الفورية، سيكون من الأكثر ملاءمة “إدخال تصاريح زيارة مؤقتة لمساعدة السوريين على اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن العودة إلى الوطن”.

التدخل التركي في سوريا

منذ بداية الحرب الأهلية السورية في عام 2011، نفذت تركيا عدة عمليات توغل عسكرية في شمال غرب سوريا فيما وصفته أنقرة بالتدابير الوقائية ومسألة الأمن القومي. كما تدعم تركيا القوات المناهضة للأسد في شمال سوريا. تسيطر قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، وهي حليفة للولايات المتحدة بقيادة وحدات حماية الشعب (YPG)، القوة القتالية الرئيسية للحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD)، على شمال شرق سوريا. تعتبر تركيا مقاتلي وحدات حماية الشعب فرعًا لحزب العمال الكردستاني (PKK) – وهي جماعة صنفتها الولايات المتحدة وتركيا ككيان إرهابي.

وفقًا لمجموعة الأزمات الدولية، فإن “الركيزتين الأساسيتين لسياسة الأمن القومي [التركية] هما منع تدفق المزيد من اللاجئين وإضعاف، إن لم يكن كسر، سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (وبالتالي حزب العمال الكردستاني) على الشمال الشرقي”.

بالنسبة لنظام الأسد، الذي كان مدعومًا من روسيا وإيران، تضمنت المصالحة سحب تركيا لجميع قواتها البالغ عددها 10 آلاف جندي ودعمها للقوات المتمردة في شمال سوريا – “وهو شرط مسبق وصفته أنقرة بأنه غير مقبول، مستشهدة بمخاوف أمنية بشأن المسلحين الأكراد السوريين”، وفقًا لتقرير الصحفية المخضرمة بورجو كاراكاس لرويترز في ذلك الوقت.

في عام 2022، عندما انطلقت المحادثات بوساطة روسية بين المسؤولين الأتراك والسوريين، اندلعت احتجاجات مماثلة في شمال سوريا. ثم وصلت المحادثات إلى طريق مسدود عندما رفضت تركيا تلبية طلب الحكومة السورية بسحب القوات التركية من شمال سوريا، كما قال الصحفي إزجي أكين، كاتب في موقع المونيتور.

اللاعبون والمجموعات الرئيسية

هناك عدد من اللاعبين الرئيسيين وأصحاب المصلحة المشاركين في سوريا، كل منهم مصالحه الخاصة. من أبرزهم تركيا، بدعمها للجيش الوطني السوري والولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية، وغيرها مثل هيئة تحرير الشام، وهي جماعة إسلامية متشددة. سيطرت الأخيرة، بدعم من عدد من الجماعات المقاتلة الأخرى والجيش الوطني السوري، على حلب وحمص وحماة ودمشق، مما أدى في النهاية إلى سقوط الأسد وفراره إلى روسيا. استغرق الأمر أسبوعين، بدءًا من 27 نوفمبر/تشرين الثاني، مع بدء الهجوم الرئيسي حتى 8 ديسمبر/كانون الأول، عندما سيطرت القوات على حلب. يقول بعض الخبراء إن تركيا لديها بعض الاتصالات مع هيئة تحرير الشام. مع ذلك، فإن مدى قدرة تركيا على التأثير على هيئة تحرير الشام غير واضح.

هناك لاعبون آخرون أيضًا، مثل إيران وحزب الله وروسيا وإسرائيل، التي وسعت الآن احتلالها للجولان السوري لتشمل أجزاء أكبر بكثير من البلاد.

سيطر الجيش الوطني السوري مؤخرًا على بلدتي تل رفعت ومنبج. وفقًا لتحليل أجرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن “منبج هي مفتاح طموحات تركيا في سوريا”، لأنها “آخر منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية غرب الفرات” و”هي مفتاح هدف تركيا المتمثل في دفع قوات سوريا الديمقراطية شرقًا إلى ما وراء النهر، بالتالي تمكين الجيش الوطني السوري من التقدم نحو مدينة كوباني على الحدود التركية”. أوضح “سنان سيدي”، وهو زميل غير مقيم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن هذه الخطوة كانت فرصة لتركيا “للقضاء على قوات سوريا الديمقراطية” وبالتالي “تعزيز مكانته المحلية [أردوغان] لدى الناخبين”.

تتعلق إشارة “سيدي” إلى الناخبين بالمناقشات التي تفيد بأن أردوغان سيحتاج إلى السعي إلى إجراء تغييرات دستورية إذا كان سيترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في عام 2028. في شكله الحالي، يحد الدستور الرئاسة بفترتين مدة كل منهما خمس سنوات. بالفعل، كانت الشرعية وراء ترشيح الرئيس أردوغان في الانتخابات العامة العام الماضي نقطة نقاش. مع ذلك، ترشح وحقق الفوز في الجولة الثانية من التصويت الرئاسي. في الأشهر الأخيرة، كان حزب العدالة والتنمية الحاكم، مع حليفه حزب الحركة القومية اليميني المتطرف، يستكشف فرصة لكسب دعم الحزب الكردي قبل تقديم التعديلات الدستورية. في محاولة للقيام بذلك، أدلى زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، بيان مفاجئ في أكتوبر/تشرين الأول 2024 بشأن الإفراج المحتمل عن زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبد الله أوجلان وإعادة فتح المحادثات مع حزب العمال الكردستاني.

في كلمة ألقاها أمام حزبه في مجلس النواب في 22 أكتوبر/تشرين الأول، قال بهجلي: “ليعلن الزعيم الإرهابي من جانب واحد انتهاء الإرهاب وحل منظمته”. اقترح بهجلي دعوة أوجلان لإيصال هذه الرسالة في جلسة برلمانية لحزب المساواة والديمقراطية الشعبية (DEM).

في وقت سابق من شهر أكتوبر/تشرين الأول، صافح بهجلي أيضًا الزعيم المشارك لحزب المساواة والديمقراطية الشعبية (DEM) المؤيد للأكراد، تونجر باكيرهان. يبدو أن بهجلي قد حصل أيضًا على موافقة حليفه أردوغان، الذي قال في 12 أكتوبر/تشرين الأول، “نجد موقف السيد بهجلي إيجابيًا وذا مغزى لنضال بلدنا من أجل الديمقراطية. ونأمل أن يزداد عدد أولئك الذين يتخذون هذه الخطوات في المستقبل”.

كانت آخر مرة حاولت فيها الحكومة الحاكمة التعامل مع حزب العمال الكردستاني، كجزء من عملية السلام التي بدأت من عام 2013 إلى عام 2015. في النهاية، انهارت محادثات السلام، ونفذت الجماعة عددًا من الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء البلاد بينما انخرط الجيش التركي وقوات الأمن في عمليات ضد الجماعة في العراق وسوريا.

يشكل الأكراد حوالي 18 في المائة من سكان تركيا.

قال جنكيز جندار، عضو البرلمان عن حزب الديمقراطية المؤيد للأكراد في تركيا وخبير في شؤون الشرق الأوسط، في مقابلة مع المونيتور إن هدف تركيا النهائي هو تدمير الحكم الذاتي الكردي في سوريا. في تحليله لمجلس العلاقات الخارجية، كتب هنري جيه باركي، “قد تأمل أنقرة أن تقرر إدارة دونالد ترامب القادمة سحب جنودها التسعمائة من سوريا وإنهاء دعمها لقوات سوريا الديمقراطية”.

يبقى أن نرى ما إذا كانت تركيا قادرة على تحقيق أهدافها في سوريا. كما كتب وليد الحوري مؤخرًا لموقع جلوبال فويسز، “لقد جلب سقوط الدكتاتورية والمشاهد العاطفية والتاريخية لآلاف السجناء الذين تم إطلاق سراحهم من الزنازين الوحشية – بعضهم كان مفقودًا لعقود من الزمن – موجة من الراحة والأمل. لكن هذه المشاعر مصحوبة بخوف عميق. بالنسبة للعديد من السوريين، لا تزال ندوب الحرب والقمع ماثلة في أذهانهم. والثقة في العمليات السياسية هشة، وغياب خريطة طريق واضحة للانتقال يثير المخاوف بشأن الفراغ المحتمل في السلطة أو الاقتتال الداخلي بين الفصائل.

]]>
0
أخيرًا، مستقبل من الأمل بعد 54 عام من حكم السلالة الاستبدادية في سوريا https://ar.globalvoices.org/2024/12/25/89760/ https://ar.globalvoices.org/2024/12/25/89760/#respond <![CDATA[رامي الهامس]]> Wed, 25 Dec 2024 05:34:40 +0000 <![CDATA[أخبار جيدة]]> <![CDATA[أخبار عاجلة]]> <![CDATA[إنجليزي]]> <![CDATA[الجسر]]> <![CDATA[الشرق الأوسط وشمال أفريقيا]]> <![CDATA[الهجرة والنزوح]]> <![CDATA[حروب ونزاعات]]> <![CDATA[سوريا]]> <![CDATA[سياسة]]> <![CDATA[صحافة المواطن]]> <![CDATA[لاجئون]]> <![CDATA[مقالة مختارة]]> https://ar.globalvoices.org/?p=89760 <![CDATA[نحن السوريون نعلم أن هذا النصر لم يأتي بسهولة، بل هو نتيجة سنوات من التضحيات التي قدمها الشهداء والمقاتلون من أجل الحرية وأصوات الناشطين الذين رفضوا الصمت.]]> <![CDATA[

دعونا نحول آلامنا إلى غاية وأملنا إلى عمل

نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية

أعلام الثورة السورية. الصورة تم إنشاؤها بواسطة Canva Pro من قبل الكاتب.

سيظل يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 يتردد صداه إلى الأبد في قلوب السوريين كمنارة للأمل والبعث. اليوم نحتفل بسقوط بشار الأسد الذي طال انتظاره، الطاغية الذي أحكم قبضته الحديدية على سوريا لأكثر من 13 عامًا مؤلمًا منذ انتفاضة 2011، وبعد أن حكمت عائلته البلاد مدة 54 عامًا. تشير هذه اللحظة، التي أتت بعد الكثير من الدماء والعرق والدموع لعدد لا يحصى من السوريين الشجعان، إلى فجر عصر جديد لأمة تتوق إلى الحرية والعدالة.

انتشر خبر هروب الأسد إلى روسيا كالنار في الهشيم، مما أشعل البهجة في جميع أنحاء سوريا وبين السوريين في المنفى. إنه يوم حلمنا به وصلينا من أجله وقاتلنا من أجل تحقيقه. لقد شهدنا لفترة طويلة تدمير وطننا، وفقدان أحبائنا، ومعاناة لا يمكن تصورها لحقت بالمدنيين الأبرياء. اليوم، تتحول تلك السنوات من الألم إلى تنهد جماعي من الراحة واندفاع من الأمل.

نظرة على 13 عامًا من النضال

كانت الرحلة إلى هذه اللحظة التاريخية شاقة للغاية. في مارس/آذار 2011، عندما نزل الشعب السوري إلى الشوارع لأول مرة مطالبًا بالكرامة والحرية والإصلاح، واجه نظامًا رد بالرصاص والقنابل، وقوبلت المظاهرات السلمية في الربيع العربي بالقوة الغاشمة لدكتاتورية يائسة للتشبث بالسلطة. على مر السنين، تصاعد الصراع إلى حرب أهلية مدمرة أودت بحياة مئات الآلاف وشردت الملايين.

على مدى 54 عامًا، كان نظام الأسد يرمز إلى القمع والخوف والدمار، وتحولت مدن بأكملها إلى أنقاض، وعلى مدى السنوات 13 الماضية، تمزقت الأسر بسبب البراميل المتفجرة والهجمات الكيميائية والاعتقالات الجماعية. ومع ذلك، وسط الظلام، أشرقت قدرة الشعب السوري على الصمود. خاطر الناشطون والصحفيون والمواطنون العاديون بكل شيء لتوثيق فظائع النظام، والحفاظ على روح المقاومة حية، وتذكير العالم بمحنة سوريا.

هذه ثورتنا
هذه داريا، بلدة الألف شهيد تحت التعذيب

غالبًا ما تراوحت استجابة المجتمع الدولي بين اللامبالاة وعدم الفعالية. عززت تحالفات نظام الأسد مع روسيا وإيران وحزب الله حتى الصمت العربي قبضته على السلطة، مما أدى إلى إطالة معاناة الشعب السوري. لكن السوريين لم يستسلموا أبدًا. من مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة إلى شوارع المدن المحررة، ظل حلم سوريا الحرة ثابتًا.

سقوط الطاغية

حمزة الخطيب يلاحق الأسد‘. من رسام الكاريكاتير السياسي البرازيلي كارلوس لطوف، المجال العام، عبر ويكيميديا ​​كومنز. كان الخطيب صبيًا سوريًا يبلغ من العمر 13 عامًا قُتل أثناء احتجازه لدى الحكومة السورية في درعا في أبريل 2011. أثار موته مظاهرات حاشدة ضد النظام. المجال العام، من ويكميديا كومنز

بصفتنا سوريين، نعلم أن هذا النصر لم يأت بسهولة. إن النصر الذي تحقق اليوم هو نتيجة لسنوات من التضحيات التي قدمها شهداؤنا، والجهود الدؤوبة التي بذلها مقاتلو الحرية، وأصوات الناشطين الذين رفضوا الصمت. إنه انتصار ولد من الوحدة والتضامن والإيمان الراسخ بمبادئ الحرية والكرامة الإنسانية.

مع رحيل الأسد، تقف سوريا على عتبة بداية جديدة. ولن يكون الطريق أمامنا خاليًا من التحديات. إن إعادة بناء أمة دمرتها الحرب تتطلب الوقت والموارد، وقبل كل شيء المصالحة. ولكن للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن، يمكننا أن نتصور مستقبلًا حيث يمكن للسوريين أن يعيشوا في سلام، دون الخوف والقمع.

إن هذه اللحظة هي فرصة لمداواة جراح الماضي وشق طريق نحو مجتمع ديمقراطي شامل. إنها فرصة لإعادة بناء مؤسساتنا، واستعادة سيادة القانون، وضمان سماع أصوات جميع السوريين – بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسي – واحترامها.

إن عودة اللاجئين إلى وطنهم ستكون رمزًا مؤثرًا لسوريا الجديدة، وستتمكن الأسر التي أجبرت على الفرار من لم شملها، واستعادة منازلها، والمساهمة في إعادة بناء بلدها في النهاية؛ وسوف يتاح الآن للأطفال، الذين نشأوا في المخيمات أو المنفى، الفرصة للازدهار في سوريا حرة ومستقرة.

المضي قدمًا

بينما نحتفل بهذه المناسبة العظيمة، لنتذكر أن عمل إعادة بناء سوريا يبدأ الآن. إنها مهمة تتطلب مشاركة جميع السوريين، سواء في الداخل أو الخارج. معًا، يمكننا إرساء الأساس لأمة متجذرة في العدالة والمساواة والحرية.

لنلتزم بمستقبل لا تتكرر فيه أهوال الماضي أبدًا. ولنضمن أن يكبر أطفالنا في سوريا حيث يمكنهم الحلم بحرية وتحقيق إمكاناتهم الكاملة. لنحول آلامنا إلى غاية وأملنا إلى عمل في “سوريا، وطن الشعب الحر والحرية”، كما قال مالك جندلي، الملحن وعازف البيانو السوري الأمريكي، في نشيده التذكاري في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.

سـوريا سوريا وطنُ الأحرارِ والحُرية

سـوريا سوريا أرضُ السَّنابِلِ الذهبية

يا بلادي يا ممهد الأممم نورُ تُرَاثِها ألهمَ القلم، مَوطِنَ الشرفاء

مَرقدَ الشُهَداء شَمسُنا في السَماء نِسرُنا في العَلاء.

يا بلادي يا نَهرَ العِبَر، يَروي مَجدَها الرُقْمُ والحَجَر

مَوطِنَ الأنبياء أبجَدِيَّـة وغِناء نَدعو رَبَ السَماء لا جَفَاءَ

لا فِـراقْ عن بلادي وأهلي وزيتونِ أجدادي وأنامِلِ الأطفالِ تُرابُ الأحرار

وَطَنُ الحُرية سوريا سوريا وطنُ الأحرار والحُرية

]]>
0
رحلة حزن من غزة إلى القاهرة https://ar.globalvoices.org/2024/09/09/89164/ https://ar.globalvoices.org/2024/09/09/89164/#respond <![CDATA[سمية أشرف محمود]]> Mon, 09 Sep 2024 17:37:47 +0000 <![CDATA[أصالة]]> <![CDATA[الجسر]]> <![CDATA[الشرق الأوسط وشمال أفريقيا]]> <![CDATA[حروب ونزاعات]]> <![CDATA[سياسة]]> <![CDATA[صحافة المواطن]]> <![CDATA[فلسطين]]> <![CDATA[لاجئون]]> <![CDATA[مصر]]> <![CDATA[مقال]]> https://ar.globalvoices.org/?p=89164 <![CDATA[بينما تفكر دانا بسيسو في ألمها العميق بسبب النزوح من منزلها في غزة، تعاني مشتاقة إلى منزلها وسط دمار وحواجز الاحتلال الإسرائيلي.]]> <![CDATA[

“بعيدة 373 كم من منزلي، وخرائط جوجل لا تتمكن من إيجاد طريق عودتي”

نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية

صورة لغزة قبل الحرب. صورة من دانا بسيسو، مستخدمة بتصريح.

نُشرت هذه القصة، بقلم دانا بسيسو، في الأصل على موقع نحن لسنا أرقامًا في 15 مايو/أيار عام 2024، كرواية شخصية في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة. لم تخضع القصة لأي تعديلات: هي شهادة دون أي تحريف لإحدى الشاهدات على الحرب، تنشر  على منصة جلوبال فويسز وفقًا لاتفاقية مشاركة المحتوى.

من المعروف أن للحزن خمس مراحل: الرفض والغضب والتفاوض والاكتئاب والتقبل. يمكنك المرور بجميع المراحل في يوم واحد، أو أن تستمر شهورًا، أو سنوات؛ واحدة تلو الأخرى.

عندما أصبح الحزن أوفى أصدقائي بعد وفاة أبي “سالم” في ديسمبر/كانون الأول 2020، اعتقدت أن ذلك أصعب ما يمكن أن أمر به في حياتي.

لم تكن لديّ فكرة عما كان يدور في القريب. لم أتخيل قط أنني سأعيش في حِداد لبقية حياتي أيضًا.

تزداد قائمة الأشخاص والأشياء التي تدعوني إلى البكاء يومًا بعد يوم. اليوم حزنًا على أبي، وعلى صديقي محمد زاهر حمو، على نزوحنا من منزلنا، وعلى مدينتي المهجورة، حتى على نفسي.

أعاني من 14 كيلومتر

أربعة عشر كيلومتر.

خلال أيام نزوحنا الإجباري إلى مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، كانت المسافة إلى منزلي في مدينة غزة 14 كيلومتر فقط. كنت أتحقق بانتظام من هذه المسافة التي كانت تفصلني عن المنزل. كانت خرائط جوجل تشير إلى المسافة 14 كيلومتر. كنت أشتاق إلى اليوم الذي عندما أبحث فيه عن موقع منزلي على خرائط جوجل، يُظهر لي المؤشر الأزرق أنه هناك فعلًا.

منذ 13 من أكتوبر/تشرين الأول، يوم النزوح، أنام كل ليلة على الأرض، فوق فراش قطني رفيع، وأحلم إنني في غرفتي مستغرقة في النوم على فراشي الوثير.

كنت أحلم بتقليل تلك الأربعة عشر كيلومتر حتى تصل إلى صفر.

غرفة الكاتبة في منزلها بمدينة غزة مع لحافها القرمزي واللوحات المطرزة على الحائط وفرع الأنوار الرائع. صورة من دانا بسيسو، مستخدمة بتصريح.

أتوّق لسريري ولحافي القرمزي واللوحات المطرزة على الحائط، وفرع الأضواء الرائع الذي كان يضيء غرفتي في الليالي المظلمة.

كنت أتساءل عن حال الملابس المغسولة التي تُركت لتجف على منشر الغسيل منذ الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول؛ هل وقعت على الأرض بسبب قوة القنابل الإسرائيلية وتحتاج الآن أن تُغسل من جديد؟ هل فسد الطعام في المُجمد بسبب عدم توفر الكهرباء؟

الزجاجات التي ملأناها مع أختي “لمى”، بعد أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي “يوآف غالانت” الحصار التام على غزة في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول: “أمرت بالحصار التام على قطاع غزة. لن تتوفر الكهرباء، ولا الطعام، ولا الغاز، سيُحظر كل شيء”. هل يمكن لأحدهم أن يكون قد روى عطشه بتلك الزجاجات؟

صرح غالانت: “نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف وفقًا لذلك”. لكن ألا تحتاج الحيوانات لطعام وماء أيضًا؟

عندما تجول بخاطري هذه الأسئلة المروّعة، كنت أتوقف عن التفكير على الفور. من داخل أعماقي، لم أكن أريد إجابة: كنت أريد لمنزلي أن يبقى كما تركته (على الأقل في مخيلتي).

لم يكن هناك وقت للبكاء.

كان عليّ أن أكبت أي مشاعر وأفكار بداخلي؛ لأنجو.

في 24 من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تلقيت خبر استشهاد صديقي محمد حمو نتيجة قصف مسيرات دون طيار الإسرائيلية. مع أنّ وقعه على نفسي [كان عظيمًا]، إلا أني لم أذرف دمعة واحدة.

كان عليّ إنكار مشاعر الخسارة القوية تلك إن أردت النجاة. كان عليّ أن أتذكر الرسائل النصية بمزاح محمد المبهج، التي كان يرسلها لي وسط الإبادة، لأشعر بوجوده هناك.

373 كيلومتر

مؤخرًا، كنت محظوظة لتمكني من الجلاء من غزة والذهاب إلى مصر مع عائلتي. إلا أن الخروج كان ذا حلاوة مُرة.

الحمد لله، لم أعد معرضة لنيران السفن الحربية والقصف العنيف والدبابات المدمرة. إلا إنني أشتاق كثيرًا لمنزلي.

الشارع الذي كان يقع فيه بيت الكاتبة قبل الإبادة. صورة من دانا بسيسو، مستخدمة بتصريح.

يفصلني عن منزلي الآن 373 كيلومتر.

الآن عليّ أن أعاني من 373 كيلومتر.

بينما كنت أتمنى أن تقل المسافة، زادت.

خلال فترة إقامتي في النصيرات، كانت الدبابات الإسرائيلية المسببة للخراب، في منطقة نتساريم، كحواجز. زادت قائمة الحواجز هذه الأيام.

حاليًا، لأتمكن من الوصول إلى المنزل يجب أن أسلك طريق طويل جدًا بالسيارة حتى معبر رفح وقضاء ساعة هناك لأصل إلى نقطة التفتيش العسكري الإسرائيلية حديثة الإنشاء في نتساريم، وبعدها 20 دقيقة أخرى.

إلا إنه من المستحيل القيام بهذه الرحلة؛ من المحظور على الغزاويين العودة إلى شمال قطاع غزة. إن عادوا؛ فإن الجنود الإسرائيليين سيطلقون عليهم النار ويقتلوهم.

تخيل أن يحظروا عليك العودة إلى منزلك. نعم، أنا أبكي الآن.

إن المشاعر النقية والقوية التي انفجرت بداخلي بعد الوصول إلى مصر جعلتني متحيرة. مع أنّني صديقة قديمة للحزن، إلا إنني لم أكن مستعدة لتلك الظروف.

الشارع الذي كان يقع فيه منزل الكاتبة —المهجور حاليًا— في ظل الإبادة. صورة من فاطمة حسونة، مستخدمة بتصريح.

ذات يوم، بينما كنت أدردش عبر تطبيق واتساب مع مجموعة من أصدقائي، أرسل أحدهم ملصقًا كان محمد يحبه جدًا مصحوبًا بجملة: “ملصق محمد الله يرحمه”.

أدركت في نفس هذه اللحظة أن محمدًا لم يعد بيننا بعد، وأجهشت بالبكاء.

بكيت على محمد، وعلى حالي، وعلى منزلي المهجور، وعلى جميع الأشخاص الذين فقدتهم.

الآن، عندما أفكر بمحمد، يخطر ببالي اقتباس لجون غرين: “بعض اللانهائيات أكبر من بعض اللانهائيات الأخرى”. محمد —شعاع الأمل— منحنا —نحن أصدقاءه— “اللانهائية” خلال الأيام المعدودة التي قضاها معنا. ولذلك السبب، أنا ممتنة له جدًا.

أصبح شارعي رماديًا

ذات ليلة، كنت أشاهد قصصًا على تطبيق إنستجرام، ألقيت نظرة على آخر الأخبار في غزة، عندما نشرت مصوّرة من شمال القطاع مقطع فيديو للشارع الذي يقع فيه منزلي.

لم أتعرف عليه في البداية. كان باهتًا: حولته النفايات والحطام إلى اللون الرمادي.

انكسر قلبي لذلك المشهد.

لم أقدر على استيعاب أن المكان الذي كان مشرقًا في السابق وذا طاقة وحيوية، أصبح رمادًا وترابًا.

كيف أصبحت زرقة البحر رمادية؟  كيف كُتم الهواء بهذه الطريقة؟ كيف تحولت حياتي كلها إلى شيخوخة في غمضة عين؟

بكيت أمام الصور. إذا كان هذا الدمار حدث في الشارع فقط، فمَا حال المنازل الصامدة؟ ومنزلي؟

هل تحول لحافي القرمزي إلى اللون الرمادي؟ أم ما زال قرمزيًا كما أتذكره؟

أشتاق لمنزلي. أشتاق لكل ما يحويه وكل ما يمثله. كما يقولون “المنزل هو الوطن”. لا يهم سواء أكان كوخًا أو قصرًا، معنى الانتماء إلى المكان هو ما يجعله وطنًا.

كانت مدينة غزة وطني. وأشتاق إليه بحرارة.

إيجاد طريق للوصول إلى المنزل

لقطة شاشة من هاتف الكاتبة. صورة من دانا بسيسو، مستخدمة بتصريح.

اليوم —بعد مرور أكثر من 200 يوم— ما هو شعور العودة إلى المنزل؟

اليوم، كل مرة أبحث فيها عن منزلي تخرج لي خرائط جوجل رسالة “لا يمكن العثور على طريق للوصول إلى هذه الوجهة”، لكنني واثقة من أنه عاجلًا أم آجلًا سيكون هناك طريق ما.

أعتقد… لا، أنا متأكدة من أن هذه 373 كيلومتر ستتلاشى، وأن كل الحواجز ونقاط التفتيش العسكرية ستُمحى، مثلها مثل الاحتلال الإسرائيلي، وسأعود إلى وطني.

]]>
0 31.4432240 34.3600082
تعاضد البنجلادشيون لمساعدة المجتمعات المتضررة من الفيضان https://ar.globalvoices.org/2024/09/09/89161/ https://ar.globalvoices.org/2024/09/09/89161/#respond <![CDATA[مها كمال]]> Mon, 09 Sep 2024 12:29:02 +0000 <![CDATA[إنجليزي]]> <![CDATA[الأعراق والأجناس]]> <![CDATA[الدعم الإنساني]]> <![CDATA[النشاط الرقمي]]> <![CDATA[بنجالي]]> <![CDATA[بنجلاديش]]> <![CDATA[بيئة]]> <![CDATA[تطوير]]> <![CDATA[جنوب آسيا]]> <![CDATA[حقوق الإنسان]]> <![CDATA[حكم]]> <![CDATA[صحافة المواطن]]> <![CDATA[طعام]]> <![CDATA[علاقات دولية]]> <![CDATA[كوارث]]> <![CDATA[لاجئون]]> <![CDATA[مقال]]> <![CDATA[مقالة مختارة]]> <![CDATA[موسيقى]]> https://ar.globalvoices.org/?p=89161 <![CDATA[تشهد بنغلاديش جولة أخرى من الفيضانات المدمرة، حيث يهرع المتطوعون حول البلاد للمناطق المنكوبة بالشاحنات والقوارب المحمولة والقوارب السريعة وإمدادات المساعدة.]]> <![CDATA[

البنجلادشيون يتحدون للإغاثة والإنقاذ رغم فشل الاستعدادات

نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية

August 2024 Bangladesh floods. Screenshot from a news video on YouTube by Al Jazeera News. Fair Use. فيضانات بنجلاديش في أغسطس-آب،التقطت الصورة من مقطع فيديو إجباري على اليوتيوب للجزيرة الإخبارية <a href="https://www.youtube.com/watch?v=QuNpHqMMNIc">news video on YouTube</a>

فيضانات بنغلاديش في أغسطس/آب، الصورة من مقطع فيديو إخباري على يوتيوب للجزيرة الإخبارية. استخدام عادل.

تتعرض اثنتا عشرة مقاطعة على الحدود الشرقية لبنغلاديش لأسوأ فيضانات منذ تسجيل الحوادث، فقد حوصر ملايين من الناس، بلا مأوى ولا طعام، وارتفع عدد الوفيات إلى ٥٢ ضحية.

يهرع المتطوعون من حول البلاد للمناطق المتضررة، بالشاحنات والقوارب المحمولة والقوارب السريعة ومعدات المساعدة، ينقل الكثير الأطعمة الجافة والدواء والمياه الصالحة للشرب والأرز والعدس، في شاحنات مغطاة وحافلات صغيرة، بالإضافة لإسهام عدد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية براتب يوم لصندوق المساعدة، كما أعلن مشغلي خدمات الهاتف المحمول في البلد بخدمات اتصال وإنترنت مجانية لضحايا الفيضان.

كما يتبرع مواطنون عاديون بالمال والإمدادات للمتطوعين حسب إمكاناتهم، حيث جاء أشخاص من جميع مناحي الحياة من القطاعات العامة والخاصة لمساعدة الضحايا، ووصفته وسائل التواصل الاجتماعي “بنغلاديش المتحدة” لمواجهة الكارثة.

نشر الصحافي مهدي حسن معروف على منصة إكس:

تزداد الفيضانات سوءًا حيث يرتفع مستوى ثمانية أنهار فوق مستوى الخطر، مما ترك خمسة ملايين قد تقطعت بهم السبل في كوميلا وفيني وتشاتوغرام وخاغرتشاري ونوخالي ومولفيبازار، حيث انقطعت الكهرباء وأغلقت الطرق. كذلك يتوقع هطول كثير من الأمطار حيث بلغ ارتفاع أنهار غوماتي لأعلى مستوى له منذ أربعين عامًا.

تعرف بنغلاديش باستجابتها القوية في إدارة الكوارث، وأسس البلد لجانًا لإدارة الكوارث على مستوى الحكومة المحلي ممتدة إلى المراكز النقابية والمحلية، لكن بعد إطاحة رئيس الوزراء الشيخة حسينة في ٥ أغسطس/آب ٢٠٢٤ خلال الانتفاضة، هرب أغلب قادة المحليات المنتميين للنظام المستبد السابق مما أدى لانهيار المنظومة المحلية للحكومة، ونتيجة لذلك، بالرغم من التنبؤات بهطول أمطار كثيفة ووقوع فيضانات مدمرة، لا يوجد تحضير كافي لتخفيف الضرر أو التصدي للأزمة الإنسانية، بينما تعجز الجهود المبذولة من المتطوعين تحت إشراف الحكومة المحلية، يتحد الشعب لمساعدة المتضررين من الفيضانات.

صوربيبلاب ساركر محنة المتضررين من الفيضانات في لوحات وتم نشر الصورة بعد الموافقة بالنش. <a href="https://www.facebook.com/photo/?fbid=10161993278537445&amp;set=a.10158723355307445">Image</a>

صور بيبلاب ساركر محنة المتضررين من الفيضانات في لوحات. نُشرت الصورة بعد الموافقة.

الطلبة في طليعة الجهود

قادت منصة تدعى طلاب ضد التمييز احتجاجات مناهضة للحكومة. في ٢١ أغسطس/آب أعلن اثنان من منسقي التنظيم “جمع حاشد من الإغاثات”، ثم تبعها احتشاد الآلاف من الأشخاص في مركز خدمة الطلاب والمعلمين في جامعة دكا للتبرع بإمدادات الإغاثة. وصل الناس بأعداد كبيرة حاملين إمدادات المساعدة بسيارتهم الشخصية والحافلات العاملة، مع الغاز الطبيعي وعربات الركشة، منهم سلمها باليد.

شاركت المستخدمة جين علام مقطع فيديو لجهود المساعدة في المركز على منصة إكس:

يكتظ المركز بالسيارات والأشخاص، تمتلئ كل مركبة بسلل الإغاثة التي جمعتها المبادرات الفردية، حيث أتى كثير من الناس للتطوع، ما جعل  المتطوعون يعملون بلا كلل لإدارة تدفق الإمدادات. هذه بنغلاديش الذي نريد رؤيتها.

نشر المستخدم إم صورة على منصة إكس، يظهر فيها الأطفال يتبرعون بالمال المدخر لصندوق المساعدات:

تبرع كثير من الأطفال الصغار بكل ما لديهم من مال يحتفظون بها في حصالاتهم. الموقع- مكتب جمع الإغاثة

جمعت مبادرة حركة الطلاب المناهضة للحكومة في أول أسبوع من الحملة أكثر من ٧٧.٨ مليون تاكا البنجلاديشية (٦٥٠ ألف دولار أمريكي)، بالإضافة لمئات الشاحنات من أجل نقل كم هائل من بضائع المساعدة المتبرع بها.

نشر المستخدم باسم “المتظاهر” على إكس، تشكيل وحدة بين شعب بنجلاديش لمواجهة الكارثة:

وحدة شعب بنجلاديش. هذه الأمة لن تخضع أبدًا لأحد. يوليو/تموز: متحدون للإطاحة بالفاشية حسينة رئيسة الوزراء السابقة. أغسطس/آب: اتحدوا مرة أخرى لمساعدة ضحايا الفيضانات.

نشرت الحكومة المؤقتة قوات الجيش لإنقاذ ضحايا الفيضانات، كما وفر الفريق الطبي التابع للجيش المساعدة الطبية.

يقوم الجيش البنغلاديشي بعمليات إنقاذ في المناطق المتضررة بالفيضانات.

غمرت منصات وسائل التواصل الاجتماعي الصور ومقاطع الفيديو للمتطوعين من مناطق عدة للبلد، إلى جانب الجيش والبحرية وخفر السواحل، في الشاحنات والقوارب السريعة والقوارب لإنقاذ من تضرر من الفيضانات.

نشر المستخدمة أنيكا التالي:

هذه بنجلاديش المتناغمة والمترابطة، يتوجه المتعاطفون من تشاتوغرام  بمئات القوارب إلى مناطق فيني المتضررة بالفيضانات.

بما إن بنغلاديش دولة ذات أغلبية مسلمة بها أكثر من ثلاث الآلاف مسجد دعت المؤسسات الدينية الناس لدعم ضحايا الفيضانات في أثناء أوقات الصلاة، كما جمعت كثير من المساجد التبرعات وأبلغت مؤسسة السنة وهي جمعية خيرية بتلقي أكثر من ٢٠٠ مليون تاكا بنغلاديشي (١.٦٧ مليون دولار أمريكي) إسهامـًا للإغاثة من الفيضانات، واسُتخدمت تلك الصناديق لإجراء عمليات الإغاثة في المناطق المتضررة، وبالمثل تبرع ممن يعتنقون الديانة الهندوسية لضحايا الفيضانات من ميزانيات الاحتفالات الدينية الخاصة بهم.

شوهد المتطوعون يتجهون لكل بيت، من باب إلى باب، في مناطق متعددة في البلد لجمع مساعدات الإغاثة. نشر المستخدم “إم دي الأمين ميا” على إكس:

نحن في الطريق، ومن الواضح أننا نعيش في أرض لالون (القديس الصوفي)، ونتغنى بأغنية لولان ونحن نسلم المساعدات للأهالي المتضررين من الفيضانات بدعم من الأفراد المتعاطفين، هذا هو يومنا الثاني وقد انضم غريب آخر، ماجورا

تم عقد حفلة موسيقية خيرية في راجو سكلبتشر في جامعة دكا لجمع الأموال لضحايا الفيضانات، كما صاحب المساهمات المالية جمع أقراض تنقية المياه والأدوية الضرورية والأطعمة الجافة والفوط الصحية، كتب صحافي هندي نافين إس غارويل:

تؤدي الفرق الموسيقية عروضًا في دكا من أجل مساعدة المتضررين من الفيضانات.

كذلك تواجه الحيوانات خطرًا كبيرًا نتيجة الفيضانات وأتى الناس من أجل مساعدتهم أيضًا كما نشر المستخدم أجاي جو من الهند:

لا يمكن لأحد أن يفرقنا. لا زال التفكير في الأشخاص المتضررين من الفيضان والحيوانات في الأذهان والصلوات.

من أجمل السمات في بنجلاديش هي كيفية عمل الناس لمساعدة بعضهم عند وقوع أي كارثة، ها هو دليل آخر، فيضان هذا العام.

طلبت الحكومة البنغلاديشية دعمًا بميزانية ٣٠٠ مليون دولار من مصرف التنمية الأسيوي، لإعادة تأهيل المناطق المنكوبة من الفيضانات، كما بدأ محمد يونس كبير مستشاري الحكومة المؤقتة بجمع الأموال من منظمات غير حكومية والمانحين للبلد بما يقدر بميزانية ١٠٠ مليون  تاكا بنغلاديشي (٨٣٥،٥٠٠ دولار أمريكي) لإعادة التأهيل بعد الفيضان.

راجع تغطيتنا الخاصة: الاضطرابات في بنغلاديش

]]>
0
من الثورة إلى المنفى: رحلة الناشطة الإيرانية نسرين بصيري https://ar.globalvoices.org/2024/09/02/89068/ https://ar.globalvoices.org/2024/09/02/89068/#respond <![CDATA[Esraa Alhasan]]> Mon, 02 Sep 2024 17:19:41 +0000 <![CDATA[ألمانيا]]> <![CDATA[أوروبا الغربية]]> <![CDATA[إنجليزي]]> <![CDATA[إيران]]> <![CDATA[الجسر]]> <![CDATA[الشرق الأوسط وشمال أفريقيا]]> <![CDATA[النساء والنوع]]> <![CDATA[الهجرة والنزوح]]> <![CDATA[صحافة المواطن]]> <![CDATA[لاجئون]]> <![CDATA[مقالة مختارة]]> https://ar.globalvoices.org/?p=89068 <![CDATA[رحلة نسرين بصيري من بريق أمل الثورة الإيرانية إلى المنفى في برلين: تجسيد كفاح نساء إيران الدؤوب نحو الحرية.]]> <![CDATA[

قصة حراك وصمود بين أزمة إيران وملاذ برلين

نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية

نسرين بصيري، تصوير: يانا كازيوليا (النشر بإذن من المصوِّرة)

هذه القصة جزء من سلسلة “صور من المنفى“، التي تبرز تجارب النساء الإيرانيات في الشتات في سعيهن لتحقيق الحرية وإبراز صمودهن. تأتي هذه القصة تكريمًا للذكرى المأساوية لوفاة مهسا جينا أميني، الشابة الكردية التي قُتلت في الثانية والعشرين من عمرها، على يد شرطة الأخلاق لعدم تغطية شعرها بالكامل، في حادث أشعل احتجاجات واسعة النطاق في إيران، لا تزال مستمرة إلى اليوم، رغم تصاعد ممارسات الحكومة القمعية.

عندما سقطت البهلوية في إيران عام 1979، كانت نسرين بصيري، التي كانت آنذاك في الثالثة والثلاثين من عمرها، من بين الإيرانيين في الخارج الذين عادوا إلى بلدهم على الفور.

كانت نسرينK بوصفها ناشطة سياسية ذات خلفية يساريةK ترتقب العودة إلى بلدها بحماس، آملة العيش بحرية بعد انتهاء حكم الشاه.

تقول إنها كانت لتصل قبل روح الله الخميني، زعيم الثورة الإسلامية الأول، “لو تسنى لها الحصول على تذاكر”، إلا أنها وصلت بعد يومين كما تتذكر.

لم تسر عودتها وفق رغباتها وتوقعاتها، فمع عودة الخميني من باريس إلى طهران في فبراير/شباط من ذلك العام، بدأ رجال الدين في الاستيلاء على السلطة، وتضاءلت الفرص أمام أولئك الذين لم يمتثلوا لسلطتهم.

حصلت نسرين على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة غراتس في النمسا، وعاشت في برلين بألمانيا قبل الثورة الإيرانية، حيث دَّرست في كلية الاقتصاد ببرلين.

تروي نسرين بصيري قصتها ونحن جالستين في شقتها ببرلين، حيث يفتح الباب على حديقة مسوَّرة بأشجار الحور والشجيرات المزدهرة؛ تقول: “تصورت أنه يستحيل وصول المتطرفين الدينيين إلى السلطة، كنت أومن بأن إيران بها الكثير من النساء الناشطات والمتعلمات، بما يجعل من غير المحتمل أن يسيطر المتطرفون”، ثم تضيف: “لقد استهنت بالهيكل الديني وقوة المساجد التي شكلت مقرًا لهم، واستهنت كذلك بما يقدرون عليه من عنف”.

أصبح طابع العنف في النظام الجديد جليًا، بعد تنفيذ إعدامات جماعية لعدة آلاف من المعارضين السياسيين المعتقلين في السجون خلال الثمانينيات، وكان معظمهم من اليساريين، ثم امتد هذا العنف ليتجاوز حدود إيران، ومستهدفًا المعارضين في الخارج، من بينهم أربعة ناشطين سياسيين أكراد قُتلوا بالرصاص عام 1992 في مطعم ميكونوس في فيلمسدورف ببرلين، أحدهم صديق نسرين.

الهروب من إيران، والعودة إلى الحراك في برلين

اضطرت بصيري للفرار بعد أربع سنوات وتسعة أشهر من وصولها إلى إيران، عملت خلالها بالتدريس في جامعة طهران، وأسست الاتحاد الوطني للنساء، وعاشت في الخفاء مدة عامين.

عندما رأت جامعة طهران أسوأ أيامها بإغلاقها في ظل “الثورة الثقافية” للنظام الجديد، هربت إلى تركيا، وتمكنت من عبور الحدود سيرًا على الأقدام بمساعدة دليل محلي – غالبًا ما يُلقَّب خطأ “مهرب”.

طلبت بصيري اللجوء إلى برلين في ديسمبر/كانون الأول 1983، وبدأت حياتها في المنفى. تتذكر شعورها بالإعياء عند رؤية حافلة نقل الركاب في مطار المدينة، لأنها رمزت لواقع عودتها. خاطرت بحياتها للهروب من إيران، ثم وجدت أنها غير سعيدة بالعودة إلى ألمانيا. رغم القيود المالية، استأنفت نشاطها السياسي ضد الحكام من رجال الدين في طهران.

في برلين الغربية -عاصمة ألمانيا الغربية آنذاك- أصبحت بصيري جزءًا من مجتمع مثَّل ملاذًا للعديد من المعارضين السياسيين الإيرانيين في الثمانينيات، حيث كانوا يدخلون أولًا إلى برلين الشرقية، قبل شق طريقهم إلى بر الأمان في برلين الغربية. أفادت بصيري من إجادتها اللغة الألمانية في مساعدة موجات كبيرة من اللاجئين الإيرانيين في شؤونهم اليومية.

ثم أصبحت عضوة في مجلس اللاجئين في برلين، الذي كان مجلس اللاجئين الوحيد في ألمانيا في ذلك الوقت، ولعبت دورًا رئيسيًا في تأسيس مركز اللاجئين السياسيين الإيرانيين، الذي لا يزال يعمل في منطقة نويكولن ببرلين، وفقًا للمركز، تقدَّم 215,451 إيرانيًا بطلب لجوء إلى ألمانيا بين 1984 حتى نهاية عام 2023.

كان لبصيري دور كبير في تشكيل مجموعات حراك إيرانية عديدة، بينها مجموعات نسائية وإعلامية، بتصميم وإخراج البرنامج الفارسي على راديو مولتيكولتي RBB (راديو برلين براندنبورغ) للإيرانيين المقيمين في برلين، وساهمت كذلك في وسائل إعلامية أخرى، وكتبت مدونة، وألفت كتابًا -أصبح فيما بعد من الكتب الأكثر مبيعًا- يلقي الضوء على الوضع في إيران.

بعد عقود من مساعدتها في إضفاء الطابع المؤسسي على المجتمع المدني الإيراني في المنفى في برلين، وتلقيها الإعجاب والنقد على حد سواء، تقاعدت بصيري عام 2019 من دورها المهني بصفة مسؤولة المساواة في كلية الفنون بفايسنسيه، إلا أنها استمرت في نشاطها كصحفية مساهمة في الإعلام الألماني، وأصبحت عضوة في المجلة الإلكترونية “إيران جورنال“، التي تقدم معلومات عن مجريات الأحداث في إيران باللغة الألمانية.

البحث عن ‘الوطن’ بين الإيرانيين

تخبرني بصيري أن برلين هي موطنها من الناحية العملية، ثم تكمل موضحة: “لدي شقة هنا ومهام حياتية، إلا أنه من الناحية العاطفية، برلين ليست موطني، ولم تكن كذلك أبدًا، أقضي معظم وقتي مع الإيرانيين، وأفضِّل بعض الجوانب الثقافية والاجتماعية الإيرانية”.

بالنسبة لبصيري، فإن حركة “زن، زندگی، آزادی” (امرأة، حياة، حرية) الثورية في إيران، والمستمرة حتى اليوم مع المقاومة اليومية للنساء الإيرانيات داخل البلاد، تختلف عما شهدته من حركات سابقة، تقول موضحة: “حتى الرجال العاديين في إيران انضموا للحركة ودعموا النساء”، ثم تضيف: “يعتقدون أنه لا ينبغي أن يسمحوا بعد الآن بأن يُعرَّفوا بتمييزهم النوعي ضد النساء. حتى الشجاعة التي عُرفت بكونها من سمات الرجولة لوقت طويل، لم تعد حكرًا على الرجال بعدما خرجت الفتيات الشابات للاحتجاج وضحوا بأرواحهن من أجل الحرية”.

تؤكد نسرين قائلة: “كانت تأتي القوة من فوهة البندقية، لكن هذه المرة، وُلدت قوة النساء الإيرانيات من رحم شغفهن بالحرية، بينما كنّ يحرقن حجابهن ويرقصن أو يغنين في شوارع المدن الإيرانية، لن يمكن إيقافهن”، ومع كونها -في التاسعة والسبعين من عمرها- لا تعتبر نفسها شخصًا متفائلًا، فهي ترى أن انتفاضة عام 2022 لا رجعة فيها.

]]>
0
بولندا تخطط لإغلاق آخر المعابر الحدودية مع بلاروسيا نتيجة أزمة الهجرة https://ar.globalvoices.org/2024/07/09/88820/ https://ar.globalvoices.org/2024/07/09/88820/#respond <![CDATA[شيماء محروس]]> Tue, 09 Jul 2024 04:52:41 +0000 <![CDATA[أوروبا الشرقية والوسطى]]> <![CDATA[إنجليزي]]> <![CDATA[الأعراق والأجناس]]> <![CDATA[الدعم الإنساني]]> <![CDATA[الموجز]]> <![CDATA[الهجرة والنزوح]]> <![CDATA[بولندا]]> <![CDATA[حروب ونزاعات]]> <![CDATA[حقوق الإنسان]]> <![CDATA[حكم]]> <![CDATA[روسيا البيضاء]]> <![CDATA[صحافة المواطن]]> <![CDATA[علاقات دولية]]> <![CDATA[لاجئون]]> <![CDATA[مقال]]> <![CDATA[مقالة مختارة]]> https://ar.globalvoices.org/?p=88820 <![CDATA[كما هو الحال في فنلندا، فإن الحديث في بولندا يدور حول استغلال الهجرة كأداةٍ بأيدي دولة أجنبية معادية ما، لا عن الاحتياجات الإنسانية لأولئك المُهجَّرُون.]]> <![CDATA[

صراع بين أفكار الأمن واللجوء

نُشر في الأصل في Global Voices الأصوات العالمية

سياج من الأسلاك الشائكة. صورة من إيدهينشليف، نُشرت على موقع أن سبلاش

أعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي مساء يوم 22 يونيو/حزيران أن السلطات تدرس حاليًا إغلاق معبرين حدوديين نشطين على حدودها مع بيلاروسيا وفقا لما نقله المنفذ الإعلامي البلاروسي المستقل بيلسات. قال سيكورسكي (حسبما أفادته صحيفة بيزنس إنسايدر):” نحن بصدد النظر في إغلاق جميع المعابر الحدودية نتيجة للتدابير البيلاروسية”.

أوضح سيكورسكي أن الحكومة حاليًا تقرر “ما إذا كان هذا يضر بالاقتصاد أم لا”، وأضاف الوزير: “أغلق الفنلنديون المعابر الحدودية مع روسيا، وانتهت المشاكل”، ولم يُدلِ بأية تفاصيلٍ إضافية.

كما أوردت صحيفة دويتشه فيله (DW) أن فنلندا شهدت وصول حوالي 1300 مهاجر إلى نقاط التفتيش المشتركة مع روسيا في أواخر عام 2023، وبناءً عليه أغلقت جميع حدودها مع روسيا إلى أجلٍ غير مسمى في أبريل/ نيسان 2024.

من جانبه كتب د.استيفن فيليبس (من معهد حقوق الإنسان بجامعة أوبو أكاديمي الفنلندية) في رسالةٍ عبر البريد الإلكتروني إلى منظمة جلوبال فويسز:

I've been following the developments on the Poland–Belarus border. On that border we are seeing now a clear clash between ideas of security and asylum, with the security voices by far the louder. When this security driven approach dominates there is a very real risk that safety of migrants and international law becomes less of a focus, or is sidelined entirely. Like in Finland, the talk in Poland is of instrumentalized migration driven by a hostile foreign state, not of the humanitarian needs of those on the move. This sets a potentially dangerous path away from protection and respect for fundamental rights.

كنت أتابع التطورات المتعلقة بالحدود البولندية البلاروسية، نحن نشهد الآن صراعًا جليا بين الأفكار المؤيدة للأمن واللجوء بخصوص بتلك الحدود، حيث تعالت الأصوات المؤيدة للأمن. ثمة احتمال كبير للغاية ألا تحظى سلامة المهاجرين والقانون الدولي بالاهتمام المطلوب بل قد يُضرب بهم عرض الحائط؛ إذا ما هيمن هذا التوجه المنقاد بالدوافع الأمنية. كما هو الحال في فنلندا، فإن الحديث في بولندا يدور حول استغلال الهجرة كأداةٍ بأيدي دولة أجنبية معادية ما، لا عن الاحتياجات الإنسانية لأولئك المُهجَّرُون. هذا من شأنه أن يمهد طريقا محتملا عواقبه وخيمة على الحماية واحترام الحقوق الأساسية.

توافد الآلاف من مهاجري الشرق الأوسط وأفريقيا على الحدود الفاصلة بين بيلاروسيا وليتوانيا، إثر العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على بيلاروسيا بسبب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، في صيف عام 2023.

نقلت صحيفة (DW) أن بولندا ودول البلطيق قد اتَّهموا الزعيم البيلاروسي ألياكسندر لوكاشينكا وروسيا بتنسيق تدفق المهاجرين ذلك، الذي تفاقم إلى أزمة حدودية طويلة الأمد، وقد أوقف حرس الحدود من بولندا وجيرانها حوالي 150 ألف محاولة عبور غير قانونية، معظمها متجهة إلى بولندا، من جانبه صرح المتحدث باسم حرس الحدود البولندي أندرزيا جوزوياك في مقابلة أجراها مع صحيفة (DW) أن تلك الأزمة ناجمة عن الإجراءات التي تبنتها بيلاروسيا، مما أدى إلى إنشاء طريق هجرة مصطنع. يعتقد مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن روسيا وبيلاروسيا تحاولان زعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي، حيث يحمل 90 بالمائة من المهاجرين المتواجدين على حدود بولندا تأشيرات روسية.

في الوقت نفسه، حسبما أفاد موقع جلوبال إشيوز (قضايا عالمية) في أبريل/ نيسان 2024، مازالت أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي متدهورة للغاية، حيث تُدين المنظمات الحقوقية تصدي حرس الحدود العدواني لإعادة اللاجئين على كلا الجانبين وذلك منذ أن بدأت في صيف 2021. كما دفع قمع المنظمات غير الحكومية في بيلاروسيا الامتناع عن مساعدة المهاجرين، ولم يتركوا لهم سوى معوناتً إنسانيةٍ شحيحة، رغم تولي بعض المنظمات الدولية تقديم الخدمات، إلا أن الناشطين يخشون عدم كافيتها. أشارت إنيرا برونيتسكايا من منظمة هيومان كونستانتا غير الحكومية البيلاروسية، التي تعمل حاليًا من بولندا، إلى تزايد العنف ضد اللاجئين وعدم دعمهم بسبب تجريم النشاط الحقوقي في بيلاروسيا.

علاوة على ذلك، فإن حرس الحدود التابعين للاتحاد الأوروبي في بولندا ولاتفيا وليتوانيا متهمون باستخدام أساليب عنيفةٍ، ولا إنسانيةٍ ضد المهاجرين، منتهكين بذلك حقوقهم في طلب اللجوء وذلك على نحو منتظم. أبلغ بارتيك رومينشيك التابع للمنظمة البولندية غير الحكومية (نحن نراقب) (WAM) عن العديد من حالات الاعتداء الجسدي وطلبات اللجوء المهملة، مما ترك المهاجرين عالقين في أوضاعٍ مزريةٍ على الحدود. وصفت جوانا لادوميرسكا من منظمة أطباء بلا حدود (MSF) هذه المنطقة بأنها “منطقة الموت”، حيث يُحاصر اللاجئون بين أسوار الاتحاد الأوروبي والأسلاك الشائكة البيلاروسية، ويُمنع وصول المنظمات غير الحكومية لتقديم المساعدات اللازمة.

]]>
0